بنو أمية
بنو أمية، هم الفرع الثاني من قريش، حكموا في الدولة الإسلامية قرابة قرنٍ، واتّخذوا من الشام مقراً لهم ومن دمشق عاصمة لدولتهم، وكانت فترة حكمهم ما بين عام (41 هـ/ 661 م) إلى (132 هـ/ 750 م)، كما أنهم أسسوا لاحقاً دولة في الأندلس عاصمتها قرطبة.
أول خلفائهم معاوية بن أبي سفيان سنة 41 هـ، وآخرهم مروان الحمار.
ورد ذكر بني أمية في أحاديث الفريقين (الشيعة والسنة) على أنهم هم الشجرة الملعونة في القرآن؛ حيث نقلت رؤيا النبي (ص) لهم، وهم ينزون على منبره نزو القردة.
نسبهم
يرجع نسبهم إلى أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خُزيمة بن مُدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.[١]
- أمية
هو أحد أبناء عبد شمس بن عبد مناف، وعليه فبنو أمية يلتقون مع بني هاشم في عبد مناف، ويقال له أمية الأكبر في قبال أخيه أمية الأصغر.[٢]
لم يُذكر أمية هذا في الروايات إلا في مواطن ذكر مدى العداء الذي كان يكنّه لبني هاشم، وقد روي أنّ ولادة عبد شمس وهاشم كانت متزامنة، وكان إصبع أحدهما ملتصق بجبهة الآخر، ولما فصلوهما سال الدم.[٣]
وفي رواية أخرى أنّ أمية كان يحسد عمّه على ما له من منزلة ومقام، ومع أنّه كان ثرياً إلاّ أنه لم يتمكن من أن يكون مثله كريماً سخياً، ولقد صار ذليلاً حقيراً بين الناس، حتى أنّه كانت بينه وبين هاشم مناوشات ومحاكمات أدّت به إلى أن يخرج إلى الشام مدة عشر (10) سنين.[٤]
ومن جهة أخرى ذكرت بعض المصادر بأن أمية لم يكن من صلب عبد شمس وإنما هو عبد من الروم فاستلحقه عبد شمس ونسبه إلى نفسه، ولهذا وصفه الإمام علي (ع) باللصيق[٥] ولكن يقول ابن أبي الحديد بأن الإمام (ع) يقصد باللصيق الذي أسلم تحت السيف أو رغبة في الدنيا، ومخاطبه معاوية وليس أمية.[٦]
- أبناء أمية
قالب:Quote box كان لأمية 10 أبناء هم: حرب، وأبو حرب، وسفيان، وأبو سفيان ويُقال له عنابس أيضاً ، والعاص، وأبو العاص، والعيص، وأبو العيص وكانوا مشهورين بـ(الأعياص)، و له ابنان آخران هما عمرو، وأبو عمرو. مات اثنان من أبنائه صغيرين، واثنان منهم لم يُعقّبا.[٧] قالب:الخلافة الأموية
- حرب
كانت لحرب ـ أكبر أبناء أمية ـ علاقة مع عبد المطلب بن هاشم وكان صديقاً له إلاّ أنهما تنازعا في النهاية واختلفا، ولا يبعد أن يكون هذا ناتج عن الخلافات الأساسية بين أمية وهاشم.[٨] كان حرب قائداً في الحروب التي كانت تنشب بين قريش وغيرها من القبائل بين الحين والآخر، ومنها: عكاظ والفجّار، وبعده كان أخوه أبو سفيان. [٩]
- أبو العاص
الآخر من بني أمية: أبو العاص جدّ عثمان بن عفان و مروان بن الحكم، وآخرون تولّوا سدّة الخلافة في دولة بني أمية.[١٠]
- أبناء العيص
من بني أمية تفرّع أيضاً بنو العيص من أسيد بن العيص، من ابنيه عتاب و خالد الذين أسلما يوم فتح مكة.[١١]
- أبناء العاص
من بني أمية تفرّع أيضاً بنو العاص من سعيد بن العاص، وقد تولى سعيد وبعض بني العاص أموراً إدارية مهمة في أيام خلافة عثمان ، كما أنّهم اشتركوا في كثير من الحوادث التاريخية البارزة. [١٢].
- بنو معيط
ظهر من نسل أبي عمر بن أمية فرع أموي آخر تمثل في عقبة بن أبي معيط وابنه الوليد وهو أشهر هذه العائلة من هذا الفرع الأموي.[١٣].
