محرم الحرام

من ويكي علوي
(بالتحويل من محرم)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

محرم الحرام أول شهر من أشهر السنة الهجرية حسب ما هو شائع، وسمي بالمحرم نحو عام 412 م في عهد كلاب بن مرة الجد الخامس للنبي محمد (ص)، وذلك لحرمة القتال فيه عند العرب، ومن أهم الأحداث التي وقعت فيه واقعة كربلاء التي استشهد فيها الإمام الحسين (ع) وأصحابه، وفي كل عام يقوم الشيعة بنصب العزاء فيه من أجل مواساة أهل البيت في أحزانهم.

سبب التسمية

سمي بالمحرم نحو عام 412 م في عهد كلاب بن مرة الجد الخامس للنبي محمد (ص)؛ وذلك لأن العرب كانت تُحَرِّم فيه الحرب والإغارة،[١] وقيل: إنهم أطلقوا عليه هذا الاسم؛ لأنهم تقاتلوا فيه فوقعت بينهم مقتلة عظيمة، فحرَّموا فيه القتال، ومن ثَمّ سموه (محرماً).

وهو من الأشهر الحرم التي ذكرت في القرآن، في قوله تعالى: إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ إثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السّماواتِ وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ[٢] وهي: محرم ورجب، وذو القعدة، وذو الحجة.

وفي هذه الأشهر كانت تُقام الأسواق للتجارة والشعر، وتبادل المنافع في كل من عُكاظ، والمربد، وذي المجاز، والمجنة، وكان الرجل يلقى قاتل أبيه أو أخيه فيه فلا يهيجه تعظيماً لحرمة هذا الشهر، وكانت العرب تَنْسَؤُهُ (أي تُؤخره) فتحرمه عاماً وتستحله عاماً، وكانوا يحرمون بدله صفراً؛ لذا نجد أنهم قد أطلقوا عليهما اسم (الصّفَران).

أسماؤه

كان لشهر محرم أسماء عند العرب قبل أن يُسمى باسمه الحالي، فقد أطلقوا عليه عدة أسماء منها: ناتِق والمُؤْتَمر؛ أي الذي يؤتمر فيه للتشاور أو طلباً للنصيحة عما إذا كانوا يخوضون الحرب فيه أو يتركونها، يقول الشاعر:

لولا ائتماري بكم في المؤْتَمر|عزمت أمري للفراق فانتظر[٣]

وقد كان قوم ثمود سلسلتها الخاصة من الشهور في التقويم، فللشهور عندهم أسماء أُخر, وكانوا يبتدئون بها من شهر (دَيْمَر) الموافق لشهر رمضان.

وقال الصاحب بن عباد :

أردت شـهور العرب في الجاهلية|فخذها علـى سَرْد المُحَرَّم تشترك
فمُـؤْتَرٌ يـــأتي ومــــــــــــن بعـدُ نـــاجر|وخَوّان مع صُوان جمع في شرك
حنـين وزّبــــا والأصـَمّ وعــــــــــــــادل|ونـافِق مـــــــــــــع وَغْـل ورنَّة مـع بُرك

شهر عزاء الشيعة

بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) في محرم سنة 61 هـ تحول هذا الشهر إلى شهر عزاء وحزن للشيعة، وكان أئمة المعصومين (ع) يعتنون لإقامة العزاء في هذا الشهر، فورد عن الإمام الرضا (ع):

"كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام. فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (ع)".[٤]

ذكر الميرزا جواد الملكي التبريزي في كتابه المراقبات حول أعمال شهر محرم:

ينبغي لأولياء آل محمّد صلوات اللَّه عليهم بحكم الولاية والوفاء، والإيمان بـاللَّه والرّسول، أن يتغيّر حاله في العشر الأوّل من المحرّم فيظهر في قلبه ووجهه وهيئته آثار الحزن والتّفجّع، وأن يترك بعض ملذات الحلال خاصة في اليوم التاسع والعاشر ، واللَّيلة الحادية عشر ، ويكون بمثابة من أصيب في والده أو ولده، ويزور لا محالة في العشر الأوّل كلّ يوم بالزّيارة المعروفة بـعاشوراء. [٥]

