أبو موسى الأشعري
أبو موسى الأشعري من صحابة النبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم أعلن إسلامه مع خمسين رجلاً من الأشعريين بعد رجوع النبيصلى الله عليه وآله وسلم من معركة خيبر، وبسبب مواقفه السلبية من أمير المؤمنين علي في مسألة التحكيم وغيرها يُعد من الشخصيات المبغوضة عند الشيعة، فقد كان له دور كبير في تحريض المسلمين ونهيهم عن نصرة الإمام علي في حربه مع معاوية في صفين، وهو من تولى التحكيم بعد ذلك في دومة الجندل مع عمرو بن العاص فخلع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأثبت معاوية بن أبي سفيان. مات أبو موسى الأشعري في الكوفة أو مكة سنة 44 هـ عن عمر يناهز الثلاثة وستين عاماً.
هويته الشخصية
- اسمه وكنيته
عبد اللَّه بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر بن أدد بن زيد بن يشجب أبو موسى الأشعري،[١] وأبوه: قيس بن سليم بن حضار بن حرب، وأمه: ظبية بنت وهب بن عك، أسلمت وماتت بالمدينة.[٢]
- ولادته ووفاته
ذكر المؤرخون أنه ولد سنة 21 قبل الهجرة الموافق 602 ميلادي، واختلفوا في سنة موته فقد قالوا: أنه مات سنة 44 هـ الموافق 665 م، وقيل سنة 42 هـ، وهو ابن نيف وستين سنة، واختلفوا في مكان موته هل مات بالكوفة أو بمكة.[٣]
- زوجاته وأولاده
وكان له أولاد، ومنهم:
- أبو بردة بن أبي موسى واسمه عامر بن عبد الله، كان قاضيا، سنة ثلاث ومائة، وابنه: بلال بن أبى بردة، وكان قاضيا أيضا.
- موسى بن موسى، وأمه: أم كلثوم بنت الفضل بن العباس بن عبد المطلب.
- أبو بكر بن أبي موسى، وكان أسنّ من (أبي بردة).[٤]
- صفاته
ذكر المؤرخون أن أبا موسى الأشعري كان أحسن الصحابة صوتا في التلاوة، خفيف الجسم،[٥] قصيرا ثطّا.[٦] [٧]
إسلامه
ذكرت المصادر التاريخية أن خمسين رجلا من الأشعريين قدموا على رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم على سفن في البحر من الحبشة أثناء سفره إلى خيبر فلم يجدوه، ثم لقوه فبايعوا وأسلموا، وكان فيهم أبو موسى الأشعري.[٨]
الحروب التي شارك فيها
ذكر المؤرخون أنه شارك بمجموعة من السرايا والغزوات، ومنها: سرية أوطاس سنة 8 هـ،[٩] وفتح السوس سنة 17 هـ،[١٠] وفتح نصيبين سنة 19 هـ،[١١] وفتح الري سنة 24 هـ.[١٢]
مناصبه الحكومية
كان عامل النبيصلى الله عليه وآله وسلم على زبيد وعدن وغيرهما من اليمن وسواحلها، ولما استشهد النبيصلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة،[١٣] فاستعمله أبو بكر على منطقتي زبيد ورمع،[١٤] واستعمله عمر على إمارة البصرة بعد أن عزل المغيرة، فكتب له كتابا قال فيه: لعبد الله عمر أمير المؤمنين، وكان أول من خاطبه بهذا اللقب،[١٥] وأن هذا اللقب مختص بالإمام علي كما ورد عن أهل بيت العصمةعليهم السلام،[١٦] وهو الذي افتتح الأهواز وأصبهان،[١٧] وأقره عثمان على عمله قليلا ثم صرفه، واستعمل عبد اللَّه بن عامر، فسكن الكوفة ثم استعمله عثمان عليها بعد عزل سعيد بن العاص،[١٨] وقال جُويرية بن أسماء: قَدِمَ أبو موسى الأشعري على معاوية في بُرنُس أسود فقال: السلام عليك يا أمين اللَّه! قال: وعليك السلام، فلمّا خَرَجَ قال معاوية: قَدِمَ الشيخ لأوليه، والله لا أُوليه!.[١٩]
موقفه من معركة صفين
روى التاريخ الكثير من الأعمال التي قام بها أبو موسى الأشعري قبل وبعد معركة صفين، وهي:
- نهيه عمار بن ياسر عن نصرة أمير المؤمنين علي
دخل أبو موسى الأشعري وابن مسعود على عمار وهو يستنفر الناس، فقالا له: ما رأينا منك منذ أسلمت أمرا أكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر - استنفار الناس لنصرة أمير المؤمنين علي - فقال لهما: ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمرا أكره عندي من إبطائكما عن هذا الأمر.[٢٠]
- نهيه المسلمين عن نصرة الإمام علي في معركة صفين
ذكر المؤرخون أن أمير المؤمنين علي خرج من المدينة في آخر شهر ربيع الأول سنة 36 هـ وكتب إلى أهل الكوفة يستنفرهم، فمنعهم عنه أبو موسى الأشعري وكان والياً عليها من قبل عثمان.[٢١]
- قيامه بالتحكيم بعد معركة صفين
كان أبو موسى الأشعري أحد طرفي التحكيم من طرف جيش العراق والذي وقع بعد معركة صفين وكان في قباله عمرو بن العاص من طرف جيش أهل الشام وقد خدعه بخلع أمير المؤمنين علي وإثبات معاوية في الحكم.[٢٢]
كلمات في حقه
لقد وردت الكثير من الكلمات في حقه، ومنها:
- كتب أمير المؤمنين علي إلى أبي موسى الأشعري بعد أن نهى الناس عن نصرته في معركة صفين: اعتزل عملنا مذموماً مدحوراً يا ابن الحائك فهذه أول هناتك، وإن لك هنات، ثم بعث أمير المؤمنين الحسن قالب:عليهما السلام وعمار إلى الكوفة يستنفرهم، وقال الحسن: أعينونا على من ابتلينا به.[٢٣]
- لقد قال الصحابي حذيفة بن اليمان عن أبي موسى الأشعري واصفا إياه: بأنه منافق.[٢٤]
- قال عمرو بن العاص لأبي موسى الأشعري - بعد أن وصفه بالكلب بعد واقعة التحكيم - : إنّما مثلُك قالب:قرآن.[٢٥] [٢٦]
- قال أبو موسى الأشعري لأبي ذر الغفاري يوما: مرحبا بأخي، فدفعه أبو ذر وقال له: لستُ بأخيك إنما كنت أخاك قبل أن تُستعمل.[٢٧]
موقفه من أهل البيت (ع)
لقد ذكر التاريخ الكثير من الشواهد التي ذكرت أن أبا موسى الأشعري كان منحرفا عن أهل البيت عليهم السلام، ومنها:
