الوهابية
الوهابيّة
حركة دينية - سياسية ظهرت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الثاني عشر الهجري على يد مؤسسها محمد بن عبد الوهّاب، وبدعم من محمد بن سعود، أمير إحدى القبائل النجدية، حيث تمّ التحالف بينهما لتأسيس حكم تكون فيه الإمامة للأول والإمارة للأخير.
قام محمد بن عبد الوهاب بتبليغ أفكاره حول التوحيد والشرك متأثراً بـابن تيمية، حيث كان يرى أنّ المسلمين سنة وشيعة مشركون، وكانوا يركزّون على مسائل محدّدة كـالتشفّع والتوسل أو البناء على القبور، وشدّ الرحال إليها غالباً.
عند الوهابية تبعاً لـإبن تيمية تفسير خاص عن التوحيد والشرك ولذلك يعتقدون أنّ المسلمين أشركوا بعد القرون الأولى بمعنى أنه انتشر فيهم زيارة قبور الأنبياء والصالحين وأدخلوا البدع والغلو في دينهم، فيجب استتابتهم أولاً ثم قتلهم ما لم يتوبوا. فبالتالي طغى طابع التكفير على الوهابية والتنظيمات المحسوبة عليها بوجه عام.
أعلن محمد بن عبد الوهاب الجهاد ضد من خالفه في العقيدة ليعتبره البعض خروجاً على الخلافة الإسلامية المتمثلة في الحكومة العثمانية. بينما اعتبرها أتباع الحرکة إقامةً لدولة التوحيد والعقيدة الصحيحة وتطهيراً لأمة الإسلام من الشرك، الأمر الذي جعل العديد من علماء أهل السنة يرى في أن اتهام ابن عبد الوهاب ومؤيّديه، غيرَهم بـالشرك مواصلةٌ لنهج الخوارج في الاستناد بنصوص الكتاب والسنة والتي نزلت في حق الكفار والمشركين ومن ثمّ تطبيقها على المسلمين.
المصطلح
سبب تسمية الحركة بالوهابية، هو انتسابها إلى محمد بن عبد الوهاب إلا أن أتباع الحركة يرفضون استخدامها لأنهم يعتبرونها حركة دينية وليست سياسية. بينما وصفها البعض بالتيار الديني والاجتماعي والسياسي على أساس المعطيات الموجودة.. کما ما يرى البعض أن من أطلق هذه التسمية على الحركة هم خصوم أو أناس من غير شبه الجزيرة. لكن ترسخت التسمية في مطبوعات المستشرقين. أما أتباع الحركة فكانوا يسمون أنفسهم بالتوحيديين أو المسلمين فحسب، لا بالوهابيين إطلاقاً.
لكن بالنسبة إلى استخدام هذا المصطلح يمكن القول بأنه وبحسب ما جرت العادة في الدراسات حول هذه الحركة - في خارج العربية السعودية - قد وضع للدلالة على الحركة الدينية السياسية التي نشأت بالجزيرة العربية في القرن الثامن عشر الميلادي، كما عبّر عنه بعض الكتّاب، علماً بأن المصطلح لم يلق إنتشاراً في العربية السعودية نفسها.