عائشة بنت أبي بكر

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عائشة بنت ابي بكر، الزوجة الثالثة لـرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، تزوجها بعد وفات السيدة خديجة وبعد زواجه من سودة بنت زمعة. اختلفت المصادر حول عمرها عند الزواج من النبي صلى الله عليه وآله وسلم. روت عنها كتب الحديث عند أهل السنة ما يزيد عن 2210 حديثاً منها 316 في صحيحي البخاري ومسلم، وروي أن آيات الإفك نزلت فيها، حيث أن البعض اتهموها في حادثة الإفك.

اشتهرت عائشة بتحركاتها وتوجهاتها السياسية بعد وفاة رسول الله (ص)، ففي عهد عثمان وافقته في البداية، لكنها غضبت عليه بأسباب، وأصبحت ضمن المعارضين له، إلا أنها بعد مقتل عثمان دعت لثأره، وخالفت الإمام علي (ع) كخليفة، وأشعلت هي وبعض الصحابة معركة الجمل.

وردت في مصادر أهل السنة روايات عن فضائل عائشة وحب النبي (ص) لها، ومن هنا تتمتع هي بمكانة مرموقة عندهم، لكن الشيعة ينكرون بعض سيرتها بسبب مخالفتها للإمام علي (ع) طوال خلافته وإشعال معركة الجمل ضده، وأيضاً ممانعتها لدفن جثمان الإمام الحسن (ع) إلى جانب قبر جده رسول الله (ص).

اسمها ونسبها

هي عائشة بنت أبي بكر بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك القرشي.

أمها أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة [١]

زواج النبي منها

تزوجها النبيصلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاة زوجته الأولى أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وزواجه من أم المؤمنين سودة بنت زمعة العامرية القرشية، وكان ذلك قبل الهجرة بسنتين، ولم يبن بها إلاّ في المدينة، قيل سنة هاجرَ، وقيل سنة اثنتين من الهجرة، في شوّال ،[٢] وقيل قبل الهجرة بثلاث سنين،[٣] وكان عمرها سبعة عشر عاماً تقريباً حين تزوجت؛ لأن أختها أسماء بنت أبي بكر تكبرها بعشر سنوات؛ لأنها وُلدت قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة[٤] وقيل إنها تزوجت وعمرها ثلاث عشرة عاماً، حيث إنها توفيت عام 58 هـ وقد قاربت السبعين.[٥]

وهذا بخلاف ما هو شائع ومعروف اعتماداً على رواية أنها كانت في السادسة من عمرها حين عقد عليها النبيصلى الله عليه وآله وسلم، وبعد سنتين أو ثلاث هاجر من مكة إلى المدينة، وكان وصوله في رمضان ودخوله بها في شوال.[٦]

فبقيت حتى وفاة النبيصلى الله عليه وآله وسلم سنة 11 هـ، أي أنها عاشت في بيته ثمانية أعوام وخمسة أشهر.

حادثة الإفك

مرت عائشة في ملابسات حادثة الإفك قيل إنها هي المتهمة وقيل مارية القبطية (رضي الله عنها)،[٧] وقد افتعلها المنافقون وتبعهم عليها مسلمون مضللون، ولكنها دحضت بآيات نزلت: قالب:قرآن[٨]

بعد وفاة النبي

موقفها من عثمان بن عفان

روي عن المدائني في كتاب الجمل أن عائشة كانت تقول: اقتلوا نعثلاً، قتل الله نعثلاً . وقالت: بُعداً لنعثلَ وسحقاً! إيهٍ ذا الإصبع! إيهٍ أبا شبل! إيهٍ يا ابن عم! لكأنّي أنظر إلى إصبعه وهو يبايع له: حثّوا الإابل ودعدعوها. وكانت تقول: اقتلوا نعثلاً، قتل الله نعثلاً![٩]

وذكر ابن أبي الحديد: قال كل مَن صنف في السير والأخبار: إن عائشة كانت من أشد الناس على عثمان، حتى إنها أخرجت ثوباً من ثياب رسول الله (ص) فنصبته في منزلها، وكانت تقول للداخلين إليها: هذا ثوب رسول الله لم يبلَ، وعثمان قد أبلى سُنّتَه.[١٠]

