السيد أبو القاسم الخوئي

من ويكي علوي
(بالتحويل من أبي القاسم الخوئي)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد أبو القاسم الخوئي، (15 رجب 1317 - 8 صفر 1413 هـ) من مراجع تقليد الشيعة في القرن الرابع عشر الهجري، وصاحب مؤلفات کثيرة من أشهرها معجم رجال الحديث (23 مجلداً) وتفسير البيان.

تتلمذ على يد كبار العلماء في النجف الأشرف من أمثال الميرزا النائيني والآغا ضياء العراقي، وتخرج على يديه الكثير من الشخصيات العلمية، من جملتهم: السيد محمد باقر الصدر، والميرزا جواد التبريزي، والسيد علي السيستاني، والشيخ وحيد الخراساني، والسيد موسى الصدر والسيد عبد الأعلى السبزواري والشيخ إسحاق الفياض، والشيخ بشير النجفي، وقد تسنّم البعض منهم سدّة المرجعية الشيعية.

تعلّم السيد الخوئي الكثير من العلوم الرائجة في الحوزة العلمية التقليدية وكان أستاذاً بارزاً فيها، وتعدّ نظرياته الأصولية والفقهية والرجالية والتفسيرية من النتاجات الفكرية التي يشار إليها بالبَنان.

تصدّى آية الله الخوئي مقام مرجعية الشيعة العامة لسنين عديدة، وصبّ جل اهتمامه خلالها على نشر الشريعة الإسلامية في سائر بقاع المعمورة، كما تأسّست تحت إشرافه الكثير من المكتبات، والمدارس، والمساجد، والحسينيات، والمستوصفات، والمستشفيات، والمبرّات ودور الأيتام، في مختلف الدول الإسلامية منها إيران، والعراق، وماليزيا، وانجلترا، وأمريكا والهند.

له مواقف سياسية، کالموقف المناهض ضد الحكم البهلوي في إيران ودعم الثورة الإسلامية، ومواكبة الانتفاضة الشعبانية في العراق.

حياته

ولد السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي في 15 رجب سنة 1317 هـ (1899/11/19 م) في مدينة خوي التابعة لمحافظة آذربايجان الغربية ــ شمال غربي إيران ــ في أسرة علمية، ويرجع نسبه إلى الإمام موسى الكاظم عليه السلام. والده السيد علي أكبر الخوئي من تلامذة الشيخ عبد الله المامقاني، هاجر إلى النجف الأشرف عام 1328 هـ. [١] بسبب رفضه للحركة الدستورية المحرّفة. [٢]

توفي السيد الخوئي يوم السبت الموافق 8 صفر عام 1413 هـ، (8/8/1992 م) عن عمر يناهز الـ 96 متأثراً بفشل فى القلب، في مدينة الكوفة ودفن في مسجد الخضراء في حرم أمير المؤمنين (ع) عليه السلام. [٣]

الأبناء والأزواج

تزوج السيد الخوئي مرتين؛ وکان نتاج الزواجين أحد عشر ولداً، 3 أبناء و3 بنات من الزواج الأول، و4 أبناء وبنتين من الزواج الثاني. [٤]

أشهر أولاده ما يلي:

ومن نتاجاته إضافة إلى تقريرات درس أبيه في الفقه، كتاب "الالتزامات التبعية في العقود". [٧]

  • السيد عبد المجيد الخوئي: ترك العراق بعد قمع الانتفاضة الشعبانية متوجها إلى لندن وبعد وفاة أخيه السيد محمد تقي أخذ على عاتقه إدارة مؤسسة السيد الخوئي. عاد إلى العراق بعد سقوط النظام البعثي ولم يمض سوى فترة وجيزة حتى تعرض لعملية إرهابية في النجف الأشرف، قتل فيها.[٨]

وأصهاره هم: السيد نصر الله المستنبط، السيد مرتضى الحكمي، السيد جلال الدين الفقيه إيماني، السيد جعفر الغروي النائيني، والسيد محمود الميلاني. [٩]

صورة: قبر آية الله السيد أبو القاسم الخوئي في حرم الإمام علي (ع)

الدراسة

توجّه السيد الخوئي وهو في 13 من العمر ومعه أخيه السيد عبد الله الخوئي نحو النجف الأشرف سنة 1330 هـ ليلتحق بأبيه هناك، [١٠] أكمل مرحلة المقدمات في الحوزة العلمية والسطوح العالية خلال 6 سنوات، ثم حضر لـ 14 سنة درس العديد من الأساتذة في العلوم المختلفة وفي مقدمتها دروس الفقه والأصول. كما يخصّ السيد الخوئي بالذكر في سيرته الذاتية من أساتذته الذي تتلمذ على أيديهم الشيخين محمد حسين النائيني ومحمد حسين الغروي الأصفهاني المعروف بالكمباني. [١١][١٢]

المشايخ والأساتذة

وكما ذكر السيد أبو القاسم الخوئي بالإضافة إلى تلقيه أكثر العلوم على يدي الشيخين الميرزا محمد حسين النائيني والميرزا محمد حسين الأصفهاني ودراسة دورة كاملة في علم الأصول وبعض الكتب الفقهية على أيديهم، تلقى كذلك العلوم من الشيخ فتح الله الأصفهاني، المعروف بشيخ الشريعة، (المتوفى 1338 هـ) والشيخ مهدي المازندراني (المتوفى 1342 هـ) والآغا ضياء الدين العراقي. [١٣]

ومن أساتذته؛ الشيخ محمد جواد البلاغي الذي تلقّى منه علم الكلام والعقائد والتفسير، والسيد أبو تراب الخوانساري الذي نهل منه علم الرجال والدراية، وأخذ علم الرياضيات من السيد أبو القاسم الخونساري (المتوفى 1380 هـ)، وتعلّم الفلسفة والعرفان على يد السيد حسين بادكوبة وكذلك السيد علي القاضي. [١٤]