- روي أنه جاء ابن عباس إلى علي بعد أن اختير الأشعري للتحكيم، فقال: علام تُحكِّم أبا موسى؟ لقد عرفت رأيهُ فينا، فو الله ما نصرنا؛ وهو يرجو ما نحن فيه؛ فتُدخلُهُ الآن في معاقد أمرنا.[٢٨]
- لقد كان أبو موسى الأشعري منحرفا عن علي لأنه عزله ولم يستعمله،[٢٩] فوجد عليه أبو موسى، فلما كان يوم التحكيم، أشار بخلعه وخلع معاوية، فوافقه على ذلك، عمرو بن العاص خديعة منه، وأمره أن يخطب الناس بذلك.[٣٠]
الهوامش
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: علي محمد معوض - عادل أحمد عبد الموجود، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ - 1994 م.
- ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتاب العربي، ط 1، 1417 هـ - 1997 م.
- ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت - لبنان، ط 1، 1410 هـ - 1990 م.
- ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، المحقق: علي محمد البجاوي، بيروت - لبنان، الناشر: دار الجيل، ط 1، 1412 هـ - 1992 م.
- ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ دمشق، المحقق: عمرو بن غرامة العمروي، د.م، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1415 هـ - 1995 م.
- ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، د.م، الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، ط 1، 1418 هـ - 1997 م.
- البغدادي، محمد بن حبيب، المحبر، تحقيق: إيلزة ليختن شتيتر، بيروت - لبنان، الناشر: دار الآفاق الجديدة، د.ت.
- الدينوري، عبد الله بن مسلم بن قتيبة، المعارف، تحقيق: ثروت عكاشة، القاهرة - مصر، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط 2، 1992 م.
- الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام، المحقق: الدكتور بشار عواد معروف، د.م، الناشر: دار الغرب الإسلامي، ط 1، 2003 م.
- الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء، المحقق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، د.م، الناشر : مؤسسة الرسالة، ط 3، 1405 هـ - 1985 م.
- الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام، الناشر: دار العلم للملايين، ط 15، أيار / مايو 2002 م.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري (تاريخ الأمم و الملوك)، بيروت - لبنان، الناشر: دار التراث، ط 2، 1387 هـ.
- العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة،تحقيق: علي محمد معوض - عادل أحمد عبد الموجود، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ - 1994 م.
- الفاسي، محمد بن أحمد، العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين، المحقق: محمد عبد القادر عطا، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1998 م.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران - إيران، دار الكتب الإسلامية، 1367 ش.
- سبط ابن الجوزي، يوسف بن عبد الله، تذكرة الخواص (بتذكرة خواص الأمة في خصائص الأئمة)، المحقق: الدكتور عامر النجار، د.م، الناشر: مكتبة الثقافة الدينية، ط 1، 1429 هـ - 2008 م.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 3، ص 364.
- ↑ العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 4، ص 181.
- ↑ ابن الأثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 3، ص 364.
- ↑ الدينوري، المعارف، ج 1، ص 266.
- ↑ الزركلي، الأعلام، ج 4، ص 114.
- ↑ هو الذي عري وجهه من الشعر إلا القليل من الشعر في أسفل حنكه.
- ↑ العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 4، ص 181.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 262.
- ↑ البغدادي، المحبر، ص 124.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 10، ص 61.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 24، ص 174.
- ↑ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 2، ص 169.
- ↑ الفاسي، العقد الثمين، ج 4، ص 401.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 427.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ص 165.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 1، ص 410 - 411.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ج 4، ص 1763.
- ↑ العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 4، ص 182.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 125.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 43، ص 457.
- ↑ سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ج 1، ص 303.
- ↑ الزركلي، الاعلام، ج 4، ص 114.
- ↑ سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ج 1، ص 303.
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2، ص 394.
- ↑ الجمعة: 5.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 683.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 533.
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2، ص 395.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ج 4، ص 1764.
- ↑ الفاسي، العقد الثمين، ج 4، ص 401.