بعد مقتل عثمان

كانت عائشة في مكة، وخرجت من مكة متوجهة إلى المدينة، فمرّ بها راكب، وقال: قُتل عثمان، وبايع الناس علياً، فقالت: واعثماناه! ورجعت إلى مكة، فضربت لها قباءً في المسجد الحرام، وقالت: يا معشر قريش، إن عثمان قد قتل، قتله علي بن أبي طالب... وأقامت بمكة.[١١]

في يوم الجمل

وفي 10 جمادى الأولى سنة 36 هـ بعد مقتل عثمان بن عفان بايع المسلمون الإمام علي بن أبي طالب (ع) طوعاً وكانت عائشة قد سألها الأحنف بن قيس عمن يُبايع بعد عثمان، فأمرته بمبايعة الإمام علي (ع). لكن عائشة وطلحة والزبير بعد أن بايعوا علياً قصدوا البصرة مطالبين علياً بمعاقبة قتلة عثمان، فخرج الإمام علي (ع) إلى البصرة حيث هم هناك.[١٢]

لما قدم الإمام علي (ع) البصرة دخل مما يلي الطفَّ، فسار مع جيشه حتى نزلوا الموضع المعروف بالزاوية، وسار طلحة والزبير وعائشة من الفرضة.[١٣] وجاءت عائشة من منزلها الذي كانت فيه حتى نزلت في مسجد الحدّان في الأزد وكان القتال في ساحتهم.[١٤]

وبعد أن وضعت الحرب أوزارها أخرجوا عائشة من هودجها وضربوا لها خيمة، وقال لها الإمام (ع): «ألم يأمرك أن تقري في بيتك؟ والله ما أنصفك الذين أخرجوك إذ صانوا عقائلهم وأبرزوك»، وأمر أخاها محمداً فأنزلها في دار صفية بنت الحارث بن طلحة العبدي. فبقيت هناك عدة أيام فبعث (ع) عبد الله بن عباس إلى عائشة يأمرها بالخروج إلى المدينة. فقالت: «أبيت ما قلت وخالفت ما وصفت، فمضى إلى علي (ع)، فخبره بامتناعها، فرده إليها، وقال: «إن أمير المؤمنين (ع) يعزم عليك أن ترجعي»، فخرجت عائشة من البصرة، وقد بعث معها علي(ع) أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر أو محمد بن أبي بكر مع مجموعة من النساء من ذوات الدين من عبد القيس وهمدان وغيرهما، ألبسهن العمائم وقلدهن السيوف‏ وأرجعها إلى بيتها معززة مكرمة.[١٥]

وفاتها

توفيت في 17 رمضان سنة ثمان وخمسين وقيل سبع وخمسين وقيل تسع وخمسين من الهجرة، وصلى عليها أبو هريرة ليلاً، وكان لها من العمر 66 سنة وقيل 67 وقيل 63 وقيل 57 سنة[١٦] وقيل إنها توفيت في 19 رمضان.[١٧]

مكانتها عند المسلمين

لعائشة مكانة مرموقة عند أهل السنة والجماعة وتحاط بواجبات التقدير والاحترام؛ كونها زوجة النبيصلى الله عليه وآله وسلم وأم المؤمنين . لا تختلف نظرة بقية الطوائف الإسلامية لعائشة عن نظرة أهل السنة والجماعة. ومنهم الشيعة، فهم يحترمونها كزوج للنبيصلى الله عليه وآله وسلم، ولكنهم يعتقدون أنها أخطأت في حق خليفة رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم والإمام الذي كان من المفترض عليها أنها لا تخرج عن طاعته، وهو علي بن أبي طالب (ع) الذي خرجت عليه في حرب الجمل .

ولا تضر بالطابع العام تلك الأصوات النشاز التي تخرج من هنا أو هناك بالإساءة لشخص عائشة زوج النبيصلى الله عليه وآله وسلم، فلقد أصدر قائد الثورة الإسلامية في إيران سماحة السيد علي الخامنئي فتواه بحرمة المس من رموز أهل السنة وعلى رأسهم عائشة بنت أبي بكر.

