قم
قم، من أهم المدن الدينية في إيران، كما أنها أحد أهم مراكز الشيعة. إنّ بدء ظهور هذه المدينة يرجع إلى عصر ما قبل الإسلام، وأما تاريخ التشيع لها فيعود إلى القرن الأول للهجرة، وقد شهدت عمراناً بعد قدوم الأشعريون إليها، وبما أن ميل الاشعريون كان لمذهب أهل البيتقالب:عليهم السلام؛ لذلك عرفت قم منذ البداية باحتضانها للعقيدة الشيعية.
ويقع مدفن فاطمة المعصومة بنت الإمام الكاظم في قم، ووفود أولاد الأئمة إليها، جعلا من قم مركزاً للشيعة ومستقطباً لهم، كما أن تكوين الحوزة العلمية، أضاف لها المزيد من الشهرة.
أوجه التسمية
لتسميتها أوجه متعددة منها ما ورد في الروايات ومنها ما ورد في الكتب الأخرى.
روائياً
بناءً على حديث للنبي الأكرم محمد (ص) أنّ سبب تسمية هذه المدينة بـ قم هو جمع أهلها مع القائم من آل محمد (ص) ونصرته في قيامه.[١] وفي رواية أخرى أخِذَ اسم قم من أمر الله لإبليس أن يقوم ويغادر هذه المدينة لقدسيتها ومكانتها لديه جل وعلا.[٢]
تاريخياً
ورد في تاريخ قم احتمالين لتسمية هذه المدينة:
- الاحتمال الأول: كلمة قم معربة من كلمة (كم) وهي بنفسها مختصرة لكلمة كومه (بالفارسية)،[٣] وسميت كومة لأنها كانت مزارع وقرى متباعدة، وكومة باللغة الفارسية بمعنى البيوت المتناثرة، وبعد أن اختصرت كلمة كومة إلى كم عرّبت هذه الكلمة وأصبحت قم.[٤]
- الاحتمال الثاني: كانت قم في بداياتها تتألّف من كُتل ومجموعة مزارع متفرقة ومتباعدة، وبعد أن هاجر إليها الأشعريون اُنشأت سبع قرى متجاورة باسم ممجان، قردان (قزوان)، مالون و..[٥] فتوحدّت هذه القرى وصارت قرية أكبر سمّيت كميدان، وبعد أن اختصرت كلمة كميدان بـ كم وعرّبت الأخيرة فتغيّر اسمها إلى قم.[٦]
أسمائها
سمّيت قم في الروايات وكتب التأريخ بأسماء عديدة منها:
- قمّ[٧]
- بحر[٨]
- زهراء[٩]
- معدن الشيعة[١٠]
- عش آل محمّد[١١]
- مأوى الشيعة[١٢]
- مأوى الفاطميين[١٣]
- مستراح المؤمنين[١٤]
- الكوفة الصغيرة[١٥]
- حرم أهل البيت (ع)[١٦]
- قطعة من بيت المقدس[١٧]
- كومة[١٨]
- كم[١٩]
- كميدان[٢٠]
- ممجان[٢١]
- تيمرة[٢٢]
- كبود دشت[٢٣]
- صفرا[٢٤]
- ويران آباد كرد قباد[٢٥]
سابقتها
أرجع بعض المؤرّخين قِدمَ هذه المدينة إلى ما قبل الاسلام. واعتقد رومن جير ولوي واندنبرغ أنّ قم من أقدم الأماكن التي سكنها الانسان في هضبة ايران.[٢٦][٢٧]
يعتقد السيد مستوفي أنّ من بنى مدينة قم هو طهمورث،[٢٨] ويعزز من هذا الرأي فتح هذه المدينة على يد المسلمين.[٢٩] ورأى اليعقوبي أنّ نشوء هذه المدينة تعود إلى ما قبل دخول الاسلام إليها.[٣٠]
وذكر كلّ من البلاذري[٣١] واليعقوبي[٣٢] والثعالبي[٣٣] ابن أعثم الكوفي[٣٤] وابو حنيفة الدينوري[٣٥] وابن فقيه الهمداني[٣٦] وحمزة الاصفهاني[٣٧] وحسن بن محمد القمي[٣٨] والفردوسي[٣٩] والسيد ظهير الدين المرعشي[٤٠] في مؤلّفاتهم مدينة قم القديمة. وفي المقابل يرى بعض المؤرخين كـ أبو دلف الخزرجي[٤١] والسمعاني[٤٢] وابو الفداء[٤٣] وياقوت الحموي[٤٤] أنّ هذه المدينة تأسست بعد دخول الاسلام في ايران، وقد ذكر بعضهم تاريخ نشوء المدينة عام 85[٤٥]أو عام 93[٤٦]للهجرة.