وكان السيد الخوئي طوال مسيرته التعليمية في الحوزة العلمية بالنجف يتباحث الدروس مع جملة من الطلبة الفواضل كالسيد محمد هادي الميلاني (المتوفى 1395 هـ)، والسيد محمد حسين الطباطبائي (المتوفى 1402 هـ)، والسيد صدر الدين الجزائري، وعلي محمد البروجردي (المتوفى 1395 هـ)، والسيد حسين الخادمي والسيد محمد الحسيني الهمداني. [١٥]

وأخذ إجازة الاجتهاد سنة 1352 هـ من كبار علماء النجف؛ كـ الشيخ محمد حسين النائيني، والشيخ محمد حسين الغروي الأصفهاني، والآغا ضياء العراقي، الشيخ محمد حسين البلاغي، والميرزا علي آغا الشيرازي، والسيد أبو الحسن الأصفهاني. [١٦]

المرجعية

ليس معلوما أنّه متى بدأت مرجعية آية الله السيد الخوئي، لكنّ بعض المصادر تشير إلى أنّ بدايتها كانت بعد وفاة آية الله السيد البروجردي وأكّدت ذات المصادر أنّ السيد الخوئي عرف بالمرجع الأعلى بعد وفاة آية الله السيد محسن الحكيم. [١٧] كما حازت مرجعيته في ايران مكانة مهمة أيضا. [١٨] إنّ السيد الخوئي يعدّ من المراجع ذات التأثير الكبير في جمهور الشيعة في زمانه سواء كانوا عربا أو غير عرب. [١٩] أقرّ نحو أربعة عشر مجتهدا بأعلمية السيد الخوئي في النجف آنذاك، منهم الشيخ العلامة صدرا بادكوبه، والسيد محمد باقر الصدر، والسيد محمد الروحاني، والشيخ مجتبى اللنكراني، والشيخ موسى الزنجاني، ويوسف الكربلائي، والسيد يوسف الحكيم، والسيد جعفر المرعشي. [٢٠] ومن جانبه أعلن السيد موسى الصدر بالنيابة عن المجلس الأعلى الإسلامي الشيعي في لبنان، أنّ الخوئي هو أعلم مراجع الدّين في زمانه. [٢١]

التدريس

عندما كان السيد الخوئي طالباً في الحوزة العلمية بالنجف، كان حريصاً على التدريس أيضا، وبحسب مصادر مطلعة، كلما انتهى السيد الخوئي من دراسة كتاب، بادر بتدريسه للآخرين. [٢٢] بعد أن توفي الشيخ محمد حسين الغروي النائيني والشيخ محمد حسين الغروي الأصفهاني، أصبح درس السيد أبو القاسم الخوئي والميرزا محمد علي الكاظمي الخراساني في صدارة قائمة الدروس بالنجف. وبعد وفاة الكاظمي الخراساني أضحت حلقة تدريس السيد الخوئي من أفضل الحلقات وأكثرها حضوراً. [٢٣]

وكما أورد الخوئي في مذكّراته أنّه خلال سنوات تدريسه، ماعدا الأيام التي كان في السفر وحين المرض لم يتوان عن تدريس طلابه. [٢٤]

أخذ آية الله الخوئي على عاتقه أمر التدريس قرابة سبعون عاماً بين مرحلتي السطوح والخارج في الحوزة وبحسب مصادر كانت حلقات درسه لخمسون عاماً من أهم الحلقات الدراسية في الحوزة بالنجف الأشرف، وكان يحضرها طلاباً من مختلف البلدان كـ إيران، والهند، وأفغانستان، والعراق، ولبنان، وبلدان أخرى. [٢٥]


أكمل آية الله الخوئي خلال حلقات درسه دورة كاملة لدرس خارج الفقه، وست دورات لخارج أصول الفقه. كما درّس تفسير القرآن لفترة قصيرة. [٢٦]

طريقة التدريس

إنّ السيد الخوئي كان في تدريسه متمکنا من المواضيع العلمية وله إشراف كامل على المادة الدرسية، ويعرض المواضيع المختلفة بشكل واضح، وببيان فصيح ومنتظم ويتحشى الزوائد والإطالة في الكلام، لا يدخل في البحوث الفلسفية، يستشهد كثيرا بالروايات ويهتمّ بأسانيدها بشكل خاص. [٢٧]

فحلقة درسه عبارة عن آراء ومبان علمية لمحاضرات درس الآغا ضياء العراقي، والشيخ محمد حسين الغروي النائيني والشيخ محمد حسين الغروي الأصفهاني ورأيه الشخصي في الموضوع المبحوث عنه. [٢٨]

مؤلفات وتقارير

للسيد الخوئي جملة من النتاجات العلمية والرسائل، كالرسالة العملية، وتقريرات بحوث أساتذته. والكثير منها، جُمعت في موسوعة تتألف من 50 جزءا تحت عنوان "موسوعة الإمام الخوئي"، 42 جزءا منها دورة كاملة للفقه الاستدلالي، والجزء 43 حتى 48 دورة كاملة لأصول الفقه. والجزء 49 منها عبارة عن رسائل في علم الرجال، وثلاث رسالات من تقريرات درس السيد الخوئي والباقي منه يحتوي على مواضيع أخرى، ويتضمن الجزء 50 منها كتاب البيان في تفسير القرآن. [٢٩]

المؤلفات والرسائل العلمية

للسيد أبو القاسم الخوئي، مؤلفات عديدة في مجالات مختلفة كعلوم القرآن والفقه والأصول؛ منها: 1. رسالة في نفحات الإعجاز، موضوع كلامي في إثبات إعجاز [٣٠] وخلود القرآن الكريم كمعجزة فريدة وهي في جواب كتاب "حسن الإيجاز في إبطال الإعجاز" من تأليف نصير الدين ظافر وهو شخصية مختلقة. [٣١] حرّر الخوئي هذه الرسالة في الـ 25 من عمره وتعتبر هذه الرسالة هي أولى مؤلفاته. [٣٢]

