اغتيال النبي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

اغتيال النبي أو محاولات اغتيال النبي هي أحداث تاريخية تتعلق بتعامل بعض المشركين والمنافقين مع النبي (ص)، حيث تعرّض رسول الله فيها للاغتيال، وأهمّها وأشهرها ما سمّیت بليلة المبيت والتي حدثت في وقتٍ كان قد خرج النبي من بيته ليلاً، متجهاً نحو يثرب والأخرى وقعت في السنة الثامنة للهجرة - أي قبل وفاة النبي بسنتين - علی يد المنافقين في محاولة سميت بمؤامرة العقبة والملفت هو أنّ النبي لم يُعاقب أحداً ممن حاول اغتياله ولقد أسلم بعضهم عندما رأی رحمةَ رسول الله وعظم شخصيته.

محاولات اغتيال النبي

تعرّض رسول الله (ص) خلال فترة نبوته لعدة محاولات اغتيال من قبل المشركين والمنافقين، واختلف المؤرخون في عدد هذه المحاولات، ولكن اتفقت أغلب المصادر على عشرة منها، فمن ضمن ما تعرَّض له الرسول (ص) من اغتيالات يمكن الإشارة إلى:

قبل الهجرة: عمر متوشحا سيفه

خرج عمرُ بن الخطاب يوما ما متوشّحا سيفه يريد محمدَ بن عبدالله وعلم أنّه ورهط من أصحابه قد اجتمعوا في بيت عند الصفا، وفي الطريق لقيه نعيمُ بن عبد الله فقال له: «أين تريد يا عمر؟» فقال: «أريد محمدا هذا الصابئ الذي فرّق أمر قريش، وسفه أحلامها، وعاب دينها، وسب آلهتها، فأقتله». فقال له نعيمُ: «أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلتَ محمدا؟! أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرَهم؟» قال عمر: «وأي أهل بيتي؟» قال: «خَتَنُك (أي زوج اُختك) سعيد بن زيد بن عمرو، وأختك، فاطمة بنت الخطاب، فقد والله أسلما، وتابعا محمدا على دينه».
فانصرف عمر إلی اُخته وختنه وعندهما خبابُ بن الأرت معه صحيفة فيها «طه» يقرئهما إياها، فهم أحسوا بمجيئ عمر فأخذت فاطمةُ بنت الخطاب الصحيفةَ وأخفتها، لکن کان قد سمع عمرُ حين دنا من البيت قراءةَ خباب عليهما. فلما دخل سألهم عما سمِعَه، فانکروا ذلک. لکن عمر قال: «والله لقد اُخبرتُ أنكما تابعتما محمدا على دينه» وبطشَ بسعيد بن زيد، فقامت إليه أختُه فاطمة لتكفه عن زوجها، فضربها فشجها. فلما فعل ذلك قالت له أخته: «نعم قد أسلمنا، وآمنا باللّه ورسوله فاصنع ما بدا لك». فلما رأى عمر ما بزوج أخته من الدم ندم على ما صنع فارعوى، وطلب الصحيفة التي کانوا يقرؤونها ثمّ قرأ فيها «طه» ولما قرأ منها صدرا، أثّرت فيه الآياتُ.
فأخذ عمر سيفه فتوشحه ثم عمد إلى رسول الله وأصحابه ودقّ الباب. فقام رجلٌ من أصحاب رسول الله ونظر من خلل الباب، فرآه متوشحا السيف فرجع إلى الرسول وهو فزع فقال: «يا رسول الله هذا عمر بن الخطاب متوشحا السيف!!» فقال حمزة بن عبد المطلب: «فأذن له فإن كان جاء يريد خيرا بذلناه له وإن كان جاء يريد شرا قتلناه بسيفه». فأذن له الرسول ودخل عمر ثمّ قال: «يا رسول الله جئتك لأومن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله» وهکذا قد أسلم عمر بن الخطاب الذي کان قد خرج لقتل رسول الله.[١]

السنة الأولى: لیلة المبيت

اجتمع رؤوس بطون قريش في دار الندوة ليتشاوروا فيما يصنعون بمحمّد بن عبد اللّه. فاتفقت الآراءُ على قتله، علی أن يَخرج من كل بطن لقريش، منها بنو هاشم، شابٌّ فيضربون محمداً بأسيافهم جميعاً، کلٌّ منهم ضربة واحدة، حتّى يتفرّق دمُه في قريش كلها، فلا يسـتطيع بنو هاشم وبنو المطلب مناهضة قبائل قريش في صاحبهم، خاصة بما أنّهم قد شاركوا فيه. وأکتموا وأسرّوا ذلك فيما بينهم، لکن نزل جبرئيل على رسول اللّه وأخبره بكيدهم.[٢]
ولمّا أخبر النبيَّ جبرئيلُ بأمر اللّه في ذلك، دعا رسولُ اللّه علي بنَ أبي طالب وأخبره وأمرَه أن يبيت في مضجعه. فسأله عليٌّ: «أو تسلمنّ بمبيتي يا نبيّ اللّه؟» قال: «نعم». فأهوى عليٌّ إلى الأرض ساجداً، شكراً لما أنبأه رسول اللّه به من سلامته، - فهو أوّل من سجد للّه شكراً- فاستلقی عليٌّ علی فراش الرسول والتَحَفَ ببُردته وجعل السيف إلى جنبه.
اجتمع أولئك النفر من قريش يرصدونه ويطافون بداره ينتظرون أن ينتصف الليلُ وتنام الأعينُ، فلما أسدل الليل أستاره أراد النبي أن يخرج أخذ حفنة من البطحاء ثمّ جعل يذرّها على رؤوسهم وهو يقرأ: «يس. وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ... فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَيُبْصِرُونَ» (أو الآية التاسعة من سورة يس فقط) فغادر دون أن يشعروا به ومضی إلی غار ثور کما أوحی إليه جبرئيل.[٣]
فلمّا أقبل القوم لتنفيذ خطّتهم، رموا من کان مستلقياً، بالحجارة ولايشكّون أنّه محمد، ثمّ شهروا أسيافهم ـ وكانت دُور مكة يومئذ سوائب لا أبواب لها ـ وأقبلوا، فوثب عليٌّ في وجوههم، فلما تبصّروه قالوا: «إنك عليٌّ؟ فإنّا لم نُرِدك! فما فعل صاحبُك؟» قال: «لا علم لي به» (أو قال: أجعلتموني عليه رقيباً؟!) فتركوه وتفرقوا في طلب محمد.[٤]

