حجر بن عدي

من ويكي علوي
مراجعة ٠٧:٤١، ٣ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (←‏من دفن معه)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

حُجر بن عَدي الكندي الكوفي، من فضلاء الصحابة وزهادهم، وفد على النبيصلى الله عليه وآله وسلم مع اخيه هانئ بن عدي وشارك في معركة القادسية، وفتح مرج عذراء بالشام، وهو من خواص أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه السلام قاتل معه في الجمل، وصفين، والنهروان، وكان يرأس قبيلته في كل المعارك. قتله معاوية بن أبي سفيان بعد ان عرض عليه البراءة من الإمام علي بن أبي طالبعليه السلام فأبى ذلك، فقتله ومعه أحد أبنائه، وعدد من أصحابه، وقطعوا رأسه وعلّقوه على بوابة الشام، وهو أول رأس يُعلّق على البوابات.

هويته

اسمه ونسبه

حجر بن عدي الأدبر بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كنده الكندي الكوفي المعروف بحجر بن الأدبر.[١]

كنيته ولقبه

يكنى حجر بن عدي بـ أبا عبد الرحمن واشتهر حجر بلقبين

  1. حجر الخير: سمي كذلك تمييزا بينه وبين ابن عم له اسمه حجر بن يزيد كان من اتباع معاوية بن أبي سفيان، وقاتل معه في صفين واسمه حجر الشر.
  2. حجر بن الأدبر: نسبة الى أبيه الذي ضرب على أليته وهو موليا في أحد الحروب بالجاهلية.

قبيلته

يعتبر حجر بن عدي الأدبر من قبيلة كندة، وكندة اسمه ثور بن عفير بن عدي بن الحارث ابن أدد بن زيد بن عمر بن عريب بن كهلان ،كندة بطن من كهلان فهم قحطانيون[٢]

حياته

صحب رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم في آخر سنتين من حياته الشريفة ويعتبر من زهاد الصحابة شهد القادسية،[٣] وكان من الأبدال من أصحاب الإمام علي بن أبي طالب والحسن والحسينقالب:عليهما السلام. [٤]

أبنائه

لحجر بن عدي بن الأدبر ثلاثة أبناء هم  :

اقوال علماء الرجال

كل كتب التراجم والجرح والتعديل لدى الشيعة وأهل السنة اتفقت على توثيق حجر بن عدي الأدبر، بل رفعته إلى فوق مرتبة الوثاقة بوصفه أنه كان من الأبدال، وهذه جملة من أقوال العلماء فيه:

  • قال عنه الشيخ الطوسي في رجاله: من أصحاب عليعليه السلام حجر بن عدي كان من الأبدال.[٧]
  • قال عنه العلامة الحلي في رجاله: إنه من أصحاب أمير المؤمنين عليعليه السلام وكان من الأبدال.[٨]
  • قال عنه ابن الاثير الجزري: كان من فضلاء الصحابة، وكان مجاب الدعوة.[٩]
  • قال عنه العلامة المجلسي: وابن عدي الكندي من الشهداء السعداء، ومن خواص أمير المؤمنين علي.[١٠] .
  • قال عنه ابن سعد: حجر بن عدي الأدبر كان ثقة معروفا، ولم يرو عن غير علي شيئا.[١١]
  • قال عنه الحاكم النيسابوري: وهو راهب أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقتل في موالاة عليعليه السلام [١٢]
  • قال عنه العلامة الشيخ الأميني: حجر بن عدي الأدبر من عدول الصحابة. [١٣]
  • قال عنه العلامة الشيخ التستري: وبالجملة جلاله لا يحتاج إلى برهان.[١٤]
  • ذكره ابن حبان البستي: إعتبره ابن حبان من التابعين، وأشار أنه له صحبة، شهد صفين مع الإمام عليعليه السلام[١٥]
  • ذكره مسلم بن الحجاج ضمن الطبقة الاولى من التابعين الذين نزلوا الكوفة لكنه صحّف الاسم حجية العدوي [١٦] ولا ندري سبب التصحيف هل هو خطأ النساخ أم لغاية في نفس يعقوب.
  • قال عنه ابن كثير: وفد إلى رسول اللّهصلى الله عليه وآله وسلم... وكان هذا الرجل من عبّاد الناس وزهّادهم، وكان بارّاً بأُمّه، وكان كثير الصلاة والصيام... ما أحدث قطّ إلاّ توضّأ، ولا توضّأ إلاّ صلّى ركعتين.[١٧]
  • قال عنه شمس الدين الذهبي: كان شريفاً، أميراً مطاعاً، أمّاراً بالمعروف، مقدِماً على الإنكار، من شيعة علي رضي اللّه عنهما، شهد صِفّين أميراً، وكان ذا صلاح وتعبُّد .[١٨].
  • قال عنه الزركلي: حجر بن عدي بن جبلة الكندي، صحابي شجاع، من المقدمين.[١٩] .
  • قال عنه محيي الدين المامقاني: فلا مجال إلّا لتوثيقه، بل هو في قمّة الوثاقة والجلالة، وإنّي أعدّه ثقة ثقة، وثقة جليلاً[٢٠] .
  • قال عنه علي خان: يعد من الرؤساء والزهّاد، ومحبّته وإخلاصه لأمير المؤمنينعليه السلام أشهر من أن تذكر.[٢١]
  • قال عنه ابن مغلطاي : حجر بن عدي الأدبر ممن روى عن سيدنا رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم وشهد صفين مع الإمام عليعليه السلام.[٢٢]

وقد أجمع أهل العلم على ان حجر بن عدي الادبر وصل الى أعلى مرتبة وفوق الوثاقة يكفي انه كان واليا وممثلا ومبلغا عن الإمام علي بن أبي طالبعليه السلام.

أحاديثه

ذكر العديد من المؤرخين أن حجر بن عدي بن الأدبر كان قد وفد على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن ينتقل إلى الرفيق الأعلى بعامين يعني في وقت فتح مكة أو قبلها، وهذا يعني أن حجر بن عدي بن الأدبر قد لازم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أو أقام بجواره مدة عامين كاملين، فلا يعقل انه لم يسمع أحاديث النبي محمدصلى الله عليه وآله وسلم، وبالتالي لم يروِ عنه، كما قال بعض المؤرخين انه لم ينقل روايات سوى عن الإمام عليعليه السلام، بل حين البحث والتمحيص نجد ان حجر بن عدي الأدبر قد روى أحاديث عديدة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ونقلها لنا أحد أبنائه وهو مخشي بن حجر بن عدي بن الأدبر ، ومن هذه الأحاديث النبوية التي نقلت من حجر بن عدي عن طريق ابنه مخشي أو عن طريق بعض التابعين :

