عبد الله بن عمر
عبد الله بن عمر (3 للبعثة ــ 73 هـ) من أصحاب رسول الله (ص) وابن الخليفة الثاني، أسلم مع أبيه في سن العاشرة وهاجر معه إلى المدينة، ذكرت بعض مصادر أهل السنة أنه كان شخصية ضعيفة وبسيطة، وكان من الذين بايعوا الخلفاء الثلاثة بعد رسول الله (ص)، وجعله أبوه مشاوراً في تعيين الخليفة من بعده، وعرض عليه عثمان منصب القضاء ولكنه لم يقبله. لم يبايع الإمام علي (ع) بالخلافة بعد عثمان، ولكنه بايع يزيد بن معاوية.
كان من المخالفين لخروج الإمام الحسين (ع) إلى الكوفة لقتال يزيد. توفي سنة 73 هـ، عن عمر 84 عاماً ودفن في مقبرة المهاجرين في منطقة فخ.
هويته
هو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن زارح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.[١]
أمه زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي، أخت عثمان بن مظعون ، وهي ام اخوته حفصة وعبيد الله وعبد الرحمن الأكبر.[٢]
كان صحابيا ممن أدرك رسول الله (ص) و رآه وجالسه وسمع منه وحدّث عنه. أسلم مع أبيه عمر بن الخطاب، وقيل قبل أبيه، واعتبره المؤرخين من الصحابة بالطبقة الثانية الذين اسلموا وهم صغار السن، نقل الكثير من الاحاديث النبوية ويعتبر من المكثرين بالرواية. وفي الشورى السداسية اختار عثمان بن عفان ليلي الخلافة بعد أبيه، لكن بعد مقتل عثمان لم يبايع الإمام علي (ع)، واعتزل حرب الجمل، وصفين، والنهروان، ولم ينصر الإمام علي (ع) في حروبه، وعند مرض موته ندم عن عدم نصرة الامام علي (ع). وثقه الكثير من اصحاب التراجم، وتوقف عنده الكثير، لمواقفه التي صدرت منه. أدرك الحجاج بن يوسف الثقفي وقيل أن الحجاج أمر بقتله.
كنيته ولقبه
- أبو عبد الرحمن كنيته وقد اشتهر بها.[٣]
- ابن عمر هو اللقب الذي اشتهر به في الكثير من كتب الحديث والتاريخ.
ولادته
- اختلف في تاريخ ولادته وذكر ابن حجر انه ولد سنة ثلاث من المبعث النبوي.[٤]
- وقال ابن الأثير : ان مولده كان قبل المبعث بسنة وهذا يستقيم على قول من يجعل مقام النبي (ص) بمكة بعد المبعث عشر سنين لأنه توفي وعمره اربع وثمانون سنة فيكون له في الهجرة إحدى عشر سنة وبذلك يكون مولده قبل المبعث بسنة.[٥]
- وقال ابن عبد البر : أنه في يوم بدر جاء ولكن النبي (ص) رده لصغر سنه ، ولم يحتلم بعد ، وعاد وجاء يوم أحد وأيضا رده رسول الله (ص) لأنه كان ابن اربع عشر سنة وقيل ابن ثلاثة عشر سنة ، وفي يوم بيعة الحديبية كان من أول المبايعين ، و يوم الخندق أجازه النبي (ص) وكان عمره خمس عشرة سنة ، وعن مجاهد ، قال : عبد الله بن عمر شارك يوم فتح مكة وكان عمره عشرين سنة.[٦]
- وقال ابن حجر : عبد الله بن عمر ولد بعد المبعث بيسير واستصغر يوم أحد وهو ابن اربع عشرة سنة.[٧]
أزواجه و أبنائه
له اثناعشر ذكور وأربعة اناث من أمهات شتى .
- من صفية بنت أبي عبيد:
- أبو بكر بن عبد الله بن عمر .
- واقد بن عبد الله بن عمر ،
- عبد الله بن عبد الله بن عمر .
- أبو عبيدة عبد الله بن عمر .
- عمر بن عبد الله بن عمر .
- حفصة بنت عبد الله بن عمر .
