آية سأل سائل

من ويكي علوي
مراجعة ٠٥:٤٠، ٢ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''آية سأل سائل''' أو '''آية عذاب واقع،''' هما الآيتان الاُولى والثانية من سورة المعارج، نزلتا في رجل كافر سأل الله أن ينزل عليه العذاب، فعلى ما ذكره المفسرون وقع حجر على رأسه فهلك. وقد ذهب المفسرون الشيعة إلى أن هذه الآية نزلت في النعمان بن الحارث الفهر...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

آية سأل سائل أو آية عذاب واقع، هما الآيتان الاُولى والثانية من سورة المعارج، نزلتا في رجل كافر سأل الله أن ينزل عليه العذاب، فعلى ما ذكره المفسرون وقع حجر على رأسه فهلك. وقد ذهب المفسرون الشيعة إلى أن هذه الآية نزلت في النعمان بن الحارث الفهري عندما اعترض على ولاية علي بن أبي طالب (ع) وتنصيبه في يوم الغدير لخلافة رسول الله (ص) من بعده، وقد أنكر ابن تيمية إمام السلفية نزول هذه الآية في واقعة الغدير بدعوى أن سورة المعارج مكية وأن ما ذكر عن النعمان بن الحارث غير مشهور.

وقد أجاب عنه العلامة الطباطبائي بأن هذه السورة وإن كان سياق بعض آياتها تشبه السور المكية، إلا أن آيات أخرى منها مدنية، حيث تتحدث عن المنافقين ووجوب الزكاة، كما ذكر العلامة الأميني هذه الواقعة نقلاً عن ثلاثين من علماء أهل السنة.


نص الآية

سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِ‌ينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ

قال العلامة الطباطبائي أن هاتين الآيتين لهما طابع التحقير والتحكم في إجابة الدعاء ونزول العذاب،[١] وكلمة السؤال في هذه الآية بمعنى الطلب والدعاء.[٢]

شأن نزولها

ذهب بعض المفسرين الشيعة إلى أن الآية الاولي من سورة المعارج نزل في النعمان بن الحارث الفهري، حيث اعترض على ولاية علي بن أبي طالب (ع) وتنصيبه في يوم الغدير لخلافة النبی (ص).[٣] فبناء على ما ورد في الروايات والتفاسير، عندما سمع الرجل بولاية علي (ع) قال للنبي (ص):

أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وأمرتنا بالجهاد، والحج، والصوم، والصلاة، والزكاة، فقبلناها، ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام، فقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا شيء منك أو أمر من عند الله؟

فقال رسول الله: والله الذي لا إله إلا هو أنّ هذا من الله.

فقال النعمان: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك، فأمطر علينا حجارة من السماء، فوقع حجر من السماء على رأسه فهلك، فنزلت الآية.[٤]

وهناك بعض المفسرين قالوا أن الآية نزلت في النضر بن الحارث،[٥] حيث قال للنبي إنكارا واستهزاء: قالب:قرآن[٦] فنزلت الآية.[٧] وقد أشار هولاء المفسرون إلى ما حكي في النعمان بن الحارث، إلا أنهم رجحوا القول الأول.[٨] كما قيل أن الآية نزلت في أبي جهل، حيث قال: قالب:قرآن[٩][١٠]

قول ابن‌تيمية

اعتقد الآلوسي و ابن تيمية وهما من مفسري أهل السنة أن هذه الآية لا علاقة لها بواقعة الغدير، حيث أن سورة المعارج مكية، ونزلت قبل هجرة النبي (ص) إلى المدينة، بينما وقعت حادثة الغدير في السنة العاشرة للهجرة وبعد رجوع النبي من حجة الوداع.[١١]

وقد ردّ هذا القول العلامة الطباطبائي، لما وردت في هذه السورة من آيات تثبت أن الآيات الاولى من السورة مدنية، رغم أن سياق بعض آياتها تشبه السور المكية، ومن هذه الآيات، الآية 24 التي تتحدث عن الزكاة، وكان تشريعها في المدينة لا مكة.[١٢] وأضاف الطباطبائي أن هذه الآيات تناسب المنافقين، وقد برزت ظاهرة النفاق في المدينة، لا مكة.[١٣]

وذكر ابن تيمية أن نزول العذاب على الحارث بن النعمان في حياة‌ النبي (ص) لا تناسب ما ورد في الآية 33 من سورة الأنفال مخاطبا رسول الله: قالب:قرآن، فلا يصح نزول العذاب والنبي حيّ، إضافة إلى أن الرجل كان مسلما، حيث أنه أُمر بمباني الإسلام الخمس، ولم يعرف نزول العذاب على المسلمين في عهد النبي (ص).[١٤]