  1. ذكر الحاكم في المستدرك: عن مخشي بن حجر بن عدي عن أبيه أن نبي اللّه صلى الله عليه وآله وسلم خطبهم، فقال: أي يوم هذا؟ فقالوا: يوم حرام. قال: فأي بلد هذا؟ قالوا : بلد حرام، قال: فأي شهر هذا؟ قالوا: شهر حرام، قال: فان دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، كحرمة شهركم هذا، كحرمة بلدكم هذا، ليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض.[٢٣]
  2. وروى ابن عساكر أيضا باسناده إلى حجر بن عدي قال: سمعت شراحيل بن مرة يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي: أبشر يا علي، حياتك وموتك معي.[٢٤]
  3. في شرح نهج البلاغة من تأليف ابن أبي الحديد المعتزلي: وروى عن شريك قال: أخبرنا عبد اللّه بن سعد عن حجر بن عدي قال: قدمت المدينة، فجلست إلى أبي هريرة ، فقال: ممن أنت؟ قلت: من أهل البصرة، قال: ما فعل سمرة بن جندب ؟ قلت: هو حي، قال: ما أحد أحب إليَّ طول حياة منه، قلت: ولم ذاك؟ قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لي وله ولـ حذيفة بن اليمان : آخركم موتا في النار ، فسبقنا حذيفة، وأنا الآن أتمنى أن أسبقه، قال: فبقى سمرة بن جندب ، حتى شهد مقتل الحسين عليه السلام [٢٥]
  4. في الروايات لمّا أمر معاوية بن أبي سفيان بقتل حجر بن عدي الكندي في ثلاثة عشر رجلا معه قال حجر: دعوني أصلي ركعتين، فتوضأ وأحسن الوضوء، ثم صلى وأطال الصلاة، فقيل له: أجزعت؟ فقال: ما توضأت قط إلّا صليت، ولا صليت صلاة قط أخف منها، وإن أجزع فقد رأيت سيفا مشهورا وكفنا منشورا وقبرا محفورا، فقيل له: مد عنقك، فقال: إنَّ ذلك لدمُ ما كنت لأعين عليه، فقدم وضربت عنقه .[٢٦]
  5. عندما خرج الإمام علي عليه السلام إلى صفين للقاء أهل الشام، وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان، عقد اجتماعا لعدد من خواص أصحابه ورؤساء القبائل لأخذ آرائهم في الحرب المقبلين عليها، فتكلم عدد من القادة حتى وصل الكلام إلى حجر بن عدي، فتكلم قائلا: يا أمير المؤمنين، نحن بنو الحرب وأهلها الذين نلقحها وننتجها، وقد ضاربتنا وضاربناها، ولنا أعوان ذوو صلاح وعشيرة ذات عدد، ورأي بحرب وبأس محمود، وأزمتنا منقادة لك بالسمع والطاعة، فانشرقت شرقنا وإن غربت غربنا، وما أمرتنا به من أمر فعلناه، فقال علي عليه السلام: أكل قومك يرى مثل رأيك؟ قال: ما رأيت منهم إلا حسنا، وهذه يدي عنهم بالسمع والطاعة وحسن الإجابة ، فقال له علي عليه السلام خيرا.[٢٧]
  6. روى ابن قانع في ترجمته من طريق شعيب بن حرب عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص، حجر بن عدي[٢٨]رجل من أصحاب النبي (ص) قال : " إن قوما يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها "[٢٩]

مواقفه

لحجر بن عدي مواقف عدة أهمها صحبته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتزامه بأوامره، مشاركته في معركة القادسية، وهو من فتح مرج عذراء في الشام، وقتل فيها غيلة وظلما وجورا، وهو من أول المبايعين للإمام علي عليه السلام بعد وفاة رسول الله، ووقف وقفة مشرفة مع آل بيت النبي قالب:عليهم السلام بعد السقيفة المعروفة، وكان قد شارك مع كثير من الصحابة في حصار عثمان بن عفان لإمتناعه عن عزل مروان بن الحكم وبني أمية عن مناصبهم،

