ميمونة بنت الحارث بن حزن

من ويكي علوي
(بالتحويل من ميمونة بنت الحارث)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

ميمونة بنت الحارث بن حزن، إحدى زوجات النبي (ص)، وهي آخر امرأة تزوجها الرسول (ص)، وقد وهبت نفسها للنبي (ص)، فنزلت آية 50 من سورة الأحزاب بالمناسبة. وبعد وفاة النبي (ص) كانت من جملة المؤيدين للإمام علي (ع)، كما أنها من النساء التي روت عن النبي (ص).

وقد ورد أن اسمها كان في البداية برّة، وسمّاها النبي (ص) ميمونة، وذلك بعد أن تزوجها.

النسب

هي: "ميمونة بنت الحارث بن حزن ابن بجير بن الهزم بن روبية بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وأمها: هند بنت عوف بن زهير أو قيل: خولة بنت عمرو بن كعب.[١]

معظم المصادر التاريخية تتحدث عن جويرية بأن اسمها كان في البداية برة، ثم غيرها النبي (ص)،[٢]ولكن ابن حجر العسقلاني ينقل هذا الكلام للميمونة.[٣]

إحدى أخواتها أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب عم النبي (ص)،[٤] والأخرى أم خالد بن الوليد، كما أن أم المؤمنين زينب بنت خزيمة[٥] وأسماء بنت عميس زوجة جعفر بن أبي طالب وسلامة (سلمى) بنت عميس زوجة حمزة بن عبد المطلب هنّ أخواتها لأمها،[٦] وعليه تكون ميمونة خالة خالد بن الوليد وابن عباس.

وقد اعتبر النبي (ص) في حديث ورد عنه أن ميمونة، وأم الفضل، وأسماء بنت عميس، وامرأة حمزة أخوات المؤمنات.[٧]

زواجها قبل النبي (ص)

هناك خلاف بين أزواجها قبل النبي (ص)، والرأي المشهور أنها كانت متزوجة أولاً من مسعود بن عمير الثقفي، ففارقها ثم تزوجها أبو رهم بن عبد العزى، وكانت معه حتى توفي.[٨]

زواجها من النبي (ص)

دخل النبي (ص) في السنة السابعة للهجرة مع أصحابه مكة لإداء عمرة القضاء،[٩] فرأت ميمونة عظمة المسلمين وهيبتهم، فرغبت في الزواج برسول الله (ص)،[١٠] فتحدثت مع أختها أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب في هذا الخصوص، ولم يخف العباس هذا الأمر عن النبي (ص)، وبالتالي بعث الرسول (ص) جعفر بن أبي طالب ليخطبها له، وما إن علمت ميمونة بالخبر -وكانت على بعير لها بأن جعفر جاء ليخطبها للرسول (ص)- نادت: "البعير وما عليه لله ورسوله".[١١]

فنزلت آية في القرآن الكريم بهذا الشأن: قالب:قرآن[١٢]

زواجها قبل الإحرام

ورد خلاف في الروايات الواردة حول زمن زواج النبي (ص) بميمونة، منها ما تتحدث عن الزواج والنبي (ص) محرم في عمرة القضاء، ولكن أخبار عديدة تروي أن النبي عقد ميمونة في سنة عمرة القضاء وتحديداً في شهر شوال وقبل أن يحرم للعمرة، وتزوجها في منطقة سرف،[١٣] وبناء عليه كان التزويج والعرس قبل إحرام النبي (ص) لعمرة القضاء.

فسئلت صفية بنت شيبة: أَتَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ؟ فَقَالَتْ: لا وَاللَّهِ، لَقَدْ تَزَوَّجَهَا، وَإِنَّهُمَا لَحَلالانِ.[١٤]

فكان هذا الأمر محلاً للنقاش حتى أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى أحد الصحابة، واستخبره عن ذلك، فأجابه: تَزَوَّجَهَا، وَهُمَا حَلالانِ، وَدَخَلَ بِهَا، وَهُوَ حَلالٌ.[١٥]

ولائها للإمام علي(ع)

لا يوجد معلومات دقيقة عن أحوالها بعد وفاة النبي (ص)، ولكن تكشف الروايات التي وردت حولها عن ولائها للإمام علي (ع)، فقد روى يزيد بن الأصم ، قال: قدم شقير بن شجرة العامري المدينة ، فاستأذن على خالتي ميمونة بنت الحارث زوجة النبي (ص)، وكنت عندها ، فقالت: ائذن للرجل ، فدخل فقالت: من أين أقبل الرجل؟ قال: من الكوفة. قالت: فمن أي القبائل أنت؟ قال: من بني عامر قالت. حييت ازدد قربا ، فما أقدمك؟ قال: يا أم المؤمنين، رهبت أن تكبسني الفتنة لما رأيت من اختلاف الناس، فخرجت.