- سودة بنت عبد الله بن عمر .
- من أم علقمة بنت علقمة:
- عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر : وبه يكنى
- من أم ولد وقيل أنها سهلة بنت مالك بن الشحاح من بني زيد بن جشم بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل:
- من ابنة يزدجرد بن شهريار :
- من أم ولد:
شخصيته
تحدثنا الكثير من الروايات المنقولة عن اصحابه ومن كان بعصره من التابعين فهو متقلب المزاج وكما قيل عنه ضعيف العقل وهذه نبذة من بعض جوانب شخصية ابن عمر:
- أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا أبو المليح عن ميمون أن ابن عمر تعلم سورة البقرة في أربع سنين.[٨] وفي رواية أخرى روى مالك أنه بلغه أن عبد الله بن عمر مكث على حفظ سورة البقرة ثماني سنوات.[٩]
- أخبرنا عبد الله بن جعفر قال : حدثنا معتمر بن سليمان عن قرة بن خالد، عن ابن سيرين ، أن ابن عمر كان دائما يتمثل بهذا البيت .
قالب:بداية قصيدة قالب:بيت[١٠] قالب:نهاية قصيدة
- قال محمد بن يزيد ، قال بعض الناس هو نافع ، فولدت غلاما ، قال نافع : لقد رأيت عبد الله بن عمر يأخذ ذلك الصبي فيقبله ثم يقول: واها لريح فلانة ، يعني الجارية التي أعتق.[١١] وفي رواية أنها جاريته رمينة أعتقها وأنكحها مولاه نافع.[١٢]
مشاركاته في الحروب
- خرج رسول الله ( ص) بمن معه حتى انتهى إلى نقب بني دينار ثم نزل بالبقع وهي بيوت السقيا - البقع نقب بني دينار بالمدينة والسقيا متصل ببيوت المدينة - يوم الأحد لاثنتي عشرة خلت من رمضان . فضرب عسكره هناك وعرض المقاتلة فعرض عبد الله بن عمر و أسامة بن زيد و رافع بن خديج و البراء بن عازب و أسيد بن ظهير و زيد بن أرقم و زيد بن ثابت فردهم ولم يجزهم [١٣]
- أجمع المؤرخين على انه لم يشهد بدر وأحد والصحيح أنه شهد الخندق.[١٤]
- أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي قال : حدثنا مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : شهد ابن عمر فتح مكة وهو ابن عشرين سنة.[١٥]
- شهد غزوة مؤتة مع جعفر بن أبي طالب (رض) و شهد اليرموك، و فتح أفريقية.[١٦]
- شهد فتح مصر و فتح نهاوند مع طائفة من المهاجرين والانصار وكان أمير الجيش النعمان بن مقرن .[١٧]
- شارك في جيش معاوية بن أبي سفيان الذي أرسله مع ابنه يزيد بن معاوية لينضم إلى جيش سفيان بن عوف لفتح القسطنطينية.[١٨]
مواقفه
كان ابن عمر شديد الاحتياط والتوقي لدينه في الفتوى حتى انه ترك المنازعة في الخلافة، مع كثرة ميل أهل الشام إليه ومحبتهم له، ولم يشهد مع علي شيئا من حروبه، ولكن بعد ذلك ندم على ترك القتال معه. [١٩]
- أخبرنا أحمد بن يونس قال : حدثنا أبو شهاب عن يونس عن نافع[٢٠] قال: قيل لابن عمر زمن ابن الزبير والخوارج : أتصلي مع هؤلاء وهؤلاء وبعضهم يقتل بعضا؟ قال، فقال ابن عمر: من قال حي على الصلاة أجبته، ومن قال حي على الفلاح أجبته، ومن قال حي على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله قلت لا.[٢١]
- عن ابن سعد: اخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا عبد العزيز بن سياه قال: حدثني حبيب بن أبي ثابت قال: بلغني عن ابن عمر في مرضه الذي مات فيه قال: ما أجدني آسى على شيء من أمر الدنيا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي.[٢٢]
يوم الجمل