2. البيان في تفسير القرآن؛ يتضمن الكتاب على مقدمة مسهبة حول بعض المواضيع القرآنية وفيه تفسير لست آيات من سورة الحمد. [٣٣] تتضمن المقدمة موضوعات مختلفة كـالفضيلة، والإعجاز، وخلود القرآن الكريم. ويؤكد فيها على رفضه للادّعاء بتحريف القرآن. كما تقصّى حقيقة القول بنسخ 36 آية، في القرآن الكريم في المقدمة ذاتها، وبدى رأيه في النهاية أن لا صحّة للقول بمنسوخيتها. [٣٤]

يقول المحققون منذ بدايات إصدار الكتاب تلقفته المراكز العلمية كالجامعات والحوزات العلمية وجعلت منه منهجا دراسيا لها. [٣٥]

3. معجم رجال الحديث: طبع معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرجال في 23 جزءاً، لأول مرة في سنة 1398 هـ، في النجف. [٣٦] وأورد الخوئي فيه سيرة ذاتية لـ 15 ألف من رواة الحديث، كما يأتي في شرح كل راوٍ يأتي بالرواة الذين رووا عنه. هذه الموسوعة الرجالية هي من كبرى وأقوى الموسوعات الرجالية الشيعية. [٣٧]

الرسائل العملية وكتب الفتوى

اُصدر نحو 30 كتاباً في فتاوى السيد الخوئي؛ كان الإصدار الأول هو لكتاب تحت عنوان «اللباس المشكوك» سنة 1361 هـ بالنجف، وكان آخر كتاب له في الفتوى هو المسائل المنتخبة؛ عبارة عن ملخص لكتاب منهاج الصالحين الذي ترجم إلى لغات متعددة منها العربية، والفارسية، والإنجليزية، والأردو، والفرنسية، و الإندنوسية والتركية. ومصنفات أخرى كـ توضيح المسائل، ومنتخب الرسائل، ومناسك الحج باللغتين العربية والفارسية، وحرّر رسالة تحت عنوان «إزالة المحادّة عن ملك المنافع المتضادّة» سنة 1351 هـ. [٣٨] إنّ أهمّ مصنفات السيد الخوئي هي كما يلي: 1. منهاج الصاحين، هو أهم مصنف فتوائي للسيد الخوئي، كان المنهاج في البداية جملة تعليقات على كتاب منهاج الصالحين للسيد محسن الحكيم، ثم استبدل آراء السيد الحكيم بآرائه وفي النهاية أعاد كتابته بحسب فتواه ثم طبع الكتاب سنة 1390 هـ في النجف، ثم أعيد طباعة الكتاب ووزع لمرات عديدة. [٣٩] 2. كتاب شرح منهاج الصالحين، الذي أعدّه السيد تقي الطباطبائي في عشرة أجزاء. فإنّ بعض الفقهاء الذين جاءوا بعد السيد الخوئي، لا سيما تلامذته استوحوا من عمله في تصنيف منهاج الصالحين بحسب آرائهم وفتاويهم. 3. حاشيته على العروة الوثقى: في البداية علّق السيد الخوئي على الكتاب باستعانة طلابه المميزون في جلْساته للاستفتاء، لكنه علّق عليه ثانية عندما درّس دورة كاملة للعروة، وكما يقولون أنّ ثلث التعليقات الجديدة كانت تختلف مع ما علّق عليه سابقاً. [٤٠]

تقاريره عن أبحاث أساتذته

كما ورد في المصادر أنّه كتب تقريرات عن أبحاث أستاذيه الميرزا محمد حسين النائيني ومحمد حسين الأصفهاني. [٤١] وكذلك أورد الآغا بزرك الطهراني في موسوعته عن تقريرات الخوئي لأبحاث الآغا ضياء الطهراني. [٤٢] من بين كل تلك التقارير المهمة والمعروفة هو التقرير الذي كتبه الخوئي على أبحاث أصول الشيخ النائيني، وطبع لأول مرة تحت عنوان أجود التقريرات في زمن حياة الشيخ محمد حسين النائيني. [٤٣] وبعد سنوات، تم مراجعة التقريرات وجعل إضافات فيها ثم طبعت سنة 1368 هـ في طهران. وعرفت هذه التقريرات أنّها من أهم المصادر لمعرفة نظريات الشيخ النائيني في الأصول. [٤٤]

تقريرات تلامذته على أبحاثه

الكثير من تلاميذ السيد الخوئي بادر إلى كتابة تقريرات أبحاثه، وقبل أن ترسل تلك التقريرات إلى مرحلة الطباعة، يمعن السيد الخوئي النظر فيها ليصادق عليها.

ومن تلك التقارير ما يلي:

هذا الموضوع كلامي- فلسفي طرحه السيد الخوئي تبعا للآخوند الخراساني الذي أورده في كفاية الأصول ضمن المباحث الأصولية، في باب الطلب والإرادة.

تلامذته

تلمّذ على يد السيد الخوئي كثيرون وعدّ بعض المصادر أكثر من 600 طالب علم، تلمّذ على يديه. [٤٩] بعض تلامذة السيد الخوئي اللامعين والذين كانوا من ضمن لجنته للاستفتاء هم: الشيخ محمد إسحاق الفياض، الشيخ صدرا بادكوبه اي، السيد محمد باقر الصدر، والميرزا جواد التبريزي، السيد علي الحسيني البهشتي، السيد مرتضى الخلخالي، السيد علي السيستاني، محمد جعفر النائيني ومرتضى البروجردي.

ومن تلامذته أيضاً:

الآراء والنظريات العلمية

كان للسيد أبو القاسم الخوئي آراء ونظريات فريدة من نوعها والتي كانت بعض الأحيان تختلف عن آراء المشهور لدى الفقهاء، وعدّها البعض أنّ للسيد الخوئي 300 فتوى تخالف المشهور،

منها ما يلي:

ويعتقد الخوئي أن لا تكليف على الكفّار في الفروع ما زالوا لم يدخلوا في الإسلام.[٥٣]

  • ردّ اختصاص بداية الشهر القمري لمكان دون آخر: باعتقاد السيد الخوئي وبخلاف رأي المشهور أنّ بداية الشهر القمري هو واحد للجميع ولا يمكن أن نتصوّر اختصاصه لمكان ورقعة على الأرض دون أخرى.