فإذا ما جُمع بين القولين يمكن أن يقال: المستفاد من عبارة المدينة الجديدة کما ورد في كتب التاريخ هو أنّ المسلمين بدلاً من أن يسكنوا المدينة القديمة وقلاعها، أنشأوا مدينة جديدة.[٤٧] وكانت قم في الماضي إحدى المدن التابعة لـاصفهان واستقلّت عنها بمسعى من حمزة بن اليسع الأشعري.[٤٨]
بعد الاسلام
بعد الهزيمة التي مُنيَ بها الساسانيون على يد المسلمين، خرجت مدينة قم من سيطرتهم كباقي المدن في إيران. ذكر أكثر المؤرّخين بأنّ فتح قم وقع في عام الـ 23 الهجري على يد أبي موسى الأشعري.[٤٩]وأوردت بعض التقارير أنّ فاتح قم هو مالك بن عامر الأشعري[٥٠]وقال بعض أن الأحنف بن قيس هو من فتح هذه المدينة.[٥١] كما يذكر أن الخطّاب بن الأسدي قَدِم في عام 67 الهجري إلى منطقة جمكران قم وبنى فيها مسجداً.[٥٢]
قدوم الشيعة إليها
كان الناس في مدينة قم يدينون بدين الزرادشتية (المجوسية).[٥٣] ومع أنّ قم خضعت لسيطرة المسلمين في السنين الأولى للفتوحات الاسلامية لكنّها احتفظت بدينها القديم، وبعد ما دخل إليها الأشعريون وبلّغوا الاسلام فيها تقبّل أهلها الإسلام دون إكراه.
ولو أنّنا نفتقد إلى خبر دقيق عن المذهب الذي كانوا عليه أولى المهاجرين الأشعريين إلى قم آنذاك، لكنّ مشاركة سائب بن مالك الأشعري في قيام المختار ومعارضة ولده محمد بن سائب للحجاج يبيّن لنا أنهم كانوا على مذهب أهل البيت عليهم السلام. وتقوّي هذه النظرية العلاقة الوطيدة لأبنائهم والأجيال المنحدرة منهم مع الأئمة المعصومين (ع).