- قبل موقعة الجمل انحاز الى عائشة عندما نادى مناد عائشة في مكة فاجتمع الناس اليها وخطبت فيهم قائلة: معاشر المسلمين إن عثمان قتل مظلوما ولقد قتل عثمان ، من إصبع عثمان خير منه وجعلت تحرض الناس على خلاف أمير المؤمنين وتحثهم على نقض عهده ولحق إلى مكة جماعة من منافقي قريش ، وصار إليها عمال عثمان الذين هربوا من أمير المؤمنين ولحق بها عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وأخوه عبيد الله ، ومروان بن الحكم بن أبي العاص ، وأولاد عثمان وعبيده وخاصته من بني أمية وانحازوا إليها وجعلوها الملجأ لهم.[٢٣]
- ذكر أبي حنيفة : ثم ان عليا ( عليه السلام ) نادى في الناس بالتأهب للمسير للعراق ، فدخل عليه سعد بن أبي وقاص ، وعبد الله بن عمر ، ومحمد بن مسلمة ، فقال لهم : قد بلغني عنكم هناة كرهتها لكم ، فقال سعد : قد كان ما بلغك ، فأعطني سيفا يعرف المسلم من الكافر حتى أقاتل به معك ، وقال عبد الله بن عمر : أنشدك الله أن لا تحملني على ما لا أعرف.[٢٤]
يوم صفين
- عندما أراد معاوية بن أبي سفيان المسير إلى صفين أخبره عمرو بن العاص أن يرسل كتب ثلاث لعدد من الشخصيات في في مكة والمدينة ومن ضمنها كتاب إلى عبد الله بن عمر يستنهضه فيها على الالتحاق به وقتال أمير المؤمنين علي (ع)، وأن يجعل الأمر شورى كما جعلها أبوه عمر بن الخطاب ، فكتب عبد الله بن عمر ردا على معاوية و عمرو بن العاص قال: أما بعد فلعمري لقد أخطأتما موضع البصيرة وتناولتماها من مكان بعيد وما زاد الله من شك في هذا الأمر بكتابكما إلا شكاً وما أنتما والخلافة ، وأما أنت يا معاوية فطليق ، وأما أنت يا عمر فظنون ... ألا فكفيا عني أنفسكما فليس لكما ولا لي نصير [٢٥]
- عاد معاوية بن أبي سفيان وكتب الى ابن عمر يطمعه بالخلافة وأنه أحق فيها بعد عثمان ، فأجابه ابن عمر : أما بعد فإن الرأي الذي أطمعك فيَّ هو الذي صيرك إلى ما صيرك إليه أني تركت عليا في المهاجرين والأنصار ، وطلحة والزبير وعائشة أم المؤمنين واتبعتك . أما زعمك أني طعنت على عليّ (ع) فلعمري ما أنا كعلي في الإيمان والهجرة ، ومكانه من رسول الله (ص) ونكايته في المشركين ، ولكن حدث أمر لم يكن من رسول الله (ص) الي فيه عهد ففزعت فيه إلى الوقوف ، وقلت إن كان هدى ففضل تركته ، وإن كان شر نجوت منه ، فاغن عنا نفسك.[٢٦]
- دخل عبد الله بن عمر و سعد بن أبي وقاص و المغيرة بن شعبة مع اناس معهم وكانوا قد تخلفوا عن علي (ع) ، فدخلوا عليه فسألوه أن يعطيهم عطاءهم ، وكانوا قد تخلفوا عن الامام علي (ع) ، حين خرج الى الجمل وصفين ، فقال لهم علي : ما خلّفكم عني ؟ ، قالوا : قُتل عثمان ، ولا ندري أحلُّ دمه أم لا ؟ وقد كان أحدث أحداثاً ثم استتبتموه فتاب ، ثم دخلتم في قتله حين قتل ، فلسنا ندري أصبتم أم أخطأتم ؟ مع أننا عارفون بفضلك يا أمير المؤمنين وسابقتك وهجرتك ، فقال علي (ع) ألستم تعلمون أن الله عز وجل قد أمركم أن تأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر قال سعد بن أبي وقاص : يا علي أعطني سيفا يعرف الكافر من المؤمن ، أخاف أن أقتل مؤمنا فأدخل النار ، فقال لهم علي (ع) : ألستم تعلمون أن عثمان كان اماماً بايعتموه على السمعة والطاعة ، فعلام خذلتموه إن كان محسناً ، وكيف لم تقاتلوه إذ كان مسيئاً ؟!! ، فإن كان عثمان أصاب بما صنع فقد ظلمتم إذ لم تنصروا إمامكم ، وإن كان مسيئاً فقد ظلمتم إذ لم تعينوا من أمر المعروف ونهي عن المنكر وقد ظلمتم إذ تقوموا بيننا وبين عدوَّنا بما أمركم الله به فإنه قال قالب:قرآن،[٢٧] فردهم ولم يعطهم شيئاً.[٢٨]
روايته للحديث
