محمد بن الحنفية
محمد بن الحنفية (16 - 81هـ) هو ابن الإمام علي بن أبي طالب (ع)، وأمه هي خولة بنت جعفر بن قيس الحنفية، ويسمّى أحياناً بمحمد الأكبر وقد شارك في حربي الجمل وصفين وكان يحمل راية أبيه في معركة الجمل.
لم يتمكن من الحضور مع الحسين في واقعة عاشوراء وبقي في المدينة. قيل إنّه ادعى الإمامة بعد أخيه الحسين، ولكنه تراجع عن ذلك بعد شهادة الحجر الأسود بإمامة ابن أخيه الإمام علي بن الحسين السجاد.
ونسبت الكيسانية نفسها إليه كإمام لها، وبعدما سيطر المختار الثقفي على الكوفة حبس عبد الله بن الزبير ابن الحنفية في زمزم، وهدد بإحراقه وإحراق من معه، فأرسل المختار بعض أعوانه إلى مكة ليخلصوه. وهو أوّل من لقّب بالمهدي الموعود. اعتمد محمد بن الحنفية سياسة المسالمة والابتعاد عن الخوض في الصراعات السياسية. وابنه أبو هاشم شخصية مشهورة في بعض الفرق السياسية والكلامية.
وجه التسمية بابن الحنفية
عرف محمد بابن الحنفية؛ نسبةً إلى أمّه خولة الحنفية، قيل أنّ بني أسد أغارت على بني حنيفة أيام أبي بكر، فسبوا خولة، وباعوها من علي ، فبلغ قومها خبرها، فجاؤوا إلى علي ، فعرّفوه أنّها ابنتهم، فأعتقها، وأمهرها، وتزوّجها. و قد كنّاه أمير المؤمنين بأبي القاسم بإذن من النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث روي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي : إن ولد لك غلام فسمّه باسمي، وكنِّه بكنيتي، وهو لك رخصة دون الناس. [١]
مشايخه وتلامذته
روى عن أبيه أمير المؤمنين وعن عُمَر بن الخطاب وأبي هريرة وعمار بن ياسر و...، وروى عنه أبناءه عبد الله، والحسن، وإبراهيم وعون وروى عنه سالم بن أبي الجعد والمنذر الثوري والإمام الباقر وعبد بن محمد بن عقيل وعمرو بن دينار ومحمد بن قيس وعبد الأعلى بن عامر وغيرهم. [٢]
كان محمد بن الحنفية يرى أفضلية الحسن والحسين وتقدمهم عليه، وكانت له حلقة درس في المدينة تضاهي المجمع العلمي للحسن البصري في البصرة؛ وذلك لأنّ مدرسة الحسن في البصرة إنما انتجت ذلك العطاء الفكري المتمثل بـالمعتزلة والتصوف والزهد بسبب تتلمذ رجالها في المباحث الكلامية والفكرية على يد ولدي ابن الحنفية، عبد الله المكنى بأبي هاشم والحسن المكنى بأبي محمد اللذين مثلّا حلقة الوصل بين المدرسة المعتزلية ومدرسة ابن الحنفية. [٣]
صاحب اللواء في معركة الجمل
دعا الإمام علي في معركة الجمل سنة 36 هـ ابنه محمّد بن الحنفية فأعطاه الراية، وهي راية سوداء كبيرة، وما أن قدم محمّد حتّى رشقته السهام من كلّ جانب، فوقف رويداً لتخفّ السهام، فقال له أبوه: احمل عليهم. قال: أما ترى السهام كالمطر؟! فدفع صدره، ثمّ أخذ الراية فهزّها. ثمّ لبس الإمام درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحزم بطنه بعصابة أسفل من سُرّته، ثمّ قال لولده محمّد بن الحنفية –بعد أن أعاد الراية إليه-: يا أبا القاسم، قد حملت الراية وأنا أصغر منك فما استفزّني عدوّي.