لأن الضابط في بداية كل شهر قمري هو ولادة الهلال وخروجه عن حالة المحاق، وهي ظاهرة كونية لها علاقة بموقع الشمس والقمر والأرض بعضها من بعض، وهو يعم جميع بقاع الأرض على اختلاف مشارقها ومغاربها، ولا لبقعة دون أخرى. [٥٤]

  • المخالفة للشهرة الفتوائية والإجماع: إنّ السيد الخوئي له رأي خاص في الشهرة الفتوائية تختلف بشكل كامل مع آراء مشهور علماء الشيعة. باعتقاد غالبية الأصوليين الشيعة أنّه إذا كانت هناك فتوى مشهورة عند الفقهاء، واعترضته رواية معتبرة السند لا تتلاءم مع تلك الفتوى، فتهمل الرواية ويؤخذ بالفتوى. أمّا السيد الخوئي يعترض على هذا الأصل ولم يتطرق في أصوله في مرجحات باب التعارض ترجيح الشهرة الفتوائية، ويرى أنّ الشهرة العملية لا تجبر ضعف سند الرواية؛ كما أنّ إهمال الفقهاء لحديث صحيح لا يسقطه عن الحجية. [٥٥]

إنّ السيد الخوئي طعن بحجية الإجماع أيضاً؛ سواء الإجماع المنقول أو الإجماع المحصّل. مع هذا فإنّ السيد الخوئي عمل بالاحتياط في مقام الفتوى، وقد أخذ الإجماع بنظر الاعتبار. [٥٦]

  • الفتاوى المخالفة للمشهور: الكثير من فتاوى السيد الخوئي، تختلف عن فتاوى مشهور فقهاء الشيعة؛ منها:

جواز خروج المرأة من دون إذن زوجها، جواز إسقاط الجنين لو احتمل موت الحامل، جواز زواج الدائم للرجل المسلم من امرأة كتابية، عدم اشتراط الجهاد الابتدائي بحضور الإمام، عدم اشتراط الاجتهاد للقاضي، وكذا الحكم بطهارت الجلود المستوردة من بلاد غير المسلمين المشكوك ذبحها على الطريقة الشرعية. [٥٧]

النشاط السياسي

أصدر السيد الخوئي بيانات وإعلانات ضد إجراءات حكم البهلوي في ايران قبل توليه المرجعية العليا للشيعة، ثم تبنّى سياسة الصمت خلال عشر سنين، ثم كسر صمته إبان انتصار الثورة الإسلامية في ايران عام 1979 م، في دعم الثورة الإسلامية وقائدها السيد الخميني (قدس سره). وفي النهاية أدّى موقفه الداعم للانتفاضة الشعبانية الشيعية في العراق إلى فرض النظام آنذاك الإقامة الجبرية عليه في بيته. [٥٨]

فللسيد الخوئي جملة من الفعاليات الاجتماعية والسياسية منها:

مواقف مناهضة للحكم البهلوي

قبل أن يتصدّى السيد الخوئي للمرجعية كان من الرموز الفاعلة على الساحة السياسية، ويقال عنه أنّ له مواقف صارمة في بعض منها. [٥٩] منها أبرق في سبتمبر عام 1962 م، إلى شاه إيران وأعلن مخالفته لمشروع قانون اتفاقية المحافظات والأقضية ورأى أنّه مخالف للشرع. [٦٠] كذلك أرسل رسالة إلى السيد محمد البهبهاني مؤكّدا فيها: أنّ تكميمم الأفواه بالقوة لا يطول أمده والإعلام المضلل لا يحلّ مشكلا، وأنّ الاقتصاد المفلس لا يمكنه معالجة تذمّر الشعب. [٦١]

كذلك حينما وقعت مجزرة الفيضية عام 1342 هـ ش/ 1963 م، أبرق الخوئي إلى الشاه وتأسّف على "الانحدار الذي توصّلت إليه مملكة الإسلام وما بنى عليها قادتها استراتيجيتهم". [٦٢] بعد مضي شهر من تلك الواقعة في معرض رده على رسالة بعثها إليه ثلة من علماء ايران، صرّح بعدم صلاحية الحكّام الفاسدون؛ وأنّ المسؤولية تقع على رجال الدين ولا يرى للصمت من مجال. [٦٣]

من المواقف السياسية التي اتخذها الخوئي، نعْتُ الطغمة الحاكمة في ايران بالظالمة بعد أن وقعت مجزرة 15 من خرداد عام 1342 هـ ش/ 1963 م، ودعوته لمقاطعة الانتخابات البرلمانية لدورتها الحادية والعشرون ووصفها بالفاقدة للشرعية، وموقفه الداعم للسيد الخميني (قده) بعد اعتقاله وشائعات عن محاكمته. [٦٤]

أكثر من عشر سنين من الصمت السياسي

بعد أن تولّى السيد الخوئي المرجعية ابتعد عن العمل السياسي. [٦٥] تزامنت هذه الفترة مع تواجد السيد الخميني (قده) في النجف. [٦٦] فصمْته إزاء أحداث الثورة عام 1357 هـ ش/ 1979 م، في إيران تسببت إلى احتجاجات ضده. [٦٧] زاد اللقاء الذي جرى بين فرح ديبا زوج الشاه محمد رضا البهلوي والسيد الخوئي في النجف في 28 من شهر آبان عام 1357 هـ ش/ 1979 م، تأجيج الاحتجاجات ضد السيد الخوئي. فبعث الخوئي برسالة إلى بعض من العلماء وأكّد فيها أنّه هو أيضا فوجئ باللقاء وكان لقاء غير منسقٍ معه وغير مخطط إليه. [٦٨]