كانت قم هي أوّل مدينة أعلنت تشيّعها في ايران، وأنّ أوّل شخصٍ أعلن عن تشيّع قبيلته وروّج لذلك جهاراً كان موسى بن عبد الله بن سعد الأشعري.[٥٤]
هجرة الأشعريون إليها
الأشعريون هم قبيلة ذو أصلٍ يمني دخلوا الاسلام في عهد النبي الاكرم محمد (ص) وأقاموا في الكوفة في زمن الخلفاء وهاجروا إلى قم عام 85 للهجرة. كانت هجرة الأشعريون منعطفاً تأريخيٌاً لقم، حيث دخول الأشعريون إلى قم هي مقدمة لتغلغل الشيعة فيها وأعقبته تشيّع ايران كلّها انطلاقاً من هذه المدينة.قالب:بحاجة لمصدر
بعد أن أخفق المختار بقيامه وقُتل سائب بن مالك الأشعري،[٥٥] بالإضافة إلى قتل محمد بن سائب على يد الحجاج بن يوسف، هاجر الأشعريون من الكوفة وانسابوا في مختلف أرجاء ايران، وهاجر اثنان منهم هما الأحوص وعبد الله -إبنا سعد بن مالك الأشعري- إلى قم، واستقبلهم يزدان فادار، كبرى شخصيات ضواحي قم، وطلب منهما أن يقيما في هذه المدينة.[٥٦]
تواجد آل أبي طالب وحرم السيدة المعصومة
بعد أن أقام الأشعريون بمدينة قم وأحكموا فيها سيطرتهم، أصبحت قم ملاذاً آمناً للشيعة ومحبيهم وأولاد الائمة (ع). خصّص حسن بن محمد القمي في تأريخ قم فصل اشتهر بالطالبية لأسماء أولاد علي بن أبي طالب (ع) الذين هاجروا إلى قم وحواليها وسكنوا فيها. وأورد ناصر الشريعة في تأريخ قم باباً يسمّي أولاد الائمة (ع) الموجودون في قم وفي مقدمتهم فاطمة المعصومة (س).
غادرت السيدة فاطمة المعصومة (س) المدينة المنوّرة متجهة نحو مرو، ولأسباب اعترضت عليها، حالت دون الاستمرار في سفرها وتوقفت في مدينة ساوة ثم توجهت صوب مدينة قم وبعد أن أقامت في قم 17 يوماً وافته المنية ودُفنت فيها. حيث جعل حرمها من قم، ثاني مدينة دينية في ايران وجعل منها أوّل مركز شيعي في هذا البلد . ثم انحدر الكثير من السادة العلويون وأولاد الائمة (ع)[٥٧]إلى قم وحواليها كـ"آوة" و"كاشان" بسبب وجود مقام السيدة معصومة (س).
تواجد الفقهاء ورواة الحديث
التلامذة وأصحاب الائمة وعلماء الشيعة هم أحد أسباب نشر التشيّع في قم، منهم:
- أبو اسحاق القمي:
وبحسب ناصر الشريعة أنّ أبو اسحاق القمي وهو كوفي الأصل وكان من تلامذة يونس بن عبد الرحمن، هو أول من قام بنشر أحاديث الكوفيين في قم.
- زكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي:
أورد ناصر الشريعة: أنّ النجاشي في رجاله والعلامة في خلاصته قالا: إنّه كان من الثقات الأجلاء قدراً ومنزلةً وذا مقام رفيع وكان وجيهاً لدى الامام الرضا (ع) وقال الامام (ع) في شأنه: أغدقه الله جل وعلا بواسع رحمته؛ يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً.[٥٨]
عرّفه بعض أنّه من طليعة قوافل القميين وقيل أنه روى عن الامامين الجواد والهادي عليهما السلام ومن خواصّ الامام الحسن العسكري وأنّه شيخ القميين. عدّه النجاشي ممن مدحه الامام الحجة (عج) في توقيعه المبارك.[٥٩]
- الشيخ الصدوق:
علي بن بابويه القمي المعروف بالصّدوق (المتوفى 381 هـ) هو من ضمن علماء الشيعة وكبارها الذين أقاموا في قم.
العلاقة بأئمة الشيعة
أهالي قم وفي مقدمتهم الأشعريون كانوا أوّل الناس في إرسال الأخماس إلى ائمة الشيعة. وكانت العلاقة فيما بين الائمة (ع) والأشعريون وطيدة بحيث كان الائمة (ع) يرسلون لهم أكفاناً.
