عبد الله بن محمد بن الحنفية
عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب (ع)، المكنى بأبي هاشم، شخصية كان لها دور مهم – كما هو معروف – في نشأة الحركة السياسية لبني العباس، وفي نشوء بعض الأحزاب وفرق الشيعة.
ارتبط اسم أبي هاشم بشكل عجيب بتاريخ العقائد واْلفرق السياسية والكلامية المختلفة منذ النصف الثاني من القرن 1هـ/7 م؛ إلا أن من المؤكد أن أهم قضية أدت إلى شهرته هي موضوع "انتقال الوصاية".
فبناء على بعض الروايات، فإن أبا هاشم نقل حق إمامة المسلمين الذي كان يراه لنفسه لكونه حفيداً للإمام علي (ع)، إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، جد العباسيين الذي ينسب إليه قصب السبق في بدء الأنشطة السرية في إيران والعراق للإطاحة بالأمويين.
انتقال الوصاية
كانت بيئة العراق مهيأة بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) لحركات ضد الأمويين ومن بين أسباب الثورات في هذه الفترة التواجد الواسع للموالي الذين ضاقوا ذرعاً بالسياسات العنصرية للأمويين.
وقد تمت ثورة المختار الثقفي في الكوفة لأخذ ثأر الإمام الحسين (ع) تعد أحد أكثر النماذج أصالة للثورات في هذه الفترة، وقد سعى المختار لإعلان أن حركته إنما كانت للإطاحة بالأمويين والدفاع عن أهل بيت النبوة (ع) وخاصة ليلفت نظر محمد بن الحنفية عد على أية حال منذ ذلك الحين فصاعداً شخصية كان بإمكانها أن تطرح أحقية الأسرة العلوية بالخلافة.
واستناداً إلى الروايات التي سترد فيما بعد، فإن جماعة من الجيل المتبقي من ثورة المختار المقموعة رأوا أن القدسية التي انتقلت من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) إلى محمد بن الحنيفة، قد تجلت اليوم في ابنه أبي هاشم عبد الله؛ إلا أن أبا هاشم هذا لم يكن له ابن ذكر، وعندما ذهب في أواخر عمره إلى بلاط الوليد بن عبد الملك، أو سليمان بن عبد الملك دس له السم، فذهب هو وأصحابه الذين كان يشكلون النواة الأولى لدعاة الدعوة العباسية مسرعين إلى الشام عند محمد بن علي بن عبد الله بن العباس – الذي كان يسكن الحميمة في أرض الشراة – ونقل له ولأبنائه الوصاية التي كانت قد انتقلت إليه من جده وأبيه ، وأمر أصحابه بالامتثال من الآن فصاعداً لأوامر محمد بن علي، ولكن التواريخ المذكورة في الروايات وكذلك التفاصيل المطروحة لهذا الموضوع تعج بالتناقضات، وهي ترتبط بشكل ما بأحداث سنوات انتصار العباسيين وتتجاوز حياة أبي هاشم نفسه.
ويمكننا بصورة عامة تقسيم المصادر الرئيسة إلى قسمين: المصادر التاريخية، ومصادر الملل والنحل. وبغض النظر عن التناقضات التي تشتمل عليها مصادر كل مجموعة، كما سنرى في كلا قسمي هذه المقالة، فإننا لا نلاحظ في أغلب المواضع ارتباطاً بين مثل هذه المصادر.
المصادر التاريخية
إن وثائق قيمة بقيت من النصف الثاني من القرن 2 والقرن 3 هـ وما بعدها، ويعد كتاب أخبار الدولة العباسية أهم هذه المصادر حيث لم تأت أخباره في الغالب في المصادر الأخرى إلا قليلاً، كما أن أسانيده تنتهي في الغالب إلى مصادر تعتبر في الرتبة الأولى ومعظمها تعود إلى إسحاق بن فضل الهاشمي، وتبدو مختلقة تماماً لسببين:
- الأول أنها تتضمن التنبؤ بخلافة العباسيين ومدحهم بشكل ما.
