عثمان بن عفان

من ويكي علوي
مراجعة ١٥:٢٧، ٣ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''عثمان بن عفان''' من أصحاب رسول الله{{صل}} وثالث الخلفاءالثلاثة بعد النبي (ص). أسلم على يد أبي بكر، وكان أول من هاجر إلى الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة، [[المؤاخاة بين الصحابة|وآخى]...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عثمان بن عفان من أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم وثالث الخلفاءالثلاثة بعد النبي (ص). أسلم على يد أبي بكر، وكان أول من هاجر إلى الحبشة، ثم هاجر إلى المدينة، وآخى رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين أوس بن ثابت بن المنذر، كان كاتباً للنبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم، وأرسلهصلى الله عليه وآله وسلم سفيراً عنه إلى قريش قبل صلح الحديبية سنة 6 هـ، اشترك في معركة أحد، وكان من الفارين منها.

تولى عثمان بن عفان الحكم نتيجة للشورى السداسية التي أوصى بها عمر بن الخطاب قبل موته، وفي سنة 35 هـ قام مجموعة من الصحابة، وبعض المسلمين بالثورة عليه بعد أن نقموا عليه بسبب بعض أعماله، ومنها: إرجاعه طريد رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم الحكم بن أبي العاص وابنه مروان إلى المدينة، وإعطاؤه مروان الكثير من الأموال، وتأميره للأحداث من بني أمية على رقاب المسلمين، ونفيه لأبي ذر الغفاري إلى الشام ومن ثم إلى الربذة، وضربه لعبد الله بن مسعود، وعمار بن ياسر، وقد كان من أشد المحرضين عليه طلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعائشة بنت أبي بكر.

سار مجموعة من الثوار من بعض الأمصار الإسلامية (مصر - البصرة - الكوفة) بناءً على طلب من الصحابة الذين كانوا في المدينة، لمطالبة عثمان بن عفان بإصلاح بعض الأمور التي نقموا بسببها عليه، فلم يُحقق لهم عثمان مطالبهم، فطالبوه بخلع نفسه عن الحكم، فأبى ذلك، فحاصروه أربعين يوماً، وقام أحد أنصار عثمان بقتل أحد الصحابة فطالبه الثوار أن يُسلّمه لهم فامتنع عن تسليمه، فدخلوا عليه البيت وقتلوه.

قُتِلَ عثمان سنة 35 هـ، وكان عمره اثنتين وثمانين سنة، وبقي ثلاثة أيام بلا دفن، ثم قام البعض لدفنه، فلما بلغوا به البقيع منعهم من دفنه فيه رجال من بني ساعدة، فردّوه إلى حش كوكب، فدفنوه فيه.

هويته الشخصية

هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي.[١] كنيته أبا عبد اللَّه، [٢] وكان يكنى في الجاهلية أبا عمرو.[٣] قالب:شجرة بني أمية

ولادته ووفاته

  • ولادته: ولد قبل عام الفيل بستة أعوام، وقيل: بعده بستة أعوام،[٤] وكان ولادته سنة 47 هـ - 577 م.[٥]
  • وفاته: قُتِلَ بالمدينة يوم الجمعة لثماني عشرة أو سبع عشرة خلت من ذى الحجة،[٦] سنة 35 هـ - 656 م،[٧] وكان عمره اثنتين وثمانين سنة، وقيل: ست وثمانون سنة، وقيل: كان عمره تسعين سنة.[٨]

زوجاته وأولاده

ولد لعثمان بن عفان ذكوراً وإناثاً، وهم كل من:

  1. عبد الله الأكبر، توفي وهو ابن ست سنين، ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبره، وأمه: رقية بنت النبيصلى الله عليه وآله وسلم.
  2. عبد الله الأصغر، وأمه: فاخته بنت غزوان.
  3. عمرو، وعمر، وخالد، وأبان، ومريم، وأمهم: أم عمرو بنت جندب بن عمرو بن حممة من الأزد من دوس.
  4. الوليد، وسعيد، وأم عثمان، وأمهم: فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم.
  5. عبد الملك، لا بقية له، توفي رجلاً، وأمه: أم البنين بنت عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر.
  6. عائشة، وأم أبان، وأم عمرو، وأمهم: رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس.
  7. أم خالد، وأروى، وأم أبان الصغرى، وأمهم: نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص.[٩]

صفاته

كان رجلاً ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الوجه، رقيق البشرة، بوجهه أثَر جُدري، كبير اللحية عظيمها، أسمر اللون، أصلع، عظيم الكراديس، عظيم ما بين المنكبين، يُصفِّرُ لحيته،[١٠] وكان الشعر يكسو ذراعيه، وقد شدّ أسنانه بالذهب،[١١] وقال بعض المؤرخون في صفته: أنه كان أصلع أقنى، له جمّة أسفل من أذنيه، ولكثرة شعر رأسه ولحيته كان أعداؤه يسمونه: نعثلاً.[١٢]

إسلامه

ذكر المؤرخون ان عثمان بن عفان أسلم على يد أبي بكر، وكان سبب إسلامه انه لما بلغه زواج رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من عُتبة تأسف؛ لأنه لم يتزوجها، ودخل على أهله مهموما فوجد عندهم خالته سعدى بنت كريز - وكانت كاهنة - فتنبأت له بزواجه ممن يُحب - رقية - فتعجّب من إخبارها هذا، فأخبرته بصدق النبيصلى الله عليه وآله وسلم في نبوته، فخرج منها متفكراً فلاقى أبا بكر ودعاه للإسلام فأسلم.[١٣]

هجرته

جمع القرآن

ذكر المؤرخون والمفسرون: لقد جمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القرآن الكريم فقد كان يملي ما ينزل عليه من القرآن فيكتبوه في العظام وغيرها، حتى اجتمعت سور القرآن وآياته، ومن ثم قام المسلمون في عهد أبي بكر بجمع القرآن من العظام وغيرها في صحف، وفي عهد حكم عثمان بن عفان جُمع ما أجمع عليه الصحابة في مصحف، وجعله خمس نسخ أقرَّ مصحفا بالمدينة، وبعث مصحفاً إلى مكة، ومصحفاً إلى الكوفة، ومصحفا إلى البصرة، ومصحفاً إلى الشام،[١٦] وفي هذا القرآن المجموع صُيِّرَ الطوال مع الطوال، والقصار مع القصار من السور، وكتب عثمان في جمع المصاحف من الآفاق حتى جمعت، ثم سلقها بالماء الحار والخل، وقيل أحرقها.[١٧]

الحروب التي شارك فيها

شارك عثمان بن عفان في معركة أحد، ولكنه كان من ضمن الفارين بعد انكسار جيش المسلمين، وقد فرَّ هو ورجلين من الأنصار وهما عقبة بن عثمان وسعد بن عثمان حتى بلغوا الجلعب بناحية المدينة مما يلي الأعوص، فأقاموا به ثلاثاً، ثم رجعوا إلى رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم فقال لهم: لقد ذهبتم فيها عريضة.[١٨]