وزحف أصحاب الجمل نحو معسكر الإمام ، فصاح الإمام بابنه محمّد: امض، فمضى، وتبعه أصحابه منهم خزيمة بن ثابت وكثير من الأنصاريين والبدريين، واشتعلت الحرب وتفرق جمع أصحاب الجمل. [٤]
و قيل أن ابن الحنفية تردد في حمل الراية أوّلاً ثم حملها ثانياً، إلاّ أن رواية الطبري وابن كثير وابن الجوزي تشير إلى تردد ابن الحنفية في هذا. نعم، تحدث ابن خلكان عن تردد ابن الحنفية عن حمل الراية أوّلاً في معركة صفين. [٥]
التخلف عن معركة كربلاء
بعد أن أصرّ الأمويون على أخذ البيعة ليزيد بن معاويه بالقوة من الإمام الحسين قالب:عليه السلام اقترح عليه أخوه محمد بن الحنفية الخروج إلى مكة، فقال قالب:عليه السلام: يا أخي! قد خفتُ أنْ يغتالني يزيد في الحرم، فأكون الذي يُستباح به حُرمة هذا البيت. فقال له ابن الحنفية: فإنْ خفت ذلك فصر إلى اليمن أو بعض نواحي البر؛ فإنّك أمنع النّاس به ولا يقدر عليك أحد.[٦]
لكن صاحب وسائل الشيعة روى عن حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله الصادق قالب:عليه السلام، قال: ذكرنا خروج الحسين قالب:عليه السلام وتخلف ابن الحنفية، فقال أبو عبد الله قالب:عليه السلام: يا حمزة إني سأخبرك بحديث لا تسأل عنه بعد مجلسك هذا، إن الحسين قالب:عليه السلام لما فصل متوجهاً، دعا بقرطاس وكتب فيه:
- "بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي بن أبي طالب إلى بني هاشم، أما بعد فإن من لحق بي منكم استشهد، ومن تخلف لم يبلغ مبلغ الفتح والسلام". [٧]
علاقة محمد بن الحنفية بالكيسانية والمختار
إن فكرة الكيسانية تقوم على أن محمد بن الحنفية استعمل المختار الثقفي على العراقين بعد مقتل الحسين، وأمره بالطلب بدم الحسين والثأر له بقتل قاتليه وطلبهم حيث كانوا وسماه كيسان لكيسه، ولم يكن محمد بن الحنفية ولا المختار يدعوان إلى مذهب خاص بهما وهو الكيسانية كما يزعمون، بل إن أعدائهم حاولوا أن يروّجوا لهذه الفكرة نكاية بالمختار وأصحابه، كما إن العباسيين روّجوا لهذه الفكرة من أجل إثبات شرعيتهم.
يقول السبحاني: أنّ المذهب الكيساني تحدقه إبهامات وغموض في مؤسسه وأتباعه وأهدافه تكاد تدفع الإنسان إلى أنّه مذهب مختلق من جانب الأعداء، ملصق بشيعة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلموالغاية تشويش أذهان الشيعة أوّلاً وتحطيم سمعة السيف البّتار المختار بن أبي عبيدة ثانياً.[٨]
كما أن هناك باعث سياسي لترويج هذا المسلك كما قلنا، وهو أن العباسيين في بداية أمرهم كانوا يستمدون شرعية خلافتهم من هذا الطريق إذ يدعون أنّ أبا هاشم بن محمد بن الحنفية خليفة محمد بن الحنفية أوصى إلى محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس.
قال ابن خلدون في مقدمة كتابه العبر: وآخرون يزعمون أنّ أبا هاشم لما مات بأرض السراة منصرفاً من الشام، أوصى إلى محمد بن علي بن عبد اللّه بن عباس، وأوصى محمد إلى ابنه إبراهيم المعروف بالإمام، وأوصى إبراهيم إلى أخيه عبد اللّه الملقب بالسفاح، وأوصى هو إلى أخيه عبد اللّه أبي جعفر الملقب بالمنصور، وانتقلت في ولده بالنص والعهد واحداً بعد آخر إلى آخرهم، وهذا مذهب الهاشمية القائمين بدولة بني العباس،.[٩]
وقد اختلفت كلمة الباحثين حول علاقة ابن الحنفية مع المختار؛ فذهب البعض إلى القول بأن ابن الحنفية لم يكن من الداعمين للمختار، ولم يمنحه الإذن بالخروج أو لم يكن نائباً عنه؛ فيما ذهبت طائفة أخرى إلى القول بأن المختار كان وكيلاً لابن الحنفية؛ فيما ذهب فريق ثالث إلى القول بأن ابن الحنفية كان راضياً ضمناً عن حركة المختار وإن لم يأمره بذلك. [١٠]
نجاة محمد بن الحنفية من خطر ابن الزبير
لما استولى المختار على الكوفة، وصارت الشيعة تدعو لابن الحنفية، خاف ابن الزبير أن يتداعى الناس إلى الرضا به، فألحّ عليه وعلى أصحابه في البيعة له، فحبسهم بزمزم وتوعدهم بالقتل والإحراق، وأعطى اللّه عهداً إن لم يبايعوه أن ينفِّذ ما توعَّدهم به، وضرب لهم في ذلك أجلاً.