السنة الأولى: في الطريق من غار الثور إلی المدينة

بعد أن فشلت قريش في مؤامرتها ليلة المبيت جعلت لمن يأخذ رسولَ اللّه مئةَ إبل، فخرج سُراقة بن مالك بن جُعْشم في طلب محمّد، وعندما لحق به، دعا رسول اللّه: «اللهم اكفني شرّ سُراقة». فساخت قوائمُ فرسه وثنى رِجلُه فقال: «يا محمّد! إنّي علمتُ أنّ الّذي أصاب قـوائمَ فرسي إنّما هو من قِبَلك، فادع اللّه أن يُطلق لي فرسي، فلَعمري اِن لم يصبكم مني خيرٌ لم يصبكم مني شرٌّ». فدعا رسول اللّه وأطلق اللّهُ فرسه، لکن عاد سُراقةُ في طلب محمد، وتکرّر المشهدُ ثلاثَ مرات، كلّ مرّة يدعو رسول اللّه فتأخذ الأرضُ قوائمَ فرسه.
فلمّا أطلقه في الثالثة قـال: «يا محمّد! هذه إبلي بين يديك فيها غلامي، وإن احتجت إلى ظهر أو لبن فخذ منه، وهذا سهم من كنانتي علامة، وأنا أرجع فأردّ عنك الطلب». فقال الرسول: «لا حاجة لي فيما عندك».[٥]
وعندما وافته قريش وسألته عن محمّد، قال: «قد بلغني أنّه قد خرج عنكم، وقد نفضتُ هذه الناحية لكم ولم أر أحداً ولا أثراً، فارجعوا فقد كفيتكم ما ها هنا».[٦]

السنة الثانية: عُمير يريد اغتيال الرسول

ذات يوم، بعد بدر بيسير، کان عمير بن وَهب الجُمحي - ممن كان يؤذي رسول الله وأصحابَه وممن حضر بدراً مع المشركين واُسرَ ابنُه وهب- جالساً مع صفوان بن اُمية الجُمحي في حجر الكعبة فذكر مُصاب أهل بدر من قريش وأصحاب القَليب منهم.
قال له عمير: «لولا دَينٌ عليّ ليس عندي ما يقضيه وعيالٌ أخشى عليهم الضيعة بعدي، لركبت إلى محمد حتى أقتله، ولي عندهم حجة فإنّ ابني أسير في أيديهم».
فقال صفوان: «دَينُك عليّ فأنا أقضيه عنك، وعيالك مع عيالي ما بقوا». فأمر عميرٌ بسيفه فشُحِذ وسُمّ، ثم انطلق حتى قدم المدينة.
کان عمر بن الخطّاب في المسجد عندما أناخ عُمير بن وهب راحلتَه على باب المسجد متوشحاً سيفه. أخبر عمرُ رسولَ الله بقدوم عمير، فأمره الرسول: «أدخلْه عليّ». أخذ عمر بحمِالة سيف عمير ولبّبه بها، وقال لرجالٍ من الأنصار كانوا في المسجد: «ادخلوا على رسول الله فاجلِسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث فإنّه غير مأمون».
فلما اقترب عمير قال: «اَنْعِموا صباحاً». فقال رسول الله: «قد أكرمَنا اللهُ بتحيّة خير من تحيّتك يا عمير! بالسّلام، تحية أهل الجنة». ثمّ سأله رسول الله: «ما جاء بك يا عمير؟» أجاب: «جئتُ في فكاك ابني (وهب)». ردّه الرسول: «كذبتَ! بل ...» ثمّ أخبره رسولُ الله بکلّ کلمة تفوّه به عُمير وصفوان بينهما.
فقال عُمير: «صدقت يا رسول الله! فأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنك رسول الله».
فقال رسول الله: «أطلقوا له أسيره، وفقّهوه في دينه وأقرئوه القرآن».
استأذن عمير أن يرجع إلی مكة ويدعوهم إلى الله وإلى رسوله فأذن له الرسول. فلما قدم عميرُ مكةَ أقام بها يدعو إلى الإسلام فأسلم على يديه ناس كثير.[٧]