وقعة الجمل

كان لحجر دور هام وبارز في تحضير الناس وتعبأتهم في الكوفة للالتحاق بجيش الإمام علي عليه السلام، المتوجه إلى البصرة لمحاربة الناكثين الذين نكثوا بيعتهم للإمام علي عليه السلام وحشدوا جيشا كبيرا لمقاتلة الإمام عليه السلام وأصحابه، فبعد ان خطب الإمام علي بالناس في الكوفة، وخطب الإمام الحسن بن علي المجتبى عليه السلام، قام عدد من خُلّص أصحابه، وأرتقوا المنبر، وبينوا للناس الخطر المحدق بهم، فيما لو تقاعسوا عن نصرة الإمام عليه السلام، فقام مالك الأشتر وألقى خطبة بيّن لهم فضل الإمام علي عليه السلام ووجوب نصرته، ثم تقدّم عمار بن ياسر، وألقى كلمة بيّن فيها فضل أهل البيت قالب:عليهم السلام، وفي مقدمتهم الإمام عليعليه السلام الذي تركهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيننا وأوصانا بإتباعهم ونصرتهم، ثم قام حجر بن عدي الكندي، فقال: أيها الناس هذا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام وهو من عرفتم، أحد أبويه النبي الأمي صلى الله عليه وآله وسلم والآخر الإمام الرضي المأمون الوصي وهو أحد اللذين ليس لهما في الإسلام شبيه سيدي شباب أهل الجنة وسيدي سادات العرب، أكملهم صلاحاً وأفضلهم علماً وعقلاً، وهو رسول أبيه إليكم يدعوكم إلى الحق، ويسألكم النصر، فالسعيد والله من ودهم ونصرهم، والشقي من تخلف عنهم بنفسه عن مواساتهم، فانفروا معه واحتسبوا في ذلك الآخرة، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين، فأجاب الناس كلهم بالسمع والطاعة.[٣٠]

قال ابن الأثير: وروي ان حجر قام يخطب بالناس في الكوفة: أيها الناس أجيبوا أمير المؤمنين، وانفروا خفافا وثقالا، مرّوا وأنا أولكم فأذعن الناس للمسير.[٣١].

وقعة النهروان

شارك حجر بن عدي الكندي في وقعة النهروان ضد الخوارج الذين خرجوا على الإمام علي عليه السلام بمكر ودهاء من معاوية بن أبي سفيان حيث وضع الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام حجر بن عدي الكندي على ميمنته وشبث بن ربعي على ميسرته، وقاتل حجر قتال الشجعان الأقوياء.[٣٢]

أشعاره

نقلت لنا كتب التاريخ والموسوعات الرجالية لحجر بن عدي بن الأدبر عدد من الأبيات الشعرية ارتجزها في وقائع كثيرة حضرها بنفسه منها في معركة الجمل الشهيرة وهو قائد قبيلته كندة تحت راية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت قالب:نهاية قصيدة

قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت قالب:نهاية قصيدة فلما بصر به اإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وسمع شعره قال له: كيف لي بك إذا دُعيت إلى البراءة مني، فما عساك أن تقول؟ فقال: والله يا أمير المؤمنين لو قُطّعت بالسيف إربا إربا، وأُضرم لي النار، وألقيت فيها لأثرت ذلك على البراءة منك، فقال: وفقت لكل خير جزاك الله خيرا عن أهل بيت نبيك.[٣٣]

شهادته

حجر بن عدي الكندي أحد اهم الصحابة الذين ثبتوا على مواقفهم ومبادئهم، وقدموا دمائهم في سبيل الثبات على الجادة القويمة، وفي سبيل نصرة الحق رغم انه أسلم متأخرا قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسنتين إلا انه كان أحد رجالات الدعوة الإسلامية الذين نصروا الحق ولم يخذلوه وكانت له مواقف عديدة في الذب عن حياض الإسلام، وكل كتب التاريخ والرجال ذكرت حجر بن عدي الذكر الحسن واعتبرته من زهاد وأكابر الصحابة، وذكرت أسباب وكيفية مقتله الذي كان ضريبة لوقفته مع الحق وهذه جملة من روايات كتب المؤرخين:

  • روى أحمد بن حنبل في كتابه باب الزهد، والحاكم في المستدرك من طريق ابن سيرين قال: أطال زياد الخطبة، فقال حجر: الصلاة فمضى في خطبته فحصبه حجر والناس، فنزل زياد وكتب إلى معاوية بن أبي سفيان ، فكتب إليه أن سرّح به إليَّ، فلما قدم قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فقال: أو أمير المؤمنين أنا؟ قال: نعم ، فأمر بقتله، فقال حجر: لا تطلقوا عني حديدا ولا تغسلوا عني دما، فإني لاقٍ معاوية بالجادة، وإني مخاصم. [٣٤]
  • ذكر ابن الأثير الجزري: أن حجر بن عدي كان من أعيان الصحابة ولما ولي زياد العراق، وأظهر من الغلظة وسوء السيرة ما أظهر، خلعه حجر وتابعه جماعة من شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام وحصبه يوما في تأخير الصلاة هو وأصحابه، فكتب فيه زياد الى معاوية، فأمره أن يبعث به وبأصحابه إليه، فبعث بهم مع وائل بن حجر الحضرمي، ومعه جماعة، فلما أشرف على مرج عذراء، قال: إني لأول المسلمين كبّر في نواحيها، فأُنزل هو وأصحابه عذراء وهي قرية عند دمشق فأمر معاوية بقتلهم، فشفّع أصحابه في بعضهم فشفّعهم، ثم قتل حجر وستة معه، وأطلق ستة، ولما أرادوا قتله صلى ركعتين، ثم قال: لولا تظنوا بي غير الذي بي لأطلتهما، وقال: لا تنزعوا عني حديدا ولا تغسلوا عني دما، فإني لاقٍ معاوية على الجادة.[٣٥]
  • ذكر خليفة في حوادث عام إحدى وخمسين قال: فيها قتل معاوية بن أبي سفيان حجر بن عدي الأدبر ومعه محرز بن شهاب، وقبيصة بن ضبيعة بن حرملة القيسي، وصيفي بن فسيل.[٣٦]
  • كان زياد ابن سمية من أدهى عمال معاوية في خلق الاضطرابات والفتن بين القبائل، ومما يؤثر عنه أنه عندما همَّ بالقبض على حجر بن عدي الكندي، أمر محمد بن الأشعث الكندي بالقبض عليه هادفا من وراء ذلك ذرع بذور الفتنة والشقاق في قبيلة كندة، وهي من أقوى قبائل الكوفة ليستريح من وحدتها، ويلهي كل من أنصار محمد بأعدائه الجدد، ولكن حجر فوت عليه هذه الفرصة.[٣٧]
  • وروي أنه عندما وضعوا للقتل قالوا لحجر وأصحابه: تبرؤون من هذا الرجل؟ - يعني عليا - قالوا: بل نتولاه، ونتبرأ ممن تبرأ منه، فأخذ كل رجل منهم رجلاً وأقبلوا يقتلونهم واحداً واحداً، حتى قتلوا ستة مع حجر بن عدي الكندي.[٣٨] .
  • وعن مسروق بن الأجدع، قال: سمعت عائشة بنت أبي بكر تقول: أما والله لو علم معاوية أن عند أهل الكوفة منعة ما اجترأ على أن يأخذ حجرا وأصحابه من بينهم حتى يقتلهم بالشام، ولكن ابن آكلة الأكباد علم أنه قد ذهب الناس، أما والله إن كانوا لجمجمة العرب عزّا ومنعة وفقها، وللَّه درّ لبيد حيث قال:

قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت قالب:نهاية قصيدة ولما بلغ الربيع بن زياد الحارثي من بني الحارث بن كعب، وكان فاضلا جليلا، وكان عاملا لمعاوية على خراسان، وكان الحسن بن أبي الحسن كاتبه، فلما بلغه قتل معاوية حجر بن عدي دعا الله ، فقال: اللَّهمّ إن كان للربيع عندك خير، فأقبضه إليك وعجّل، فلم يبرح من مجلسه حتى مات.[٣٩]