مناصبه

  1. لما رجع النبي من غزوة السويق أقام بالمدينة بقية ذي الحجة، ثم غزا نجداً يُريد غطفان، وهي غزوة ذي أمر فاستعمل عثمان بن عفان على المدينة.[٢١]
  2. استعمل النبي (ص) على المدينة عثمان بن عفان في غزوته إلى ذات الرقاع.[٢٢]
  • كاتب لأبي بكر: لما تولى أبي بكر الحكم كان عثمان بن عفان كاتبه.[٢٣]
  • استعمال أبو بكر له على المدينة: حج أبو بكر بالناس سنة 12 هـ، واستعمل على المدينة عثمان بن عفان.[٢٤]

توليه الحكم بالشورى السداسية

لقد تولى عثمان بن عفان الحكم نتيجة للشورى السداسيةالتي أوصى بها عمر بن الخطاب قبل موته فقد حدد أصحاب الشورى وهم: ستة نفر من الصحابة، وقال لصهيب: إن اجتمع خمسة منهم على رجل وأبى واحد فاقتله، وإن اتفق أربعة وأبى اثنان فاقتلهما، وإن رضوا ثلاثة رجلاً منهم ورضوا الثلاثة الأخر رجلاً منهم، فحكّموا عبد الله بن عمر، فان لم يرضوا بحكمه، فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف، واقتلوا الباقين إن خالفوا اختياره،[٢٥] وقد اختار عبد الرحمن بن عوف لتولي الحكم عثمان بن عفان بعد انحصار الأمر بينه وبين الإمام عليعليه السلام.[٢٦]

تولى الحكم يوم السبت غرة المحرم سنة 24 هـ، بعد دفن عمر ابن الخطاب بثلاثة أيام، وقتل بالمدينة يوم الجمعة لثماني عشرة أو سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة 35 هـ، وذلك على رأس إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً واثنين وعشرين يوماً من مقتل عمر،[٢٧] وسُمي العام الذي تولى فيه الحكم بعام الرُّعاف لكثرته فيه بالناس.[٢٨]

أسماء بعض عُمّاله على الأمصار

  1. على مكة: عبد اللَّه بن الحضرمي.
  2. على الطائف: القاسم بن ربيعة الثقفي.
  3. على صنعاء: يعلى بن منية.
  4. على البصرة: عبد اللَّه بن عامر، خرج منها ولم يول عثمان عليها أحداً.
  5. على الشام: معاوية بن أبي سفيان، وعامل معاوية على حمص عبد الرحمن بن خالد.
  6. على قنسرين: حبيب بن مسلمة الفهري.
  7. على الأردن: أبو الأعور السُّلمي.
  8. على فلسطين: علقمة بن حكيم الكناني.
  9. على البحر: عبد اللَّه بن قيس الفزاري.
  10. على الكوفة أبو موسى على الصلاة، وعلى خراج السواد جابر بن فلان المزني، ثم جعل الوليد بن عقبة والياً على الكوفة.
  11. على قرقيسيا: جرير بن عبد اللَّه.
  12. على أذربيجان: الأشعث بن قيس الكندي.
  13. على حُلوان: عُتيبة بن النهاس.
  14. على همذان: النُّسير.
  15. على الري: سعيد بن قيس.
  16. على أصبهان: السائب بن الأقرع.
  17. وكان على بيت المال عقبة بن عامر.
  18. وكان على القضاء عثمان زيد بن ثابت.[٢٩]

بعض أعماله

  • حمايته لعبد الله بن سعد بن أبي سرح

لما فتح رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم مكة آمن الناس إلا أربعة رجال وامرأتين، وهم عكرمة بن أبي جهل، وعبد اللَّه بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح، وقالصلى الله عليه وآله وسلم: اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلّقين بأستار الكعبة، ولكن عثمان بن عفان خبأ عبد الله بن سعد بن أبي سرح عنده، ولما دعا النبي (ص) الناس إلى البيعة جاء به عثمان وأوقفه على النبي، فقال: يارسول الله بايع عبد الله، فرفع النبيصلى الله عليه وآله وسلم رأسه ونظر إليه ثلاثاً وهو يأبى مبايعته، فبايعه بعد ثلاث، ثم أقبل على أصحابه وقال لهم: أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إِلى هذا حين رآني كففتُ يدي عن بيعته فيقتله؟ [٣٠] وقد ولّى عبد الله بن سعد بن أبي سرح كل من عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان بعده.[٣١]

إنَّ معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية، وهو الذي جدع أنف حمزة ومثَّل به مع من مثَّل به، وبعد رجوعه من معركة أحد أخطأ الطريق، فلما أصبح أتى دار عثمان بن عفان، فأدخله عثمان داره، وقصد رسول اللَّهصلى الله عليه وآله وسلم ليشفع فيه، فأخرجه المسلمون من بيت عثمان وانطلقوا به إِلى النبيصلى الله عليه وآله وسلم، فقال عثمان: والذي بعثك بالحق ما جئتُ إِلَّا لأطلب له أماناً فهبه لي، فوهبه له وأجَّله ثلاثة أيام، وأقسم لئن أقام بعدها ليقتلنه، فجهّزه عثمان وقال له: ارتحل.[٣٢]

  • مساهمته في تجهيز جيش العسرة

ذكر أصحاب السيّر أن عثمان ساهم بمال كثير في تجهيز جيش العسرة، وهو الجيش الذي جهزه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لغزوة تبوك، فقالوا: إنه تبرع بألف دينار، وقيل: بسبعمائة أوقية من ذهب، وقيل: بسبعمائة وخمسين ناقة، وخمسين فرسًا.[٣٣]

لما قتل فيروز أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب قام عبيد الله بن عمر بقتل كل من الهرمزان وبنت أبو لؤلؤة ثأراً لدم أبيه، فسُجن لقتله إياهم بدون ذنب، وقد قال عليعليه السلام لعبيد الله بن عمر ما ذنب بنت أبي لؤلؤة حين قتلتها، فاستشار عثمان الصحابة فأشار عليه الإمام عليعليه السلام وأكابر الصحابة بقتل عبيد الله، ولكن عثمان خلّى سبيله بسبب وساطة عمرو بن العاص، فكان عليعليه السلام يقول: لو قدرت على عبيد الله بن عمر ولي سلطان لاقتصصت منه.[٣٤]

  • منعه رواية حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم

لقد نهى عثمان بن عفان عن تدوين الحديث النبوي وروايته، بعد توليه للحكم، إلا ما سُمع به من الأحاديث في عهد أبي بكر وعهد عمر.[٣٥]