السنة الثالثة: غزوة ذي أمرّ

بلغ رسولَ الله أنّ رجلاً من بني مُحارب يُدعى دُعثور بن الحارث جمع جمعاً منهم ومن بني ثعلبة بذي أمرّ يريدون أن يصيبوا من أطراف رسول الله. فندب رسول الله المسلمين وخرج في أربعمئة وخمسين رجلاً – وذلك في شهر صفر[٨]-، عندما وصلوا إلى ذي القَصَّة -تجاه نجد- أصابوا بها رجلاً من بني ثعلبة يُدعى «جبّاراً» فأدخلوه على رسول الله فدعاه الى الإسلام فأسلم، فقالوا له: «هل بلغك لقومك خبرٌ؟» قال: «لا! الا أنه بلغني أنّ دُعثور بن الحارث قد إعتزل في اُناس من قومه وإنهم إن سمعوا بمسيرك هربوا في رؤوس الجبال ولن يلاقوك، وأنا سائر معك ودالّك على ثغراتهم».
فانطلقوا، ولما رآه اولئك الأعرابُ هربوا منه فوق الجبال، الا أنّ النبيّ يراهم ويرونه من فوق الجبال. نزل رسولُ الله وعسكَرَ في مُعسكرهم، ثم ذهب لحاجته فأصابه مطرٌ فبَلَّ ثوبَه، فنزع ثيابه ونشرها على شجرة لتجفّ واضطجع تحتها ينتظر جَفافها.[٩]
فقال الأعراب لسيدهم دُعثور: «ها قد انفرد محمّدٌ من أصحابه بحيثُ إذا استغاث بهم لا يُغيثوه حتى تدركه فتقتله! فقد امكنك محمد!». فاختار دُعثور من سيوفهم سيفاً صارماً وأقبل حتى قام على رأس النبىّ شاهراً سيفه وقال: «يا محمد! من يمنعك مني اليوم؟!» قال رسول الله: «الله». فاندفع ووقع السيفُ من يده، فأخذه رسولُ الله وقام به عليه وقال: «وأنت! من يمنعك مني؟» قال: «لا أحد! وأنا أشهد أن لا اله الاّ الله وأنّ محمداً رسول الله، والله لا اُكثر عليك جمعاً أبداً!» فأعطاه رسولُ الله سيفَه فأخذه وأدبر حتى أتى قومه، فقالوا: «قد أمكنك والسيف في يدك فما كنتَ تقول؟» قال: «والله نظرتُ الى رجل أبيض طويل دَفَعَ في صدري فوقعتُ لظهري، فعرفتُ أنه ملكٌ، وشهدتُ أن لا اله الاّ الله وأن محمداً رسول الله، والله لا اُكثر عليه» وجعل يدعو قومه إلى الاسلام.[١٠]

السنة الرابعة: عند حصون بني النضير

في السنة الرابعة للهجرة ذهب رسولُ الله إلی بني النضير يستقرضهم ديةَ رجلين قتلهما رجلٌ من أصحابه غيلة وقصد كعب بن الأشرف. فلمّا دخل على كعب (ومعه جمع من أصحابه) رحّب بهم وقام كأنّه يصنع لهم الطعام، وحدّث نفسه أن يقتل رسولَ الله ثمّ أصحابَه. فنزل جبرئيل أخبر النبي بذلك، فقام رسول الله كأنّه يقضي حاجة فرجع إلى المدينة، وقد کان يعرف أنهم لايقتلون أصحابه وهو حيّ، ثمّ قام أصحابُه أيضا راجعين إلی المدينة.
فقال رسول الله لمحمّد بن مَسلمة الأنصاري: «إذهب إلى بني النضير فأخبرهم: إنّ الله قد أخبرني بما هممتم به من الغدر! فإمّا أن تخرجوا من بلدنا وإمّا أن تأذنوا بحرب!» وبعثه إليهم.
فقالوا: «نخرج من بلادك». فبعث إليهم عبد الله بن اُبيّ أن: «لا تخرجوا، وأقيموا وتنابذوا محمّداً الحرب، فإنّي أنصركم أنا وقومي وحلفائي، فإن خرجتم خرجتُ معكم، وإن قاتلتم قاتلتُ معكم!» فأقاموا وأصلحوا حصونهم وتهيّأوا للقتال وبعثوا إلى رسول الله: «إنّا لا نخرج فاصنع ما أنت صانع!» وهذا ما أدّی إلی غزوة بني النضير.[١١]
هذا وقد نقلت بعضُ المصادر القضيةَ بحيث أنه صلی الله عليه وآله لما أتاهم کان قاعدا بجانب جدارٍ من بيوتهم فتآمروا بعضُهم بعضا، فصعد عمرو بن جِحاش بن کعب ليُلقي صخرة علی رسول الله. فأخبره جبرئيل بما همّموا من غدرٍ فخرج النبي راجعا إلی المدينة ثمّ أخبر أصحابه، و... وجری ما جری فانتهی إلی غزوة بني النضير.[١٢]

السنة السابعة: الشاة المشويّة

لمّا فتح رسولُ اللّه خيبرَ، شاورت زينبُ بنت الحارث، زوجة سيد خيبر (أبي الحكم سلاّم بن مِشكم) اليهودَ في السموم، فأجمعوا لها على سمّ قاتل. فسألت: «أي عضو من الشاة أحبّ إلى محمّد؟» فقالوا: «الذراع والكتف». فعمدت إلى عَنْز لها وذبحتها ثم سمّتها سمّا قاتلا وأكثرت في الذراعين والكتفين.
فلما غابت الشمسُ صلّى رسولُ اللّه المغربَ وانصرف إلى منزله، فوجد زينبَ عند رحله قالت له: «يا رسول اللّه هدية أهديتُها لك». فأمر رسول اللّه أن تُقبض الهدية منها، فقُبضت ووُضعت بين يديه، وجمعٌ من أصحابه حضور فقال لهم: «اُدنوا فتعشّوا». تناول رسول اللّه الذراع، وتناول بُشر بن البَراء –من الصحابة- عظماً، ثم قال رسول اللّه: «كُفّوا أيديكم، فإنّ هذه الذراع تُخبرني أنها مسمومة!»، أمّا بشر بن البَراء فيُقال لم يقم من مكانه حتى مات. وقيل ولم يكن يتحوّل من مكانه إلاّ أن يُحوَّلَ (مات بسبب السمّ، أواخر الثامنة للهجرة). واحتجم رسول اللّه من ذلك على كاهله، أو كتفه اليُسرى وأمر أصحابه فاحتجموا من أكلهم من الشاة أوساط رؤوسهم.
ثمّ دعا رسولُ اللّه بزينب فقال لها: «سَممْتِ الذراع؟»
قالت: «مَن أخبرك؟»
قال: «الذراع!»
قالت: «نعم![أنا سممتها]»
فقال: «وما حمَلكِ على ذلك؟»
أجابت: «قتلتَ أبي وعمي وزوجي، ونِلتَ من قومي ما نلتَ، فقلتُ إن كان نبيّاً فستُخبره الشاةُ ما صنعتُ وإن كان ملكاً استرحنا منه!». فکما قيل عفا عنها رسولُ اللّه.[١٣]