فأشار بعض مَن كان مع ابن الحنفيّة عليه، أنْ يبعث إلى المختار وإلى مَن بالكوفة رسولاً يُعلمهم حالهم وحال مَن معهم، وما كان توعّدهم به ابن الزبير، فوجد ثلاثة نفر مِن أهل الكوفة حين نامَ الحرس على باب زمزم، وكتب معهم إلى المختار وأهل الكوفة؛ يُعلمهم حاله وحال من معه وما توعّدهم به ابن الزبير من القتل والتحريق بالنّار، ويطلب منهم النجدة، ويسألهم أنْ لا يخذلوه كما خذلوا الحسين وأهل بيته .
فقدموا على المختار، فدفعوا إليه الكتاب، فنادى في النّاس، فقرأ عليهم الكتاب، ثم وجّه- يعني المختار- ظبيان بن عمارة وكتب إلى محمّد بن عليّ مع أبي الطفيل عامر ومحمّد بن قيس بتوجيه الجند إليه.
و خرج النّاس أثرهم في أثر بعض، حتّى دخلوا المسجد الحرام وهم ينادون: يا لثارات الحسين، حتّى انتهوا إلى زمزم، وقد أعدّ ابن الزبير الحطب ليحرقهم، وكان قد بقي مِن الأجَل يومان، فطردوا الحرس وكسروا أعواد زمزم ودخلوا على ابن الحنفيّة فقالوا: خلّ بيننا وبين عدوّ الله ابن الزبير. فقال لهم: إنّي لا أستحلّ القتال في حرم الله. فقال ابن الزبير: وا عجباً لهذه الخشبية، ينعون حسيناً كأنّي أنا قتلته، والله لو قدرت على قتلته لقتلتهم.
و إنّما قيل لهم خشبيّة؛ لأنّهم وصلوا إلى مكّة وبأيديهم الخشب، كراهة إشهار السيوف في الحرم. وقيل: لأنّهم أخذوا الحطب الذي أعدّه ابن الزبير. وقال ابن الزبير: أيَحسبون أنّي أُخلّي سبيلهم دون أنْ أُبايع ويُبايعون. فقال أبو عبد الله الجدلي: أي وربّ الكعبة والمقام وربّ الحلّ والحرام، لتخلّينّ سبيلهم أو لنجالدنّك بأسيافنا جلاداً يرتاب منه المبطلون.
فقال ابن الزبير: هل أنتم ـ والله ـ إلاّ أكلة رأس، لو أذنت لأصحابي ما مضت ساعة حتّى تُقطف رؤوسكم. فقال له قيس بن مالك: أما والله إنّي لأرجو إذ رِمت ذلك، أنْ يرسل إليك قبل أنْ ترى ما تحب. فكفّ ابن الحنفية أصحابه وحذّرهم الفتنة. ثمّ قدم أبو المعتر في مائة، وهاني بن قيس في مائة، وظبيان بن عمارة في مائتين ومعه المال، حتّى دخلوا المسجد الحرام فكبّروا وقالوا: يا لثارات الحسين. فلمّا رآهم ابن الزبير خاف منهم.