أخرج رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم الحكم بن أبي العاص من المدينة وطرده عنها، ولعنه فنزل الطائف، وخرج معه ابنه مروان، فنزل الطائف حتى قُبِضَ النبي فأرجعه عثمان بعد توليه الحكم إلى المدينة،[٣٦] وأعطاه مائة ألف درهم.[٣٧]

لما بلغ عثمان أن أبا ذر يقعد في مسجد رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، ويجتمع إليه الناس، فيحدث بما فيه الطعن عليه بما أحدثه من أمور، ولومه الأمة بعدم توليتها لأمير المؤمنين عليعليه السلام فقد قال: أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها أما لو قدمتم من قدم الله، وأخرتم من أخر الله، وأقررتم الولاية والوراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم، ولما عال ولي الله، ولا طاش سهم من فرائض الله، ولا اختلف اثنان في حكم الله، إلا وجدتم علم ذلك عندهم من كتاب الله وسنة نبيه، فأما إذ فعلتم ما فعلتم، فذوقوا وبال أمركم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
سيّره إلى الشام إلى معاوية، وكان يجلس في المسجد، فيقول كما كان يقول، فكتب معاوية إلى عثمان: إنك قد أفسدت الشام على نفسك بأبي ذر، فأجابه عثمان: أن احمله على قتب بغير وطاء، فقدم به إلى المدينة، وقد ذهب لحم فخذيه، فلم يقم بالمدينة إلا أياماً حتى أرسل إليه عثمان وقال له: والله لتخرجن عنها، فقال: أتخرجني من حرم رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: نعم، وأنفك راغم، ولم يرضَ عثمان ذهابه إلى مكة ولا البصرة ولا الكوفة، بل أمر مروان بن الحكم بإخراجه إلى الربذة ليموت فيها، وأمر أن لا يُكلمه أحد حتى يخرج من المدينة.[٣٨]

لما كتب الصحابة كتاباً لعثمان وضّحوا فيه اعتراضهم على أفعاله، فقالوا: من يذهب به إليه؟ فأخذه عمار بن ياسر، فلما قرأه عثمان قال: أرغمَ اللهُ بأنفك، فقال عمار: وبأنف أبي بكر وعمر، فقام عثمان ووطئ عماراً حتى غُشي عليه، ثم أرسل إليه الزبير وطلحة يسترضيه لما فعل به، فلم يقبل عمار ولم يعذره، وقال: لا أقبل منه شيئاً حتى ألقى اللَّه.[٣٩]

لما أراد عثمان بن عفان جمع المصحف أمر عبد الله بن مسعود وهو في الكوفة أن يدفع مصحفه إلى عبد الله بن عامر، فامتنع فأمر بإحضار ابن مسعود إلى المدينة، فدخل المسجد وعثمان يخطب، فقال عثمان: إنه قد قدمت عليكم دابة سوء، فرده ابن مسعود بكلام غليظ فأمر به عثمان، فجزَّ برجله حتى كسر له ضلعان، وأُمر به فوطئ جوفه فغاب عنه وعيه، ومنعه من العطاء، وبقي عبد الله بن مسعود غاضباً على عثمان بن عفان حتى توفي.[٤٠]

خرج ذات يوم عبد الله بن مسعود على المسلمين وهم في المسجد، وقد كان أمين بيت مال الكوفة، وكان أمير الكوفة الوليد بن عقبة، وقد أخذ من بيت مال المسلمين مائة ألف، فقال ابن مسعود: يا أهل الكوفة، فقدت من بيت مالكم الليلة مائة ألف لم يأتني بها كتاب من أمير المؤمنين، ولم يكتب لي بها براءة، فكتب الوليد لعثمان بذلك فنزع ابن مسعود عن بيت المال.[٤١]

  • تقريبه مروان وإعطاؤه الأموال

كان مروان بن الحكم ابن عم عثمان بن عفان وصهره وكاتبه، وكان من أهم أسباب قتل عثمان هو تقريبه لمروان وإطلاق يده في التصرف، فقد قال ابن كثير الدمشقي: ومروان كان أَكبر الأسباب في حصار عثمان، لأنه زوَّرَ على لسانه كتابًا إِلى مصر بقتل ذلك الوفد، [٤٢] وقد أعطاه عثمان الكثير من الأموال صلة له، ومنها: أنه أعطاه خمسة عشر ألف ديناراً،[٤٣] وأعطاه فدك،[٤٤] ولما فتح المسلمون أفريقيا كانت الغنائم ألفي ألف دينار وخمسمائة ألف دينار وعشرين ألف دينار، وهب خمسها لمروان.[٤٥]

  • توليته للوليد بن عقبة

لقد كان الوليد بن عقبة أخاً عثمان لأمه وهو الذي نزل فيه قوله تعالى: قالب:قرآن،[٤٦] [٤٧] وقد ولاه عثمان أمارة الكوفة سنة 26 هـ بعد عزله سعد بن أبي وقاص،[٤٨] فصلى بهم الصبح ثلاث ركعات وهو سكران (شرب الخمر)، ثم التفت إليهم فقال: وإن شئتم زدتكم، فقامت عليه البينة بذلك عند عثمان، فقال لطلحة: قم فاجلده، قال لم أكن من الجالدين، فقام إليه عليعليه السلام فجلده.[٤٩]

  • صلته لعبد الله بن خالد بن أسيد

روى المؤرخون: أن عثمان زوّج ابنته من عبد الله بن خالد بن أسيد، وأمر له بستمائة ألف درهم، وكتب إلى عبد الله بن عامر أن يدفعها إليه من بيت مال البصرة.[٥٠]

  • صلته لابي سفيان بن بن حرب

أعطى عثمان بن عفان أبا سفيان بن حرب مائتي ألف من بيت المال في اليوم الذي أمر فيه لمروان بن الحكم بمائة ألف من بيت المال.[٥١]

لقد قام عثمان بن عفان بعد توليه الحكم من تأمير الأحداث من أقاربه وحاشيته على رقاب المسلمين على الرغم من وجود كبار صحابة رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم،[٥٢] فقد عزل أبا موسى الأشعري، وولى مكانه عبد الله بن عامر بن كريز، وهو يومئذٍ ابن خمس وعشرين سنة، فلما بلغ أبا موسى ولاية عبد الله بن عامر قام خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على نبيه، ثم قال: قد جاءكم غلام كثير العمات والخالات والجدات في قريش، يفيض عليكم المال فيضاً.[٥٣]

تصدّق رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم بمهزور على المسلمين، وهو موضع سوق المدينة المنورة، فأقطعها عثمان بن عفان بعد توليه للحكم للحارث بن الحكم أخا مروان بن الحكم.[٥٤]