  • قال أحمد: حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب الواسطي، وأثنى عليه خيرا، قال: حدثنا عثمان بن الهيثم، قال: حدثنا مبارك بن فضالة، قال: سمعت الحسن يقول - وقد ذكر معاوية وقتله حجرا وأصحابه: ويل لمن قتل حجرا وأصحاب حجر، قال أحمد: قلت ليحيى ابن سليمان: أبلغك أن حجرا كان مستجاب الدعوة؟ قال: نعم ، وكان من أفاضل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.[٤٠]
  • استنكر الإمام علي قتل حجر واصحابه، حينما دخل حجر عليه بعد ضربة ابن ملجم له (عليه السلام، عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن عبد الله بن زرير الغافقي قال: سمعت علياً عليه السلام يقول: يا أهل العراق ،[٤١] سيقتل سبعة نفر بعذراء مثلهم كمثل اصحاب الأخدود، منهم حجر بن عدي الأدبر وأصحابه، يقتلهم معاوية بالعذراء من دمشق، كلهم من أهل الكوفة ،[٤٢] ويشير عليه السلام في قوله: «مثلهم كمثل أصحاب الاخدود» للاية الشريفة قالب:قرآن.[٤٣]
  • استنكر الإمام الحسين عليه السلام على معاوية قتله حجراً وأصحابه، وجاء هذا الاستنكار في إحدى الرسائل التي كتبها الإمامعليه السلام إلى معاوية، قال فيها: ألست قاتل حجر وأصحابه العابدين المخبتين، الذين كانوا يستفظعون البدع، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فقتلتهم ظلماً وعدواناً، من بعد ما أعطيتهم المواثيق الغليظة والعهود المؤكّدة، جرأة على الله واستخفافاً بعهده.[٤٤]
  • روي انه لما أخذ في قيوده سائرا الى الشام تلقته بناته في الطريق وهن يبكين فمال نحوهن، وقال اسكتن، فسكتن، فقال: اتقين الله واصبرن فإني أرجوا من ربي في وجهي هذا إحدى الحسنيين إما الشهادة وهي السعادة، وإما الانصراف إليكن في عاقبة، وإن الذي كان يرزقكن ويكفيني مؤنتكن هو الله تعالى، وهو حي لا يموت، أرجوا أن لا يضيعكن وأن يحفظني فيكن ref>الطبري، تاريخ الطبري، ج 6، ص 153.</ref>.

قصائد في رثائه

لا شك أن مقتل حجر بن عدي الكندي قد أوجد حالة من الغضب والإستنكار لدى الكثير من المسلمين ومن الشخصيات ورؤوساء القبائل في ذاك الوقت وخصوصا من له باع في نظم القصائد فقد نظمت العديد من القصائد التي ترثي حجر بن عدي وترثي واقع الحال التي كانت ذلك العصر ونذكر بعض مقتطفات من تلك القصائد التي خلدت ولا زالت هذا الصحابي البطل وأصحابه الأوفياء

  • هند بنت زيد الأنصارية

من دفن معه

في مرج عذراء عند غوطة دمشق عند المدخل الشمالي إذا نظرت إلى يسارك وأنت قادم من شمال العاصمة دمشق تترائى لك مأذنة، وهو مقام حجر بن عدي الكندي، وقد دُفن معه ستة رجال من صحابته، ويقال بعد كما ذكرت كتب التاريخ، وهم :

  1. حجر بن عدي الأدبر الكندي .
  2. همام بن حجر بن عدي .
  3. شريك بن شداد الحضرمي ،
  4. صيفي بن فسيل الشيباني .
  5. قبيصة بن ضبيعة العبسي .
  6. محرز بن شهاب السعدي .
  7. كدام بن حيان العنزي .

