نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم (كتاب)
نَفَس المهموم في مصيبة سيّدنا الحسين المظلوم، كتاب حول واقعة كربلاء والأحداث التي تلتها، كما يتضمّن أيضاً حياة الإمام الحسين ومناقبه، من تأليف الشيخ عباس القمي (وفاة: 1359 هـ)، محدث شيعي في القرن الرابع عشر الهجري.
يعتبر الكتاب من المصادر الرئيسة المعتمَدة للمنبر الحسيني في العصر الحاضر؛ جمع فيه المؤلف ما وصله عبر الثقات بإسناده المتصل بحيث يمكن الاعتماد عليه من بين كتب المقاتل، ويلي الكتاب نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور للمؤلف نفسه.
تُرجم الكتاب إلی الفارسية، كما قام البعض بتلخيصه، أو كتابته من جديد.
المؤلف
هو عباس بن محمد رضا القمي (1294 - 1359 هـ) المشهور بالشيخ عباس القمي والمحدث القمي أيضاً، من محدثي الشيعة في القرن الرابع عشر للهجرة، وصاحب إلمام بالتاريخ والوعظ والخطابة.[١]
سبب التأليف
يقول الشيخ عباس في سبب تأليفه للكتاب إنه كان بصدد إعداد كتاب مختصر حول مقتل الحسين، يجمع فيه ما وصله عبر الثقات بإسناده المتصل، بحيث يمكن الاعتماد عليه، إلا أن العوائق والظروف كانت تحول بينه وبين ذلك، حتى تيسر له زيارة قبر الإمام الرضا، فدعا الله في الروضة الشريفة أن يوفقه لبلوغ أمله، حيث كان تحقيق ذلك منتهى مُناه.[٢]
التسمية
اُقتُبس اسم الكتاب من حديث للإمام الصادق:
المحتويات
الكتاب هو دورة مركزة عن حياة الإمام الحسين وكفاحه، بدءاً من ولادته، ختاماً بأحداث ما بعد الشهادة من ثورة التوابين، وخروج المختار وموت يزيد بن معاوية.[٤]
يتشكل الكتاب من خمسة أبواب، وخاتمة:
- الباب الأول: في فصلين:
- الفصل الأول: في مناقب الإمام الحسين، من الشجاعة، والعلم، والفصاحة، والزهد، والتواضع، والعبادة.
- الفصل الثاني: في ثواب البكاء على الحسين، ولعن قاتليه.
- الباب الثاني: ما حدث للإمام بعد بيعة الناس ليزيد، ختاماً باستشهاده؛ وهو أكبر الأبواب تفصيلاً، وقد تضمن عشرين فصلاً، ذكر فيها مقتل رشيد الهجري، وحجر بن عدي، وعمرو بن حمق الخزاعي قبل واقعة كربلاء.
- الباب الثالث: وقائع شهادة الإمام يوم عاشوراء، وإخوته، وأبنائه، وأصحابه، ودفن الأجساد، وإرسال الرؤوس إلى الشام، وما جرى مِن الانتهاكات و ...، في فصول.
- الباب الرابع: الأحداث الخارقة للعادة بعد الاستشهاد من بكاء السماء، وضجيج الملائكة، أو نَوح الجن.
- الباب الخامس: ذِكر الأبناء والأزواج وفضائل زيارتهم، وظلم حكام الجور في هدم المشهد الحسيني.
- الخاتمة: في ثورة التوابين، وقيام المختار.[٥]
مصادر الكتاب
كان المصدر الرئيس للخطباء قبل تصنيف نفس المهموم في نقل أحداث كربلاء هو المجلد العاشر من كتاب بحار الأنوار للعلامة المجلسي، وكتاب مثير الأحزان تأليف ابن نما الحلي، وكتاب مهيج الأحزان تأليف السيد عبدالله شبر، وكتاب اللهوف تأليف السيد بن طاوس، ومقتل أبي مخنف و ... [٦]
يقول علي الدواني إنه لم يكن أي من الكتب المذكورة ليروي عطش طلاب المعرفة بشأن أحداث كربلاء، فهي لم تكن جامعة وكافية في هذا الخصوص.[٧] يضيف الدواني: لذلك فقد جمع المحدث القمي من جميع ما ورد في المصادر المعتبرة ما ارتآه صحيحاً حتى زمنه.[٨]
لقد استفاد الشيخ عباس في تأليفه من المصادر التالية:
- الإرشاد للشيخ المفيد
- اللهوف على قتلى الطفوف للسيد بن طاووس
- الكامل في التاريخ لابن أثير الجرزي
- تاريخ الطبري لمحمد بن جرير الطبري
- مقاتل الطالبين لأبي الفرج الأصفهاني
- مروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودي
- تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي
- مطالب السئول في مناقب آل الرسول لمحمد بن طلحة الشافعي
- الفصول المهمة في معرفة الائمة لابن الصباغ المالكي
- كشف الغُمَّه لعلي بن عيسى الإربلي
- العقد الفريد لأحمد بن محمد القرطبي المالكي