  • ثراؤه

ذكر المؤرخون: أن عثمان بن عفان قسّم ماله وأرضه في بني أمية، وجعل ولده كبعض من يعطى، فبدأ ببني أبي العاص، فأعطى آل الحكم رجالهم عشرة آلاف، عشرة آلاف، فأخذوا مائة ألف، وأعطى بني عثمان مثل ذلك، وقسم الباقي في بني العاص وفي بني العيص وفي بني حرب.[٥٥]

وذكروا: أن عثمان بن عفان لما توفي ترك ميراثاً قيمته ألف ألف درهم.[٥٦]

الثورة عليه وأحداثها

قام مجموعة من الصحابة، وبعض المسلمين بالثورة عليه بعد أن نقموا عليه بسبب بعض أعماله، ودارت أحداث كثير فيها وكانت سنة 35 هـ، وهي:

أسباب الثورة

قال اليعقوبي: ونقم الناس على عثمان بعد ولايته بست سنين، وتكلّم فيه من تكلّم، وقالوا: آثر القرباء، وحمى الحمى، وبنى الدار، واتخذ الضياع والأموال بمال الله والمسلمين، ونفى أبا ذر صاحب رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، وعبد الرحمن بن حنبل، وآوى الحكم بن أبي العاص، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح طريدي رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، وأهدر دم الهرمزان، ولم يقتل عبيد الله بن عمر به، وولى الوليد بن عقبة الكوفة، فأحدث في الصلاة ما أحدث، فلم يمنعه ذلك من إعادته إياه، وأجاز الرجم، وذلك أنه كان رجم امرأة من جهينة دخلت على زوجها، فولدت لستة أشهر، فأمر عثمان برجمها، فلما أخرجت دخل إليه علي بن أبي طالب، فقال: إن الله يقول: قالب:قرآن، وقال في رضاعه قالب:قرآن، فأرسل عثمان في أثر المرأة، فوجدت قد رجمت وماتت، واعترف الرجل بالولد.[٥٧]

المعترضون والمحرضون عليه

  • جمع من الصحابة: لقد كتب جمع من أهل المدينة من الصحابة وغيرهم إلى من بالآفاق منهم: إن أردتم الجهاد فهلمُّوا إليه فإنَّ دين محمدصلى الله عليه وآله وسلم قد أفسده خليفتكم فأقيموه.[٥٨]
  • عبد الرحمن بن عوف: لقد كان عبد الرحمن بن عوف من المعترضين كثيراً على عثمان وأعماله، فقد روي عن أبي إسحاق: أن الناس ضجوا في يوم حين صلوا الفجر في أيام حكم عثمان، فنادوا بعبد الرحمن بن عوف، فحوّل وجهه واستدبر القبلة، ثم خلع قميصه، فقال: يا معشر أصحاب محمد، يا معشر المسلمين، أُشهد الله وأُشهدكم أني قد خلعت عثمان من الخلافة كما خلعت سربالي هذا، فأجابه أمير المؤمنينعليه السلام بقوله تعالى: قالب:قرآن.[٥٩] [٦٠]
  • عمرو بن العاص: لما عزل عثمان بن عفان عمرو بن العاص عن ولاية مصر انتقل إِلى المدينة وفي نفسه من عثمان أمر عظيم، وشر كبير، فكلَّمه فيما كان من أَمره بِنَفسٍ، وتقاولا في ذلك، وافتخر عمرو بن العاص بأَبيه على أَبي عثمان، وأَنَّهُ كان أَعزَّ منهُ، فقال لهُ عثمان: دع هذا فإِنه من أمر الجاهليَّة، وجعل عمرو بن العاص يُؤلبُ الناس على عثمان.[٦١]
  • عمار بن ياسر: عاتب سعد بن أبي وقاص عمار بن ياسر بعد قتل عثمان بقوله: لقد كنت عندنا من أفاضل أصحاب محمدصلى الله عليه وآله وسلم، حتى إذا لم يبق من عمرك إلا ظمىء الحمار فعلت وفعلت - يعرض له بقتل عثمان -، فقال عمار: أي شيء أحب إليك: مودة على دخل أو هجر جميل، فقال: هجر جميل، قال: فلله عليَّ أن لا أكلّمك أبدا.[٦٢]
  • طلحة بن عبيد الله: روي عن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة أنه دخل على عثمان بن عفان وقت حصاره في بيته من قبل الثوار، فسمع كلام الثوار فمرَّ عليهم طلحة بن عبيد الله ودعى ابن عديس وناجاه، ثم رجع ابن عديس وقال لأصحابه: لا تتركوا أحداً يدخل على هذا الرجل، ولا يخرج من عنده، فقال عثمان: هذا ما أمر به طلحة بن عبيد الله، ثم قال عثمان: اللهم اكفني طلحة بن عبيد اللَّه، فإنه حمل عليّ هؤلاء وألبهم، واللَّه إني لأرجو أن يكون منها صِفرًا، وأن يُسفَكَ دَمه، إنَّه انتهكَ مني ما لا يحلُّ لهُ.[٦٣]
  • الزبير بن العوام: قال اليعقوبي: وحصر ابن عديس البلوي عثمان في داره، فناشدهم الله، ثم نشد مفاتيح الخزائن، فأتوا بها إلى طلحة بن عبيد الله، وعثمان محصور في داره، وكان أكثر من يؤلّب عليه طلحة والزبير وعائشة.[٦٤]
  • عائشة بنت أبي بكر: دخل المغيرة بن شعبة على عائشة، فقالت: يا أبا عبد الله لو رأيتني يوم الجمل قد نفذت النصال هودجي، حتى وصل بعضها إلى جلدي، فقال لها المغيرة: وددت والله أن بعضها كان قتلك، فقالت: يرحمك الله، ولم تقول هذا؟ قال: لعلها تكون كفّارة في سعيك على عثمان، فقالت: أما والله لئن قلت ذلك لما علم الله أني أردت قتله، ولكن علم الله أني أردتُ أن يُقاتل فَقوتلتْ، وأردتُ أن يُرمى فرُميتْ، وأردتُ أن يُعصى فعُصيتْ؛ ولو عَلِمَ مني أني أردت قتله لقُتلت.[٦٥]

الثوار والقبائل الثائرة

لقد ذكر المؤرخون أن عثمان بن عفان قام بعدة أعمال أيام توليه الحكم جعلت صحابة النبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون ينقمون عليه، فكتب صحابة النبي للمسلمين بالأمصار بكتاب قالوا فيه: إن أردتم الجهاد فهلمُّوا إليه فإنَّ دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم قد أفسده خليفتكم فأقيموه.[٦٦]