يقول مادلونغ:
- بقي شيعة قم أوفياء بأئمتهم الاثني عشر (ع) ولم يعتري انشقاق بين محدثيهم كما اعترى باقي الفئات كالفطحية والواقفية[٦٠]
الارتباط الاول
العديد من أبناء عبد الله بن سعد بن مالك الذي كان من أوائل الناس الذين هاجروا إلى مدينة قم، كانوا من أصحاب الائمة (ع) وهذه هي الصلة الأولى التي تمّت بين الأشعريين والائمة (ع). كما يعدّ أبناء عبد الله بن سعد وهم آدم وأبو بكر وعبد الملك ويسع ويعقوب واسحاق من صحابة وتلامذة الامام الصادق (ع).[٦١]
وكان موسى بن عبد الله بن سعد من أصحاب الامام الصادق (ع) وأشار الشيخ الطوسي أنّه سمع الرواية عن الامام الباقر (ع) أيضاً. وأنّ شعيب بن عبد الله هو الآخر أيضاً عرف أنّه من أصحاب الصادقين (ع).
الإخلاص للإمام الكاظم (ع)
بعد أن استشهد الامام الكاظم (ع) وكان استشهاده في ظروف غامضة بالنسبة للشيعة وغيرهم، كان أهالي قم على يقين بأنّ الامام الكاظم (ع) استشهد على يد الخليفة هارون، فكانوا يعارضون عمّال الخليفة ويناوئوهم آنذاك.[٦٢]
الامام الرضا (ع) وأهل قم
واقعة شراء قميص الامام الرضا (ع) من قبل أهالي قم من الشاعر دعبل الخزاعي بمبلغ عالٍ للتبرك به يدلّ عن مدى حبّ أهل قم وارتباطهم الوثيق بأهل البيت عليهم السلام. كان يونس بن عبد الرحمن وكيل الامام الرضا (ع) قد سقى من منهل علوم أهل البيت (ع) فبلغ مستوى من العلم بحيث يسأل ابن المهتدي من الامام الرضا (ع) أنّه كيف به إن طرأ عليه سؤال ولم يجده فيقول له عليك بـ يونس بن عبد الرحمن. وفي مناسبة أخرى يتوجّه الامام الرضا (ع) قائلاً إلى زكريا بن آدم القمي:
- بأنّ الله يدفع البلاء بك عن أهل قم كما يدفع البلاء بموسى بن جعفر (ع) عن أهل بغداد
ومن كبار أصحاب الامام الرضا (ع) هو زكريا بن ادريس القمي الأشعري الذي روى عن الإمامين الصادق والكاظم (ع). وهو الذي حينما تتوفاه المنية يترحّم عليه الامام الرضا (ع) من ليلة وفاته حتى الصباح.[٦٣]
دعاء الامام الجواد (ع)
بعد ما اطلع الامام الجواد (ع) عن الاوضاع العصيبة التي يمر بها أهل قم من خلال رسالة بعثها علي بن مهزيار إليه، دعا الله ليفرّج عنهم ويخلصهم من محنتهم وقال راداً عليه:
- اطلعت على المحنة التي اصابت أهل قم، فتح الله عليهم وأراحهم منها
تلامذة الامام الهادي (ع) من قم
وكان لأهل قم ارتباط مستمر مع الامام الهادي (ع) مع أن الأخير كان في داخل معسكر تحت النظر والمراقبة بحيث أفزع ذلك المتوكل وتصوّر خاطئاً أنه هم الذين يرسلون السلاح إلى سامراء. وكان حرس الخليفة ترصد هذه القوافل لكي يصادروا أموالها ويرسلوها إلى الخليفة.[٦٤]
وكان عدد من طلاب الامام الهادي (ع) أيضاً من القميين وقد ذكروا في عداد المحدثين.[٦٥] واعتبر الامام الهادي (ع) أنّ أهل قم من المغفورين لأنهم كانوا منذ أن استشهد الامام الرضا (ع) مسموماً على يد المأمون يواظبون على زيارته (ع).[٦٦][٦٧]
رسالة الامام الحسن العسكري (ع)
رسالة الامام الحسن العسكري (ع) إلى أهالي قم ومدينة آوه معروفة، وقد أشار في رسالته: إنّ الله سبحانه وتعالى منّ بلطفه وفضله على الناس حينما بعث النبي الأكرم محمد (ص) بشيراً ونذيراً، ووفقكم أنتم لقبول شرعته ومنهاجه وأعزّكم بهدايته لكم، وغرس محبة أهل بيت النبوة في قلوب خلَفكم وسلفكم في أرض طاعته، ووصل إلى النجاة والسعادة من مضى منكم، وقطف ثمار أعماله الصالحة وجُزي بعمله في دار الآخرة.