- بنو سفيان
ولعل أقل هذه الشجرة أهمية هم بنو سفيان بن أمية الذين لم تُذكر لهم أي عملية في أيٍّ من الحوادث التاريخية.[١٤]
ظهورهم
بدأ ظهورهم في شمال جزيرة العرب ووسطها، ثم تركّز تواجدهم في مكة، وفيها بدأت الخصومة بينهم وبين بني هاشم، وفيها كانوا المتمّول الأكبر وأصحاب الثروة، فكانوا المنافس لهاشم وأبناءه في تجارتهم التي كانوا يتنقّلون فيها بين الشام واليمن وغيرهما والذي كان له الدور الكبير في جلب التجّار والقوافل التجارية نحو مكة،[١٥] مضافاً إلى كون هاشم وأعقابه كانت لهم المناصب الحساسة والمهمة في مكة من تولي أمور الكعبة والسقاية وغيرها مما له دور في الزعامة هناك.[١٦] فكان لثروة هاشم وغناه وكرمه وسخاءه الدور البارز في نجاة مكة مما حلّ بها من القحط والجفاف.[١٧]
أبو سفيان
كان أبو سفيان الشخصية الأبرز في بداية عصر ظهور الإسلام، وقد كان أحد أبرز الأربعة أشخاص أصحاب النفوذ في مكة.[١٨] كان عمله الأبرز في التجارة،[١٩] وكما كان الأبرز بين المعارضين لدعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان المحرّض عليه [٢٠]، إلاّ أنه ما كان يُظهر العداء كما كان كبار قريش.[٢١] ولعلّه لكثرة ارتباطه بخارج مكة والتجارة التي تتطلب التنقل من بلد لآخر، كان يُعد من زنادقة قريش.[٢٢]
بعد هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة عاود أبو سفيان مزاولة مهنة التجارة مرّة أخرى، فسافر إلى الشام في قافلة كبيرة. لم يكن راغباً في مواجهة المسلمين حينها، لكن بعد معركة بدر التي قُتل فيها الكثير من شخصيات مشركي قريش وكبارها ومقتل ابنه حنظلة وأسر ابنه الآخر عمرو،[٢٣] ترأس المشركين وحرّض أهل مكة على الحرب ضد المسلمين، وقد كان له الدور البارز يومها والتي أدت إلى حروب ما بعد غزوة بدر.[٢٤]
معاوية
تولّى أمور الشام في عهد عمر ثم عثمان، وفي خلافة الإمام علي قالب:عليه السلام لم يقبل به الإمام والياً فعزله، ولكن معاوية لم يقبل فخرج على الإمام قالب:عليه السلام، وقاتله علي في معركة صفين. حاول الخوارج اغتياله سنة 40 هـ ولم يفلحوا. اضطرّ الإمام الحسن أيام خلافته بعد أبيه علي إلی مصالحة معاوية مقابل شروط، من بينها أن يكون الأمر للحسن من بعده، فإن حدث به حادث فلأخيه الحسين , وأن لا يبغي معاوية لهما ولا لأحد من أهل البيت، وأنه لا يحق لمعاوية أن يعهد إلى أحد. بقي معاوية متأمّراً على الشام حتى مات في رجب سنة 60 هـ. ثمّ عهد إلى إبنه يزيد.
وفي الكلام عن خلافته أورد الفريقين عن النبي (ص) حدیثاً صحّحوا بعض طرُقه:[٢٥] إذا رأيتـم معاويـة على منبري فاقتلوه.[٢٦]
يزيد بن معاوية
ولد في 23 رمضان 26 هـ ، وتولى السلطة بعد أبيه ثلاث سنين، فعثا في الأرض فساداً. ففي السنة الأولى قتل الإمام الحسين في محرم سنة 61 هـ ، وفي السنة الثانية هدم جدار الكعبة في حربه مع عبد الله بن الزبير، وفي الثالثة استباح المدينة في واقعة الحرّة سنة 64 هـ. وهلك يوم الثلاثاء في 14 ربيع الأول 64 هـ. [٢٧]
معاوية بن يزيد
الذي تولى السلطة لأشهر معدودة، ثم عزل نفسه، وبعده انتقلت السلطة إلى مروان بن الحكم وبنيه.