وكان أشد الناس عليه نقمة أهل مصر وكان منهم من أبناء الصحابة كمحمد بن أبي بكر ومحمد بن أبي حذيفة، فاستدعا نحواً من ستمائة راكب يذهبون للمدينة في صفة معتمرين في شهر رجب، ليُنكروا على عثمان، فكتب عبد الله بن سعد بن أبي سرح إلى عثمان يُعلمه بقدوم هؤلاء إلى المدينة منكرين عليه في صفة معتمرين.
لما اقتربوا إلى المدينة استنجد عثمان بالإمام عليعليه السلام ليخرج لهم ويردهم إلى بلادهم وكانوا يُعظمون الإمام عليعليه السلام فذهب لهم وهم بالجحفة وأقنعهم بالرجوع لأهلهم، ثم رجع وأخبر عثمان برجوعهم، وقال له: أن يخطب بالناس خطبة يعتذر إليهم فيها مما كان وقع له من الأثرة لبعض أقاربه، ويُشهدهم عليه بأنه قد تاب من ذلك، فاستجاب عثمان لذلك، فخطب يوم الجمعة بالناس وأعلن توبته.
ولما رجع عثمان إلى بيته جاءه مروان بن الحكم ولامه على إظهاره التوبة، وحثه على نكث عهده، وقد تجمّع الناس على باب عثمان، فقال عثمان: إذهب أنت وتكلّم مع الناس فإني استحي أن أكلمهم، فخرج مروان وأغلظ بالكلام على الناس، ونقض كل ما قاله عثمان بإعلان توبته، فرجع بعض الناس لعليعليه السلام وأخبروه بالخبر فخرج عليه السلام غاضباً حتى دخل على عثمان وقال له: أما رضيتَ من مروان ولا رضي منك إِلَّا بتحْويلك عن دينك وعقلك، وإِنَّ مثلك مثل جمل الظَّعينة سار حيثُ يسار به، واللَّه ما مروان بذي رأي في دينه ولا نفسه، وأيمُ اللَّه إِنِّي لأراهُ سيُوردُكَ، ثُم لا يُصدرُكِ، وما أَنَا بعائد بعد مقامِي هذا لمعاتبتك، أَذهبتَ شرفكَ، وغُلبتَ على أَمرِكَ.
بعد ان رأى الثوار ما وصلت إليه الأمور ونكث عثمان لوعده وعدم تغيّر شئ وغضب علي عليه السلام على عثمان تكاتب أهل مصر وأهل الكوفة وأهل البصرة وتراسلوا واتفقوا على السير للمدينة في سنة 35 هـ في شوال فسار أهل مصر في أربعة رفاق وأهل الكوفة والبصرة كذلك.[٦٧]

فخرج المصريون وفيهم عبد الرحمن بن عُديس البلوي في خمسمائة، وقيل: في ألف، وفيهم كنانة بن بشر اللَّيثي، وسودان بن حمران السكوني، وقتيرة بن فلان السكوني، وعليهم جميعاً الغافقي بن حرب العَكِّي، وخرج أهل الكوفة وفيهم زيد بن صُوحان العبدي، والأشتر النخعي، وزياد بن النضر الحارثي، وعبد اللَّه بن الأصم العامري، وهم في عداد أهل مصر، وخرج أهل البصرة فيهم حُكيم بن جبلة العَبدي، وذُريح بن عبَّاد، وبشْر بن شريح القيسي، وابن المُحترش، وهم بعداد أهل مصر، وأميرهم حُرقوص بن زهير السعدي، فخرجوا جميعاً في شوال وأظهروا أنهم يريدون الحج.[٦٨]

وكان معهم من القبائل: خزاعة، وسعد بن بكر، وهذيل، وطوائف من جهينة ومزينة وأنباط يثرب؛ فهؤلاء كانوا أشدّ الناس عليه.[٦٩]

لما وصل الثوار قريب من المدينة تقدّم أهل البصرة فنزلوا ذا خشب، وأهل الكوفة نزلوا الأعوص، وأهل مصر نزلوا بذي المروة،[٧٠] فخرج إِليهم عليعليه السلام ومحمد بن مسلمة فكلمهم فعادوا ثم رجعوا.[٧١]

كتاب عثمان لواليه في مصر

لما رجع الثوار بعد انصرافهم، بسبب كتاب أرسله عثمان إلى واليه على مصر وجدوه مع غلام عثمان كان في أنبوبة رصاص، وكان الغلام على بعير من إبل الصدقة يأمر فيه عثمان بجلد عبد الرحمن بن عُديس، وعمرو بن الحمق، وعروة بن البيَّاع، وحبسهم وحلق رؤوسهم ولحاهم وصلب بعضهم، وعاد الكوفيون والبصريون.[٧٢]

جمعوا علياًعليه السلام وطلحة والزبير وسعد ومن كان من أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، ثم فكّوا الكتاب بمحضر منهم وأخبروهم بقصة الغلام، وأقرءوهم الكتاب فلم يبق أحد في المدينة إلا غضب على عثمان، وازداد من كان منهم غاضباً لابن مسعود وأبي ذر وعمار بن ياسر، غضباً وحنقاً؛ وقام أصحاب النبيصلى الله عليه وآله وسلم فلحقوا منازلهم، ما منهم أحد إلا وهو مغتمّ بما قرءوا في الكتاب، وحاصر الناس عثمان، وأجلب عليه محمد بن أبي بكر بني تيم وغيرهم، وأعانه طلحة بن عبيد الله على ذلك، وكانت عائشة تحرّضه كثيراً، فلما رأى ذلك الإمام عليعليه السلام بعث إلى طلحة والزبير وسعد وعمار، ونفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كلّهم بدريون؛ ثم دخل على عثمان ومعه الكتاب والغلام والبعير، وقال له علي عليه السلام: هذا الغلام غلامك؟ قال: نعم. والبعير بعيرك؟ قال: نعم والخاتم خاتمك؟ قال: نعم. قال: فأنت كتبت الكتاب؟ قال: لا، وحلف بالله: ما كتبت الكتاب، ولا أمرت به، ولا وجهت الغلام إلى مصر قطّ، وأما الخط فعرفوا أنه خط مروان، فشكّوا في أمر عثمان، وسألوه أن يدفع إليهم مروان، فأبى، وكان مروان عنده في الدار، فخرج الصحابة من عنده غضابين.[٧٣]

حصار بيته

لما انصرف أصحاب النبيصلى الله عليه وآله وسلم من عند عثمان بن عفان غضابين، جاء الثوار وحاصروا بيت عثمان وحاصره معهم قوم من المهاجرين والأنصار،[٧٤] واستمرت مدة الحصار لبيت عثمان أربعين يوماً،[٧٥] وكانوا يدخلون على عثمان وهو محصور، فيقولون: انزع لنا، فيقول: لا أنزع سربالاً سربلنيه اللَّه، ولكن أنزعُ عمَّا تكرهون.[٧٦]

