حذيفة بن اليمان
حذيفة بن اليمان، صحابي مكي مدني من المهاجرين ومن نجباء أصحاب رسول الله (ص) ويعرف بأنه صاحب سر رسول الله (ص) ، يعلم المنافقين ولم يعلمهم أحد إلا حذيفة ،آخى النبي بينه وبين عمار،[١] لم يشهد وابيه معركة بدر لأن المشركين صدوهما ومنعوهما وشهد مع ابيه أحد ومن ثم شهد الخندق ، توفي بعد مقتل عثمان بفترة وجيزة.
هويته الشخصية
هو حذيفة بن حِسل[٢] ويقال حُسيل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن فروة بن الحارث بن مازن قٌطيعة بن عبس بن بغيض،[٣] بن ريث بن غطفان.[٤] يكنى حذيفة بن اليمان بـأبي عبد الله العبسي.[٥]
أبوه حسيل بن جابر صحابي مشهور كان قد أصاب دما في قومه فهرب الى المدينة وحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه اليمان لحلفه اليمانية، وهم الأنصار.[٦]
أمه الرباب بنت كعب بن عدي بن عبد الأشهل ، من الأوس أنصارية.[٧]
أبناءه
- سعد بن حذيفة بن اليمان وقيل سعيد .
- صفوان بن حذيفة بن اليمان .
- حسيل بن حذيفة بن اليمان .
- أبو عبيدة بن حذيفة بن اليمان والظاهر ان اسمه بلال .
روي ان سعد او سعيد، وأخيه صفوان ابنا حذيفة بن اليمان قتلا مع الامام علي (ع) في صفين وكانا قد بايعا الامام علي (ع) بوصية من أبيهما.[٨]
وفاته
توفي حذيفة بن اليمان سنة ست وثلاثين هجرية.[٩]
- عن النزال بن سبرة، عن أبي مسعود الأنصاري قال: اغمي على حذيفة من أول الليل ثم أفاق ، فقال: اي الليل هذا ؟ قلت : السحر الأعلى قال : عائذا بالله من جهنم مرتين أو ثلاثا ثم قال: ابتاعوا لي ثوبين فكفنوني فيهما ولا تغلو علي فإن صاحبكم إن يرضى عنه خيرا منهما وإلا سلبهما سلبا سريعا.[١٠]
- قال ليث بن أبي سليم: لما نزل بحذيفة الموت، جزع جزعا شديدا وبكى بكاءً شديدا، فقيل ما يبكيك؟ فقال: ما أبكي أسفا على الدنيا، بل الموت أحب إلي، ولكن لا أدري علام أقدم على رضى أم على سخط؟.[١١]
- وكان موته بعد مقتل عثمان بأربعين يوما سنة ست وثلاثين ولم يدرك الجمل.[١٢]
إسلامه
كان حذيفة من المسلمين الأوائل،[١٣] وهاجر إلی المدينة بعد هجرة النبي (ص)، فکان من المهاجرين إلا أنه کان حليفا لإحدی قبائل المدينة فيعدّ من الأنصار أيضا، فخيّره النبي (ص) فاختار أن يکون من الأنصار، ووافقه النبي في ذلک.[١٤] وفي قضية المؤاخاة آخی النبي (ص) بينه و بين عمار بن ياسر.[١٥]
مشاركاته في الحروب
شهد حذيفة احد وما بعدها من المشاهد مع رسول الله (ص) وشهد فتح العراق والشام، وشهد اليرموك عام 13 هـ، وبلاد الجزيرة عام 17 هـ.[١٦]
يوم بدر
عن الوليد بن جميع، حدثنا أبو الطفيل، حدثنا حذيفة بن اليمان قال: ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت وأبي حسيل، فأخذنا كفار قريش، فقالوا إنكم تريدون محمدا ، فقلنا ما نريده، وما نريد إلا المدينة فأخذوا منا عهد الله وميثاقه، لننصرفن الى المدينة، ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله(ص) فأخبرناه الخبر، فقال: انصرفا نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم.[١٧]
موقفه يوم الاحزاب
- قال حذيفة: صلى بنا الرسول ثم التفت إلينا فقال: " من رجل يقوم فينظر ما فعل القوم؟، ثم يرجع، أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة " فما قام رجل من شدة الخوف وشدة الجوع وشدة البرد، فلما لم يقم أحد، دعاني، فلم يكن لي بد من القيام، فقال: "" يا حذيفة اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يفعلون، ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا ".فذهبت فدخلت فيهم، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل، لا تقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء.