السنة الثامنة: في غزوة حنين

وكان من قتلى شيوخ قريش ببدر أبو صفوان اُمية بن خلف الجُمحي، فبذل ابنُه صفوانُ، الأموالَ لقتل الرسول قبل فتح مكة، ولذلك كان ممن أهدر الرسولُ دمه في فتحه مكة، ثم اُستؤمن له فأمّنه، واستمهله للإسلام فأمهله أربعة أشهر. فکان من مؤلفة قلوبهم الذين خرجوا مع رسول الله إلى غزوة حُنين.
ولقد تعاهد شيبةَ بن عثمان بن أبي طلحة – الذي قد قُتل أبوه في اُحد- مع صفوان أن إذا دارت الدائرةُ على رسول اللّه، ينقلبا عليه وينتقما منه.
فروي عن شيبة أنّه قال: «ما كان أحد أبغض إليّ من محمد فقد قَتل منّا ثمانية حملة اللواء في اُحد، فكنتُ أتمنّى قتلَه حتى فتَحَ مكةَ فأيستُ من ذلك وقلتُ في نفسي قد دخل العربُ في دينه فمتى أدرك منه ثأري! حتى اجتمعت هوازنُ في حُنين، فقصدتُهم لآخذ منه غِرّة فأقتله! فلما انهزم الناسُ وبقي محمّدٌ والنفرُ الذين بقوا معه جئتُ من ورائه ورفعتُ السيفَ وكدتُ اخبطه وإذا بشيء قد غشي فؤادي فلم اُطق ذلك! فعلمتُ أنه ممنوعٌ منه. ثم التفت إليّ محمّدٌ فقال لي: ادنُ يا شيبة!، فدنوتُ منه فوضع يده على صدري فأحببتُه وتقدّمتُ وقاتلتُ بين يديه! وحدّثَني بما كنتُ زوّرتُه في نفسي، فقلتُ ما اطّلع على هذا إلاّ اللّه، فأسلمتُ».[١٤]
وكان صفوان مع شيبة خلف النبيّ[١٥] لكنه أيضاً أعرض عما تعاهد عليه مع شيبة من قتله (صلى الله عليه وآله).[١٦]

السنة الثامنة: مؤامرة العقبة

اتفقت مصادرُ الشيعة والسنة التاريخيةُ والتفسيريةُ علی وقوع مؤامرة حدثت في عقبةٍ واقعةٍ في طريق تبوك إلی المدينة فسُمّيت مؤامرة العقبة. رغم اتفاق المصادر في وقوعها نری اختلافات في تفاصيلها لکن نستطيع أن نلخص القول بأن تآمر اثنی عشر أو خمسة عشر منافقاً من الصحابة علی قتل رسول الله وهم راجعين معه من غزوة تبوك - السنة الثامنة للهجرة - فاتفقوا علی أن يكمنوا ليلا في عقبةٍ في الطريق وينفروا بناقة الرسول حتی تسقط ويسقط معها ويطرحوه من تلك العقبة . فنزل جبرئيل علی الرسول وأخبره بالمؤامرة.
فلما وصل إلی العقبة أمر الناس أن يسلكوا بطن الوادي (وحسب نقل آخر خيّرهم ليأخذ من يريد بطن الوادي لأنه أوسع وأسهل[١٧] وأمرَ عمارا وحذيفة أن يسلكا معه العقبةَ. وسار رسول اللّه في العقبة، وعمار بن ياسر يقود ناقته وحذيفة بن اليمان يسوقها.
فبينما رسول اللّه يسير في العقبة اذ سمع وقعَ حوافر رواحلهم، فأمر حذيفة أن يردّهم، فذهب حذيفة إليهم وجعل يضرب وجوه رواحلهم بمحجن في يده، فنزلوا من العقبة مُسرعين وخالطوا الناس ورجع حذيفة إلی رسول اللّه. فقال له النبيّ: «يا حذيفة! هل عرفت من القوم أحداً؟» قال: «يا رسول اللّه كان القوم متلثّمين ومِن ظلمة الليل فلم اُبصرهم ولكني عرفتُ بعض الرواحل». ثمّ سمّاهم رسولُ اللّه لحُذيفة وعمّار (وقيل سمّی لحذيفة فقط) وأمرَهما بالکتمان.
فقال حذيفة: «ألا تبعث إليهم فتقتلهم؟!» فقال (صلى الله عليه وآله): «إني أكره أن يقول الناس إنّ محمّداً لما انقضت الحرب بينه وبين المشركين وضع يده في قتل أصحابه! (وروي بکلماتٍ اُخری: أكره أن يتحدث الناس ويقولوا إنّ محمدا وضع يده في أصحابه). فقیل: «يا رسول اللّه، فهؤلاء ليسوا بأصحاب!» قال رسول اللّه: «أليس يُظهرون شهادة أن لا إله إلاّ اللّه؟» قيل: «بلى، ولا شهادة لهم!»» قال: «أليس يُظهرون أنّي رسول اللّه؟» قيل: «بلى ولا شهادة لهم!» قال: «فقد نُهيت عن قتل اولئك».[١٨]
وقد ذکر أکثر مصادر أهل السنة هذه القضية شأن نزول محتمل لآية «همّوا بما لم ینالوا» (توبة/74).[١٩]