اقتحام دار عثمان وسببه

أثناء فترة حصار بيت عثمان بن عفان قام رجل من أسلم وهو نياز بن عياض، وكان من الصحابة، فنادى عثمان، فبينما هو يُناشده أن يعتزلهم إذ رماه كثير بن الصلت الكندي بسهم فقتله، فقالوا لعثمان: إدفع إلينا قاتلهُ لنقتلهُ به، فقال: لم أكن لأقتل رجلاً نصرني وأنتم تريدون قتلي، فلما رأوا ذلك ثاروا إِلى الباب، فلم يمنعهم أحد منه، والباب مغلق لا يقدرون على الدخول منه، فجاءوا بنار فأحرقوه والسقيفة التي على الباب، وثار أهل الدار، وحصل قتال بين الطرفين حتى اقتحم الناسُ الدار من الدور التي حولها، ودخلوها من دار عمرو بن حزم إلى دار عثمان حتى ملؤُها ولا يشعر من بالباب، وغلب الناس على عثمان.[٧٧]

قتله ودفنه

لقد روى المؤرخون تفاصيل كثيرة في قضية قتل عثمان بن عفان وأسماء الذين قتلوه، ومنها:

إنَّ محمد بن أبي بكر دخل على عثمان، فأخذ بلحيته قال: قد أخزاك الله يانعثل، ما أغنى عنك معاوية وفلان وفلان، فقال عثمان: يا ابن أخي فما كان أبوك ليقبض عليها، فقال محمد: لو رآك أبي تعملُ هذه الأعمال أنكرها عليك، والذي أريد بك أشدُّ من قبضي عليها، فقال عثمان: أستنصر اللَّه عليك وأستعين به، فتركه وخرج، وقيل: بل طعن جبينه بمشقص كان في يده.[٧٨]

ودخل عليه رجل يقال له الموت الأسود قال: فخنقهُ، ثم خرج، فقال: واللَّه ما رأيتُ شيئًا قطُّ ألين من حلقه، واللَّه لقد خنقته حتى رأيت نفسه يتردد في جسده كنفس الجانّ. وخرج من عنده،[٧٩]ووثب عمرو بن الحمق على صدره وبه رمق فطعنه تسع طعنات.[٨٠]

وبعد ذلك دخل عليه قتيرة وسودان ابن حُمران السكُونيان والغافقي، فضربه الغافقي بحديدة معه، وجاء سُودان بن حُمران وضرب عثمان فقتله.[٨١]

قتل عثمان يوم الجمعة قبل غروب الشمس لثماني عشرة من ذي الحجة سنة 35 هـ.[٨٢]

بقي عثمان ثلاثة أيام بلا دفن، فذهب كل من حكيم بن حزام القرشي، وجبير بن مطعم لعليعليه السلام وكلماه في أن يأذن في دفنه، فأذن لهما،[٨٣] فوضعوه على باب صغير، وخرجوا به إلى البقيع، ومعهم نائلة بنت الفرافصة بيدها السراج، فلما بلغوا به البقيع منعهم من دفنه فيه رجال من بني ساعدة، فردّوه إلى حشّ كوكب، فدفنوه فيه.[٨٤]

دور معاوية في قتله

لما رأى عثمان بن عفان ما حل به من حصار الثوار له كتب إلى معاوية بن أبي سفيان وهو بالشام: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، أما بعد، فإن أهل المدينة قد كفروا وأخلفوا الطاعة، ونكثوا البيعة، فابعث إِليَّ من قبلك من مُقاتلة أهل الشام على كل صعب وذلول،[٨٥] فتوجه معاوية إليه في اثني عشر ألفاً، ثم قال: كونوا بمكانكم في أوائل الشام، حتى آتي أمير المؤمنين لأعرف صحة أمره، فأتى عثمان، فسأله عن المدة، فقال: قد قدمت لأعرف رأيك وأعود إليهم فأجيئك بهم. قال: لا والله، ولكنك أردت أن أقتل، فتقول: أنا ولي الثأر. إرجع، فجئني بالناس، فرجع، فلم يعد إليه حتى قُتِلَ.[٨٦]

موقف أمير المؤمنينعليه السلام من قتله

لقد اتهم الأمويون أمير المؤمنين عليعليه السلام بقتل عثمان وطالبوه بدمه،[٨٧] وفي يوم أشرف عليعليه السلام من قصر له بالكوفة، فنظر إلى سفينة في دجلة، فقال: والذي أرسلها في بحره مسخرة بأمره، ما بدأت في أمر عثمان بشيء، ولئن شاءت بنو أمية لأباهلنّهم عند الكعبة خمسين يميناً ما بدأت في حق عثمان بشيء، فبلغ هذا الحديث عبد الملك بن مروان، فقال: إني لأحسبه صادقاً.[٨٨]

أحداث ما بعد قتل عثمان

بعد قتل عثمان بن عفان ذهب أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم إلى أمير المؤمنين عليعليه السلام وقالوا: إنَّ هذا الرجل قُتل، ولابدَّ للناس من إمام، ولا نجد اليوم أحداً أحق بهذا الأمر منك، لا أقدم سابقة، ولا أقرب من رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، وأصروا على بيعته عليه السلام، فقال: ففي المسجد، فإِنَّ بيعتي لا تكون خفياً، ولا تكونُ إلا عن رضا المسلمين، فاجتمعوا في المسجد ودخل المهاجرون والأنصار فبايعوه، ثم بايعه الناس.[٨٩]

بعد مبايعة المسلمين لأمير المؤمنين عليعليه السلام بالخلافة وامتناع معاوية بن أبي سفيان من البيعة عزم أمير المؤمنينعليه السلام على الخروج لحربه، وبينما هو يتجهز للخروج إلى الشام أتاه الخبر أن طلحة والزبير وعائشة قد خرجوا يطلبون بدم عثمان، ويريدون التوجه إلى البصرة، فتجمعوا في مكة لذهاب عائشة إلى هناك، وفي طريقها إلى مكة لما كانت بمنطقة سرف لقيها عبيد الله بن أبي سلمة (ابن أم كلاب) وهو من أخوالها، وأخبرها بقتل عثمان، واجتماع الناس على بيعة عليعليه السلام، فقالت: ليت هذه انطبقت على هذه إن تم الأمر لصاحبك، ردُّوني ردُّوني، فانصرفت إلى مكة، وهي تقولُ: قُتِلَ واللَّه عثمانُ مظلوماً، واللَّه لأطلُبنَّ بدمه، فقال لها: وَلِمَ؟ واللَّه إنّ أوّل من أمال حَرفهُ لأنتِ، ولقد كنت تقولين: اقتلوا نعثلاً فقد كفر. قالت: إنهم استتابوه ثم قتلوه، وقد قلت وقالوا، وقولي الأخير خير من قولي الأول، فقال لها ابن أم كلاب: قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت[٩٠] قالب:نهاية قصيدة توجه أصحاب الجمل إلى البصرة يُطالبون بدم عثمان ولحقهم أمير المؤمنينعليه السلام ودارت الحرب بين الطرفين، وانتهت بانتصار أمير المؤمنينعليه السلام على جيش الجمل، وقد قُتل كل من طلحة والزبير وفرَّ الباقون. وبلغ قتلى يوم الجمل عشرة آلاف، نصفهم من أصحاب علي عليه السلام، ونصفهم من أصحاب عائشة.[٩١]