وأما عبدالرحمن بن حسان العنزي فبُعث به إلى زياد بن أبيه، فدُفن حيا بقس الناطف، فهم سبعة قتلوا، وكفنوا وصلّي عليهم.[٤٥]

هدم القبر الشريف

في صيف عام 2013 م في منتصف الأزمة التي عصفت بالجمهورية العربية السورية عاد التاريخ يكرر جرائمه الفظيعة بحق أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم وخواص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عاد أحفاد معاوية لقتل حجر بن عدي الأدبر مرة ثانية، وكأنه لم يرتو غليلهم أول مرة، فقد أقدمت مجموعة تكفيرية تحمل اسم لواء الإسلام الذي أسسه زهران علوش بإيعاز من بعض الدول العربية بنبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي، ومعه ثلة من أصحابه في مدينة عدرا البلد أو ما يعرف تاريخيا مرج عذراء فاستخرجوا الجثامين الطاهرة، وتم نقلها إلى مكان مجهول، وذلك باعترافات وبيانات صدرت ونشرت من تلك المجموعة التكفيرية تلك الفترة، وقد عاثوا فسادا وخرابا في المقام الشريف، وقاموا بكسر، وحرق المنبر الأثري الموجود بالمقام، وكسر القفص الفضي الذي كان فوق القبر الشريف بالاضافة إلى سرقة بعض الآثار والتحف الموجودة فيه ، وقامت العديد من المؤسسات الإسلامية والعربية والحكومية في العالم ذلك الوقت بتوثيق الحدث الإجرامي وأدلت ببيانات استنكار وشجب لهذا العمل الشائن الذي لا يمت للإسلام والإنسانية بشيء.