السنة التاسعة: مؤامرة عامر وأربد

وفي سنة الوفود –السنة التاسعة- قَدِمَ وفدُ بني عامر علی رسول الله وفيهم رؤساؤهم الثلاثة: عامر بن الطُفيل (في السنة الرابعة أرسل الرسول إلی بني عامر کتابا کان يحمله حرامَ بن ملحان بصحبة عشرين أو أربعين أو سبعين رجلاً من الصحابة لکن قتل عامرُ بن الطفيل حامل الکتابَ، حرامَ بن ملحان، ثم حاصروهم وقتلوهم! وهذا هو قضية بئر المعونة)[٢٠]، وأربد بن قيس، وجبّار بن سَلمَی.
وحينما دخلوا علی الرسول، قال له عامر: «يا محمد! خالني» (أي: اخلُ بي وحدي). قال: «لا واللّه! حتى تؤمن باللّه وحده!» فكرّر القول وکرّر الرسولُ الجوابَ. فأخذ ينظر عامرُ الى أربد بن قيس كأنه ينتظر منه شيئاً أمَرَهُ به، وأربدُ لم يکن يفعل شيئاً. فقام عامر وولّى وقال: «أما واللّه لأملأنّها عليك خيلاً ورجالاً!» فقال النبي: «اللهم اكفني عامر بن الطفيل».
ولما خرجوا من عنده (صلى الله عليه وآله) قال عامر لأربد: «واللّه ما كان على ظهر الأرض رجل هو أخوف عندي على نفسي منك، وايم اللّه لا أخافك بعد اليوم أبداً! فأين ما كنت أمرتك به؟!» قال أربد: «لا أباً لك! لا تعجل عليّ، واللّه ما هممت بالذي أمرتني به من أمره الاّ دخلتَ بيني وبين الرجل حتى ما أرى غيرك!! أفأضربك بالسيف؟!»
فخرجوا راجعين الى بلادهم كما كانوا مشركين، وفي الطريق ظهرت في عنق عامر غُدّةٌ كغدّة الطاعون فلجأ الى خباء امرأة من بني سلول ومات فدفنوه هناك.
وإنما بقي من رؤسائهم أربد، فلما وصلوا الى أهلهم أتوهم وقالوا لأربد: ما وراءك يا أربد؟! فقال أربد: «دعانا الى عبادة شيء لوددت أنه عندي الآن فأرميه بالنبلحتى أقتله!» وخرج بعد ذلك بيوم أو يومين على جمل له فأصابته صاعقةٌ فأحرقتهما.[٢١]

السنة العاشرة: بعد الغدیر

مرّ الحديثُ عن مؤامرة العقبة في السنة الثامنة عند الرجوع من غزوة تبوك، وقد نقلتها مصادرُ الفريقين. لكن هناك قضية مشابهةٌ أخری نقلتها بضعةٌ من مصادر الشيعة والتي حدثت – حسب المدّعی- السنةَ العاشرةَ بعد الإجتماع عند غدير «خم»، في طريق الرجوع إلی المدينة. وهي أنّ أربعة عشر نفراً من المنافقين من أصحابه (صلى الله عليه وآله) تآمروا على قتله فاتّفقوا على أن ينفّروا بالنبي ناقته، وقعدوا له في عقبة هَرْشى بين الجحفة والأبواء سبعة عن يمينها وسبعة عن يسارها ليُنفّروا بناقة رسول اللّه (صلى الله عليه وآله).
فلما اقترب النبيُّ من عقبة هرشی ليلا أخبره جبرئيلُ ولما دنا رسولُ اللّه منهم ناداهم النبيُّ بأسمائهم، فلما سمعوا نداء رسول اللّه فرّوا ودخلوا في غمار الناس الذين أخذوا بطن الوادي. فلما نزل رسولُ اللّه من العقبة، جاؤوا إلى رسول اللّه فحلفوا أنّهم لم يهمّوا بشيء من رسول اللّه. فتلا النبيُّ هذه الآية: (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ... ).[٢٢]
وحسب نقل آخر لما نزل الرسولُ المنزلَ الآخر، وأراد المسير أتوه، فقال لهم: «فيم كنتم تتناجون في يومكم هذا؟» فقالوا: «يا رسول اللّه، ما التقينا غير وقتنا هذا!» فنظر النبي اليهم ملياً ثم قال لهم: (أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِل عَمَّا تَعْمَلُونَ). (البقرة / 140)[٢٣]