أيها الناس! إنّ إرادتنا ونيّتنا محكمة وراسخة، وأنّ نفوسنا هادئة بأفكاركم الخيرة والطيّبة، وأنّ الصّلة فيما بيننا وبينكم قوية وهذا مما وصّى بها سلفنا وسلفكم بها. عقد قائم بين شبابنا وكباركم، ولطالما باعتقادنا الواحد واندماجنا، نكون قد بلغنا درجة من الرسوخ والثبات، لأن الله هو الذي جعل هذه العلقة القوية والوطيدة فيما بيننا كما يقول العالم (إشارة إلى أحد الامامين الباقر أو الصادق (ع)):
- اَلْمْؤمِنْ أخُو الْمْؤمِنِ لِاُمِهِ وُ أبِیهِ[٦٨]
تأرجح قم ما بين الأدوار التاريخية المختلفة
بعد فتح قم بيد المسلمين وهجرة الأشعريون إليها وتواجد حرم السيد معصومه (س) فيها حوّلت هذه المدينة إلى مركز للشيعة، وكان أهلها منذ البداية لا يخضعون لوالٍ لا ينتمي إلى المذهب الشيعي وينتفضون بوجهه وكانت هذه الانتفاضات قد شرعت منذ أن تسلّم العباسيين مقاليد الحكم بيدهم.
انتفاضة أهل قم على الخلفاء العباسيين
انتفاضتين في زمن المأمون
- الانتفاضة الأولى: بعد استشهاد الامام الرضا (ع) سافر المأمون إلى بغداد، وكان في ذلك الوقت (سنة 210 للهجرة) أبى أهل قم أن يدفعوا الضربة إلى الخليفة العباسي، وقد انتفضوا في وجهه، فبعث المأمون بجيش بقيادة علي بن هشام المروزي وبعد القتل والدمار الذي أحدثه في المدينة قمع انتفاضتهم.[٦٩]
- الانتفاضة الثانية: انتفض القمّيون مرة أخرى في سنة 215 للهجرة وطردوا الوالي العباسي آنذاك، فبعث المأمون جيشاً لقمع الانتفاضة، فقتل وسجن الناس لذلك.[٧٠] ويرى حسن بن محمد القمي أنّ تاريخ وقوع هذه النكبة في عام 217 للهجرة.[٧١]
انتفاضات أخرى
- المعتصم: في بداية تولّي المعتصم الخلافة انتفض القميون بوجهه وأخرجوا والي المدينة آنذاك، جيّش المعتصم جيشاً كبيراً نحو قم، وأحرق الكثير من البساتين والدور، وأحدث خسائر فادحة في المدينة.[٧٢]
- المعتز: وفي فترة خلافة المعتز انتفض القميون مرتين، وقمعت انتفاضتهم على يد مفلح الترك وفي المرة الثانية على يد موسى بن بغا،[٧٣] بلغ ظلم وتعسّف موسى بن بغا مبلغاً حتى استغاث القميون منه إلى الامام الحسن العسكري (ع) وطلبوا منه (ع) مخرجاً لذلك، فأرسل الامام إليهم دعاءاً مفصلاً يواظبون على قرآءته في قنوت صلواتهم حتى يفرج الله عنهم كربتهم ويفكّهم من محنتهم.[٧٤]
- المقتدر: كان المقتدر هو الخليفة الوحيد من خلفاء العباسيين الذي تصرّف بحكمة، فعيّن حسين بن حمدان الشيعي والياً على قم،[٧٥] ولمّا دخل الأخير إلى قم استقبله الناس ورحّبوا به، وقالوا له: نحن نحارب من خالفنا بالمذهب والعقيدة وأنت على مذهبنا، فلا خلاف بيننا وبينك.