حديث الشجرة الملعونة
ورد في مصادر الفريقين أحاديث حول بني أمية متقاربة في اللفظ والمضمون، من ذلك:
- عن طريق سهل بن سعيد،[٢٨] قال: رأى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم بني أمية ينزون على منبره نزو القردة، فساءه ذلك، فما استجمع ضاحکاً حتّى مات، وأنزل اللّه تعالى: قالب:قرآن.[٢٩][٣٠]
- أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمران أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: رأيت وُلد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنهم القردة، وأنزل اللّه في ذلك: قالب:قرآن؛ يعني الحَكم وولده.[٣١]
- أخرج ابن مردويه عن الحسین بن علي أنّ رسول اللّه أصبح وهو مهموم، فقيل: ما لك يا رسول اللّه؟ فقال: «إني أريت في المنام كأنّ بني أمية يتعاورون منبري هذا»، فقيل يا رسول اللّه لا تهتم، فإنها دنيا تنالهم، فأنزل اللّه «و... ما جعلنا الرؤيا التي أريناك...».[٣٢]
الهوامش
المصادر والمراجع
- ابن أبي الحديد، عبد الحميد، شرح نهج البلاغة، تحقيق محمد إبراهيم، بغداد، دار الكتاب العربي، 2007 م.
- ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله النمري، الاستيعاب، تحقيق: علي محمد بجاويف، القاهرة، د.ن، 1960 م.
- ابن أعثم ، أحمد الكوفي، كتاب الفتوح، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الكتب العلمية، د.ت.
- ابن قتيبة، أبو محمد، المعارف، تحقيق: ثروت عكاشة، القاهرة، د.ن، 1969 م.
- ابن هشام، أبو محمد عبد الملك، السيرة النبوية، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، القاهرة، المكتبة التجارية، د.ت.
- الأزرقي، محمد، أخبار مكة، تحقيق: رشدي صالح ملحس، بيروت، د.ن، 1982 هـ.
- البغدادي، ابن حبيب، المنمق في أخبار قريش، بيروت، د.ن، 1405 هـ.
- البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر بن داود، أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار و رياض الزركلي، بيروت، د.ن، 1417 هـ.
- السدوسي، مؤرِّج بن عمرو بنُ الحارث بن ثور ابن حرملة بن علقمة بن عمرو بن السَّدوس، مروج الذهب، بيروت، د.ن، 1396 هـ.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، بيروت، د.ن، د.ت.
- الكلبي، هشام بن محمد بن السائب، جمهرة النسب، تحقيق: ناجي حسن، بيروت، د.ن، 1407 هـ.
- زرياب، عباس، سيرة رسول الله، طهران، د.ن، 1370 هـ.
- صحيح وضعيف تاريخ الطبري، محمد بن طاهر البرزنجي - محمد صبحي حسن حلاق.
- مونس، حسين، تاريخ قريش، جدة، د.ن، 1408 هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1403 هـ.
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1.
- ↑ السدوسي، مروج الذهب، ص 30 ـ البلاذري، ج 5 ص 7.
- ↑ الطبري، التاريخ، ج 2، ص 252.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 68 ـ الطبري، التاريخ، ج 2، ص 253.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 33، ص 107.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ص 75.
- ↑ الكلبي، جمهرة النسب، ص 38 ـ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 5، ص 8 و 9 - 10.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 5، ص 9.
- ↑ محمد الأزرقي، أخبار مكة، ج 1، ص 115.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 95.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 72 ـ 74.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 41 و 55 و 67 ـ 77.
- ↑ الكلبي، جمهرة النسب، ص 51 ـ 52.
- ↑ الكلبي، جمهرة النسب، ص 53 ـ 54.
- ↑ عباس زرياب، سيرة رسول الله، ص 44 - 47.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج۱، ص64.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 65 و 67 - 78.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 715.
- ↑ ابن أعثم، الفتوح، ص 129.
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 276 و 315 ، و ج 2 ص26 و 93.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 141.
- ↑ البغدادي، المنمق في أخبار قريش، ص 388.
- ↑ ابن قتيبة، المعارف، ص 334 ـ 345.
- ↑ مونس، تاريخ قريش، ص 134.
- ↑ انظر الأميني، موسوعة الغدير، ج 10، ص 204.
- ↑ الطبري، التاريخ، ج 8، ص 186؛ الذهبي، ميزان الاعتدال، ج 1 و 2، ص 571 - 613؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 121؛ ابن طاووس عن كتاب الفتن لزكريا بن يحيى البزاز النيشابوري، الملاحم والفتن، ص 329؛ و ...
- ↑ صحيح وضعيف تاريخ الطبري، ج 4، ص 87.
- ↑ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج 1، ص 184.
- ↑ سورة الإسراء: 60
- ↑ جامع البيان، ج 15، ص 113-112. هذا وقد استبدل الطبري لفظ بني فلان ببني أمية.
- ↑ السيوطي، الدرّ المنثور، ج 5، ص 309.
- ↑ نفس المصدر، ج 5، ص 310.