مواضيع ذات صلة

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

قالب:المصادر

  • الآلوسي، محمود، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم، تحقیق علي عبدالباري عطية، دارالكتب العلميه، بيروت، 1415 هـ.
  • ابن أبي الحاتم، عبدالرحمن بن محمد، تفسير القرآن العظيم، تحقيق اسعد محمد الطيب، مكتبة نزار مصطفى الباز، ط الثالثة، السعودية، ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، تحقيق محمد ابوالفضل ابراهيم، مؤسسة اسماعيليان، قم.
  • ابن شهر آشوب، مناقب آل ابي طالب، تحقیق یوسف البقاعي، ذوی القربی، قم، 1421 هـ.
  • ابن عساکر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق، محقق علي شیري، دارالفکر، بیروت، 1416 هـ.
  • ابن عياش، محمد بن مسعود، تفسیر العیاشي، تصحیح و تعلیق: السیدهاشم الرسولي المحلاتي، المکتبة العلمیة الاسلامیة، طهران، 1380 هـ.
  • ابن كثير الدمشقي، اسماعيل بن عمر، البدایة والنهایة، تحقیق علي شیري، دار احیاء التراث العربي، بیروت، 1408ق-1988م.
  • ابن كثير الدمشقي، اسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم، تحقيق محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية منشورات محمدعلي بيضون، بيروت، 1419 هـ.
  • ابن كثير الدمشقي، اسماعيل بن عمر، السیرة النبویة، تحقيق مصطفى عبد الواحد، دار المعرفة، بيروت، 1396ق- 1971 م.
  • ابن الجوزي، عبدالرحمن بن علي، زاد المسير في علم التفسير، تحقیق عبدالرزاق المهدي، دار الكتاب العربي، بيروت، 1422 هـ.
  • ابن حزم، علي بن احمد بن سعید، المحلی، تحقیق احمد محمد شاکر، المکتب التجاري للطبعة والنشر والتوزیع، بیروت.
  • ابن عاشور، محمد بن طاهر، التحرير والتنوير.
  • ابن عطية الاندلسي، عبدالحق بن غالب، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، تحقیق عبدالسلام عبدالشافي محمد، دارالكتب العلمية، بيروت، 1422 هـ.
  • ابن قطب، سيد، في ظلال القرآن، دارالشروق، ط 17، بيروت- قاهره، 1412 هـ.
  • ابن هشام، السيرةالنبوية، تحقيق مصطفی السقا وإبراهيم الأبياري وعبدالحفيظ شلبي، مطبعة مصطفی ألباني، مصر، 1355 هـ.
  • أبو حيان الاندلسي، محمد بن يوسف، البحر المحيط في التفسير، تحقيق صدقي محمد جميل، دار الفكر، بيروت، 1420 هـ.
  • أحمد بن حنبل، المسند، دار صادر، بیروت.
  • البخاري، محمد بن اسماعیل، صحیح البخاري، دار احیاء التراث العربي، بیروت، ط الاولی، 2001م.
  • البغوي، حسين بن مسعود، معالم التنزيل في تفسير القرآن، تحقیق عبدالرزاق المهدي، داراحياء التراث العربي، بيروت، 1420 هـ.
  • البيضاوي، عبدالله بن عمر، أنوار التنزيل و أسرار التأويل، تحقيق محمد عبد الرحمن المرعشي، دار احياء التراث العربى، بيروت، 1418 هـ.
  • البیهقي، احمد بن حسین، دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشریعة، تحقیق عبدالمعطی قلعجي، دارالکتب العلمیة، بیروت.
  • البیهقي، احمد بن حسین ، السنن الکبری، دار الفکر.
  • الثعالبي، عبدالرحمن بن محمد، جواهر الحسان فى تفسير القرآن، تحقیق معوض وعبدالموجود، داراحياء التراث العربي، بيروت، 1418 هـ.
  • الثعلبي، ابو اسحاق احمد بن ابراهيم، الكشف والبيان عن تفسير القرآن، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1422 هـ.
  • الحلبي، علي بن برهان الدین، السیرة الحلبیة في سیرة الأمین المأمون انسان العیون، دارالمعرفة، بیروت.
  • الحلّي، الحسن بن يوسف، كشف اليقين، تحقيق حسين درگاهي، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، ط الاولی، طهران، 1411 هـ.
  • الحميري، عبدالله بن الجعفر، قرب الإسناد، تصحيح احمد الصادقي، الكوشانبور، ط الاولی، قم، 1417 هـ.
  • الخطيب، عبدالكريم، التفسير القرآنى للقرآن، دون تاريخ.
  • الديلمي، الحسن بن أبي الحسن، إرشاد القلوب، منشورات الشريف الرضي اوفست عن مطبعة دار الفكر، ط الثانية، قم، 1409ه.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، تاریخ الاسلام ووفیات المشاهیر والاعلام، تحقیق عمر عبدالسلام تدمُري، دارالکتاب العربي، بیروت، 1419 هـ.
  • الرازي، فخرالدين، مفاتيح الغيب، دار إحیاء التراث العربي، بیروت، 1420 هـ.
  • الراوندي، قطب الدين، الخرائج والجرائح، مؤسسة الإمام المهدي، قم، ط الاولی، 1409 هـ.
  • الراوندي، قطب الدين، قصص الأنبياء، تحقيق غلامرضا عرفانيان، مؤسسة المفيد، ط الاولی، 1409 هـ.
  • الزحيلي، وهبة بن مصطفى، التفسير المنير فى العقيدة والشريعة والمنهج، دار الفكر المعاصر، ط الثانية، بيروت دمشق، 1418 هـ.
  • الزمخشري، محمود، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، دار الكتاب العربي، ط الثالثة، بيروت، 1407 هـ.