لقاء فرح ديبا بالسيد الخوئي

التقت فرح ديبا زوجة محمد رضا البهلوي شاه ايران ، في 28 من شهر الثامن عام 1357 هـ ش/ 1979 م، بالسيد الخوئي تزامناً بعيد الغدير، ومن دون تنسيق معه وأخذ الإذن منه. [٦٩] جرى اللقاء في ذروة تعاظم الثورة الإسلامية للشعب الإيراني ضد الحكم البهلوي وإخراج السيد الخميني (قده) من العراق. [٧٠] هذا اللقاء سبّب انتقاداً للسيد الخوئي عند الأوساط الثورية. [٧١] لذا كتب السيد الخوئي رسالة إلى السيد صادق الروحاني، ووضح فيها أنّ اللقاء كان غير منسق ومفاجئ وأردف قائلاً أنّي في هذا اللقاء، "احتججت بشدة على الأحداث الفظيعة والكارثية الأخيرة في إيران". [٧٢] يروي حسين فردوست وهو من أقرباء محمد رضا البهلوي، عن هذا اللقاء: بأنّ السيد الخوئي جعل طلب فرح بهلوي باللقاء به من دون رد، وأنّ زوج الشاه هي التي بادرت بالذهاب إلى بيته مرتديةً الحجاب الإسلامي.[٧٣]

دعم الثورة الإسلامية في إيران

إنّ السيد الخوئي حتى بعد اللقاء الذي جرى بينه وبين فرح بهلوي، ساير الثورة الإسلامية التي كانت في ذروة انتفاضتها ضد الحكم البهلوي وفي مواقف عديدة وقف إلى جانب الجمهورية الإسلامية في إيران. كان للخوئي بيان بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، خاطب به المراجع والعلماء والشعب الإيراني وطالب الشعب أن يخطو خطواته بشجاعة مع الحفاظ على الموازين الشرعية. [٧٤] ففي ديسمبر عام 1979 م ناشد الخوئي الشعب الإيراني لأن يشتركوا في الاستفتاء الدستوري بالتصويت للنظام الجمهوري الإسلامي في إيران. ودعا تلامذته إلى المساهمة في شؤون الثورة. وبالرغم من ضغوط حكومة صدام عليه بالوقوف مع العراق ضد ايران في الحرب العراقية الإيرانية إلا إنّه أجاز التصرّف بالوجوه الشرعية لتوفير ما يحتاجه المقاتل الإيراني في الحرب. [٧٥]

تهجير العراقيين من أصول إيرانية

عندما بدأت الدولة العراقية في تهجير الإيرانيين من العراق عام 1961 م، فإنّ السيد الخوئي كان من معدودي علماء الشيعة الذين لم يتم إخراجه من العراق. مع ذلك طرْدُ الكثير من طلاب السيد الخوئي أثّر على نشاط درسه. [٧٦] لكنّ الكثير من تلامذته بعد أن تم تهجيرهم إلى ايران أقاموا في مدينة قم وروجوا لأفكار أستاذهم ومبانيه خاصة في مجال علمَي الأصول والفقه، وجعلوا حوزة قم في عهدها المعاصر تحت تأثير آراء السيد الخوئي بعد أن كانت متأثرة بالأسلوب العلمي للشيخ عبد الكريم الحائري والسيد البروجردي، فعرّف هؤلاء المنحى الفقهي والأصولي لعلماء النجف مثل السيد الخوئي، والميرزا النائيني، والمحقق الأصفهاني والآغا ضياء العراقي إلى حوزات قم. [٧٧]

الانتفاضة الشعبانية في العراق

إنّ أهم موقف سياسي قام به السيد الخوئي هو مواكبة الانتفاضة الشعبانية، فبعد أن وقعت الانتفاضة عيّن وفداً مشكلا من 9 أفراد من أجل أدارة المناطق الشيعية. إخفاق الانتفاضة الشعبانية عام 1991 م ضد النظام البعثي أدّى إلى فرض النظام الإقامة الجبرية على السيد الخوئي وجعل ذلك أن يتحمّل ضغوطا غير مسبوقة من قبل نظام صدام آنذاك.[٧٨]

فلإنّ السيد الخوئي كان داعما للانتفاضة بشكل مباشر وبادر إلى تشكيل شورى للقيادة، اعتقل السيد الخوئي على يد البعثيين وأرسل إلى بغداد. بعد الاعتقال بيومين، أجبر باللقاء بصدام حسين، ولمّا جرى اللقاء بينه وبين صدام وجّه الأخير له كلمات مهينة ومسيئة. [٧٩]

الخدمات الدينية والاجتماعية

إنّ السيد الخوئي بادر في فترة مرجعيته إلى إجراءات على صُعد مختلفة كتبليغ الدين وترويج العلوم الإسلامية وتقديم المعونة إلى المحاتجين؛ ومن خدماته أيضا إنشاء المكتبات، والمدارس، والمساجد، والحسينيات، والأقسام الداخلية، والمستوصفات، والمستشفيات، والمبرّات ودور الأيتام، في مختلف الدول الإسلامية منها إيران، والعراق، وماليزيا، وانجلترا، وأمريكا والهند. إنّ المبنى الرئيسي لمؤسسة آية الله السيد الخوئي هي في لندن. [٨٠] وأنّ بعض من المراكز الإسلامية التي ترعاها هذه المؤسسة هي كما يلي:

  • مركز الإمام الخوئي في لندن: الذي يتضمن المركز الإسلامي، ومدرسة الإمام الصادق (ع) للبنين، ومدرسة الزهراء (س) للبنات، قاعة للاجتماعات، والمكتبة العامة، ومكتبة لبيع الكتب. يدرس في هذه المدرستين نحو 800 طالب وطالبة. وفي هذا المركز تصدر مجلة "النور" الشهرية، باللغتين العربية والانجليزية. [٨١]
  • المركز الإسلامي للإمام الخوئي في نيويورك: يحتوي على قاعة للاجتماعات تسع لـ 3000 فرد، ومكتبة تحتوي على عشرة آلاف كتاب، وروضة للأطفال، ومدرسة للبنين والبنات تَسعُ كل واحدة منها لـ 150 طالب، ومدرسة الإيمان التي تختص بتعليم اللغة العربية، والقرآن الكريم والتربية الإسلامية للأطفال، ومغتسل و غيرها من الأقسام. [٨٢]
  • المؤسسة الخيرية للإمام الخوئي في مونتريال كندا: هذه المؤسسة اُنشئت عام 1989 م، من أجل تقديم خدمات دينية وثقافية واجتماعية شيعية في الدول الإسلامية وغير الإسلامية.
  • المجمع الثقافي للإمام الخوئي في مومباي: اُنشئ المجمع في مساحة 100 ألف مربع ويبعد عن مومباي 20 كيلومتراً ويضم فيه قاعة كبيرة للاجتماعات، ومسجد يحتوي على 3 آلاف مصلي، ومكتبة تحتوي على 50 ألف كتاب وحسينية تسع لـ 700 فرد، ومدرسة دينية تضم فيها ألف طالب، ومدرسة ابتدائية ومتوسطة تسع لـ 1200 طالب وكذلك تضم فيها صيدلية ومستوصف أيضا. [٨٣]