- الآخر أن خالد بن يزيد بن معاوية توفي في عهد خلافة عبد الملك بن مروان سنة 85 هـ/704 م، ويبدو أنه لم يدرك أبداً عهد الوليد.[١]
والمصدر الآخر الذي يشير إلى نقل الوصاية كلام عيسى بن علي بن عبد الله،[٢] وهناك مصدر يتعلق بقصة "الصحيفة الصفراء" وهي للإمام علي (ع)، وتشتمل على "علم رايات خراسان السود"وتاريخ وموضع ظهورها وأسماء من كانوا أصحاب "الرايات" وسائر رجال وأتباع الدعوة، وتركز هذه الرواية على أمر الخلافة لبني العباس، فتشر إلى أبي العباس وابنهما،[٣] كما ورد في صدر هذا الخبر اسم يونس بن ظبيان الذي نقل هذه الرواية عن الإمام الباقر (ع)، وقد عد يونس من أصحاب الإمام الصادق (ع) ومتهماً بالاختلاق والغلو.[٤]
والمصدر الآخر لقصة انتقال الوصاية من أبي هاشم إلى محمد بن علي هو روايات أبي الحسن علي بن محمد المدائني الذي أشار إلى مصادره الأولية،[٥] ويتضمن هذا الخبر على بعض التنبؤات وأن زمان خلافة العباسيين سيقترب مع تولى الحكم من قبل مروان الحمار، وقد تكررت هذه مضامين في مختلف روايات المدائني، وقد ضعّف رشدين بن كريب مولاى عبد الله بن العباس في سند الأحاديث.[٦]
ولا يشير المؤرخون الآخرون مثل اليعقوبي والمسعودي إلى مصادرهم، إلا أن رواية اليعقوبي تبدو ملفتة للنظر إلى حد بعيد؛ لأن أبا هاشم أوصى حسب هذه الرواية ـ محمد بن علي ببعض الوصايا حول كيفية نشر الدعوة في خراسان، بل وحتى في كل واحدة من مدن خراسان مثل مرو ومروالروذ والمدن الأخرى؛[٧] كما تم الاستناد في بعض المواضع إلى أبي معشر السندي وابن أبي خيثمة.[٨]
أما الأمر الذى كان ذريعة لانتقال الوصاية من عبد الله بن محمد (أبو هاشم) إلى سائر بني هاشم تنحصر في قضيتين:
- الأولى أن أبا هاشم لم يخلف ولداً ذكراً، مما كان ذلك دافعاً لأبي هاشم لنقل الوصاية إلى جماعة أخرى من الهاشميين.[٩]
- الثانية المبالغة في شرعية أبي هاشم في أحداث ترتبط بمنح الوصاية إلى ذوي الفضل من أكابر أولاد الإمام علي (ع)؛ إذ أن في التنازع الذي دار بين أبي هاشم وزيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب فيما يرتبط بهذه القضية حكم قضاة المدينة لصالح أبي هاشم.[١٠]
المناقشة التاريخية
إذا لم يتم دراسة جميع هذه الأخبار مقارنة بالأحداث التي تليها، وما لم تخضع تلك الأخبار المرتبطة بلقاء أبي هاشم والوفد المرافق له للدراسة الدقيقة فإنه لا يمكن الركون إلى أي من التواريخ المذكورة..
- أولاً: إن أبا هاشم لم يقتل مسموماً أساساً استناداً إلى تصريح أخبار الدولة [١١] نقلاً عن إسحاق بن الفضل الهاشمي، بل إنه استناداً إلى ما قاله هو نفسه مات كمداً بسبب استخفاف الوليد به، فلا تبدو حادثة تسمم أبي هاشم باللبن المسموم والتي نقلت حولها بعض الأساطير الواهية صحيحة ومن المحتمل أن تكون من الأخبار المختلفة اللاحقة .[١٢]
- ثانياً: إن أبا هاشم عندما توفي، والتف مرافقوه وأتباعه حول محمد بن علي أوصاهم الأخير بأن لا يعجلوا في أمر الدعوة حتى يهلك "أشج بني أمية" أي عمر بن عبد العزيز، وقد كان الخليفة آنذاك سليمان ابن عبد الملك،[١٣] كما أوصاهم بأن يصبروا حتى تنتهي سنة 100هـ، وبالفعل فقد توجهت أولى مجاميع الدعاة إلى خراسان استناداً إلى الأخبار، وشكلوا في الكوفة أيضاً النواة المركزية للدعوة.
وفيما يتعلق بهذا التاريخ هناك ملاحظة تستحق الاهتمام: فالتاريخ الذي جاء في المصادر الأساسية عن وفاة علي بن عبدالله بن العابس والد محمد بن علي وجدّ العباسيين يعود كله إلى سنة 117، أو سنة 118 هـ/735.، أو 736 م أي يعود – إذا ما أخذنا بالروايات المذكورة – إلى سنوات بعد وفاة أبي هاشم وانتقال الوصاية،[١٤] بل وبعد تشكيل الخلايا المركزية للنقباء والدعاة في خراسان والعراق، وإذا ما كان التاريخ المذكور لوفاة علي بن عبد الله صحيحاً فإن انتقال الوصاية، رغم وجوده إلى ابنه محمد بن علي ، ومبادرته هو أيضاً إلى تشكيل المجموعات وتكثيف الأنشطة المناهضة للأمويين تبدوان عجيبتين للغاية.
إن الروايات التاريخية في هذه الفترة تعرضت للتغيير والتحريف، بحيث يتعذر الحكم عليها بسهولة، نعم، هناك أخبار شاذة تتحدث عن وفاة علي بن عبد الله سنة 100 للهجرة، فليس من المستبعد أبداً أن يكون العباسيون قد أعادوا أحداث السنوات التالية من الناحية الزمنية إلى الوراء قليلاً من خلال الدعايات التي أطلقت حول سنة 100 هـ مثل الاستشهاد بآيات القرآن الكريم [١٥] تحت شعار إحياء الدين، أو إحقاق الحق بعد 100 سنة من غصب الخلافة.