فخرج محمّد بن الحنفيّة ومن معه إلى شعب عليّ، وهم يستأذنون محمّد بن الحنفيّة في ابن الزبير، فيأبى عليهم، واجتمع مع محمّد في الشعب أربعة آلاف رجل، فقسّم بينهم ذلك المال. [١١]
إدعاء الإمامة
احتجاج الإمام السجاد قالب:عليه السلام
لمّا قتل الحسين بن علي أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين، فخلا به، ثم قال: يا ابن أخي! قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت الوصية منه والإمامة من بعده إلى علي بن أبي طالب، ثم إلى الحسن بن علي، ثم إلى الحسين ، وقد قتل أبوك ولم يوص، وأنا عمّك وصنو أبيك، وولادتي من علي في سنّي وقدمتي وأنا أحق بها منك في حداثتك، لا تنازعني في الوصية والإمامة ولا تجانبني، فقال له علي بن الحسين :
- يا عم، اتق الله! ولا تدع ما ليس لك بحق، إني أعظك أن تكون من الجاهلين. إن أبي - يا عم - أوصى إليّ في ذلك قبل أن يتوجه إلى العراق، وعهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة، وهذا سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندي، فلا تتعرض لهذا، فإني أخاف عليك نقص العمر وتشتت الحال، إن الله تبارك وتعالى لما صنع الحسن مع معاوية أبى أن يجعل الوصية والإمامة إلاّ في عقب الحسين قالب:عليه السلام، فإن رأيت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود؛ حتى نتحاكم إليه، ونسأله عن ذلك.
قال أبو جعفر قالب:عليه السلام:
- وكان الكلام بينهما بمكة، فانطلقا حتى أتيا الحجر، فقال علي بن الحسين لمحمد بن علي: آته - يا عم - وابتهل إلى الله تعالى أن ينطق لك الحجر، ثم سله عما ادعيت، فابتهل في الدعاء وسأل الله ثم دعا الحجر فلم يجبه، فقال علي بن الحسين : أما إنك - يا عم - لو كنت وصيّاً وإمامًا لأجابك، فقال له محمد: فادع أنت يا ابن أخي فاسأله، فدعا الله علي بن الحسين بما أراده.
ثم قال:
- أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء والأوصياء وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا: من الإمام والوصي بعد الحسين قالب:عليه السلام؟ فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه، ثم أنطقه الله بلسان عربي مبين، فقال: اللّهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي إلى علي بن الحسين بن علي.
- فرجع محمد بن الحنفية، وهو يقول بإمامة ابن أخيه علي بن الحسين قالب:عليه السلام.[١٢] ويرى البعض إن هذا الذي جرى بين الإمام السجاد وعمه لأجل إثبات إمامة السجاد وبيان معجزاته.
الإيمان بإمامة السجاد
روي عن الإمام الصادق قالب:عليه السلام أن محمد بن الحنفية آمن قبل وفاته بإمامة [[الإمام السجاد |السجاد ]].[١٣] وروى قطب الدين الراوندي أن أبا خالد الكابلي كان يخدم محمد بن الحنفية دهراً، وما كان يشك أنّه إمام، حتى أتاه يوماً، فقال: إنّ لي حرمة، فأسألك برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبأمير المؤمنين إلاً أخبرتني: أنت الإمام الذي فرض الله طاعته؟ فقال: عليّ، وعليك، وعلى كل مسلم الإمام علي بن الحسين . فجاء أبو خالد إلى علي بن الحسين قالب:عليه السلام، فلمّا سلم عليه قال له: مرحباً بك يا كنكر، ما كنت لنا بزوار! ما بدا لك فينا؟ فخر أبو خالد ساجداً لله تعالى لما سمعه منه، وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى عرفت إإمامي... [١٤]
توجهه السياسي