المصادر والمراجع

  • الآغا بزرك الطهراني، الذريعة الى تصانيف الشيعة، طبعة علي نقي منزوي وأحمد منزوي، بيروت، 1403 هـ.
  • الآغا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة: نقباء البشر في القرن الرابع عشر، مشهد، قسم 1-4، 1404 هـ.
  • الأميني، محمد هادي، معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال الف عام، النجف، 1384 هـ.
  • الأنصاري، مرتضى، زندكاني وشخصيت شيخ أنصاري، قم، کنگره بزرگداشت دویستمین سالگرد میلاد شیخ اعظم انصاری، ۱۳۷۳ش.
  • الأنصاري قمّي، ناصر الدين، نجوم [الـ] أمة: سماحة آية الله العظمي الخوئي، نو علم، الدورة 4، العدد 11، [شهر] مهر و آبان 1371 ش.
  • أيازي، محمد علي، چه كساني مروج مكتب تفسيري آية الله خويي شدند[من هم مروجوا المدرسة التفسيرية للسيد الخوئي] ؟ مهرنامه، العدد 12، خرداد 1390 هـ.
  • الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، قم، مركز نشر الثقافة الإسلامية، 1372 ش.
  • رئيس زاده، محمد، دانشنامه جهان اسلام[موسوعة العالم الإسلامي]، بنياد دايره المعارف اسلامي، 1375 ش.
  • السبحاني، جعفر، مرجعيت در شيعه (المرجعية في الشيعة)، من مجلة (درسهايي از مكتب إسلام)، العدد 6، 1371 ش.
  • شاكري، حسين، الإمام السيد الخوئي: سيرة وذكريات، الموسم، العدد 17، 1414 هـ.
  • الشريف الرازي، محمد، آثار الحجة أو تاريخ و دائرة المعارف في حوزة قم العلمية، قم، 1332 ش.
  • الشريف الرازي، محمد، گنجينه دانشمندان[خزينة العلماء]، طهران، 1352-1354 هـ.
  • صدرايي ‌الخوئي، علي، سيماي خوي[معالم مدينة خوي]، طهران، سازمان تبليغات إسلامي، مركز الطباعة والنشر، 1374 هـ.
  • الصغير، محمد، أساطين المرجعية العليا في النجف الاشرف، بيروت، 1424 هـ.
  • قائيني، محمد، حوار مع محمد قاييني، مهرنامه، العدد 12، [شهر] خرداد 1390 هـ.
  • كرجي، أبو القاسم، تاريخ فقه وفقهاء، قم، سمت، 1381 هـ.
  • المددي، أحمد، حوار مع آية الله السيد أحمد مددي، مهرنامه، العدد 12، [شهر] خرداد 1390 هـ.
  • مشار، خان بابا، مولفين الـكتب المطبوعة الفارسية والعربية، طهران، 1340-1344 ش.
  • یادنامه (ذكرى سنوية) حضرت آیت الله العظمی آقای حاج سید ابوالقاسم خویی، ص 64 و65.
  • آيت‌الله سيستانی گفتند: با مرحوم آقای خمينی مراوده زيادی داشتم، (آية الله السيستاني يقول: كنا نتزاور مع السيد الخميني كثيرا)، گفت و گو با محمد قائینی (حوار مع محمد قائيني)، در مجله مهرنامه، ش12، خرداد ۱۳۹۰ش.
  • اسلامي، غلام رضا، غروب خورشید فقاهت، طهران، دار الکتب الإسلامية، 1372 ش.
  • (الأب بلسان نجله/حوار شيق مع السيد صاحب ابن آية الله العظمى الخوئي)، موقع شفقنا الإلكتروني، تاريخ إدراج الموضوع: ۲۰ اسفند ۱۳۹۰ش/ 12 مارس آذار 2012 م، اطّلع عليه بتاريخ: ۱۱ اردیبهشت ۱۳۹۶ش/1 مايو أيار 2017 م.
  • پیرچراغ، محمدرضا، «آیت الله خوئی و البیان»، در فصلنامه مطالعات تقریبی مذاهب اسلامی، رقم 24، صيف 1390 ش.
  • پیری سبزواری، حسین، «آیت الله العظمی سید ابوالقاسم خویی؛ قرآن‌شناس بزرگ معاصر(عالم القرآن الكبير المعاصر)»، در ماهنامه (المجلة الشهرية) گلستان قرآن، رقم 126، آبان 1381 ش/ 23 اكتوبر تشرين الأول 2002 م.
  • جعفریان، رسول، تشیع در عراق: مرجعیت و ایران، تهران، موسسه مطالعات تاریخ معاصر ایران، 1386 ش.
  • جعفریان، رسول، (ذكرى جديرة بالمطالعة حول اعتقال آية الله الخوئي في الانتفاضة الشعبانية 1991 م)، سایت خبرآنلاین، تاريخ إدراج الموضوع: 9 آبان 1391 ش/ 30 اكتوبر تشرين الأول 2012 م ، اطّلع عليه بتاريخ: 12 اردیبهشت 1396 ش/ 2 مايو أيار 2017 م.
  • خاطرات‌ آیت‌الله سید عباس‌ خاتم‌ یزدی‌، تهران، انتشارات‌ مرکز اسناد انقلاب‌ اسلامی‌، 1380 ش.
  • «چه کسانی مروج مکتب تفسیری آیت الله خویی شدند؟»(من هم الذين روّجوا لمدرسة آية الله الخوئي التفسيرية؟)، حوار مع محمد علي أیازي، در مجلة مهرنامه، رقم 12، خرداد ۱۳۹۰ ش/ مايو أيار 2011 م.
  • (كان تدخل الآخون الخراساني في الحركة الدستورية غير متعارفا)، مقابلة فرید مدرسي مع آیة الله سید أحمد مددي، على موقع آذر، تاريخ إدراج الموضوع: 22 شهریور 1390 ش/ 13 سبتمبر أيلول 2011 م، اطّلع عليه بتاريخ: 11 اردیبهشت 1396 ش/1 مايو أيار 2017 م.
  • شبیري الزنجانی، سید موسى، جرعه ای از دریا (رشفة من بحر)، ج۳، قم، مؤسسه کتاب‌شناسی شیعه، 1393 ش.
  • شريف، سيد سعيد، «تلامذة الإمام الخوئی»، مجلة الموسم، رقم 17، 1414 ق.
  • صدرایی خوئي، علي، سیمای خوی، تهران، سازمان تبلیغات اسلامی: مرکز چاپ و نشر، 1374 ش.
  • الصغیر، محمد، أساطین المرجعیة العلیا فی النجف الأشرف، بیروت، د.ن، 1424 ق.
  • الطباطبایی، سید هادی، (لقاء مغامر وروایات مختلفة)، موقع مباحثات، تاريخ إدراج الموضوع: 13 تير 1394 ش/ 4 يوليو تموز 2015 م، اطّلع عليه بتاريخ: 4 اردیبهشت 1396 ش/ 24 أبريل نيسان 2017 م.
  • فیاض، محمد اسحاق، «نوآوریهای اصولی و فقهی آیت الله خویی» (الإبداعات الأصولية والفقهية لآية الله الخوئي )، مجلة کاوشي نو در فقه، رقم 17 و18، لفصلي الخريف والشتاء 1377 ش.
  • گرجي، أبو القاسم، تاریخ فقه و فقها، قم، سمت، 1381 ش.
  • على الموقع الإلكتروني لمكتبة آیة الله الموسوی الخوئي العامة، تاريخ إدراج الموضوع: 27 مهر 1392 ش، اطّلع عليه بتاريخ: 23 فروردین 1396 ش/ 12 أبريل نيسان 2017 م..
  • «می‌گویند ۳۰۰ فتوای آیت الله خویی خلاف مشهور است»(يقولون إنّ لآية الله الخوئي 300 فتوى مخالفة للمشهور )، حوار مع آية الله السيد أحمد مددي، در مجله مهرنامه، رقم 12، 1390 ش.
  • هاشميان‌فر، سيد حسن، گونه‌شناسی رفتار سیاسی مراجع تقلید شیعه (تصنيف سايكولوجية السياسة لمراجع التقليد الشيعية )، طهران، جامعة الإمام الصادق (ع، 1390 ش.
  • یادنامه حضرت آیت الله العظمی آقای حاج سید ابوالقاسم خویی، 1372 ش.
