متشابه القرآن ومختلفه (كتاب)

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

متشابه القرآن ومختلفه تفسير لكتاب اللّه المجيد، يتألّف من جزئين، من تأليف محمد بن علي بن شهر آشوب السروي المازندراني، المتوفّى (سنة 588 هـ‌)، بذل فيه جهداً كبيراً على وفق المنهج الموضوعيّ للقران الكريم، وذلك بجمع الآيات المتشابهة في موضوع مُعيّن، ثمّ استخلص رؤية القرآن حيال هذا الموضوع منها، ولم يقتصر على ذلك فقط، بل تناول فيه ما اختلف العلماء والفقهاء في تفسيرها.

المؤلف

محمد بن علي بن شهر آشوب السَرَوي المازندراني (488 - 588 هـ) المعروف بابن شهر آشوب والملقب بـ«رشيد الدين» و«عز الدين» من فقهاء الشيعة ومحدثيهم في أواخر القرن الخامس وأوائل القرن السادس للهجرة. له مصنفات كثيرة، منها: مناقب آل أبي طالب ومعالم العلماء.

منهجه في الكتاب

وقد نهج ابن شهرآشوب- طريقة مثلى في تبويب كتابه النفيس والذي قل نظيره- منهجا جديدا، في تفسير القران المجيد، يعبَّر عنه في الدراسات الحديثة ( بالمنهج الموضوعي ) وهوالمنهج الذي لايتناول المفسر فيه تفسيرالقرآن آية فآية بالطريقة التي يمارسها في المنهج التجزيئي، بل يحاول القيام بالدراسة القرآنية لموضوع من موضوعات القرآن العقائدية أوالاجتماعية، كعقيدة التوحيد، أوالنبوة، أوسنن التأريخ في القرآن...ويستهدف التفسير الموضوعي من القيام بهذه الدراسات تحديد موقف نظري للقرآن الكريم، ومن ثم للرسالة الإسلامية من ذلك الموضوع. [١] وعلى غرار هذا المنهج أسس ابن شهر آشوب كتابه ( متشابه القرآن والمختلف فيه )، إذ جمع فيه أنواع التشابه وأسبابه، ولم يترك آية من الآيات المتشابهات إلا ورتبها على حسب موضوعها، وكانت على عشرة أبواب.

ولم يتوقف في كتابه على معرفة المحكم والمتشابه وإرجاعه إلى المحكم، إنّما تجاوزه إلى ما أختلف فيه العلماء والفقهاء في مسائل الفقه وأصوله، وأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والنحو والصرف والبلاغة، وهذا يكشفت عن غزارة علمه وعبقريته الفذة، التي قل نظيرها بين معاصريه.

أقوال العلماء في كتابه

قال سماحة آية اللّه محمد هادي معرفة في حق هذا الكتاب: هو من خير ما كتب في متشابهات القرآن بأجمعها، وأشملها، وأتقنها إحكاما وبياناً، وتفصيلاً وصفه على أسلوب طريف..... وما إلى ذلك ترتيباً طبيعياً، منسجماً سهل التناول، قريب المنال في عبارات سهلة جزلة. [٢] و يتميز هذا الكتاب كما يقول السيد هبة الدين الشهرستاني:

بحسن أُسلوبه وتبويبه، وبداعة ترتيبه، إذ صاغ المُصنَّف مصنِّفُه العلامة المتفنّن على دوائر العلوم الإسلامية، فوزَّع المتشابهات على ذاك النَّسق مُبتدئاً من أبواب التوحيد، وصفات الله، فأبواب العدل والتنزيه إلى أبواب النبوة، والإمامة، فالمعاد يوم القيامة، ثُم أبواب الفقه والتشريع ... ثُم الفنون الأدبية والعربية. وهذا الوضع البديع نادرٌ غيرُ مسبوق، يعين الطالب في تسهيل المطالب ... مع حُسن أُسلوبه، وسبكه البديع في انتقاء المعاني المهمّة، وانتخاب المطالب الفذّة ... بفصاحة لفظٍ تعانق بلاغة المعنى بإيجاز واختصار جعلتا هذا السِّفْر النفيس جديراً للمصاحبة والتدريس. [٣]

وهو من كتب التفسير المهمة التي لا يستغني عنها من يريد أنْ يفهم كلام الله ويقف على معانيه، وأسرار بلاغته، وقد جمع فيه المؤلف بين التفسير والتأويل في ضوء الحديث، وأقوال المفسرين، وأدلة الشرع، ومقتضى العقل، وقانون اللغة العربية. [٤]

طباعته

طبع هذا الكتاب لأول مرة في بومبي سنة 1313 هـ في أربعة أجزاء طبعة رديئة جداً، ثم طبع في إيران مرتين في جزئين سنة 1317 هـ، طبعة غير خالية من الأغلاط ثم بادر الشيخ محمد كاظم الكتبي فجدد طبعه بمطبعة الحيدرية في ثلاثة أجزاء، طبعة متقنة، فقام بتصحيحه وشرحه ومقابلته على نسخ خطية، لجنة من أساتذة النجف الاشرف وذلك سنة 1376 هـ - 1956 م.[٥]

أبواب الكتاب

قسّم المؤلف كتابه إلى عشرة أبواب، وتلك الأبواب مقسّمة إلى فصول وجمع في كل فصل الآيات المتشابهات التي اجتمعت بالدلالة، أو القرينة، أو الوجه أو سبب التشابه، أو نوعه. [٦] وتلك الأبواب نظمها على وفق هذا النسق.


المصادر والمراجع

  • ابن شهر آشوب، محمد بن علي، متشابه القرآن ومختلفه، قم، انتشارات بيدار، 1410 هـ.
  • آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
  • الصدر، محمد باقر، المدرسة القرآنية، قم، دار الكتاب الإسلامي، ط 2، 1434 هـ/ 2013 م.
  • معرفة، محمد هادي، التفسير والمفسرون، مشهد، الجامعة الرضوية للعلوم الاسلامية، ط 2، 1425 هـ.
  1. الصدر، المدرسة القرآنية، ص 12 ــ 13.
  2. معرفة، التفسير والمفسرون، ج 2، ص 931.
  3. ابن شهر آشوب، متشابه القرآن، ج 1، ص 22.
  4. مجلة قضايا إسلامية، من دراسة للأستاذ علي الكعبي، ص 309.
  5. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 22، ص 318.
  6. قضايا إسلامية، الأستاذ علي الكعبي، ص 312 ، 313 .