- فقال أبو سفيان: «لينظر امرؤ من جليسه»، فأخذت بيد الرجل الذي كان جنبي، فقلت: من أنت؟ فقال: فلان بن فلان. ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش! إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام لقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذي نكره ولقينا من شدة الريح ما ترون ما تطمئن لنا قدر ولا تقوم لنا نار ولا يستمسك لنا بناء فارتحلوا فإني مرتحل ثم قام إلى جمله وهو معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب به على ثلاث فما أطلق عقاله إلا وهو قائم. ولولا عهد رسول الله إلي أن لا تحدث شيئا حتى تأتيني لقتلته بسهم.[١٨]
ولايته على المدائن
ولاه عمر بن الخطاب على المدائن ،وخرج اهل المدينة لاستقباله فأبصروا أمامهم رجلاً يركب حماره على ظهره اكاف قديم، وأمسك بيديه رغيفاً وملحاً, وهو يأكل ويمضغ، وكاد يطير صوابهم عندما علموا أنه الوالي -حذيفة بن اليمان- المنتظر، ففي بلاد فارس لم يعهدوا الولاة كذلك، وحين رآهم حذيفة يحدقون به قال لهم: (اياكم ومواقف الفتن). قالوا: (وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله ؟) قال: (أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير أو الوالي، فيصدقه بالكذب، ويمتدحه بما ليس فيه) فكانت هذه البداية أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الجديد، ومنهجه في الولاية.[١٩]
أحاديثه
رغم وفاة حذيفة بن اليمان مبكرا الا ان هذا لم يمنع ان تسجل له روايات كثيرة عن رسول الله(ص) في مختلف الأمور،[٢٠] فهو صاحب سر رسول الله (ص) في المنافقين.[٢١]
- عن حذيفة بن اليمان قال : بت عند رسول الله (ص) فرأيت عنده شخصا فقال لي : يا حذيفة هل رأيت ؟ قلت نعم يا رسول الله ، قال : هذا ملك لم يهبط الى الأرض منذ بعثت آتاني الليلة فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.[٢٢]
- عن أبي ادريس الخولاني عن حذيفة بن اليمان قال : هذه فتن قد أطلت كجباه البقر يهلك فيها أكثر الناس إلا من كان يعرفها قبل ذلك.[٢٣]
- عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان قال : كان رسول الله (ص) إذا أراد ان ينام وضع يده تحت رأسه ثم قال : اللهم قني عذابك يوم تجمع عبادك.[٢٤]
- حدثنا عبد الله بن أبي جعفر الرازي عن أبيه عن الربيع عن أبي العالية عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله (ص)، من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ومن لا يصبح ويمسي ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منهم.[٢٥]
من روى عنه
أبو عبيدة ، والامام علي (ع) ، وعمر بن الخطاب، وقيس بن أبي حازم.[٢٦] جابر الانصاري، وجندب وعبد الله بن يزيد، وابو الطفيل، ومن التابعين ابنه بلال بن حذيفة بن اليمان، وربعي بن خراش، وزيد بن وهب، وزر بن حبيش، وأبو وائل،[٢٧] وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ومسلم بن نذير، وقيس بن عباد، وهمام بن الحارث. [٢٨]
أقوال العلماء عنه
- الأردبيلي : حذيفة بن اليمان العبسي رحمه الله تعالى عداده في الأنصار أحد الأركان الأربعة من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع).[٢٩]
- الصفدي: حذيفة بن اليمان ابو عبد الله حليف بني عبد الأشهل صاحب سر رسول الله هو وأبوه من سادات الصحابة شهد اليرموك وأمه امرأة من الأنصار من الأوس. [٣٠]
- الزركلي: حذيفة بن اليمان صحابي ، من الولاة الشجعان الفاتحين ،كان صاحب سر النبي (ص) في المنافقين،لم يعلمهم أحد غيره ، ولما ولي عمر سأله : أفي عمالي أحد من المنافقين ؟ فقال : نعم ، واحد . قال : من هو ؟ قال : لا أذكره ،وحدث حذيفة بهذا الحديث بعد حين فقال : وقد عزله عمر كأنما دل عليه [٣١]
- قال عنه الزهري، قال عروة ، إن حذيفة بن اليمان كان احد بني عبس وكان حليفا في الأنصار قتل ابوه مع رسول الله (ص) يوم أحد ، أخطأ المسلمون به يومئذ فحسبوه من المشركين ، فطفق حذيفة يقول : أبي ... أبي .. فلم يفهموه حتى قتلوه فأمر به رسول الله (ص) فودي.[٣٢]
الهوامش
المصادر والمراجع
- ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت، دار الكتاب العربي، 2006 م.