وقد أجاب عنه مكارم الشيرازي بأن المراد في الآية 33 من سورة الأنفال العذاب الجماعي العام، لا العذاب الفردي،[١٥] كما ورد في تاريخ الإسلام أسماء بعض الذين نزل عليهم العذاب في عهد النبي مثل أبي زمعة، ومالك بن طلالة، والحكم بن أبي العاص.[١٦] على أنّ اعتراض النعمان على أمر الله من أشد مراتب الكفر ويعدّ نوعا من الارتداد.[١٧]

كما استشكل ابن تيمية عدم ذكر اسم النعمان بن الحارث في مصادر التراجم ككتاب الاستيعاب، وعدم اشتهار هذه الواقعة كاشتهار واقعة أصحاب الفيل.[١٨] وقد ردّ عليه مكارم الشيرازي بأن مصادر التراجم ليست بصدد إحصاء الصحابة كلّهم، فمثلا ذكر في كتاب أسد الغابة 7504 من أصحاب النبي (ص)، فيما كان عدد الذين حضروا حجة الوداع مع رسول الله (ص) 100 ألف أو أكثر.[١٩] وقد نقل مكارم الشيرازي أنّ العلامة الأميني في كتابه الغدير في الكتاب والسنة ذكر 30 من علماء أهل السنة أكدوا أن هذه الآية نزلت في اعتراض النعمان بن الحارث أو شخص آخر على ولاية الإمام علي (ع).[٢٠]

مقالات ذات صلة


المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم، منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية، تحقيق: محمد رشاد سالم، جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، 1406هـ/1986م.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر،‌ تفسير القرآن العظيم، تحقيق: محمدحسين شمس الدين، بيروت، دارالكتب العلمية، 1419 هـ.
  • الآلوسي، محمود، روح‌المعاني في تفسير القرآن العظيم، تحقيق: علي عبدالباري عطية، بيروت، دارالكتب العلمية، 1415 هـ.
  • الشريف اللاهيجى، محمد بن علي، تفسير الشريف اللاهيجي، تحقيق: مير جلال‏ الدين حسينى ارموى، طهران، داد، 1373 هـ ش.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، طهران، ناصر خسرو، 1372 هـ ش.
  • الطباطبائي، السيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم، دفتر انتشارات اسلامي، 1417 هـ.
  • القرطبي، محمد بن أحمد، الجامع لأحكام القرآن، طهران، انتشارات ناصر خسرو، 1364هـ ش.
  • الكاشاني، ملا فتح الله، منهج الصادقين في إلزام المخالفين، طهران، مطبعة محمدحسن علمي، 1330هـ ش.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل‌، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب ( ع)، 1379 هـ ش.
  1. الطباطبائي، الميزان، 1417 هـ، ج 20، ص 6.
  2. نگاه كنيد به الطباطبائي، الميزان، 1417 هـ، ج 20، ص 6؛ الآلوسي، روح المعاني، ج 15، ص 62؛ الطوسي، التبيان، ج 10، ص 113.
  3. الطباطبائي، الميزان، ج 20، ص 11؛ مكارم الشيرازي،‌ الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 7.
  4. الآلوسي، روح المعاني، ج 15، ص 62؛ مكارم الشيرازي،‌ الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 7؛ الطباطبائي، الميزان، 1417 هـ، ج 20، ص 11؛ الشريف اللاهيجى، تفسير الشريف اللاهيجى، ج 4، ص 574؛ الكاشاني، منهج الصادقين، ج 10، ص 4؛ الطبرسي، مجمع البيان، ج 10، ص 529.
  5. الآلوسي، روح المعاني، ج 15، ص 62.
  6. سورة الأنفال، الآية 32.
  7. ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 8، ص 235؛ الكاشاني، منهج الصادقين، ج 10، ص 3؛ القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج 19، ص 278.
  8. القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج 19، ص 278؛ الآلوسي، روح المعاني، ج 15، ص 62.
  9. سورة الشعراء، الآية 187.
  10. الآلوسي، روح المعاني، ج 15، ص 62.
  11. الآلوسي، روح المعاني، ج 15، ص 63؛ ابن تيمية، منهاج السنة، ج 7، ص 45.
  12. الطباطبائي، الميزان، 1417 هـ، ج 20، ص 5-6.
  13. الطباطبائي، الميزان، 1417 هـ، ج 20، ص 6.
  14. ابن تيمية، منهاج السنة، ج 7، ص 45-46.
  15. مكارم الشيرازي،‌ الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 12.
  16. مكارم الشيرازي،‌ الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 12.
  17. مكارم الشيرازي،‌ الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 12.
  18. ابن تيمية، منهاج السنة، ج 7، ص 47-46.
  19. مكارم الشيرازي،‌ الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 13.
  20. مكارم الشيرازي،‌ الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 19، ص 13.