  • ضاهر، یعقوب، مسیرة الإمام السید موسی الصدر، بیروت، دار بالل، 2000 م.
  1. سيماي خوي، ص 169؛ آية الله العظمى سيد أبو القاسم خويي، قرآن شناس بزرگ معاصر، ص 30.
  2. نجوم [الـ] أمة: سماحة آية الله العظمي الخوئي، ص 45.
  3. آية الله العظمى سيد أبو القاسم خويي، قرآن شناس بزرگ معاصر، ص 41-42.
  4. «معرفي آيت الله سيد أبو القاسم موسوي خويی».
  5. الأميني، ص 170.
  6. «معرفی آیت الله سید ابوالقاسم موسوی خویی».
  7. شاكري، سيرة وذكريات، ص 254، 256-257.
  8. دانشنامه جهان اسلام، ج 16، ص 522.
  9. «معرفی آیت الله سید ابوالقاسم موسوی خویی».
  10. السبحاني التبريزي، «مرجعیت در شیعه»، ص 16.
  11. بیري السبزواري، «آیت الله العظمی سید ابوالقاسم خویی؛ قرآن ‌شناس بزرگ معاصر»، ص 30.
  12. الأنصاري القمي، «نجوم امت - حضرت آیت الله العظمی حاج سید ابوالقاسم خویی»، ص 57.
  13. یادنامه حضرت آیت الله العظمی آقای حاج سید ابوالقاسم خویی، ص 58 و59.
  14. یادنامه حضرت آیت الله العظمی آقای حاج سید ابوالقاسم خویی، ص 58 و59.
  15. الأنصاري القمي، «نجوم امت - حضرت آیت الله العظمی حاج سید ابوالقاسم خویی»، ص 58.
  16. یادنامه حضرت آیت الله العظمی آقای حاج سید ابوالقاسم خویی، ص 64 و65.
  17. گنجینه دانشمندان، ج 2، ص 3-5؛ رئيس زاده، خوئي، أبو القاسم، ص 515.
  18. تشیع در عراق، مرجعیت و ایران، ص 108.
  19. تشیع در عراق، مرجعیت و ایران، ص 51.
  20. خاطرات آیت الله عباس خاتم یزدی، ص 98-100.
  21. مسیرة الإمام السید موسی الصدر، ج 2، ص 294-293.
  22. نجوم امت - حضرت آیت الله العظمی حاج سید ابوالقاسم خویی، ص 59.
  23. نجوم امت - حضرت آیت الله العظمی حاج سید ابوالقاسم خویی، ص 61.
  24. نجوم امت - حضرت آیت الله العظمی حاج سید ابوالقاسم خویی، ص 62.
  25. نجوم امت - حضرت آیت الله العظمی حاج سید ابوالقاسم خویی، ص 65.
  26. نجوم امت - حضرت آیت الله العظمی حاج سید ابوالقاسم خویی، ص 62.
  27. الأنصاري القمي، نجوم امت - حضرت آیت الله العظمی حاج سید ابوالقاسم خویی»، ص 63.
  28. الأنصاري القمي، نجوم امت - حضرت آیت الله العظمی حاج سید ابوالقاسم خویی»، ص 64.
  29. رئيس زاده، «خویی، ابوالقاسم»، ص 522.
  30. بير جراغ، «آیت الله خوئی و البیان»، ص 76.
  31. الأنصاري القمي، نجوم امت - حضرت آیت الله العظمی حاج سید ابوالقاسم خویی»، ص 69.
  32. الأنصاري القمي، نجوم امت - حضرت آیت الله العظمی حاج سید ابوالقاسم خویی»، ص 70.
  33. الأنصاري القمي، نجوم امت - حضرت آیت الله العظمی حاج سید ابوالقاسم خویی»، ص 70.
  34. الأنصاري القمي، نجوم امت - حضرت آیت الله العظمی حاج سید ابوالقاسم خویی»، ص 70.
  35. أيازي، چه کسانی مروج مکتب تفسیری آیت الله خویی شدند؟»، ص 231.
  36. بير جراغ، «آیت الله خوئی و البیان»، ص 76.
  37. بير جراغ، «آیت الله خوئی و البیان»، ص 76.
  38. الأنصاري القمي، نجوم امت - حضرت آیت الله العظمی حاج سید ابوالقاسم خویی»، ص 72-74.
  39. رئيس زاده، «خویی، ابوالقاسم»، ص 521، نقلا عن الصغير، أساطين المرجعية العليا في النجف الأشرف، 1424 هـ، ص 297.
  40. «می‌گویند ۳۰۰ فتوای آیت الله خویی خلاف مشهور است».
  41. زندگانی و شخصیت شیخ انصاری، ص454-455.
  42. طبقات أعلام الشیعة، القسم 1، ص 71-72.
  43. الذریعة، ج ۱، ص278.
  44. رئيس زاده، «خویی، ابوالقاسم»، ص 520.
  45. مصباح الأصول، ج ۱ و ج 2.
  46. الأنصاري القمي، نجوم امت - حضرت آیت الله العظمی حاج سید ابوالقاسم خویی»، ص 68.
  47. موافین کتب چاپی فارسي و عربي، ج ۱، العمود 241.
  48. الذریعة، ج 20، ص 240.
  49. تلامذة الإمام الخوئي، ص 235-252.
  50. رئيس زاده، «خویی، أبو القاسم»، ص 515، نقلا عن شریف، ص 677-695.
  51. للتعرف على أسماء تلامذته راجع: الصغير، ص331-335؛ أنصاري قمي، ص65-66.
  52. «نوآوری‌های أصولي و فقهي آیت الله خویي»، ص 336 و 337.
  53. «نوآوری‌های أصولي و فقهي آیت الله خویي»، ص 336 و 337.
  54. «نوآوری‌های أصولي و فقهي آیت الله خویي»، ص 336 و 337.
  55. «نوآوری‌های أصولي و فقهي آیت الله خویي»، ص 325 و 326؛ رئيس زاده، «خویی، ابوالقاسم»، ص 518.
  56. رئيس زاده، «خویی، ابوالقاسم»، ص 518.
  57. رئيس زاده، «خویی، ابوالقاسم»، ص 518.
  58. رئيس زاده، «خویی، ابوالقاسم»، ص 516.
  59. رئيس زاده، «خویی، ابوالقاسم»، ص 516.
  60. رئيس زاده، «خویی، ابوالقاسم»، ص 516.
  61. رئيس زاده، «خویی، ابوالقاسم»، ص 516.
  62. رئيس زاده، «خویی، ابوالقاسم»، ص 516.
  63. رئيس زاده، «خویی، ابوالقاسم»، ص 516.
  64. رئيس زاده، «خویی، ابوالقاسم»، ص 516.
  65. رئيس زاده، «خویی، ابوالقاسم»، ص 516.
  66. رئيس زاده، «خویی، ابوالقاسم»، ص 516.
  67. رئيس زاده، «خویی، ابوالقاسم»، ص 516.
  68. رئيس زاده، «خویی، ابوالقاسم»، ص 516-517.
  69. رئيس زاده، «خویی، أبو القاسم»، ص 516-517.
  70. رئيس زاده، «خویی، أبو القاسم»، ص 516.
  71. رئيس زاده، «خویی، أبو القاسم»، ص 516.
  72. رئيس زاده، «خویی، أبو القاسم»، ص 516-517؛ الطباطبائي، «دیدار پرماجرا و روایت‌های متفاوت».
  73. هاشمیان ‌فر، گونه ‌شناسی رفتار سیاسی مراجع تقلید، ص 224.
  74. رئيس زاده، «خویی، أبو القاسم»، ص 517.
  75. رئيس زاده، «خویی، أبو القاسم»، ص 517.
  76. رئيس زاده، «خویی، أبو القاسم»، ص 519.
  77. رئيس زاده، «خویی، أبو القاسم»، ص 519-520
  78. رئيس زاده، «خویی، أبو القاسم»، ص 516
  79. جعفریان، «خاطره‌ای خواندنی درباره دستگیری آیت الله خویی در انتفاضه شعبانیه 1991 م».
  80. الأنصاري القمي، «نجوم امت - حضرت آیت الله العظمی حاج سید ابوالقاسم خویی»، ص 95.
  81. غروب خورشيد فقاهت، ص 42.
  82. یادنامه حضرت آیت الله العظمی آقای حاج سید أبو القاسم خویي، ص 117-118.
  83. یادنامه حضرت آیت الله العظمی آقای حاج سید ابوالقاسم خویی، ص 119-121.