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

قالب:المصادر

  • ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن‌ هبة الله‌، شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، دار إحياء الکتب العربية، 1378 هـ.
  • ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي،صفة الصفوة، تحقيق: أحمد بن علي، القاهرة، دار الحديث، 1421 هـ/ 2000 م.
  • ابن حبان، محمد، الثقات، الهند ــ حيد آباد، دائرة المعارف العثمانية، ط 1، 1393 ه‍/ 1973 م.
  • ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ/ 1995 م.
  • ابن خياط، خليفة، تاريخ خليفة، دمشق ــ بيروت، دار القلم، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1397 هـ.
  • ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1410 هـ/ 1990 م.
  • ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، ط 1، 1412 هـ/ 1992 م.
  • ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الفكر، 1415 هـ.
  • ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم، المعارف، تحقيق: ثروت عكاشة، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط 2، 1992 م.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، دار الفكر، 1407 هـ/ 1986 م.
  • ابن هشام، عبد الملك، السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى السقا وآخرون، القاهرة، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، 1355 هـ/ 1936 م.
  • البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، بيروت، دار ابن كثير، 1407 هـ.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، بيروت، دار الفكر، ط 1، 1417 هـ/ 1996 م.
  • الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين، بيروت، دار الكتب العلمية، 1411 هـ/ 1990 م.
  • الذهبي، محمد بن أحمد ، سيرة أعلام النبلاء، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 3، 1405 هـ/ 1985 م.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق: عمر عبد السلام التدمري، بيروت، دار الكتاب العربي، ط 2، 1413 هـ/ 1993 م.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1409 هـ.
  • القاضي أبو بكر بن العربي، العواصم من القواسم، تحقيق: محب الدين الخطيب، بيروت، دار الجيل، ط 2، 1407 هـ/ 1987 م.
  • المزي، يوسف بن عبد الرحمن، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تحقيق: بشار عواد معروف، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1400 هـ/ 1980 م.
  • المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، قم، دار الهجرة، 1409 هـ.
  • النيسابوري، مسلم بن الحجاج، الجامع الصحيح، بيروت، دار ابن حزم ومؤسسة الريان، ط 1، 1416 هـ.
  1. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 1؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2، ص 135.
  2. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 44 - 45.
  3. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 58؛ ابن حبان، الثقاة، ج 1، ص 76.
  4. ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة ج 8 ص 14
  5. ابن قتيبة، المعارف، ص 59.
  6. البخاري، الجامع الصحيح، ج 4، ص 164 كتاب النكاح؛ مسلم النيسابوري، الجامع الصحيح، ج 4، ص 142 كتاب النكاح؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 58 إلى 61.
  7. لاحظ: ابن هشام، السيرة النبوية ج 3 غزوة بني المصطلق وخبر الإفك
  8. سورة النور: 24.
  9. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 6، ص 215.
  10. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 6، ص 215.
  11. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 212 ـ 213.
  12. القاضي أبو بكر بن العربي، العواصم من القواسم، تحقيق محب الدين الخطيب.
  13. خليفة ‌بن‌ خياط‌، تاريخ خليفة، ج 1، ص‌ 111؛ الطبري‌، تاريخ الملوك والأمم، ج ‌4، ص ‌500- 501؛ المسعودي، مروج الذهب، ج ‌3، ص ‌104-106.
  14. الطبري‌، ج ‌4، ص 503.
  15. المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص ‌113-114.
  16. الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين ج 4 ص 6 ـ ابن الجوزي، صفة الصفوة ج 1 ص 553 ـ بن حبان، الثقات ج 2 ص 38 ـ ابن سعد، الطبقات الكبرى ج 8 ص 69 و76 و77 و78 ـ المزي، تهذيب الكمال ج 35 ص 235 ـ ابن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 202 و203، الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2، ص 192؛ الذهبي، تاريخ الاسلام، ج 4، ص 249؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 8، ص 76 و101 ؛ ابن حجر، الاصابة، ج 4، ص 361.
  17. لاحظ: ابن الأثير، البداية والنهاية، ج 3، ص 594 وج 8، ص 80.