مناقشة النصوص
إن دراسة نصوص الحوار حول انتقال الوصاية من شأنها أن تسهم إلى حد كبير في إيضاح الموضوع، كما تدل في معظمها على أهداف خاصة للرواي أو الرواة:
على نحو المثال إن تنبؤ أبي هاشم حول أمر الخلافة لبني العباس أو تأكيده على بقاء الخلافة في بني العباس[١٦] والدعوة إليهم في المدن المستعدة لهذا الأمر، أو كيفية[١٧] تعامل أبي مسلم مع العرب في خراسان – وهي نفس وصايا إبراهيم الإمام لأبي مسلم –[١٨] وأن أبا مسلم كان يدعو للعباسين على هذا الأساس، وهو ادعاء لا صحة له.
والشاهد على ذلك إن أبا مسلم والدعاة الآخرين كانوا يكتفون – ولأسباب مختلفة - بالدعوة إلى شعار "الرضا من آل محمد (ص)" دون الإشارة إلى شخص معين، فجميع زعماء الدعوة العباسية كانوا يؤكدون دوماً على إخفاء أسمائهم.
وفيما يتعلق بالمضامين الأخرى لهذه المعلومات لا بد من القول إن من المحتمل جداً أن يعود الزمن الأصلي لانتشار هذه الروايات إلى أواخر عهد المنصور وعهد المهدي العباسي، فبالإضافة إلى جلوس أبي العباس السفاح على كرسي الخلافة التي تمت له بعد عقبات كثيرة، فإن مراحل انتقال الخلافة إلى الخليفتين الآخرين أي المنصور والمهدي كانت متأزمة أيضاً بشكل واضح، الأمر الذي اتضح تماماً في ولاية عهد عيسى بن موسى للمنصور.[١٩]
إن تأكيد هذه الروايات على بقاء الخلافة في أبناء محمد بن علي – من خلال التصريح بالاسم والتسلسل أحياناً – لا يعني سوى الإرشارة إلى سياسة العباسيين، وهي أنهم كانوا يروون الخلافة في السفاح، فالمنصور، فالمهدي أمراً متوقعاً حسب رأي أبي هاشم، فلو كانت حادثة الوصاية صحيحة، فما هو المعنى الذي كانت تتضمنه ولاية عهد عيسى بن موسى، كذا والأزمات في هذا الفترة؟[٢٠]
استنتاج
إن جميع هذه الأخبار تقوي بشدة أولاً الشك في انتقال الوصاية من أبي هاشم إلى محمد بن علي العباس، وكذلك في تاريخ 100 هـ كتاريخ بداية الدعوة، وبالتالي علينا أن نعيد النظر بجد في انتقال حركة الكيسانية – أي المتبقين من الحركة السياسية للمختار في العراق – إلى حركة أدت انهيار الأمويين وظهور الدولة العباسية؛ لأن الدراسة الدقيقة للمصادر ومقارنتها مع بعضها البعض وللأحداث والمعتقدات الفكرية في الفترة التي تلت انتصار العباسيين، قد دلت إلى حد كبير – فيما يتعلق بأبي هاشم على الأقل – على أنه ليس من المستبعد مطلقاً أن يعود في الحقيقة قسم مهم مما جاء في المصادر التاريخية ومراجع تاريخ الفرق حول وجود أبي هاشم وعلاقته بالكيسانية، إلى أوائل عصر العباسيين.
مكانته في الحديث وعلم الرجال
اعتبر ابن سعد[٢١] أبا هاشم صاحب علم ورواية، ووثقه وعده "قليل الحديث"، واعتبره العجلي[٢٢] أيضاً ثقة، وذكره ابن حبان[٢٣] في الثقات.
ومع كل ذلك، فقد كان الزهري يعتبر أخاه الحسن أوثق منه، وكان يعتقد بأن أبا هاشم يتبع السبائية، بل قيل: في رواية أخرى عن الزهري أن أبا هاشم كان يجمع أحاديث وأقوال السبائية؛ ولذلك قيل إن البخاري قرنه بأخيه الحسن في نقل حديث بروايته عن أبيه عن الإمام علي (ع)، كي يضمن صحة الرواية.[٢٤]
والرواية المعنية منقولة عن ابن شهاب الزهري، ويفيد مضمون قسم منها بأن رسول الله (ص) نهى في يوم خيبر عن "متعة النساء"، وقد استند علماء أهل السنة إلى هذه الرواية في تحريم المتعة.[٢٥]
وإذا صحت نسبة هذه الرواية إلى أبي هاشم فإنها تدل بحد ذاتها على ميوله ونزعاته، وفيما عدا والده، فقد كان أبو هاشم ينقل الحديث عن صحابي آخر ، كما روى عنه الحديث فضلاً عن الزهري أفراد مثل عمرو بن دينار وسالم بن أبي الجعد وكما قيل محمد بن علي بن عبد الله بن العباس وإبراهيم الإمام.[٢٦]
وقال الذهبي: إن أحاديث أبي هاشم رويت عالي الإسناد في جزء المحدث البانياسي،[٢٧] وعد ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار[٢٨] أبا هاشم من عبّاد المدينة وقراء أهل البيت، ووصفه أبو الفرج الأصفهاني أيضاً بأنه عالم،[٢٩] كما قال ابن عبد البر: إن أبا هاشم كان يحيط علماً بالكثير من العقائد والمقالات والمذاهب[٣٠] وهو طبعاً قول غريب ولعله خلط بينه وبين أبي هاشم الجبائي المتكلم المعتزلي.