قالت: فهل كنت بايعت عليا عليه‌السلام؟ قال: نعم.

قالت: فارجع فلا تزولن عن صفه ، فوالله، ما ضل، ولا ضل به.

قال: يا أماه، فهل أنت محدثتي في علي بحديث سمعته من رسول الله (ص)؟

قالت: اللهم نعم ، سمعت رسول الله (ص) يقول: علي آية الحق ، وراية الهدى ، علي سيف الله يسله على الكفار والمنافقين ، فمن أحبه فبحبي أحبه ، ومن أبغضه فببغضي أبغضه ، ومن أبغضني أو أبغض عليا لقي الله ( عزوجل ) ولا حجة له.[١٦]

روايتها للحديث

روت ميمونة أحاديث عن النبي (ص)، وكان الرواي لأحاديثها ابن أختها يزيد بن الأصم،[١٧] كما أن ابن عباس[١٨] وآخرون نقلوا أحاديث عنها، وقد أورد البخاري ومسلم في صحيحيهما أحاديث عنهما.[١٩]

وفاتها وقبرها

هناك وقع خلاف حول وفاتها، فأورد الطبري وابن سعد أنها توفيت سنة 61 للهجرة، وكان عمرها 80 و81 سنة وعليه فهي آخر من بقيت من نساء النبي (ص)،[٢٠] وخبر آخر يتحدث عن وفاتها سنة 51 للهجرة بعد عودتها من الحج في منطقة سرف،[٢١] فصلى عليها ابن عباس[٢٢] وبناء على وصيتها دفنت في المكان الذي تزوجها النبي (ص).[٢٣]

المصادر والمراجع

  • ابن حبيب، محمد بن حبيب بن أمية ، المحبر، تحقيق: ايلزه ليختن شتيتر، بيروت، دار الآفاق الجديدة، د.ت.
  • ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ.
  • ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار صادر، د.ت.
  • ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، ط 1، 1412 هـ/ 1992 م.
  • ابن هشام، عبد الملك، السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى السقا وآخرون، القاهرة، بيروت، دار الفكر، د.ن.
  • أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، الأغاني، بيروت، دار إحياء التراث العربي‌، ط 1، 1415 هـ/ 1994 م.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، بيروت، دار الفكر، ط 1، 1417 هـ/ 1996 م.
  • البيهقي، أحمد بن الحسين، دلائل النبوة، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1408 هـ/ 1988 م.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، تحقیق: محمد أبوالفضل إبراهیم، بیروت، دار إحیاء التراث العربي، ط 2، 1387 هـ/ 1967 م.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي، تحقيق: مؤسسة البعثة، قم، دار الثقافة، 1414 هـ.
  • المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، قم، دار الهجرة، 1409 هـ.
  • النسائي، أحمد بن شعيب، سنن النسائي، بيروت، دار الفكر، ط 1، 1930 م.
  • الهيثمي، علي، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، بيروت، دار الكتب العلمية، 1988 م.
  • اليعقوبي، أحمد بن إسحاق، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، د.ت.
  • بنت الشاطئ، عائشة عبد الرحمن، نساء النبي، بيروت، دار الكتاب العربي، 1985 م.
  • صالحي الدمشقي، محمد بن يوسف، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1414 هـ.
  • مسلم النيسابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، بيروت، دار الفكر، د.ت.
  1. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 444؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 132.
  2. ابن حبيب، المحبر، ص 89؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 84.
  3. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 8، ص 48.
  4. الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 623؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 446.
  5. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1908؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 429.
  6. المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 300.
  7. الهيثمي، مجمع الزوائد، ج 9، ص 260؛ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، ج 12، ص 422.
  8. الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 611؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 218.
  9. الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 25.
  10. بنت الشاطئ، نساء النبي، ص 231 – 232.
  11. ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 646.
  12. الأحزاب: 50.
  13. ابن سعد، الطبقات ‏الكبرى، ج 8، ص 133.
  14. ابن سعد، الطبقات ‏الكبرى، ج 8، ص 133.
  15. ابن سعد، الطبقات ‏الكبرى، ج 8، ص 133.
  16. الطوسي، الأمالي، ص 505 - 506.
  17. مسلم النيسابوري، صحيح مسلم، ج 2، ص 54؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى،.....
  18. النسائي، سنن النسائي، ج 1، ص 204.
  19. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 2، ص 215.
  20. الطبري، تاريخ الطبري، ج 11، ص 611؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 111.
  21. العسكري، أحادیث أم المؤمنین عائشة وأدوار حیاتها،.....
  22. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1918.
  23. ابن حبيب، المحبر، ص 92.