روى عبد الله بن عمر عن الرسول (ص) العديد من الأحاديث، حيث ذكر علماء الحديث أن أكثر من روى عن النبي (ص) ابن عمر، وابن عباس، وأبو هريرة،[٢٩] وكذلك روى عن أبي بكر، وأبيه عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، والإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، والحسن والحسين عليهما السلام، وابن مسعود وغيرهم، ومن النساء روى عن أخته حفصة بنت عمر بن الخطاب، وعن عائشة.[٣٠]
وقد روى عنه الكثير من الرواة منهم: آدم بن عَلِيٍّ البكري العجلي، وصدقة بن يسار، وأسلم مولى عمر بن الخطاب، وإسماعيل بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي ذؤيب القرشي، وحفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وسعيد بن جبير وغيرهم.[٣١]
أقوال العلماء فيه
من أقوال العلماء فيه نذكر منهم:
- الذهبي قال عنه: أبو عبد الرحمن العدوي المدني أحد الأعلام في العلم والعمل، وهو من أهل بيعة الرضوان، متين الديانة.[٣٢]
- قال عنه الشعبي: كان ابن عمر جيد الحديث، ولم يكن جيد الفقه.[٣٣]
- ذكره الشيخ الطوسي: ممن رووا عن النبي من الصحابة.<ref>الطوسي، رجال �
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 132.
- ↑ ابن عبد البر، الإستيعاب، ج 1، ص 569.
- ↑ أبو نعيم الأصبهاني، معرفة الصحابة، ج 3، ص 185.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الاصابة في تمييز الصحابة، ج 3، ص 253.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 135.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 569.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، تقريب التهذيب، ص 528.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 123.
- ↑ الذهبي، طبقات القراء، ج 1، ص 473.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 125.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4 ، ص 125.
- ↑ ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 3، ص 30.
- ↑ الواقدي، المغازي، ج 1، ص 22.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 132.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 129.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 132.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 222.
- ↑ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج 1، ص 125.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 133.
- ↑ ابو نعيم الإصبهاني، حلية الأولياء، ج 1، ص 306 ــ 309.
- ↑ ابن سعد، الطبقات، ج 4 ص 128.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4 ص 141.
- ↑ المفيد، الجمل، ص 228.
- ↑ أبو حنيفة الدينوري، الأخبار الطوال، ص 143.
- ↑ ابن مزاحم، وقعة صفين، ص 63.
- ↑ ابن مزاحم، وقعة صفين، ص 73.
- ↑ الحجرات: 9.
- ↑ ابن مزاحم، وقعة صفين، ص 552.
- ↑ الخزرجي، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال، ج 2، ص 97؛ ابن معين، موسوعة أقوال يحيى بن معين، ج 3 ص 107.
- ↑ المزي، تهذيب الكمال، ج 15، ص 334، ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 107، الجاحظ، البيان والتبيين، ج 2، ص 20؛ البخاري، صحيح البخاري، ج 1 ، رقم الحديث 794 ،ص 210 ، باب صفة الصلاة؛ ابن مزاحم، وقعة صفين، ص 217؛ البحراني، احتجاج المخالفين العامة، الاحتجاج الرابع والستون، ص 354؛التستري، احقاق الحق، ج 19، ص 381.
- ↑ المزي، تهذيب الكمال، ج 15، ص 334.
- ↑ الخزرجي، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال، ج 2، ص 97.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 133.