الفرق المنتسبة إليه
يسود الاضطراب حول المعلومات التي ذكرتها مصادر تاريخ الفرق والملل والنحل، حول أبي هاشم، والفرق التي كانت تدعي بشكل ما الانتساب إليه وإلى إمامته؛ ولذلك فمن الضروري الأخذ بالاحتياط في القبول المطلق لمثل هذه المعلومات التي يمكن أن تكون الأغراض المذهبية والسياسية مؤثرة في تقديمها.
وتحظى المعلومات التي قدمها سعد بن عبد الله الأشعري في المقالات والفرق، وهي تشبه كثيراً معلومات النوبختي في کتاب فرق الشيعة بأهمية أكثر؛ ولذلك فقد اعتمدت هذه المقالة ما ذكره سعد بن عبد الله الأشعري، ويوجد بين فرق الكيسانية أفراد كانوا يعتقدون بموت محمد بن الحنفية، ويرون أن الإمامة من بعده هي من حق ابنه أبي هاشم، ولكنهم انقسموا إلى عدة فرق عنىما توفي أبو هاشم وفيما عدا هذه الفرق يبدو أن البعض من الكيسانية الذين لم يكونوا معتقدون بموت محمد بن الحنفية في الإمامة وكانوا متعلقين به، وهنا يتم الإشارة إلى معتقدات هذه الفرق:
إمامة علي بن محمد
كان فريق يعتقد بأن أبا هاشم نقل الإمامة إلى أخيه علي بن محمد ابن الحنفية وأوصى له، وكانوا يرون أن الفريق الذي يطرح إمامة محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بعد أبي هاشم ، قد خلط بينهما كما كانوا يعتقدون بأن علي بن محمد قد أوصى إلى ابنه الحسن ، وأنهم كانوا أئمة الواحد تلو الآخر، كما كان هذا الفريق يرى أن الإمامة تبقى دوماً في أبناء محمد بن الحنفية، ولاتخرج منهم، وكانوا يرون ايضاً أن القائم المهدي يظهر من أولاد محمد بن الحنفية.
وقال سعد بن عبد الله الأشعري: إنهم كانوا "كيسانية خلّصاً"[٣١] وكانوا يعرفون أيضاً بالمختارية ومع ذلك فإن يضيف قائلاً: إن فريقاً منهم كانوا يعتقدون أن الإمامة والوصاية تنقطعان بعد الحسن (وهو آخر من ذكر اسمه) حتى يعود محمد بن الحنفية الذي هو القائم المهدي.[٣٢]
مع ذلك فقد ذكر أبو القاسم البلخي،[٣٣] وأبو الحسن علي الأشعري،[٣٤] ونشوان الحميري[٣٥] نقلاً عن جماعة من الكيسانية، أن أبا هاشم أوصى إلى ابن أخيه المعروف بالحسن الذي أوصى بدوره إلى ابنه علي، ولكن عندما توفي علي، لم تكن له ذرية من الأنباء، فانقطعت الإمامة؛ ولذلك فقد كانوا ينتظرون رجعة محمد بن الحنفية ،وكانوا يعتقدون بأنه سيرجع، ويملك الأرض ولذلك فسوف لا يكون لهم إمام حتى رجعته.[٣٦]
إمامة عبد الله بن معاوية
اعتقد فريق بعد أبي هاشم بوصاية وإمامة عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر الطيار – الذي كان ممن ثاروا في أواخر العصر الأموي، وقتل على يد أبي مسلم – وقالوا بما أنه كان طفلاً عند موت أبي هاشم فقد نقل أبو هاشم "الوصية" إلى صالح بن مدرك وطلب منه أن ينقلها إلى عبد الله عندما يبلغ سن الرشد، ثم أصبح عبد الله وصي أبي هاشم فقد نقل أبو هاشم باعتباره إماماً وكانوا يعتقدون بأن الروح الإلهة التي حلت في جميع الأنبياء الواحد تلو الآخر حتى النبي محمد (ص)، ومنه (ص) في الإمام علي (ع)، ثم منه (ع) في محمد بن الحنفية، ثم في أبي هاشم هي الآن في عبد الله بن معاوية.[٣٧]
إمامة محمد بن علي بن عبد الله بن العباس
اعتقد فريق آخر بأن أبا هاشم أوصى بإمامة محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، وبما أن محمداً كان طفلاً آنذاك فقد نقل الوصية إلى أبيه علي بن عبد الله، وطلب منه أن يسلمها إلى محمد عندما يبلغ سن الرشد، وتشبه هذه المعلومات ما ذكره عبد الله بن معاوية، وليس من المستبعد أن قد بنيت على أساس الأخرى.
