أبو مسلم الخراساني
أبومسلم الخراساني
عبدالرحمن بن مسلم القائم بالدعوة العباسية، قيل كان قصيرا اسمر حلوا احور العين خافض الصوت فصيحا حلو المنطق عالما بالامور، لم ير ضاحكا ولا مازحا إلا في وقت تأتيه الفتوحات العظام فلا يظهر عليه اثر السرور وتنزل به الحوادث الفادحة فلا يرى مكتئبا وإذا غضب لم يستفزه الغضب، ولا يأتي امرأته في السنة إلا مرة واحدة، ويقول الجماع جنون ويكفي الانسان ان يجن في السنة مرة، وكان من اشد الناس غيرة لا يدخل قصره غيره، قيل لما زفت اليه امرأته امر بالبرذون الذي ركبته فذبح واحرق سرجه لئلا يركبه ذكر بعدها، قتل في دولته ستمائة الف صبرا.
قتله المنصور في شعبان سنة ١٣٧ (قلز) برومية المدائن بالقرب من الانبار.
ونقل عن ربيع الابرار للزمخشري قال: كان ابومسلم يقول بعرفات: اللهم اني تائب اليك مما لا اظنك تغفر لي، فقيل له أفيعظم على الله تعالى غفران، فقال: انى نسجت ثوب ظلم ما دامت الدولة لبني العباس فكم من صارخة تلعننى عند تفاقم الظلم ! فكيف يغفر لمن هذا الخلق خصماؤه؟ انتهى.
قال ابن قتيبة في المعارف: ابومسلم صاحب الدعوة ذكروا ان مولده سنة مائة، واختلفوا في نسبه اختلافا كثيرا فقال بعضهم هو من اصبهان وقال بعضهم من خراسان وقيل من العرب، وادعى هو انه من سليط بن علي بن عبدالله ابن عباس ونسبه ابودلامة إلى الاكراد فقال:
ابا مجرم ما غير الله نعمة | على عبده حتى يغيره العبد | |
أفي دولة المهدي حاولت غدره | ألا ان اهل الغدر آباؤك الكرد | |
ابا مجرم خوفتني القتل فانتحى | عليك بما خوفتني الاسد الورد |
وكان منشأه عند ادريس بن عيسى جد ابي دلف النازل في حد اصبهان، وقتله ابوجعفر برومية المدائن سنة ١٣٧ (قلز) انتهى.
قال ابن النديم: ومن الاعتقادات التي حدثت بخراسان بعد الاسلام المسلمية اصحاب ابى مسلم يعتقدون امامته ويقولون انه حي يرزق.