بعد انتهاء معركة الجمل، بلغ الإمام عليعليه السلام أن معاوية قد استعد للقتال، واجتمع معه أهل الشام بحجة المطالبة بدم عثمان، فسار أمير المؤمنينعليه السلام في المهاجرين والأنصار من المدائن إلى الجزيرة ثم إلى الرقة، ثم عبر إلى الجانب الشرقي من الفرات، حتى صار إلى صفين، ثم وجه الإمام عليعليه السلام إلى معاوية يدعوه ويسأله الرجوع، وألا يفرق الأمة بسفك الدماء، فأبى إلا الحرب، فكانت الحرب في صفين سنة 37 هـ، وأقامت بينهم أربعين صباحاً.[٩٢]

آيات وروايات وآراء في حقه

نزل في عثمان بن عفان، وابن أم مكتوم بدايات سورة عبس، فقد كان ابن أم مكتوم مؤذناً لرسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم، وكان أعمى، فجاء إلى رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم وعنده أصحابه، وعثمان عنده، فقدّمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عثمان، فعبس عثمان وجهه وتولى عنه، فأنزل الله: قالب:قرآن[٩٣] يعني عثمان‏ قالب:قرآن[٩٤]‏ أي يكون طاهرا زكياً قالب:قرآن قال: يذكره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالب:قرآن‏،[٩٥] ثم خاطب عثمان، فقال: قالب:قرآن[٩٦] قال: أنت إذا جاءك غني تتصدى له وترفعه: قالب:قرآن[٩٧] أي لا تبالي زكياً كان أو غير زكي، إذا كان غنياً قالب:قرآن[٩٨] يعني ابن أم مكتوم‏ قالب:قرآن[٩٩] أي تلهو ولا تلتفت إليه.[١٠٠]

  1. روي عن إسماعيل بن أبي خالد قال:‏ جاء رجل إلى عليعليه السلام يستشفع به إلى عثمان، فقال: حمَّال‏ الخطايا لا والله لا أعود إليه أبداً فآيسه منه.[١٠١]
  2. روي عن قيس بن أبي حازم‏ قال: سمعتُ علياًعليه السلام يقول‏: يا معشر المسلمين يا أبناء المهاجرين انفروا إلى أئمّة الكفر، وبقيّة الأحزاب، وأولياء الشيطان انفروا إلى من يُقاتلُ على دم حمَّال‏ الخطايا فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنّه ليحملُ خطاياهم إلى يوم القيامة لا يُنقص من أوزارهم شيئاً.[١٠٢]
  3. قال أمير المؤمنينعليه السلام في الخطبة الشقشقية وهو يتحدث عن عثمان بن عفان: إلى أن قام ثالث القوم نافجاً حضنيه[١٠٣] بين نثيله ومعتلفه،[١٠٤] وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله [خضم‏] خضمة الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث عليه فتله، وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته.‏[١٠٥]
  • الآراء
  1. رأي عمار بن ياسر: كان عمار بن ياسر من المحرضين على عثمان بن عفان، وكان في مصر ولما رجع منها دخل عليه سعد بن أبي وقاص، وقال له: ويحك يا أبا اليقظان، إن كنت فينا لمن أهل الخير، فما الّذي بلغني من سعيك في فسادٍ بين المسلمين والتأليب على أمير المؤمنين، أمعك عقلك أم لا؟ فأهوى عمار إلى عمامته وغضب فنزعها وقال: خلعتُ عثمان كما خلعت هذه.[١٠٦]
  2. رأي عبد الرحمن بن عوف: ذكر الثقفي عن الحكم قال: كان بين عبد الرحمن بن عوف وبين عثمان بن عفان كلام، فقال له عبد الرحمن: والله ما شهدت بدراً، ولا بايعت تحت الشجرة، وفررت يوم حنين، فقال له عثمان: وأنت والله دعوتني إلى اليهودية.[١٠٧]
  3. رأي عمرو بن العاص: لما عزل عثمان بن عفان عمرو بن العاص عن ولاية مصر انتقل إِلى المدينة وفي نفسه من عثمان أمر عظيم، وشرٌّ ّكبير، فكلَّمه فيما كان من أَمره بِنَفسٍ، وتقاولا في ذلك، وافتخر عمرو بن العاص بأَبيه على أَبي عثمان، وأَنَّهُ كان أَعزَّ منهُ، فقال لهُ عثمان: دع هذا فإِنه من أمر الجاهليَّة، وجعل عمرو بن العاص يُؤلبُ الناس على عثمان .[١٠٨]
  4. رأي عائشة بنت أبي بكر: كانت من المحرضين على قتل عثمان وكانت تقول: اقتلوا نعثلاً فقد كفر.[١٠٩]
  5. رأي جبلة بن عمرو الساعدي: مرَّ به عثمان وهو جالس في نادي قومه، وفي يد جبلة بن عمرو جامعة، فقال عمرو: واللَّه لأطرحنَّ هذه الجامعة في عنقك أو لتتركنّ بطانتك هذه، فقال عثمان: أي بطانه؟ فو الله إنّي لأتخيّر الناس، فقال: مروانُ تخيَّرتهُ، ومعاوية تخيَّرتهُ، وَعبد اللَّه بن عامر بن كُريز تخيَّرتهُ، وعبد اللَّه بن سعد تخيَّرتهُ، منهم من نزل القرآن بدمه، وأباح رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم دَمَهُ.[١١٠]