ومن الطريف أن أتباع عبد الله بن معاوية ومحمد بن علي بن عبد الله استناداً إلى ما أورده سعد بن عبد الله الأشعري، قد تنازغوا في وصية أبي هاشم، فاحتكموا إلى رجل كبير من بينهم اسمه أبو رياح (أو رياح استناداً إلى بعض المصادر الأخرى)، وهو – كما قيل – قد ادعى أن أبا هاشم أوصى إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس؛ ولذلك مال الكثير من أتباع عبد الله بن معاوية إلى إمامة محمد بن علي .[٣٨]
الحربية
اعتقد فريق أخر بعد أبي هاشم بإمامة شخص يدعى عبد الله بن عمرو بن حرب الكندي وكما يذكر سعد بن عبد الله الاشعري، فإن هذه الفرقة كانت تعرف بالحربية، وهي معروفة في كتب الفرق، وكانوا يقولون بالتناسخ ، ويرون أن الإمامة ثابتة في علي (ع) ثم الحسن (ع) ثم الحسين (ع) ومن بعده محمد بن الحنفية، وأن روح الله حلت – على رأيهم – في النبي (ص) ثمن في كل من المذكورين ثمن في أبي هاشم بعد محمد بن الحنفية وقد كانوا يعتقدون بأن روح أبي هاشم حلت في عبد الله بن عمرو بن حرب وأنه إمام حتى يخرج محمد بن الحنفية وكان هذا الفريق يعتقد أن الإمامة من حق عبد الله بن عمرو ؛ أن أبا هاشم على رأيهم كان قد أوصى إليه.[٣٩]
واستناداً إلى ما أورده سعد بن عبد الله فإن البعض من أتباع عبد الله بن عمرو بن حرب عندما واجهوا ادعاء عبد الله وصية أبي هاشم وإمامته، كذبوه وأخذوا بإمامة عبد الله بن معاوية،[٤٠] في حين أن المعلومات التي قدمتها المصادر الأخرى مثل أبي القاسم البلخي،[٤١] وأبي الحسن الأشعري[٤٢] تشير إلى أن أتباع عبد الله بن عمرو بن حرب كانوا يعتقدون بأن محمد بن الحنفية توفي، وأن أبا هاشم أحرز منصب الإمامة بعد موت محمد.
البيانية
وهناك فريق آخر عرف باسم البيانية، وهم من غلاة الشيعة المشهورين، وكانوا يرتبطون بشخص يدعى بيان بن سمعان النهدي، واستناداً إلى ما أورده سعد بن عبد الله الأشعري عن جماعة منهم، فقد كانوا يعتقدون بإمامة أبي هاشم بعد أبيه الذي غاب عن الأنظار في رأيهم، وكانوا يعتقدون أن أبا هاشم يتولى منصب الولاية، كما أن الإمامة تعود إلى أصلها، أي لمحمد بن الحنفية عندما يتوفى أبو هاشم.
وفي الحقيقة ، فإن أبا هاشم يعتبر حافظ وديعة الإمامة بوصفه "الإمام الصامت" في زمن غيبة "الإمام الناطق"؛ إلا أن سعد بن عبد الله ينسب هذا المعتقد إلى أتباع أبي عمرة من المختارية،[٤٣] ويذكر في نفس الوقت، أن بيان بن سمعان نفسه كان يدعي أن أبا هاشم أوصى له، ولذلك فقد مال إليه فريق من الكيسانية، وأذعنوا لإمامته.[٤٤]
وكان سعد الأشعري يقول: إن جماعة من البيانية كانوا يعتقدون بأن القائم المهدي هو أبو هاشم نفسه الذي توفي، إلا أنه سيعود ويخرح، ويملك الأرض، وكانوا يعتقدون بأن أبا هاشم قدّم بيان بن سمعان كـ"نبي"، ورأوا أن بياناً ادعى النبوة بعد وفاة أبي هاشم.[٤٥]
فاعتقد فريق بمهدوية محمد بن الحنفية ورأوا أن الإمامة في أبي هاشم في الخلافة في زمان غيبة محمد، ولا نعلم الدور الذي كان هذا الفريق يراه لبيان ، إلا أنه كان من الواجب عليهم أن يؤمنوا بنوع من الخلافة لبيان بعد أبي هاشم.