اعتمد ابن الحنفية السلمية كمنهج لحياته السياسية، ومن هنا فضلّ بعد شهادة أبيه أمير المؤمنين قالب:عليه السلام وبعد صلح أخيه الحسن أن يعيش في المدينة حالة من الهدوء والاستقرار بعيداً عن المجادلات السياسية، حتى أنّه مدّ يد البيعة لـيزيد بن معاوية كولي للعهد، وبقي ملتزماً بذلك بعد وفاة معاوية وتولى يزيد لزمام الأمور. و بقي محافظاً على نفس المنهج في سائر المراحل اللاحقة فقد سافر اإلى دمشق سنة 76 هجرية للقاء عبد الملك بن مروان، وقد أرجع البعض ذلك إلى سياسة العنف التي اعتمدها ابن الزبير ضد ابن الحنفية حيث حبسه بزمزم، وهدده بالإحراق إن هو امتنع عن بيعته.[١٥] و قد أنشد الشاعر كثير عزّة في تلك الرحلة: قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت قالب:شطر قالب:نهاية قصيدة
و لما قتل المختار بعث ابن الزبير إلى ابن الحنفية مرّة أخرى يطالبه بالبيعة وإلا فالسيف بينهما، وفي تلك الأثناء جاءه كتاب عبد الملك بن مروان الذي كان قد تولى الحكم توّاً يطلب منه القدوم إلى الشام. فخرج محمد وأصحابه من الشعب متجهين إلى الشام، فلما وصل مدين بلغه غدر عبد الملك بعمرو بن سعيد– من أصحاب ابن الحنفية- فندم على إتيانه وخافه فنزل أيلة – ميناء على البحر الأحمر- ثم ارتحل منها إلى مكة ونزل شعب أبي طالب ومنه إلى الطائف وبقي هناك حتى حاصر الحجاج ابن الزبير فأقبل ابن الحنفية من الطائف، ونزل الشعب، فطلبه الحجاج ليبايع عبد الملك، فامتنع حتى يجتمع الناس فلما قتل ابن الزبير كتب ابن الحنفية إلى عبد الملك يطلب منه الأمان له ولمن معه، فاستجاب له عبد الملك بذلك. [١٦]
وفاته ومحل دفنه
وقد روى عبد الله بن عطاء عن أبي جعفر الباقر أنّه قال: أنا دفنت عمي محمد بن الحنفية، ونفضت يدي من تراب قبره.[١٧]
اختلفت كلمة الباحثين في مكان دفنه؛ فذكر السيد محسن الأمين ثلاثة منها هي: أيلة، الطائف ومقبرة البقيع. [١٨] والأرجح أنّه توفّي في المدينة وصلى عليه أبان بن عثمان. [١٩]
أضرحة باسم ابن الحنفية
هناك مجموعة من الأضرحة تنسب إلى محمد بن الحنفية في كل من خارك بوشهر الإيرانية وفي مدينة رودبار الجيلانية، إلا أن تلك النسبة لا تنسجم مع الواقع التاريخي فمن المستبعد صحة هذه النسبة فيما إذا أخذنا بتاريخ حياة ابن الحنفية وتاريخ وفاته. ومن تلك الأضرحة:
- ضريح محمد بن الحنفية في قرية بيورزين التابعة لمدينة رودبار، حيث تظهر الشجرة الموجودة هناك حيث يقال أن محمد بن الحنفية وابنه هاشم وأبا القاسم حمزة من أبناء الإمام الكاظم مدفونون هناك. إلا أن ذلك لا ينسجم مع الثابت تاريخياً من وفاة محمد بن الحنفية ومكان دفنه. ويسمّى صاحب هذا الضريح من السادة الحنفية بـ "قِل قِلي" أو "غلتان". وعادة ما يضج هذا الضريح بالزائرين في الثامن والعشرين من صفر. [٢٠]
- ضريح السيد مير محمد (محمد الحنفية) يقع في جزيرة خارك ومن آثار العصر الإسلامي الأوّل، ويعتقد عامة الناس أن هذا المرقد يعود إلى محمد بن الحنفية ابن الإمام علي قالب:عليه السلام. وهذا هو الآخر لا ينسجم مع الثابت من وفاة محمد بن الحنفية ومكان دفنه.[٢١]
- ضريح السيد محمد بن الحنفية من أحفاد الإمام الكاظم يقع في قرية مال خليفة الواقعة على مسافة 55كم من مدينة لردجان. يسع الضريح لخمسين زائراً يتوافدون عليه فصلي الصيف والخريف، مساحة الضريح 30 متراً مربعاً ومساحة كل البناء 50 متراً مربعاً.[٢٢]
المصادر والمراجع
- الصدوق، علي بن الحسين، الإمامة والتبصرة من الحيرة، قم، مدرسة الإمام المهدي (عج)، 1363 هـ.
- ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، تحقيق: محمد ومصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، 1417 هـ/ 1992 م.
- ابن خلكان، أحمد بن محمد بن أبي بكر، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحسان عباس، بيروت، دار الثقافة، 1968 م.
- ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، د ت.
- ابن فليج، علاء الدين مغلطاي بن قليج بن عبدالله البكجري الحنفي، إكمال تهذيب الكمال، القاهرة، انتشارات فاروق الحديثيه، 1422 هـ.
- الأمين، السيد محسن، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، بيروت، دار التعارف، 1420 هـ/ 2000 م.
- جعفريان، رسول، تاريخ سياسي اسلام از سال جهل تا سال صد هجري، طهران، سازمان جاب وانتشارات وزارت فرهنك وارشاد اسلامي، 1369 ش.
- الشريف الرضي، محمد بن حسين، شرح نهج البلاغة، الشارح: أحمد مدرس وحيد، الناشر: أحمد مدرس وحيد، قم، د.ن، د.ت.
- صابري، حسين، تاريخ فرق اسلامي، طهران، سمت، 1388 ش.
- صفار، محمد بن حسن، بصائر الدرجات في فضائل آل محمد (ص)، مصحح: محسن كوجه باغي، قم، مكتبة آية الله العظمي المرعشي النجفي، د.ت.
- القطب الراوندي، سعيد بن هبة الله، الخرائج والجرائح، قم، مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام، د.ت.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، تحقيق: محمد باقر البهبودي، بيروت، مؤسسة الوفاء، ط 2، 1403 هـ/ 1983 م.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، المصحح: محمد آخوندي وعلي أكبر غفاري، طهران، دار الكتب الإسلامية، د.ت.
- محمدي ري شهري، محمد، دانش نامه اميرالمومنين عليهالسلام بر بايه قرآن، ترجمه: عبدالهادي مسعودي، قم، دار الحديث، 1428 هـ/ 1386 ش.
- درس، ميرزا محمد علي، ريحانة الأدب، د.م، الناشر: كتابفروشي خيام، ط 3، 1369 ش.
- النوبختي، حسن بن موسي، ترجمة فرق الشيعة نوبختي مع مقدمتين حياة الـنوبختي وكتب فرق الشيعة، المترجم: محمد جواد مشكور، طهران، بنياد فرهنك ايران، 1353 ش.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 5، ص 67.
- ↑ صابري، تاريخ الفرق الإسلامية، ج2، ص51.
- ↑ صابري، تاريخ الفرق الإسلامية، ج2، ص54.
- ↑ الشريف الرضي، شرح نهج البلاغة، ج2، ص357. ريشهري، دانش نامه أمير المءمنين، ج1، ص183.
- ↑ ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ج 5 ، ص 78 . ابن خَلِّكان، وفيات الأعيان، ج 4 ، ص 171. صابري، تاريخ فرق اسلامي، ج2، ص51.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج44، ص364.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج45، ص87.
- ↑ السبحاني، بحوث في الملل والنحل، ج7، ص40.
- ↑ ابن خلدون، المقدمة، ج1، ص250.
- ↑ الدوري، التاريخ السياسي لصدر الإسلام، ص 214-215 . النوبختي، حياة النوبختي وكتب الشيعة، ج2، ص52-53.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج4، ص545.
- ↑ صفار، بصائر الدرجات، ص502، ابن بابويه، الإمامة والتبصرة من الحيرة، ص62-60.
- ↑ ابن بابويه، الإمامة والتبصرة من الحيرة، ص60.
- ↑ القطب الراوندي، الخرائج والجرائح، ج1، ص262-261.
- ↑ صابري، تاريخ فرق إسلامي، ج2، ص52-53.
- ↑ النوبختي، حياة النوبختي وكتب الشيعة، ص86-87
- ↑ المفيد، الفصول المختارة، ص298.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج14، ص270.
- ↑ المزي، تهذيب الكمال، ج10، ص285. الميرزا علي، ريحانة الأدب، ج7، ص 484.
- ↑ الموقع الإكتروني للإذاعة والتلفزيون، مركز جيلان
- ↑ دانستنيهاي تاريخ وجغرافيايي ايران وجهان،معلومات حول تاريخ وجغرافيا إيران والعالم
- ↑ دانستنيهاي تاريخ وجغرافيايي ايران وجهان، معلومات حول تاريخ وجغرافيا إيران والعالم