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

قالب:المصادر

  • القرآن الكريم.
  • ابن أبي الحديد المعتزلي، عبد الحميد، شرح نهج البلاغة، د.م، دار إحياء الكتب العربية، 1378 هـ/ 1959 م.
  • ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أسد الغابة في معرفة الصحابة، المحقق: علي محمد معوض - عادل أحمد عبد الموجود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ/ 1994 م.
  • ابن الأثير، محمد بن محمد، الكامل في التاريخ، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، بيروت، دار الكتاب العربي، ط 1، 1417 هـ/ 1997 م.
  • ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، المحقق: محمد عبد القادر عطا - مصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1412 هـ/ 1992 م.
  • ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1410 هـ/ 1990 م.
  • ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، المحقق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، ط 1، 1412 هـ/ 1992 م.
  • ابن عبد ربه، أحمد بن محمد، العقد الفريد، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1404 هـ.
  • ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ دمشق، المحقق: عمرو بن غرامة العمروي، د.م، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1415 هـ/ 1995 م.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، د.م، دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، ط 1، 1418 هـ/ 1997 م.
  • ابن هشام، عبد الملك بن هشام، السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، مصر، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، ط 2، 1375 هـ/ 1955 م.
  • أبو الصلاح الحلبي، تقي بن نجم، تقريب المعارف، المحقق والمصحح: فارس‏ تبريزيان( الحسون)، قم، الهادي، ط 1،‏ 1404 هـ.
  • الثقفي، ابراهيم بن محمد، الغارات، المحقق والمصحح: عبد الزهراء الحسيني، قم، دار الكتاب الإسلامي، ط 1، 1410 هـ.
  • الحنفي، يوسف بن تغري بردي، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، مصر، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دار الكتب، د.ت.
  • الدينوري، عبد الله بن مسلم، المعارف، تحقيق: ثروت عكاشة، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط 2، 1992 م.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام، المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف، د.م، دار الغرب الإسلامي، ط 1، 2003 م.
  • الرازي، محمد بن عمر، مفاتيح الغيب (التفسير الكبير)، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 3، 1420 هـ.
  • الزبيري، مصعب بن عبد الله، نسب قريش، المحقق: ليفي بروفنسال، القاهرة، دار المعارف، ط 3، د.ت.
  • الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام، د.م، دار العلم للملايين، ط 15، 2002 م.
  • السهيلي، عبد الرحمن بن عبد الله، الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام، المحقق: عمر عبد السلام السلامي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ/ 2000 م.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري (تاريخ الأمم و الملوك)، بيروت، دار التراث، ط 2، 1387 هـ.
  • العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ.
  • القمي، علي بن ابراهيم‏، تفسير القمي‏، تحقيق: طيب الموسوي الجزائري‏، قم، دار الكتاب، ط 3، ‏1363 ش‏.
  • المباركفوري، صفي الرحمن، الرحيق المختوم، بيروت، دار الهلال، ط 1، د.ت.
  • المقريزي، أحمد بن علي، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، المحقق: محمد عبد الحميد النميسي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1420 هـ/ 1999 م.
  • المكي، محمد بن أحمد، العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين، المحقق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1998 م.
  • اليعقوبي، أحمد بن يعقوب، تاريخ اليعقوبي، قدمه وعلق عليه: السيد محمد صادق بحر العلوم، النجف الأشرف، منشورات المكتبة الحيدرية، 1384 هـ/ 1964 م.
  • مزاحم، نصر بن مزاحم، وقعة صفين‏، المحقق والمصحح: عبد السلام محمد هارون، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي‏، ط 2، 1404 هـ.
  1. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 578.
  2. العسقلاني، الإصابة، ج 4، ص 377.
  3. الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ج 4، ص 334.
  4. الحنفي، النجوم الزاهرة، ج 1، ص 93.
  5. الزركلي، الأعلام، ج4، ص210.
  6. المكي، العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، ج 1، ص 98.
  7. الزركلي، الأعلام، ج 4، ص 210.
  8. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 578.
  9. الزبيري، نسب قريش، ص 105-106.
  10. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 549.
  11. الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 2، ص 257.
  12. الدينوري، المعارف، ج 1، ص 192.
  13. ابن كثير، البداية والنهاية، ج 10، ص 348.
  14. المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 1، ص 37.
  15. السهيلي، الروض الأنف، ج 4، ص 119-120.
  16. المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 4، ص 239.
  17. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 174.
  18. الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 522.
  19. المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 9، ص 334.
  20. المباركفوري، الرحيق المختوم، ص 311-312.
  21. ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 46.
  22. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 41.
  23. الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 2، ص 71.
  24. المكي، العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين، ج 1، ص 95.
  25. الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 229.
  26. ابن كثير، البداية والنهاية، ج 10، ص 253.
  27. المكي، العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين، ج 1، ص 98.
  28. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 453.
  29. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج2، ص550-551.
  30. ابن كثير، البداية والنهاية، ج 6، ص 561-562.
  31. ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 409.
  32. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 53.
  33. الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 2، ص 257.
  34. ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 38، ص 68.
  35. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 256.
  36. ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 57، ص 236.
  37. الدينوري، المعارف، ج 1، ص 194.
  38. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 175.
  39. ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 57.
  40. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 174.
  41. ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 57.
  42. ابن كثير، البداية والنهاية، ج 11، ص 712.
  43. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 528.
  44. الدينوري، المعارف، ج 1، ص 195.
  45. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 172.
  46. قرآن كريم، سورة الحجرات: الأية6.
  47. الرازي، مفاتيح الغيب، ج 28، ص 98.
  48. الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 251.
  49. ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 58.
  50. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 173.
  51. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 199.
  52. ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 55.
  53. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 172.
  54. الدينوري، المعارف، ج 1، ص 195.
  55. الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 348.
  56. ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 72.
  57. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 176.
  58. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 537.
  59. قرآن كريم، يونس، الأية91.
  60. أبو الصلاح الحلبي، تقريب المعارف، ص 281.
  61. ابن كثير، البداية والنهاية، ج 10، ص 270-271.
  62. ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 46.
  63. الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 378 - 379.
  64. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 176.
  65. ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 46.
  66. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 537.
  67. ابن كثير، البداية والنهاية، ج 10، ص 270-280.
  68. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 529.
  69. ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 51.
  70. الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 349.
  71. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 537.
  72. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 537.
  73. ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 40-41.
  74. ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 38.
  75. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 531.
  76. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 48-49.
  77. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 541-543.
  78. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 544.
  79. الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 384.
  80. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 545.
  81. الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 391.
  82. الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 55.
  83. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 545.
  84. ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 38.
  85. الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 368.
  86. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 176.
  87. مزاحم، وقعة صفين‏، ص 46.
  88. ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 52.
  89. الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 426-427.
  90. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 569-570.
  91. الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 92 - 93.
  92. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، صص 180 - 182.
  93. قرآن كريم، عبس: الأية1.
  94. قرآن كريم، عبس: الأية2-3.
  95. عبس، قرآن كريم، الأية4.
  96. قرآن كريم، عبس، الأية5-6.
  97. قرآن كريم، عبس، الأية7.
  98. قرآن كريم، عبس، الأية8.
  99. قرآن كريم، عبس، الأية9-10.
  100. القمي، تفسير القمي، ج 2، ص 405.
  101. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 9، ص 17.
  102. الثقفي، الغارات، ج 1، ص 26.
  103. نافجاً حضنيه: النفج: الرفع، والحضن: ما بين الإبط والكشح، وهي كلمة تُقال لمن امتلأ بطنه طعاماً.
  104. النثيل : الروث، والمعتلف: موضع أكل الدابة، ومقصود الإمامعليه السلام أن عثمان كانت همته بطنه أو طلب الدنيا، بدون اهتمام بأمر المسلمين .
  105. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 197.
  106. الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 49-50.
  107. أبو الصلاح الحلبي، تقريب المعارف، ص 281.
  108. ابن كثير، البداية والنهاية، ج 10، ص 270-271.
  109. ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 5، ص 46.
  110. الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 366.