وفي المقابل فقد كان هناك فريق آخر يعتقد بمهدوية أبي هاشم، ومع ذلك فقد حكموا بموته، وكانوا يعتقدون بأنه سيعود ويخرج وقد كان هذا الفريق يعتبر كما صرح سعد بن عبدالله[٤٦] أن بيان بن سمعان نبياً، وقد أيده أبو هاشم.[٤٧]
فإن بياناً نفسه كان يدعي الإمامة والوصاية بعد موت أبي هاشم، وأن روح أبي هاشم التي هي الروح الإليهة قد حلت فيه. وذكرت المصادر أيضاً أن المؤمنين بهذا الرأي كانوا يعتقدون بأن بياناً ليس له الحق في أن يوصي إلى شخص من بعده،؛ لأنهم يرون أن الإمامة تعود إلى أصلها،[٤٨] ويبدو اعتبار هذا الفريق منفصلاً عن الفريقين اللذين تم الإشارة إليهما، كما أن جميعهم ينتسبون إلى الكيسانية.
إمامة زين العابدين (ع)
وهناك فريق آخر كان يرى الإمامة بعد أبي هاشم هي من حق الإمام زين العابدين علي بن الحسين (ع)، وأنه خليفة أبي هاشم في الإمامة،[٤٩] وأساساً إن الإمامة بعد موت محمد بن الحنفية، هي من حق الإمام زين العابدين علي بن الحسين (ع).[٥٠]
المعتقدون بغيبته
وفي مقابل الفرق التي كانت تحكم بموت أبي هاشم، فقد كانت هناك أيضاً فرقة تعتقد بأن روح محمد بن الحنفية قد حلت في أبي هاشم، وأنه لم يمت، وأن المغيب في جبل رضوى هو نفسه، وليس أباه محمد بن الحنفية، وأنه هو الذي يملك الأرض، وأنه عوقب لذهابه إلى عبد الملك بن مروان ، فابتلى في جبل رضوى.[٥١]
المعتقدات المغالية
وفيما يتعلق بالمعتقدات المغالية التي كانت منتشرة حول أبي هاشم بين بعض أتباعه، يقول الشهرستاني:[٥٢] قالوا أتباع أبي هاشم بانتقال محمد بن الحنفية إلى رحمة الله ورضوانه وانتقال الإمامة منه إلى ابنه أبي هاشم، قولوا: فإنه أفضى إليه أسرار العلوم وأطلعه على مناهج تطبيق الآفاق على الأنفس وتقدير التنزيل على التأويل وتصوير الظاهر على الباطن.
وقد كانوا يعتقدون أن: لكل ظاهر باطناً، ولكل شخص روحاً، ولكل تنزيل تأويلاً، ولكل مثال في هذا العالم حقيقة في ذلك العالم. والمنتشر في الآفاق من الحكم والأسرار يجتمع في الشخص الإنساني، وهو العلم الذي استأثر علي (ع) به ابنه محمد بن الحنفية وهو أفضى ذلك السر إلى ابنه أبي هاشم، وكل من اجتمع فيه هذا العلم فهو الإمام حقاً".
وقد نسب الشهرستاني هذه الأقوال إلى الهاشمية، وهؤلاء هم الذين وصفهم سعد بن عبد الله بـ"الهاشمية الخالصة"،[٥٣] ويعتقدون بموت محمد بن الحنفية، ويعدون أبا هاشم إماماً بعده، ويرون أن الإمامة بعد أبي هاشم من حق أبنائه، ويعتقدون بأنه يحيي الموتى ولكن يظهر من أسلوب تعبير سعد بن عبد الله والشهرستاني أن هؤلاء كانوا الأتباع الأوئل لأبي هاشم في زمان حياته.[٥٤]
أصل المعتقدات
ليس هناك اطلاع حول ما إذا كان أبو هاشم هو نفسه الذي كان يدعى تلك الكرامات لنفسه، أم أن أتباعه كانوا يعتبرونه صاحب مثل هذه الدرجة من الغلو؛ إلا أن قسماً من هذه الادعاءات يرتبط – على الأقل – بالجيل الذي جاء بعده، وقد افترض وداد القاضي[٥٥] أن أبا هاشم لم يكن يدعي لنفسه الدرجات الباطنية، ولم يكن أيضاً يجيز لنفسه منصب الإمامة.
كما يبدو أن فقدانه لولد ذكر جعله في وضع بحيث أن الشخصيات لمختلفة طرحت ادعاء وصايته باعتبار كل واحدة منها إماماً وخليفة له، ونسبت إليه بعض العقائد بأشكال مختلفة وعلى أية حال لا يمكن الأخذ برأي وداد القاضي بأن أبا هاشم لم يكن يدعي الإمامة؛ لأن دراسة تاريخ حياته وكذلك المعلومات التي قدمتها المصادر المختلفة تدل على ما يخالف ذلك[٥٦]
أبو هاشم والمعتزلة
استناداً إلى ادعاء علماء المعتزلة حول مكانة أبي هاشم عندهم فقد ورد أن واصل بن عطاء مؤسس الاعتزال كان قد أخذ تعاليمه من أبي هاشم كما تلقى بعض التعليمات من أبي هاشم بالإضافة إلى أنه كان قد درس لدى محمد بن الحنفية، وجاء أن واصلاً كان يتردد على أبي هاشم لفترة طويلة بعد موت محمد؛ ولذلك فقد جعلوا أبا هاشم من بين المعتزلة وفي عداد طبقتهم الثالثة.