  • السيوطي، جلال الدين و جلال الدين المحلی، تفسير الجلالين، مؤسسه النور للمطبوعات، بيروت، 1416 هـ.
  • السيوطى، جلال الدين، الدر المنثور فى تفسير المأثور، كتابخانه آية الله مرعشى نجفى، قم، 1404 هـ.
  • الشامي، محمد بن یوسف، سبل الهدی والرشاد في سیرة خیرالعباد، تحقیق عبدالموجود ومعوض، دار الکتب العلمیة، بیروت، 1414 هـ.
  • الطبراني، ابوالقاسم سلیمان بن احمد، المعجم الکبیر، تحقیق حمدي عبدالمجید السلفي، ط الثانية، وزارة الاوقاف والشؤون الدینیة للجمهوریة العراقیة، 1404 هـ.
  • الطبرسي، فضل بن الحسن، إعلام الوری بأعلام الهدی، مؤسسة آل البیت لإحیاء التراث، ط الاولی، قم، 1417 هـ.
  • الطبرسي، محمد بن الحسن، مجمع البيان، دارالمعرفة افست اسماعيليان، طهران، ط الاولی، 1365ش.
  • الطبري، محمد بن جرير، جامع البيان فى تفسير القرآن، دار المعرفه، بيروت، 1412 هـ.
  • طنطاوي، محمد، التفسير الوسيط للقرآن الكريم.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الامالي، تحقیق: قسم الدراسات الاسلامیة مؤسسة البعثة، دارالثقافة، قم، ط الاولی، 1414 هـ.
  • الغرناطي، محمد بن احمد، كتاب التسهيل لعلوم التنزيل، تحقیق عبدالله خالدي، دار الارقم بن أبى الارقم، بيروت، 1416 هـ.
  • فخرالدين رازى، محمد بن عمر، مفاتيح الغيب، دار احياء التراث العربى، ط الثالثة، بيروت، 1420 هـ.
  • القاسمى، محمد جمال الدين، محاسن التاويل، تحقیق محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلميه، بيروت، 1418 هـ.
  • القرطبى، محمد بن احمد، الجامع لأحكام القرآن، انتشارات ناصر خسرو، طهران، 1364 ش.
  • القمي، علي بن ابراهيم، تفسیر القمي، مؤسسه دارالکتاب، قم، 1404 هـ.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، أصول الكافی، تصحيح علي اكبر الغفاري، ط الثانية، طهران، دارالکتب الإسلامية، 1388 هـ.
  • المجلسي، محمدباقر، بحارالانوار، مؤسسةالوفاء، بیروت، ط الثانية، 1983م.
  • المراغي، احمد بن مصطفى، تفسير المراغي، داراحياء التراث العربى، بيروت.
  • المزي، جمال الدين أبي الحجاج يوسف، تهذیب الکمال في أسماء الرجال، تحقیق بشار عواد معروف، موسسة الرسالة، 1413 هـ.
  • مسلم بن حجاج قُشَیري نیشابوري، صحیح مسلم، دار احیاء التراث العربي، بیروت،1420 هـ.
  • المظهري، محمد ثناءالله، التفسير المظهرى، تحقیق غلام نبي تونسي، مكتبة رشديه، پاكستان، 1412 هـ.
  • المفيد، الإرشاد في معرفة حجج الله علی العباد، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، ط الاولی، قم، 1413 هـ.
  • المقریزي، احمد بن علي، امتاع الاسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، تحقیق محمد عبدالحمید النمیسي، منشورات محمد علي بیضون دار الکتب العلمیة، بی چا، بیروت،1420ق-1999م.
  • النووي، شرح صحیح مسلم، دارالفکر.
  • النيشابوري، حسن بن محمد، تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان، تحقیق شيخ زكريا عميرات، دار الكتب العلمية، بيروت، 1416 هـ.
  • الواقدي، محمد بن عمر، المغازي، تحقيق مارسدن جونس، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، افست اسماعيليان، طهران.
  • اليعقوبي، احمد بن ابي یعقوب، تاریخ الیعقوبي، دار صادر، بيروت.
  • اليوسفي الغروي، محمدهادي، موسوعة التاريخ الإسلامي، مجمع الفكر الإسلامي، ط الثالثة، قم، 1433 هـ.
  1. ابن هشام، السيرة النبوية 1: 368
  2. تفسير العياشي2: 54؛ تفسير القمي 1: 273 ـ 275؛ ابن هشام، السيرة النبوية 2: 124و127؛ الصدوق، الخصال: 367؛ الطوسي، أمالي: 463 ـ 465، الحديث 35 وص445 الحديث 995.
  3. تفسير القمي 1: 273 ـ 275. ابن هشام، السيرة النبوية 2: 124و127. الطوسي، أمالي: 445 الحديث 995. ونقله الطبْرسي في إعلام الورى 1: 147، 148 والقطب الراوندي في قصص الأنبياء: 335ـ 337. وفي الخرائج والجرائح 1 : 44 ح 231
  4. تفسير العياشي1:101 والفرات: 66 الحديث33 ؛ والبرهان 1 : 207؛ أمالي الطوسي: 463 الحديث 1031 وص 446 الحديث 4 وعنه في بحار الأنوار 19: 55. الحِبري في ما نزل من القرآن في أهل البيت: 47 ، وروى مختصره الطبْرسي في إعلام الورى1: 374 . وانظر موسوعة التاريخ الإسلامي 1: 674
  5. الكليني، روضة الكافي: 219 وعنه في بحار الأنوار17: 378 و 19: 88 ومختصر الخبر في قرب الاسناد: 248، الحديث 1221 عن الكاظم (عليه السلام)
  6. السيرة النبوية، ابن هشام 2: 635. تأريخ اليعقوبي 2: 40 . الطبرسي، إعلام الورى 1: 149وص77،78 ؛ وذكر الراوندي القضيةَ باختلاف يسير في الخرائج والجرائح 1: 145