- المعتضد: أوفد المعتضد ولاة إلى قم ليسوا على مذهب الشيعة كسابقه من الخلفاء، ممّا أدّى إلى معارضة القميون وطرد الولاة من المدينة، فأرسل ابراهيم بن كليخ إلى قم لقمع التمرّد هناك، فقتل عدداً من القميين ولكن أخفق بإحكام سيطرته عليهم، فعندئذ طلب الخليفة من الامير اسماعيل الساماني المساعدة لاحتواء الأزمة، فسيطر الامير اسماعيل بحنكته الخاصة على الوضع هناك دون إراقة دماء وعيّن يحيى بن اسحاق الشيعي والياً على مدينة قم.
المساجد المهمّة
- مسجد جمكران؛ يقع على بُعد ستة كيلومترات جنوب شرقي مدينة قم (في الطريق القديم لـ كاشان-قم). ويتوافد الزائرين على هذا المسجد من مختلف مناطق ايران وبلدان أخرى باستمرار.[٧٦]
- مسجد الإمام الحسن العسكري؛ واقع في القرب من جسر علي خاني في قلب المدينة، وكان سابقاً يسمى بمسجد الجامع العتيق،[٧٧] وعلى رواية تم البناء الأول لهذا المسجد في القرن الثالث الهجري على يد وكيل الإمام الحسن العسكري (ع)، أحمد بن اسحاق الأشعري.[٧٨] وفي الوقت الحاضر أخذ مكتب آيت الله الكلبايكاني على عاتقه مهمّة توسيع المسجد بحدود 2500 متر مربع.[٧٩]
- مسجدُ جامع قم؛ يعود تأريخ هذا الأثر إلى القرن السادس الهجري، هذا المسجد هو ثاني أقدم المساجد في قم بعد مسجد الإمام الحسن العسكري (ع)،[٨٠] أرجع صاحب النقض بناء هذا المسجد إلى عصر طغرل السلجوقي.[٨١]
- مسجد الأعظم؛ يقع في الجانب الأيسر من العتبة المقدسة للسيدة معصومه (س) وتم بناءه تحت رعاية آية الله البروجردي، سنة 1374هـ.[٨٢]
- مسجد الامام الحسن المجتبى (ع)؛ يقع هذا المسجد في الطريق القديم الموصل بين طهران وقم وبُني برعاية الحاج يد الله رجبيان، يرجع قدم هذا البناء إلى عام 1374هـ.[٨٣]
المدفونون في قم
كان ولازال نقل الجثامين ودفنهم في قم، دارجاً بين الشيعة، ولذلك نشاهد قبور الكثير من الرجالات والعلماء والسلاطين في مقابر هذه المدينة. وساد هذا التقليد منذ العهد الصفوي، وأشار لذلك الرحّال شاردن في مذكّرات أسفاره إلى نقل الجثامين من مختلف مناطق ايران إلى المقبرة الكبيرة الواقعة في الاتجاه الأيسر لعتبة السيدة معصومةقالب:عليها السلام. فنرى قبور كبار علماء الشيعة، كـزكريا بن آدم وعلي بن بابويه ومحمد بن قولويه وعلي بن ابراهيم والقطب الرواندي وغيره، ونلاحظ أيضاً وجود قبورٍ لبعض الملوك والسلاطين في نفس العتبة المقدّسة، وهم:[٨٤]
- الملك عباس الثاني الصفوي
- الملك صفي
- الملك سليمان الصفوي
- الملك سلطان حسين الصفوي
- فتحعلي شاه القاجار
- محمد شاه القاجار
- مهد عليا أم الملك ناصر الدين شاه
المصادر والمراجع
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1403 هـ/1983م
- ابن فقيه الهمداني، مختصر البلدان، تصحيح ميخائيل يادخوية، 1320هـ.