الهوامش

قالب:مراجع

المراجع والمصادر

  • القرآن الكريم.
  • ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، بيروت - لبنان، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، د.ت.
  • ابن الأثير الجزري، علي بن أبي الكرم، أسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت - لبنان، دار الكتاب العربي، 2006 م.
  • ابن الأثير، محمد بن محمد، الكامل في التاريخ، د.م، دار صادر، 1979 م.
  • ابن حبان، محمد بن حبان، تقريب الثقات، بيروت - لبنان، دار المعرفة، 2007 م.
  • ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، د.م، الناشر: مكتبة الخانجي، 1421 هـ - 2001 م.
  • ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، بيروت - لبنان، دار الفكر، 1434 هـ - 2012 م.
  • ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ دمشق، المحقق: عمرو بن غرامة العمروي، د.م، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1415 هـ - 1995 م.
  • ابن قتيبة، عبد الله بن عبد المجيد، عيون الأخبار، القاهرة - مصر، مطبعة دار الكتب المصرية بـالقاهرة، 1343 هـ - 1925 م.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت - لبنان، دار الفكر، د.ت.
  • الأمين، حسن، دائرة المعارف الإسلامية الشيعية، بيروت - لبنان، منشورات دار التعارف للمطبوعات، 2001 م.
  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، بيروت - لبنان، دار التعارف، 1986 م.
  • الأميني، عبد الحسين، الغدير في الكتاب والسنة والأدب، بيروت - لبنان، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1994 م.
  • البرقي، أحمد بن محمد، كتاب الطبقات، قم - إيران، الناشر مكتبة السيد المرعشي، 2007 م.
  • التستري، محمد تقي، قاموس الرجال، قم - ايران، تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة، د.ت.
  • التفرشي، مصطفى بن الحسين، نقد الرجال، قم - ايران، تحقيق مؤسسة ال البيت قالب:عليهم السلام لاحياء التراث، 1418 هـ.
  • الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام، بيروت - لبنان، الناشر: دار العلم للملايين، 2005 م.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي، قم - ايران، مؤسسة النشر الاسلامي، 1426 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الكشي، بيروت - لبنان، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 2009 م.
  • العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، بيروت - لبنان، منشورات دار الفكر، 2001 م.
  • العصفري، خليفة بن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، بيروت - لبنان، منشورات دار الفكر، 1414 هـ - 1992 م ـ
  • المجلسي، محمد باقر، رجال المجلسي، بيروت - لبنان، منشورات الأعلمي للطباعة، 1995 م .
  • المفيد، محمد بن محمد، الجمل والنصرة لسيدّ العترة، قم - ايران، الناشر مؤسسة بوستان كتاب، 1429 هـ.
  • النمازي، علي، مستدركات علم رجال الحديث، قم - ايران، مؤسسة النشر الاسلامي جماعة المدرسين، 1426 هـ.
  • النيسابوري، مسلم بن الحجاج، طبقات مسلم بن الحجاج، الرياض - السعودية، دار الهجرة للطباعة والنشر، 1411 هـ - 1991 م.
  • مزاحم، نصر بن مزاحم، وقعة صفين‏، المحقق والمصحح: عبد السلام محمد هارون، قم‏ - ايران، الناشر: مكتبة آية الله المرعشي النجفي‏، ط2، 1404 هـ.
  • مغلطاي، علاء الدين بن قليط، الإنابة إلى معرفة المختلف فيهم من الصحابة، الرياض - السعودية، مكتبة الرشد، 1999 م.
  • وجدي، فريد، دائرة معارف القرن العشرين، د.م، د.ت.
  1. ابن الأثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 1، ص 480، ترجمة رقم 1093. البرقي، أحمد بن محمد، كتاب الطبقات، ص 58 رقم 74. الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الكشي، ص 80، رقم 40.
  2. وجدي، دائرة معارف القرن العشرين، ج 6، ص 242 .
  3. الزركلي، الأعلام، ج 2 ص 169.
  4. التفرشي، نقد الرجال، ج 1، ص 404، ترجمة رقم 1190.
  5. الحاكم النيسابوري، المستدرك، ج 3، ص 468.
  6. الأمين، أعيان الشيعة، ج 4، ص 582.
  7. الطوسي، رجال الطوسي ، ص 60 رقم الترجمة 515.
  8. الحلي، رجال العلامة الحلي، ص 59.
  9. ابن الأثير الجزري، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 1، ص 480.
  10. المجلسي، رجال المجلسي، ص183، رقم الترجمة 441.
  11. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 6، ص 220.
  12. الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج 2، ص 468.
  13. الأميني، الغدير، ج 11، ص 53.
  14. التستري، قاموس الرجال، ج 2، ص 121.
  15. ابن حبان، تقريب الثقات، ص 342 ، رقم الترجمة 2914.
  16. النيسابوري، طبقات مسلم بن الحجاج، ص 301 ، ترجمة رقم 1349.
  17. ابن كثير، البداية والنهاية، ج 8، ص 41، حوادث سنة 51 هـ.
  18. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 3، ص 463 رقم الترجمة 95.
  19. الزركلي، الأعلام، ج 2 ص 169 .
  20. المامقاني، تنقيح المقال في أسماء الرجال، ج 18 ص 89، رقم الترجمة 4732.
  21. المدني، الدرجات الرفيعة، ص 423.
  22. مغلطاي، الإنابة إلى معرفة المختلف فيهم من الصحابة، ص 155، ترجمة رقم 168.
  23. الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج 2، ص 470.
  24. ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 4، ص 85.
  25. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 4، ص 78.
  26. ابن قتيبة، عيون الأخبار، ج 1، ص 147.
  27. مزاحم، وقعة صفين، ص 104.
  28. العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 1، ص 471، ترجمة رقم 1625.
  29. المتقي الهندي، كنز العمال، رقم الحديث 13263 .
  30. المفيد، الجمل والنصرة لسيدّ العترة، ص 256.
  31. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 231.
  32. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 345.
  33. النمازي، مستدركات علم رجال الحديث، ج 2، ص 312 – 313 .
  34. العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 1، ص 472.
  35. ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 1، ص 481.
  36. العصفري، تاريخ خليفة بن خياط، ص 161.
  37. الأمين، دائرة المعارف الإسلامية الشيعية، ج 1، ص 443.
  38. ابن كثير، البداية والنهاية، ج 7، ص 49.
  39. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 197 – 198.
  40. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 197 – 198.
  41. ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 12، ص 227 .
  42. أعلام الورى، ص 33.
  43. البروج: 8.
  44. الأميني، الغدير، ج 1، ص 161.
  45. الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص207.