- الاحتجاج لأحمد بن علي الطبرسي
- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب
- روضة الواعظين للفتال النيشابوري
- مُثير الأحزان لابن نما الحلي
- روضة الصفا لخاوندشاه
- تسلية المجالس لمحمد بن أبي طالب موسى الحسيني[٩]
التحقيق والترجمة والتلخيص
- حُقق الكتاب وصُحّح في العقود الأخيرة أكثر من مرة، وممن قام بتحقيقه آیة الله رضا الأستادی، مع مقدمة للمحقق السید أحمد الحسیني.[١٠]
ترجمات
- تُرجم الكتاب لأول مرة إلى الفارسية من قِبَل الميرزا أبو الحسن الشعراني تحت عنوان دمع السجوم؛ وكان الميرزا قد بادر إلى تصحيح الكتاب سنة 1396 هـ أولاً، ثم نقله إلى الفارسية بعد سنة من ذلك.[١١]
- تَرجم الكتاب إلى الفارسية سنة 1339 ش محمد باقر الخميني الكمرهاي تحت عنوان رموز الشهادة.[١٢] ولقد ضمّ إلى الكتاب أيضاً ترجمة كتاب نفثة المصدور للشيخ عباس الذي كان قد اعتبره مكملاً لكتابه نفَس المهموم.[١٣]
من خصائص هذه الترجمة أنها اشتملت على أشعار بالفارسية لمحمد حسين الغروي الأصفهاني المعروف بالكمپاني وكذلك اختر الطوسي، عوضاً عن الأشعار العربية في آخر الكتاب.[١٤] ولقد أشاد علي الدواني بهذه الترجمة.[١٥]
- ترجمة فارسية أخرى تحت عنوان: بر امام حسين چه گذشت؟ لجواد قيومي اصفهاني.
تلخيص
- لُخّص الكتاب سنة 1388 ش على يد السيد علي كاشفي خوانساري تحت عنوان: گزيده نفس المهموم.[١٦]
كتابة جديدة
- قام ياسين حجازي سنة 1387 ش بتدوين الكتاب من جديد، وذلك على أساس ترجمة الشعراني في كتابه دمع السجوم، أسماه کتابِ آه.[١٧]
مميزاته
قال المؤلف عن كتابه: جمعته من الکتب المعتبرة التي علیها الاعتماد والرکون والاستناد.[١٨]
وقال السيد أحمد الحسيني محقق كتاب (نفس المهموم): ومما يمتاز به المحدث القمي في كتابه هذا وسائر مؤلفاته أنه موضوعي لا تغلبه عواطفه ولا ينحاز إلى ميوله الخاصة، بل رائده الحق والصدق بلا مبالغة في القول أو تسرع في إعطاء الرأي، وميزة أخرى لهذا الكتاب التعاليق التوضيحية التي علقها المؤلف والشروح المناسبة التي أضافها في الهوامش، وهي تجلي كثيراً من نقاط الغموض وتجيب على أسئلة ربما تعرض لبعض القارئين.[١٩]
المصادر والمراجع
- القمي، الشيخ عباس، نفس المهموم، قم، منشورات ذوي القربى، 1379 ش.
- القمي، عباس، الفوائد الرضوية.
- القمي، عباس، دمع السجوم ترجمة كتاب نفس المهموم، ترجمة: أبو الحسن الشعراني، طهران، الناشر: وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، ط 4، 1385 ش.
- المفيد، محمد، الأمالي، كنگره شيخ مفيد، قم، 1413 هـ.
- خميني كمرهاي، محمد باقر، رموز الشهادة، ترجمه نفس المهموم، د.م، انتشارات كتابچي، 1376 ش.
- دواني، علي، مفاخر اسلام، د.م، انتشارات مركز اسناد انقلاب اسلامي، 1377 ش.
- كاشفي خونساري، سيد علي، گزيده نفس المهموم، کانون پرورش فکری کودکان و نوجوانان، طهران، 1384 ش.
- مير شريفي، سيد علي، برگهای بی خزان، قم، انتشارات دليل ما، 1382 ش.
- ↑ القمي، الفوائد الرضوية، ص 221.
- ↑ القمي، نفس المهموم، ص 5.
- ↑ المفيد، الأمالي، ص 338.
- ↑ مير شريفي، برگهای بی خزان: ص185.
- ↑ القمي، نفس المهموم، صص 639 - 644.
- ↑ القمي، نفس المهموم، ص 6.
- ↑ دواني، مفاخر اسلام، ج 11، ص 624.
- ↑ دواني، مفاخر اسلام، ج 11، ص 624.
- ↑ القمي، نفس المهموم، ص 6 -9.
- ↑ القمي، نفس المهموم، ص 3.
- ↑ القمي، دمع السجوم ترجمة كتاب نفس المهموم، ص 10.
- ↑ كاشفي خوانساري، گزیده نفس المهموم: ص 41.
- ↑ خميني كمرهاي، رموز الشهادة.
- ↑ خميني كمرهاي، رموز شهادة، ص 236 - 274.
- ↑ دواني، مفاخر اسلام، ج 11، ص 639.
- ↑ كاشفي خوانساري، گزیده نفس المهموم عباس قمی، نشر حوا، 1388 ش.
- ↑ حجازي، کتاب آه، ص 6.
- ↑ القمي، نفس المهموم، ص 4.
- ↑ القمي، نفس المهموم، ص 4.