محمد بن أبي بكر

من ويكي علوي
مراجعة ٠٧:٠٢، ٣ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''محمد بن أبي بكر''' من خواص أصحاب الإمام علي (ع)، وأبوه أبو بكر وأمه أسماء بنت عميس، وكان يرى الخلافة للإمام علي (ع) بعد النبي (ص) وقد بايعه بعد مقتل عثمان، وكان يرفض خلافة أبيه. له مكانة مرم...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

محمد بن أبي بكر من خواص أصحاب الإمام علي (ع)، وأبوه أبو بكر وأمه أسماء بنت عميس، وكان يرى الخلافة للإمام علي (ع) بعد النبي (ص) وقد بايعه بعد مقتل عثمان، وكان يرفض خلافة أبيه. له مكانة مرموقة عند الإمام علي وسائر الأئمة قالب:عليهم السلام، كما أنهم كانوا يبجلونه. ولاّه الإمام عليه السلام حكم مصر، لكن قُتل بأمر من عمرو بن العاص.

حياته

هو محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي،[١] ولد في شهر ذي القعدة عام حجة الوداع،[٢] وقد ورد أنه ولد بذي الحليفة أو بالشجرة، وذلك عندما توّجه النبيصلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة للحج.[٣]

أمّه أسماء بنت عميس، وكانت زوجة جعفر بن أبي طالب، وبعد استشهاده تزوجت من أبي بكر، ثم تزوجها الإمام عليعليه السلام بعد وفاة أبي بكر، فنشأ محمد تحت رعاية الإمام عليعليه السلام، وتربى في كنفه.[٤]

منام الأم

روى المجلسي في بحار الأنوار عن كثير النوا: أن أبا بكر خرج في حياة رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم في غزاة، فرأت أسماء بنت عميس، وهي تحته كأن أبا بكر متخضب بالحناء رأسه ولحيته وعليه ثياب بيض، فجاءت إلى عائشة، فأخبرتها، فبكت عائشة، وقالت: إن صدقت رؤياك فقد قتل أبو بكر؛ إنّ خضابه الدم وإن ثيابه أكفانه. فدخل النبيصلى الله عليه وآله وسلم وهي كذلك، فقال: ما أبكاها؟ فذكروا الرؤيا، فقالصلى الله عليه وآله وسلم: ”ليس كما عبرت عائشة، ولكن يرجع أبو بكر صالحاً، فتحمل منه أسماء بغلام تسميه محمداً يجعله الله غيظاً على الكافرين، والمنافقين“.[٥]

استشهاده

استشهد في مصر سنة 38 هـ على يد معاوية بن حديج وهو عطشان.[٦] ذكر ابن عبد البر: إن عليا بن أَبِي طالب ولى فِي هَذهِ السنة مالك بن الحارث الأشتر النخعي مصر، فمات بالقلزم قبل أن يصل إليها، سم فِي زبد وعسل، قدم بين يديه فأكل منه، فمات، فولى عليعليه السلام محمد بن أبي بكر، فسار إِليه عمرو بن العاص فاقتتلوا، [٧] فانهزم محمد ودخل خربة، فأخرج منها وقتل، وأحرق في جوف حمار ميت.[٨]

معارضته لأبيه

وبالنسبة لقضية الخلافة فكان يراها للإمام علي (ع) رافضاً إياها لأبيه، وقد ورد شهادته لهذا الموقف، منها ما رواه محمد بن مسعود قال: حدّثني علي بن محمد القمّي قال حدّثني أحمد بن محمد بن عيسي عن رجل عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن درّاج عن حمزة بن محمّد الطّيار قال: ذكرنا محمد بن ابي بكر عند أبي عبد اللّه(ع)، فقال أبو عبد اللّه(ع) رحمه اللّه، وصلّي عليه قال لأمير المؤمنين(ع) يوماً من الأيام: ابسط يدك أبايعك، فقال أو ما فعلت. قال: بلي، فبسط يده، فقال: أشهد أنّك إمام مفترض الطّاعة و أن أبي في النّار.[٩]

وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) أن محمد بن أبي بكر بايع الإمام علي (ع) على البرائة من أبيه أبي بكر وكذلك على البرائية من الثاني.[١٠]

وقد أورد الشيخ الطبرسي وهو من أعلام الإمامية في كتابه الاحتجاج أبيات بهذه المناسبة نقلاً عن محمد بن أبي بكر يعلن فيه توليه للأئمة الأطهار (ع) وبرائته من أبيه: قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت[١١] قالب:نهاية قصيدة

مقتل عثمان

يصر بعض علماء السنة على أن محمد بن أبي بكر كان قد اشترك في قتل عثمان، لكن ابن عبد البر ينقل أنه خرج من المجلس بعد أن جرى بينه وبين عثمان كلام، ولم ينل من دمه شيئاً.[١٢]

في عهد الإمام علي (ع)

في معركة الجمل وصفين

حضر في معركتي الجمل وصفين مع الإمام عليعليه السلام وكان في معركة الجمل على الرجالة، وقد واجه أخته عائشة.[١٣]

روى الكشي عن محمد بن قولويه.... عن الصادقعليه السلام قال:

كان مع أميرالمؤمنينعليه السلام خمسة نفر من قريش، وكانت ثلاث عشرة قبيلة مع معاوية؛ فأمّا الخمسة: فمحمد بن أبي بكر (رحمه الله) أتته النجابة من قبل اُمّه أسماء بنت عميس...[١٤]

المناصب

عيّنه الإمام أمير المؤمنين (ع) والياً على مصر. [١٥] وقد أشاد عليه في كتابه الذي بعثه إلى أهل مصر، ومما ورد فيه:

أحسنوا أهل مصر موازرة محمد أميركم، واثبتوا على طاعته تردوا حوض نبيكم (ص). أعاننا الله وإياكم على ما يرضيه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[١٦] وعدّه السيد الخوئي نقلاً عن المفيد بأنه كان من شرطة الخميس أيضاً. [١٧]

مكانته

عند الأئمة (ع)

له مكانة سامية عند أمير المؤمنينعليه السلام وكان يفضله على أقرانه، وقد روي أن الإمام (ع) اعتبر محمداً ولده من صلب أبي بكر.[١٨]

وروى الكشي أنّ الإمام الصادق (ع) قال عند ذكره: كان النّجابة من قبل أمّه أسماء بنت عميس رحمة اللّه عليها، لا من قبل أبيه.[١٩]

وروي أيضاً عن الصادق (ع): ما من أهل بيت الّا ومنهم نجيب من أنفسهم، وأنجب النجباء من أهل بيت سوء منهم محمد بن أبي بكر.[٢٠]

وعن الرضا (ع) كان اميرالمؤمنين (ع) يقول: «إنّ المحامدة تأبي أن يعصي الله عزوجل» قلت: و من المحامدة؟ قال: محمد بن جعفر، محمد بن ابي بكر، محمد بن أبي حذيفة و محمد بن أميرالمؤمنين [أي:ابن الحنفية] ...[٢١]

عند العلماء الإمامية

ومن وجهة نظر العلماء الإمامية فإن محمد بن أبي بكر أشيد بشأنه ووثاقته وجلالة قدره.[٢٢]

عند أهل السنة

وقد يعتبر أهل السنة معاوية خال المؤمنين لقرابته من أم حبيبة والتي هي أخته وزوجة النبي (ص)، وهذا خلاف ما يتعاملونه مع محمد بن أبي بكر مع كونه أخاً لعائشة زوجة النبي الأكرم (ص)، فما أطلقوا عليه خال المؤمنين قط.[٢٣] وقد روي عن بعضهم أنهم اعترفوا بفضله وعبادته وعلو شأنه وحب الإمام علي (ع) تجاهه.[٢٤]


الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

  • ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، قم، مکتبة آیة الله العظمی المرعشي النجفي، د.ت.
  • ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق: علي محمد معوض، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1415هـ/ 1994م.
  • ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، ط1، 1412هـ/ 1992م.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، بيروت، دار الفكر، ط1، 1417هـ/ 1996م.
  • التستري، محمد تقي، قاموس الرجال، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط1، 1419هـ.
  • التستري، نور الله المرعشي، مجالس المؤمنين، د.م، دار هاشم، د.ت.
  • الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث، النجف الأشرف، مؤسسة الإمام الخوئي، د.ت.
  • الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج، تحقيق: محمد باقر خرسان، النجف، دار النعمان، 1966م.
  • الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين، تحقيق: أحمد الحسيني، بيروت، مؤسسة التاريخ العربي، ط1، 1428هـ/ 2007م.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1415هـ.
  • الكشي، محمد بن عمر، اختيار معرفة الرجال (المعروف برجال الكشي)، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط1، 1427هـ.
  • المامقاني، عبد الله، تنقيح المقال في علم الرجال، تحقيق: محمد رضا المامقاني، قم، مؤسسة آل البيت قالب:عليهم السلام لاحياء التراث، ط1، 1423هـ.
  • المفيد، محمد بن محمد، الأمالي، بيروت، دار التيار الجديد، د.ت.
  1. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 3، ص 310.
  2. التستري، قاموس الرجال، ج 9، ص 18؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 5، ص 97.
  3. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 1366؛ البلاذري، أنساب الأشرف، ج 1، ص 538.
  4. التستري، مجالس المؤمنين، ج 1، ج 473؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 538.
  5. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 6، ص 89؛ التستري، قاموس الرجال، ج 9، ص 21 ــ 22.
  6. الطوسي، رجال الطوسي، ص 49؛ التستري، قاموس الرجال، ج 9، ص 18؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 15، ص 241؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 5، ص 97.
  7. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 1366.
  8. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 5، ص 97.
  9. التستري، قاموس الرجال، ج 9، ص 18.
  10. الطريحي، مجمع البحرين، ج 2، ص 28؛ الكشي، رجال الكشي، ص 67؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 15، ص 241.
  11. الطبرسي، الاحتجاج، ج 1، ص 271.
  12. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 1367.
  13. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 1366؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 326.
  14. الكشي، رجال الكشي، ص 65 ــ 66؛ التستري، قاموس الرجال، ج 9، ص 18؛ المامقاني، تنقيح المقال، ج 14، ص 349؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 15، ص 241.
  15. الطريحي، مجمع البحرين، ج 2، ص 27؛ التستري، قاموس الرجال، ج 9، ص 18؛ الطوسي، رجال الطوسي، ص 49.
  16. المفيد، الأمالي، المجلس 31، الحديث 3، ص 260 ــ 269؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 15، ص 242.
  17. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 15، ص 241.
  18. المامقاني، تنقيح المقال، ج 2، ص 58.
  19. الكشي، رجال الكشي، ج 1، ص 282 - 283؛ المامقاني، تنقيح المقال، ج 2، ص 57؛ التستري، قاموس الرجال، ج 9، ص 19؛ التستري، مجالس المؤمنين، ج 1، ص 277.
  20. التستري، قاموس الرجال، ج 9، ص 19؛ الشوشتري، مجالس المؤمنين، ج1، ص277؛ المامقاني، تنقيح المقال، ج 2، ص 57؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 15، ص 241.
  21. الكشي، رجال الكشي، ج 1، ص 281؛ المامقاني، تنقيح المقال، ج 2، ص 57؛ التستري، قاموس الرجال، ج 9، ص 19؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 15، ص 242.
  22. المامقاني، تنقيح الرجال، ج 2، ص 57.
  23. التستري، مجالس المؤمنين، ج 1، ص 279.
  24. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 327.