- ابو الفداء، اسماعيل بن محمد، تقويم البلدان، بيروت، دار الصادر، افسيت عن طبعة باريس، 1840م.
- أبو دلف، مسعر بن مهلهل الخزرجي، سفرنامه أبي دلف در ايران، تصحيح ولادمير مينورسكي، ترجمة السيد أبو الفضل الطباطبائي، طهران، زوار، 1354هـ ش.
- أديب كرماني، غلام حسين، أفضل الملك، 1369، تصحيح مدرسي الطباطبائي، وحيد، بلا تاريخ.
- الاصفهاني، حمزة بن الحسن، سني ملوك الارض والانبياء، بيروت، 1961/.
- البلاذري، أحمد بن يحي، فتوح البلدان، الترجمة محمد توكل، طهران، 1337، الطبعة الأولى.(بالفارسية)
- بيروزفر، سهيلا وآجليان مافوق، محمد مهدي، سلالة الأشعرية ودورها في تطوّر المدرسة الحديثية في قم؛ المجلة الفصلية لدراسة الحديث، الرقم 5، ربيع وصيف 1390هـ ش.(بالفارسية)
- الثعالبي، غرر الاخبار نلئم الفرس، تصحيح اج. زوتمبرغ، بيروت (افسيت عن طبعة باريس) 1982م.
- حسن بن محمد القمي، تاريخ قم، ترجمة حسن بن علي بن حسن عبد الملك القمي، طهران، طوس، 1361هـ ش.(بالفارسية)
- الدينوري، أبو حنيفة، تحقيق عبد المنعم عامر، القاهرة، وزارة الثقافة والارشاد القومي، 1960م.
- رومن غريشمن، ايران منذ نشوءها حتى ظهور الاسلام، ترجمة محمد معين، طهران، علمي ثقافي، 1368هـ ش.(بالفارسية)
- شهيدي، رضا، نبذة من تأريخ ايران، طهران، مؤسسة الثقافة والعلاقات الاسلامية، 1381 هـ ش.(بالفارسية)
- عرب زاده، أبو الفضل، الجغرافيا التاريخية لقم، دار نشر الزائر، 1383 هـ ش.(بالفارسية)
- فردوسي، أبو القاسم، شاهنامه، تصحيح جول مُل، طهران، انتشارات الكتب الجَيبية، 1368 هـ ش.
- مرعشي، ظهير الدين، تاريخ طبرستان ورويان ومازندران، تصحيح عبد الحسين نوايي، طهران، امير كبير، 1339 هـ ش.(بالفارسية)
- مستوفي، حمد الله، نزهة القلوب، تحقيق غاي لسترانج، طهران، عالم الكتاب، 1362 هـ ش.(بالفارسية)
- ناصر الشريعة، محمد حسين، تاريخ قم، مقدمة وتعليق علي دواني، قم، دار الفكر، 1350 هـ ش.(بالفارسية)
- يعقوبي أحمد بن واضح، تاريخ يعقوبي، بيروت، دار الصادر.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 60 ص 216.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 60 ص 216.
- ↑ تاريخ قم، ص 22.
- ↑ دهخدا، ج 12، ص 18750.
- ↑ تاريخ قم، ص 23.
- ↑ تقويم البلدان، ص 410. أبي الفداء، بيروت، ليدن، ص 1840.
- ↑ معجم البلدان، ج 4، ص 379.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، ص 212.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، ص 217.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، ص 212.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، ص 214.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، ص 212.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، ص 215.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، ص 215
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، ص 228.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، ص 216.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 60، ص 213.
- ↑ تاريخ قم، ص 22-25.
- ↑ تاريخ قم، ص 22-25.
- ↑ تاريخ قم، ص 22-25.
- ↑ تاريخ قم، ص 22-25.
- ↑ تاريخ قم، ص 22-25.
- ↑ تاريخ قم، ص 22-25.
- ↑ تاريخ قم، ص 22-25.
