العبادة

من ويكي علوي
(بالتحويل من عبادي)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

العبادة هو مصطلح دينيّ فقهيّ، له علاقة بتلك الأعمال الخاصّة الّتي أوجبها المولى تعالى على عبده، ولها ربطٌ بعلاقة العبد بخالقه، فالعبادات كمصطلح فقهيّ يقابل مفهوم المعاملات، الّذي هو الآخر له علاقة بمعاملات النّاس في ما بينهم. كما أنّ للعبادات معناً لغويّاً أعم من المعنى الفقهيّ الاصطلاحيّ، وهو مطلق الطّاعة مع الخضوع والتّذلّل للّه.[١]

مفهوم العبادة

العبادة لغة

العبادة هو مصدر، يُشتق منه فعل " عَبَدَ، يَعبُدُ "، وهو يفيد معنى الخضوع والتذلّل، فيقال فلان استَعْبَدَ فلان: أي اتّخذه عبدًا، ولفظ " عَبَدَ" لا يقال إلاّ لمن عَبدَ الله [٢]. وقع الخلاف بين الوهابيّة وباقي المذاهب الإسلامية بسنّتها وشيعتها في تحديد مفهوم العبادة، وكذلك في تِبيان مصاديقه، فكان للوهابية رأي خاص بهم في تعريف وتبيان مصاديق العبادة، وهذا الفهم الخاطئ للعبادة هو الذي أوقعهم في تكفير أتباع المذاهب الأخرى، ولم يستثنوا منهم أحدًا.

عند الشيعة

لمفهوم العبادة معنيان: عام وخاص.

  • المعنى العام: يقصد به «كل فعلٍ وكل قولٍ خيريّ، بل كل حركة يقوم بها العبد امتثالاً لأوامر المولى تعالى او امتثالاً لنَوَاهِهِ»، وهو يشمل المعاملات والعبادات، بل يشمل كل حركة من حركات الإنسان.
  • المعنى الخاص: هو «تلك الأعمال التي فرضها المولى تعالى على عبده، والمشروطة بنية الامتثال قربة لله »، بمعنى أنّها لا تصحّ أو لا تُقبل من العَبدِ إلاّ إذا كانت مسبوقةً بنية الامتثال قربة لله .

وهذا المعنى الخاص هو نفسه المعنى الاصطلاحي الفقهيّ لمفهوم العبادة، من قبيل الصلاة، والصوم، والحج......الخ.

عند الوهابية

ذكر ابن تيمة تعريفًا للعبادة فقال:

  • العبادة: «هي اسمٌ جامعٌ لكلّ ما يحبّه الله ويرضاه منَ الأقوال والأعمال الباطنة والظّاهرة»، فالصّلاة، والزكاة، والصّيام، والحجّ، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبرّ الوالدين، وصلة الرحم، والوفاء بالعهود........ والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين و البهائم، والدّعاء، والذكر والقراءة، وأمثال ذالك من العبادة [٣].
  • وقال أيضًا: وكذلك حبّ الله ورسوله، وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له.......والتّوكّل عليه والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، وأمثال ذلك هي من العبادة.[٤]

ردّ الشيعة على الوهابية

ردّ الشيعة على فهم « الوهابية » لمفهوم العبادة، بالتالي:

  • أولا: أنّ الفهم الخاطئ لمفهوم العبادة ومصاديقها عند الوهابية، راجع لشبهة عدم مقدرتهم على التفرقة بين المعنى العام للعبادة والمعنى الخاص لها، فالنصوص القرآنية والروائية كانت في بعضها تستعمل لفظة العبادة وتقصد منه معناً خاصاً كما يفهمه كثير من النّاس منها، وتارة أخرى تستعمله في معنى أعم من الخاص.
  • ثانيا: أنّ المعنى الخاص للعبادة له أحكام خاصة به، قد تكون مخالفة للأحكام المتعلّقة بالمعنى العام للعبادة، من قبيل حرمة الإتيان بالعبادات الخاصة لغير المولى تعالى، فالصلاة أو الصوم لغير الله محرّمة شرعًا، وقد يوصل هذا الفعل صاحبه للوقوع في الشرك إذا اقترن معه الاعتقاد بألوهية من يُصلّى أو يوصام له، بينما يمكن ويجوز للعبد أن يأتي ببعض العبادات التي هي مصاديق للمعنى العام للعبادة، من قبيل أنّ يأتي العبد بفعلٍ يفهم منه الحبّ والمودّة أو الإحترام والتبجيل لعبدٍ آخر، كما فعل نبي الله يعقوبعليه السلام وأبناءه عندما سجدوا ليوسف النبيعليه السلام، احتراما وتعظيما لمكانته عند المولى تعالى، وكما هو حال الكثير من المسلمين الذي يقصدون نبي الله محمدصلى الله عليه وآله وسلم و أهل بيتهعليه السلام لزيارة مقاماتهم تعظيما واحترامًا منهم لشأنهم ومكانتهم عند المولى تعالى، وما يمثلونه من قيم إيمانية عالية.

أقسام العبادة في الإسلام

تنقسم التشريعات الإلهية بجمع أنواعها - الواجب و المحرم و المستحب و المكروه و المباح - بلحاظ تعلّقها بحركة الإنسان، إلى قسمين:

  • العبادات: وهي ما يتوقف في تأديتها على نيّة الإمتثال قربة لله.
  • المعاملات: وهي ما لا يتوقف في تأديتها على نيّة الإمتثال قربة لله، ويكفي فيه الإمتثال بدون نيّة .

وقِسْم العبادات في الفقه الإسلامي يشتمل على فصول ومسائل كثيرة، من أبرزها:[٥] قالب:Div col

وتحت كل قسمٍ من هذه الأقسام هناك فصول ومسائل كثيرة.


المصادر والمراجع

  • المصطلحات: مركز المعجم الفقهي، د.م، د.ن، د.ت.
  • الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين، قم، انتشارات أسوة، ط 3، 1432 هـ.
  • العاملي، زين الدين، الروضة البهية في شرح اللّمعة الدمشقية، قم، انتشارات دار التفسير، ط 10، 1430 هـ.
  • الإمام الخميني، روح الله، تحرير الوسيلة، قم، مؤسسة تنظيم ونشر آثار الإمام الخميني، ط 1، 1421 هـ.
  1. راجع: مركز المعجم الفقهي، المصطلحات، لا ن.، لا س. لا. م، ص1963.
  2. الفراهيدي، العين، ج 2 ص 1123، حرف العين، مادة عبد.
  3. كتاب: العبودية لابن تيمية، ص 19.
  4. ابن تيمية، العبودية، ص 19.
  5. راجع فهارس الكتب الفقهية: الإمام الخميني، تحرير الوسيلة، الشهيد الأول والثاني، اللمعة الدمشقية.