ومن الطريف أن أخاه الحسن الذي كان يحمل أفكاراً إرجائية عد ابن المرتضى، عمرو بن عبيد من بين تلامذة أبي هاشم، وقد قيل: إن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس أخذ العلم على أبي هاشم أيضاً ولذلك فقد عده القاضي عبد الجبار في عداد المعتزلة كما عد بعض المؤلفين غير المعتزلة أيضاً أبا هاشم "صاحب المعتزلة"،[٥٧] ولكن لايبدو أن أبا هاشم كان له دور حقيقي في إيجاد الخلفيات الفكرية لواصل وعلينا في الغالب أن نفترض هذه النسبة الاعتزالية رمزية.[٥٨]
الهوامش
المصادر والمراجع
- ابن أبي الحديد، عبد الحميد، شرح نهج البلاغة، تحقیق: محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1378 هـ/1959م.
- ابن الأثير، الکامل.
- ابن الجوزي، یوسف، تذکرة الخواص، النجف، 1369 هـ.
- ابن حبان، محمد، الثقات، حیدرآباد دکن، 1399 هـ/1979 م.
- ابن حبان، مشاهير علماء الأمصار، تحقیق: فلایشهامر، القاهرة، 1399 هـ/1955 م.
- ابن حبیب، محمد، «أسماء المغتالین»، نوادر المخطوطات (المجموعة السادسة)، تحقیق: عبدالسلام هارون، القاهرة، 1374 هـ/1954 م.
- ابن حجر، تهذیب التهذیب، حیدرآباد دکن، 1326 هـ.
- ابن خلکان، وفیات.
- ابن سعد، محمد، الطبقات الکبری، بیروت، دار صادر.
- ابن الطقطقي، محمد، الفخري، بیروت، 1400 هـ/1980 م.
- ابن عبدربه، أحمد، العقد الفرید، تحقیق: أحمد أمین وآخرون، القاهرة، 1393 هـ/1973 م.
- ابن عساکر، علي، تاریخ مدینة دمشق، ج7، تحقیق: سکینه شهابي، دمشق، 1407 هـ/1987 م.
- ابن عنبة، احمد، عمدة الطالب، النجف، 138 هـ/1961 م.
- ابن قیسراني، محمد، الجمع بین کتابی...، حیدرآباد دکن، 1323 هـ.
- ابن مرتضي، أحمد، المنیة الأمل فی شرح الملل والنحل، تحقیق: محمد جواد مشکور، دمشق، 1399 هـ/1979 م.
- ابن ندیم، الفهرست.
- أبو حاتم الرازي، أحمد، «الزینة»، ج3، مع الغلو والفرق الغالیة عبدالله سلوم السامرائي، بغداد، 1329 هـ/1972 م.
- ابوطالب المروزي، اسماعیل، الفخري، تحقیق: مهدی رجائي، قم، 1409 هـ.
- أبو الفرج الأصفهاني، الاغاني، بولاق، 1285 هـ.
- أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبیین، تحقیق: السيد أحمد صقر، القاهرة، 1368 هـ/1949 م.
- ابوالقاسم البلخي، «ذکر المعتزله»، فضل الاعتزال وطبقات المعتزله، تحقیق: فؤاد السيد، تونس/الجزایر، 1406 هـ/1986 م.
- ابونصر البخاري، سهل، سر سلسلة العلویة، النجف، 1381 هـ/1962 م.
- اخبار الدولة العباسیة، تحقیق: عبدالعزیز الدوري وعبدالجبار المطلبي، بیروت، 1971 م.
- ↑ البلاذري، ج4(2)، ص69؛ ابن خلکان، ج2، ص226.
- ↑ أخبار الدولة العباسية، ص173؛ البلاذري، تحقيق: الدوري، ج3، ص89.
- ↑ أخبار الدولة العباسية، صص184-185.
- ↑ الكشي، صص363-365.
- ↑ البلاذري، تحقيق: الدوري، ج3، ص79؛ ج3، ص90، المصدر نفسه، تحقيق: المحمودي، ج3، ص274، ج7، ص421؛ مقاتل الطالبيين، ص126.
- ↑ المزي، ج9، صص196-198.
- ↑ اليعقوبي، ج2، ص297.
- ↑ ابن عساکر، ج38، صص176-177.
- ↑ ابن سعد، ج5، ص237؛ الزبيري، ص77، ابن قتیبه، ص217؛ ابونصر، ص60؛ ابن عنبة، ص259.
- ↑ أخبار الدولة العباسية، ص174.
- ↑ أخبار الدولة العباسية، صص188-189.
- ↑ ابن حبیب، ص179؛ البلاذري، تحقيق: المحمودي، ج3، ص275.
- ↑ ابن حبیب، ص179؛ البلاذري، تحقيق: المحمودي، ج3، ص275.
- ↑ ابن سعد، ج5، ص314؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج7، ص11؛ المقدسي، ج6، ص60؛ أخبار الدولة العباسية، ص159.
- ↑ البقرة : آية 259.