- ابن حبان، محمد بن حبان، الثقات، تحقيق : السيد شرف الدين أحمد، بيروت، الناشر : دار الفكر، ط 1، 1395 هـ - 1975 م.
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الاصابة في تمييز الصحابة، بيروت، دار الفكر، 2001 م.
- ابن خياط، خليفة بن خياط، طبقات خليفة بن خياط، بيروت، دار الفكر، 1992 م.
- ابن عبد البر، أحمد بن عبد الله، الإستيعاب في معرفة الأصحاب، بيروت، دار الفكر، 2012 م.
- ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ دمشق، المحقق: عمرو بن غرامة العمروي، د.م، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، 1415 هـ - 1995 م.
- أبو نعيم الأصبهاني، أحمد بن عبد الله، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، مصر، الناشر: السعادة، 1394 هـ - 1974 م.
- أبو نعيم الأصبهاني، أحمد بن عبد الله، معرفة الصحابة، بيروت، دار الكتب العلمية، 2002 م.
- الأردبيلي، محمد بن علي، جامع الرواة، قم، مكتبة السيد المرعشي، 2007 م.
- البخاري، محمد بن إسماعيل، التاريخ الكبير، حيدر آباد - الدكن، دائرة المعارف العثمانية، د.ت.
- البرقي، أحمد بن محمد، رجال البرقي، قم، مكتبة السيد المرعشي، 2007 م.
- البيهقي، أحمد بن الحسين، دلائل النبوة، المحقق: د. عبد المعطي قلعجي، بيروت، دار الكتب العلمية، دار الريان للتراث، ط 1، 1408 هـ - 1988 م.
- الحميدي، عبد الله بن الزبير، مسند الحميدي، بيرزت، دار الكتب العلمية، 1988 م.
- الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء، بيروت، دار احياء التراث العربي، 2006 م.
- الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام، بيروت، دار العلم للملايين، 1980 م.
- الصفدي، خليل بن أيبك، الوافي بالوفيات، المحقق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، بيروت، دار إحياء التراث، 1420 هـ - 2000 م.
- الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الصغير، بيروت، دار الكتب العلمية، د.ت.
- العجلي، أحمد بن عبد الله، تاريخ الثقات، بيروت، دار الكتب العلمية، 2007 م.
- المرزوي، نعيم بن حماد، كتاب الفتن، المحقق: سمير أمين الزهيري، القاهرة، مكتبة التوحيد، ط 1، 1412 هـ.
- المزي، يوسف بن عبد الرحمن، تهذیب الکمال فی أسماء الرجال، بيروت، طبع بشار عواد معروف، 1422 هـ - 2002 م.
- النيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين، بيروت، المكتبة العصرية، 2006 م.
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2، ص 428.
- ↑ أبو نعيم الأصبهاني، معرفة الصحابة، ج 2 ص 26.
- ↑ ابن خياط، كتاب الطبقات، ص 98.
- ↑ ابن الأثير ، أسد الغابة، ج 1 ص 487.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 1 ص 476.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 1 ص 596.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 200.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 200.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 200.
- ↑ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج 6، ص 2065.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 1، ص 488.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 200.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 190.
- ↑ ابنقتيبة، المعارف، ص۲۶۳.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 190.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 12، ص 259.
- ↑ أبو نعيم الأصبهاني، معرفة الصحابة، ج 2، ص 27.
- ↑ ابن حبان، الثقات، ج 1، ص 273.
- ↑ أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء، ج 1، ص 277.
- ↑ المزي، تهذیب الکمال في أسماء الرجال، ج 5، صص 497 - 499.
- ↑ الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 11، ص 251.
- ↑ البيهقي، دلائل النبوة، ج 7، ص 78.
- ↑ المرزوي، كتاب الفتن، ج 1، ص 28.
- ↑ الحميدي، مسند الحميدي، ج 1 ، ص 211.
- ↑ الطبراني، المعجم الصغير ، ج 2، ص 50.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 1، ص 487.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 1، ص 476.
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 2، ص 428.
- ↑ الأردبيلي، جامع الرواة، ج 1، ص 182.
- ↑ الصفدي، الوافي بالوفيات، ج 11، ص 251.
- ↑ الزركلي، الأعلام، ج 2، ص 171.
- ↑ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج 6، ص 2063