أعمال شهر محرم الحرام

أعمال شهر محرم الحرام
الليلة الأولى
اليوم الأول
  • الصيام
  • صلاة ركعتين وبعدها يدعو بهذا الدعاء: اللّهُمَّ أَنْتَ الاِلهُ القَدِيمُ وَهذِهِ سَنَةٌ جَدِيدَةٌ فَأَسْأَلُكَ فِيها العِصْمَةَ مِنَ الشَّيْطانِ وَالقُوَّةَ عَلى هذِهِ النَّفْسِ الاَمَّارَةِ بالسُّوءِ وَالاشْتِغالَ بِما يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ، يا كَرِيمُ يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ يا عِمادَ مَنْ لاعِمادَ لَهُ يا ذَخِيرَةَ مَنْ لاذَخِيرَةَ لَهُ يا حِرْزَ مَنْ لاحِرْزَ لَهُ يا غِياثَ مَنْ لاغِياثَ لَهُ يا سَنَدَ مَنْ لاسَنَدَ لَهُ يا كنَزْ مَنْ لاكَنْزَ لَهُ، يا حَسَنَ البَلاِء يا عَظِيمَ الرَّجاءِ يا عِزَّ الضُّعَفاءِ يا مُنْقِذَ الغَرْقى يا مُنْجِيَ الهَلْكى يا مُنْعِمُ يا مُجْمِلُ يا مُفَضِّلُ يا مُحْسِنُ، أَنْتَ الَّذِي سَجَدَ لَكَ سَوادُ اللَّيْلِ وَنُورُ النَّهارِ وَضَوُْ القَمَرِ وَشُعاعُ الشَّمْسِ وَدَوِيُّ الماءِ وَحَفِيفُ الشَّجَرِ ، يا الله لاشَرِيكَ لَكَ اللّهُمَّ اجْعَلْنا خَيْراً مِمَّا يَظُنُّونَ وَاغْفِرْ لَنا مالايَعْلَمُونَ وَلاتُؤاخِذْنا بِما يَقُولُونَ حَسْبِيَ الله لا إلهَ إِلاّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، آمَنَّا بِهِ كُلُّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاّ اُولُوا الاَلْبابِ، رَبَّنا لاتُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.
الليلة العاشرة
  • الصلاة مائة ركعة، يقرأ في كل ركعة سورة الحمد وسورة التوحيد ثلاث مرات، ويقول بعد الفراغ من الجميع: سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ. سبعين مرة
  • الصلاة أربع ركعات في آخر الليل، يقرأ في كل ركعة بعد سورة الحمد كلاًّ من آية الكرسي وسورة التوحيد والفلق والناس عشر مرات، ويقرأ التوحيد بعد أكمال الصلاة مائة مرة.
اليوم العاشر (يوم عاشوراء)
  • يوم استشهاد الإمام الحسين (ع)، وهو يوم المصيبة والحزن للأئمة (ع).
  • قراءة زيارة عاشوراء
  • يعزّي المؤمن أخيه المؤمن قائلاً: أَعْظَمَ الله اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالحُسَيْنِ عليه‌السلام وَجَعَلَنا وَإِيَّاكُمْ مِنْ الطَّالِبِينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الإمام المَهْدِيّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم‌ السلام
  • القول مائة مرة: اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ
  • قراءة زيارة وارث
اليوم الواحد والعشرون

أهم الأحداث في شهر محرم الحرام

التاريخ
أهم الأحداث في شهر محرم الحرام
2 وصول الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه إلى كربلاء في سنة 61 هـ
وفاة نبي الله آدم (ع)
6 استشهاد النبي يحيى (ع)
7 منع الماء عن جيش الإمام الحسين(ع) بأمر عمر بن سعد سنة 61 هـ
9 تاسوعاء محاصرة خيام الإمام الحسين عليه السلام من قبل عسكر عمر بن سعد في كربلاء
10 يوم عاشوراء يوم استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه سنة 61 هـ
تفجير حرم الامام الرضا (ع) سنة 1415 هـ
11 سوق أهل بيت الإمام الحسين (ع) نحو الكوفة 61 هـ
12 استشهاد الإمام السجادقالب:عليه السلام 94 هـ أو سنة 95 هـ على قول آخر كانت شهادته (ع) 25 محرم
19 حركة قافلة كربلاء إلى الشام سنة 61 هـ
23 تفجير حرم العسكريين عليهما السلام في سامراء سنة 1427 هـ
25 استشهاد الإمام السجادقالب:عليه السلام 94 هـ أو سنة 95 هـ على قول آخر كانت شهادته (ع) 12 محرم
26 محاصرة مكة ورمي الكعبة من قبل جيش يزيد بن معاوية سنة 64 هـ
28 نفي الإمام الجواد (ع) إلى بغداد سنة 220 هـ

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • القمي، الشيخ عباس، منتهى الآمال، قم، مؤسسة الهجرة للنشر، الطبعة الثالثة عشرة، 1378ش.
  • المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق: اسعد داغر، قم، دار الهجرة، ط2، 1409هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، تحقيق: السيد إبراهيم الميانجي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط3، 1403هـ/ 1983م.
  • الملكي التبريزي، الميرزا جواد، المراقبات أعمال السَّنَة، قم، مؤسسة دار الاعتصام للطباعة و النشر، الطبعة الأولى، 1416هـ.
  1. المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 188.
  2. التوبة: 36.
  3. المجلسي، بحار الأنوار، ج 55، ص 381 ــ 383.
  4. القمي، منتهى الآمال، ج 1، ص 540.
  5. الملكي التبريزي، المراقبات، ص 26-27.