- ↑ اخبار الدولة، صص186-187.
- ↑ ابن سعد، ج5، ص328؛ ابن قتیبه، ص217؛ البلاذري، تحقيق: الدوري، ج3، ص274؛ ابن الجوزي، ص269؛ ابن الأثير، ج5، ص53.
- ↑ ابن عبدربه، ج4، ص476.
- ↑ الطبري، ج7، ص470، ص8، صص9 وما يليها.
- ↑ الطبري، ج7، ص571.
- ↑ ابن سعد، ج5، صص327-328.
- ↑ العجلي، ص277.
- ↑ ابن حبان، الثقات، ج7، ص2.
- ↑ البخاري، التاریخ...، ج3(1)، ص187؛ ابن قیسرانی، ج1، ص258؛ ابن عساکر، ج7، ص482؛ ذهبی، سیر اعلام النبلاء، ج4، صص129-130.
- ↑ مالک، ج2، ص542؛ البخاري، صحيح البخاري، ج7، ص21؛ مسلم، صحيح مسلم، ج4، ص135.
- ↑ ابن عساکر، ج7، صص480 و482؛ الذهبي، التاريخ، ج4، ص20؛ ابن حجر، ج6، ص16؛ اخبار الدولة، ص173.
- ↑ الذهبي، التاريخ، ج4، ص21.
- ↑ ابن حبان، مشاهیر علماء امصار، ص127.
- ↑ أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبیین، ص126.
- ↑ ابن حجر، ج6، ص16.
- ↑ سعد الأشعري، صص38-39؛ أبو حاتم الرازي، ص297؛ القاضي نعمان، شرح، ج3، ص316؛القلهاتي، الفرق الإسلامية، ص276؛ الشهرستاني، ج1، ص151.
- ↑ سعد الأشعري، صص38-39؛ النوبختي، صص28-29.
- ↑ القاضي عبد الجبار، المغني، ج2 (2)، ص178.
- ↑ ابوالحسن الأشعري، صص20-21.
- ↑ نشوان الحميري، ص160.
- ↑ القلهاتي، الفرق الإسلامية، ص276؛ الشهرستاني، ج1، ص151.
- ↑ الأشعري، سعد، صص39 و42؛ مسائل الإمامة، صص30، 37؛ النوبختي، صص29-30؛ أبو حاتم، 298؛ القاضي نعمان، الأرجوزة، ص232.
- ↑ سعد الأشعري، صص39-40؛ مسائل الإمامة، ص30؛ الأشعري، ابوالحسن، ص21؛ القاضي نعمان، الأرجوزة، صص234، 235، القاضي عبد الجبار، المصدر نفسه، ج20(2)، ص177.
- ↑ الأشعري، سعد، صص26-27، 35؛ نک: الأشعري، ابوالحسن، صص6، 22؛ القاضي عبد الجبار، المغني، ج20(2)، ص178؛ البغدادي، ص149.
- ↑ الأشعري، سعد، ص40؛ القاضي عبد الجبار، المغني، ج20(2)، ص178؛ الأشعري، ابوالحسن، صص6، 22؛ الشهرستاني، ج1، ص151.
- ↑ القاضي عبد الجبار، الصفحة نفسها.
- ↑ الأشعري، ابوالحسن، صص6، 22.
- ↑ الأشعري، سعد، ص23.
- ↑ الأشعري، سعد، صص34-35.
- ↑ الأشعري، سعد، ص37.
- ↑ الأشعري، سعد، ص37.
- ↑ النوبختي، ص30؛ أبو حاتم، ص297؛ القاضي نعمان، الأرجوزة، صص229-230.
- ↑ الأشعري، ابوالحسن، صص6، ص23؛ القاضي عبد الجبار، المغني، ج20 (2)، ص178؛ البغدادي، صص27، 145؛ الشهرستاني، ج1، 152.
- ↑ الأشعري، سعد، ص35؛ الحميري، ص161.
- ↑ القاضي عبد الجبار، المصدر نفسه، ج20(2)، ص177؛ البغدادي، ص27.
- ↑ الأشعري، سعد، ص27؛ النوبختي، ص28.
- ↑ الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، صص150-151.
- ↑ الأشعري، سعد، ص38.
- ↑ الأشعري، سعد، ص38؛ الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، صص150-151.
- ↑ وداد القاضي، صص199-201.
- ↑ إدريس، ج4، ص264؛ Halm, pp43-83.
- ↑ ابوالقاسم بلخی، صص64، 68، 75، 90؛ ابن ندیم، 202؛ القاضي عبد الجبار، شرح...، صص137-138، المغني، ج20(2)، ص137؛ الشهرستاني، ج1، ص49؛ الحميري، ص206؛ فخر الدین رازی، صص180-181؛ أبو طالب المروزي، ص166؛ ابن أبي الحديد، ج1، ص17، ج6، ص371، ج15، ص274؛ ابن مرتضی، صص125-126.
- ↑ مادلونغ، صص31-35؛ قاضی، ص301-304.