  7. السيرة النبوية، ابن هشام 2: 316- 317 ؛ الواقدي، المغازي 1: 125 ـ 128. ومختصره في: الاحتجاج على أهل اللجاج 1: 334 ؛ وفي بحار الأنوار 19: 326 عن المنتقى للكازروني وفي ج18، ص140 مختصر خبره عن مناقب آل أبي طالب للحلبي 1 : 113. وانظر اليوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي2: 149-151
  8. سيرة ابن هشام 3 : 50 . وانظر موسوعة التاريخ الإسلامي 2: 232
  9. ونقل قريباً منه ابن الأثير في الكامل 2 : 99 وعنه في بحار الأنوار 20 : 9 وقال : وكان مقامه اثنتي عشرة ليلة.
  10. مغازي الواقدي 1: 193 ـ 196 ونقله الطبرسي في إعلام الورى 1: 173 ، 174 وصدره في مناقب آل أبي طالب 1 : 190.
  11. تفسير القمي 2: 359 ؛ إعلام الورى 1: 188؛ المفيد، الإرشاد 1: 92،93. وانظر موسوعة التاريخ الإسلامي 3: 403
  12. السيرة النبوية، ابن هشام ‏3: 199؛ بحارالأنوار20: 164 باب غزوة بنی النضیر
  13. المغازي للواقدي 2: 678 . ومختصر الخبر في السيرة لابن هشام 3 : 352 وعنه في مجمع البيان 9: 181 ـ 184 وعنه في البحار 21 : 6 ،7 . وروى الصدوق في الخصال 1: 279 بسنده عن الإمام الكاظم، وأخرجه الطبْرسي في الاحتجاج 1 : 314 ـ 325 ؛ وروى الكليني في الكافي 6: 315.
  14. سيرة ابن هشام 4 : 86 ؛ مغازي الواقدي 2: 909،910 والطبرسي في إعلام الورى 1: 231 نحوه ومجمع البيان 5: 30 عن الزهري قريباً منه. وفي الخرائج والجرائح 1: 117، الحديث 194
  15. مغازي للواقدي 2 : 909
  16. سيرة ابن هشام 4: 86 ونقله الطبْرسي في إعلام الورى بلا إسناد 1: 230 وانظر موسوعة التاريخ الإسلامي 3: 279
  17. المغازي للواقدي 3: 1042 ؛ دلائل النبوة للبيهقي 5: 256. ذکر الواقدي: «فقال للناس: اسلكوا بطن الوادي فإنه أسهل لکم وأوسع». وذکر البیهقي: «فقال من شاء أن یأخذ بطن الوادي فإنّه أوسع لکم».)
  18. المغازي للواقدي3: 1042 ـ 1045 ؛ دلائل النبوة للبيهقي 5: 256-257 ؛ السنن الکبری للبيهقي 8: 198 ؛ البدایة والنهایة لابن کثیر 5: 24-26 ؛ السیرة النبویة لابن کثیر 4: 34-35 ؛ تفسير العياشي 2 : 95 ح 84 ؛ تفسير القمي 1 : 301 ؛ أمالي الطوسي : 175 ح 295 ؛ مجمع البيان 5: 70 عن التبيان 5 : 261 وإعلام الورى 1: 245، 246 ؛ الخرائج والجرائح للراوندي 1: 100 ح 162 وفي كتابه قصص الأنبياء : 309. الصدوق فـي الخصال 2 : 499 ؛ بحار الأنوار 21 : 138و229 ـ 231 و247. الاحتجاج للطبرسي 1: 64 ـ 66. وذكر طرفاً منه مسلم في الصحيح كتاب المنافقين برقم 11 وأشار إليه في 8: 123 وأحمد في المسند 5: 390، 391 و453 وعنه الطبراني في المعجم الكبير 6: 195 وعنه الهيثمي في مجمع الزوائد 1: 110 وابن الأثير في الجامع 12: 199 ونقل المعتزلي في شرح النهج 2: 103 وفي المحلى لابن حزم 11: 255.260. وتاریخ الاسلام للذهبی 2: 648. تخریج الاحادیث والآثار لزیعلی 2: 83. سبل الهدی والرشاد في سیرة خیرالعباد للشامي 5: 466
  19. تفسير الجلالين: 202 ؛ تفسير المراغى ‏10: 165؛ التفسير القرآنى للقرآن للخطیب ‏5: 847 ؛ التفسير المنير للزحيلي‏10: 314 ؛ تفسير الوسيط للزحيلي ‏1: 890 ؛ مفاتيح الغيب للرازي ‏16: 104؛ تفسير القرآن العظيم لابن‏ابى‏حاتم 6: 1844؛ المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز لابن عطية الاندلسي 3: 61 ؛ الجامع لأحكام القرآن للقرطبى ‏8: 207؛ كتاب التسهيل لعلوم التنزيل للغرناطي 1: 343 ؛ الكشاف للزمخشري ‏2: 291 ؛ تفسير القرآن العظيم لابن كثير 4: 159؛ جامع البيان فى تفسير القرآن للطبري 10: 129؛ الكشف و البيان عن تفسير القرآن للثعلبي 5: 71؛ الدر المنثور فى تفسير المأثور للسيوطي ‏3: 259؛ التفسير المظهرى 4: 268؛ البحر المحيط للأندلسي 5: 464 ؛ زاد المسير فى علم التفسير لابن الجوزي 2: 279 ؛ معالم التنزيل فى تفسير القرآن للبغوي ‏2: 370؛ تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان للنيشابوري ‏3: 504 ؛ روح المعانى فى تفسير القرآن العظيم للآلوسي ‏5: 328 ؛ التحرير و التنوير لابن عاشور ‏10: 158؛ فى ظلال القرآن لسيد ابن قطب ‏3: 1678؛ التفسير الوسيط للقرآن الكريم لطنطاوي ‏6 : 354
  20. ابن هشام، السيرة النبوية 3 : 196 ؛ ورواه الواقدي 1 : 349)
  21. ابن إسحاق في السيرة 4 : 213-215 وإعلام الورى 1: 251
  22. تفسير القمي 1: 175 ومثله في الاقبال 2: 249 عن كتاب النشر والطي ولعلّ الانزال بمعنى إنزال جبرئيل للتذكير بالآية السابقة نزولاً قبل الحج، ولعلّ الأصحّ بل الصحيح ما مرّ عن تفسير العياشي: فقال النبي... أي تلا الآية في المناسبة. وانظر موسوعة التاريخ الإسلامي 3: 634و636
  23. اليقين لابن طاووس مسنداً ، والعلاّمة الحلّي في كشف اليقين: 137 بطريق آخر، والديلمي في ارشاد القلوب بلا إسناد 2: 330 ـ 333 وعنه في بحار الأنوار 28: 97 ـ 102