- ↑ تاريخ قم، ص 22-25.
- ↑ ايران از آغاز تا انجام (ايران من النشوء حتى الازدهار)، ص 7.
- ↑ باستان شناسي ايران باستان (معرفة آثار ايران القديمة)، ص 124.
- ↑ نزهة القلوب، ص 67.
- ↑ فتوح البلدان، ص 319.
- ↑ تاريخ اليعقوبي، ج 1 ص 144.
- ↑ فتوح البلدان، ص 436.
- ↑ تاريخ اليعقوبي، ج 1 ص 144.
- ↑ غرر أخبار ملك الفرس، ص 709.
- ↑ الفتوح، ج 1 ص 286-288.
- ↑ أخبار الطوال، ص 67.
- ↑ مختصر البلدان، ص 209.
- ↑ سني ملوك الارض والانبياء، ص 35.
- ↑ تاريخ قم، ص 91.
- ↑ شاهنامه، ج 4 ص 128.
- ↑ تاريخ طبرستان ورويان، ص 4.
- ↑ سفرنامه ابو دلف (أسفار أبو دلف)، ص 71.
- ↑ الأنساب، ص 461.
- ↑ تقويم البلدان، ص 409.
- ↑ معجم البلدان، ج 4 ص 451.
- ↑ معجم البلدان، ج 4 ص 397.
- ↑ تاريخ قم، ص 253-256.
- ↑ جغرافياي تاريخ قم (جغرافيا تاريخ قم)، ص 78؛ اديب كرماني، ص 73.
- ↑ تاريخ قم، ص 279.
- ↑ تاريخ قم، ص 25؛ فتوح البلدان، ص 439.
- ↑ تاريخ قم، ص 261.
- ↑ تاريخ قم، ص 56.
- ↑ تاريخ قم، ص 38.
- ↑ شعباني، ص 136.
- ↑ تاريخ قم، ص 278.
- ↑ تاريخ قم، ص 284-290.
- ↑ تاريخ قم، ص 246.
- ↑ تاريخ قم، ص 215.
- ↑ ناصر الشريعة، ص 195.
- ↑ ناصر الشريعة، ص 168.
- ↑ كيهان انديشه، الرقم 152 ص 153؛ دايرة المعارف تشيع (موسوعة التشيّع)، ج 13 ص 272.
- ↑ بيروزفر وآجيليان، ص 35-36.
- ↑ دايرة المعارف تشيع (موسوعة التشيّع)، ج 13 ص 271.
- ↑ دايرة المعارف تشيع (موسوعة التشيّع)، ج 13 ص 271.
- ↑ دايرة المعارف تشيع (موسوعة التشيّع)، ج 13 ص 271.
- ↑ دايرة المعارف تشيع (موسوعة التشيّع)، ج 13 ص 271.
- ↑ دايرة المعارف تشيع (موسوعة التشيّع)، ج 13 ص 271.
- ↑ تاريخ قم، ناصر الشريعة، ص 146.
- ↑ أعيان الشيعة، ج 2 ص 41.
- ↑ تاريخ قم، ص 35.
- ↑ الطبري، ج 13، ص 5742.
- ↑ تاريخ قم، ص 35.
- ↑ الكامل، ج 12 ص 54.
- ↑ فتوح البلدان، ص 307.
- ↑ نقد الرجال ص 331.
- ↑ الكامل، ج 8، ص 19.
- ↑ مجموعة المقالات، جدوم، ص 253.
- ↑ تاريخ قم، ص 37.
- ↑ الآثار التأريخية والثقافية لقم، ص 168.
- ↑ الآثار التأريخية والثقافية لقم، ص 168.
- ↑ مجموعة المقالات، ج 2 ص 254.
- ↑ النقض، ص 163.
- ↑ مجموعة المقالات، ج 2 ص 254.
- ↑ مجموعة المقالات، ج 2 ص 253.
- ↑ فقيهي، تاريخ المذهب في قم، ص 182-186.