قيس بن سعد بن عبادة

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي، (وفاة 60 هـ) من صحابة النبي، ومن ولاة أمير المؤمنينعليه السلام، ومن قادة جيش الإمام علي، والإمام الحسنعليهما السلام

شارك قيس في أكثر المعارك في عهد النبيصلی الله عليه وآله وسلم، وعهد أمير المؤمنينعليه السلام، كما كان حامل الراية، ومن قادة الجيش في معركة صفين. عيّنه الإمام علي(ع) واليا على مصر، ثم على أذربيجان. وفي خلافة الإمام الحسنعليه السلام أيضا كان قيس من قادة جيشه، وبحسب بعض الروايات كان مخالفا لصلحه مع معاوية.

روى قيس عن النبيصلی الله عليه وآله وسلم، وذكر العلامة الأميني اسمه ضمن شعراء واقعة الغدير في القرن الأول الهجري.

هويته الشخصية

هو قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الأنصاري الخزرجي، كنيته أبو الفضل أو أبو عبد الله أو أبو عبد الملك.[١]

كان أبوه سعد بن عبادة رئيس الخزرج، وممن بايع النبي(ص) في بيعة العقبة، وكان أحد النقباء الاثني عشر، الذين تمّ تعيينهم من قبل النبي.[٢]

وذكر المقريزي أن قيس وأباه وأخاه سعيد بن سعد كانوا من صحابة النبي،[٣] كما كان أخوه سعيد من عمال أمير المؤمنين في اليمن.[٤]

مكانته وسماته الخلقية

قال ابن عبد البر: كان قيس بن سعد من كرام أصحاب النبي(ص)، ومن أسخيائهم ودهاتهم،[٥] كما كان قيس وأباه من رؤساء قومه.[٦] وقد روي عن النبي(ص) أنّه قال في قيس: إنه من بَيت جود.[٧]

وذكر الواقدي عندما نفد زاد المسلمين في سرية الخبط، وأصابهم الجوع، اشترى قيس خمس جزر،قالب:ملاحظة على أن يدفع الثمن لاحقا عندما رجعوا إلى المدينة، وهكذا وفّر طعام الجيش لأيام، فعندما علم النبي(ص) بما صنعه قيس أثنى عليه وعلى أسرته، ووصفهم بالسخاء والجود.[٨]

ويعدّ قيس من دهاة العرب[٩] حيث نُقل عنه: «لولا أني سمعتُ رسول الله يقول: المكر والخديعة في النار، لكنت من أمكر هذه الأمة.»[١٠]

وذكر العلامة الأميني قيساً ضمن شعراء القرن الأول الذين أنشدوا في واقعة الغدير.[١١] كما كان أخوه سعيد أيضا من رواة حديث الغدير.[١٢]

وفاته

هناك خلاف في المصادر في زمان وفاة قيس ومكان دفنه، فذكر البعض أنه توفي سنة 60هـ،[١٣] إلا أنّ ابن حبان ذكر وفاته في سنة 85هـ.[١٤]

وبالنسبة لمكان دفنه ورد في كتاب الاستيعاب أنه دفن في المدينة،[١٥] وورد في كتاب الأعلام أنّه دُفن في تفليس (تبليسي) عاصمة جرجيا.[١٦] وبناء على القول الأخير إنّ قيساً هرب من خوف معاوية إلى تفليس سنة 58هـ، وتوفي فيها أثناء حكم عبد الملك بن مروان.[١٧]

صحبته للنبي(ص)

عدّت المصادر قيس بن سعد ضمن صحابة رسول الله(ص)[١٨] ونُقل عن قيس أنّ أباه سعد بن عبادة دفعه إلى النبي(ص) ليخدمه،[١٩] وذكر أنّه كان بمنزلة صاحب الشرطة لرسول الله، ويحمل رايته في فتح مكة.[٢٠]

دوره في عهد الإمام علي(ع)

ورد في مصادر التراجم أنّ قيس بن عبادة كان من أصحاب الإمام علي(ع)،[٢١] فعيّنه الإمام واليا على مصر عام 36 هـ،[٢٢] وبحسب بعض الأخبار إنّ نفوذ معاوية زال في مصر أثناء إمارة قيس، وخاب معاوية في أن يجذب قيساً إليه، فحاول أخيرا أن يتوسل بالخدعة لإخراجه من مصر، فأشاع في مصر أنّ قيساً يوافقه في أخذ الثأر لدم عثمان، فبعد ذلك عزله علي(ع) من ولاية مصر.[٢٣] وجاء في رواية أخرى أنّ معاوية كتب عدة رسائل لقيس، وحاول أن يجذبه إلى نفسه، لكنّ لم ينجح، فهدّده في رسالته الأخيرة.[٢٤] ثم اختلق رسالة تفيد بأنّ قيساً مال إلى معاوية، فقرأها على الشاميين، فعندما بلغ خبرها إلى الإمام علي(ع) لم يصدّقها، لكنه شاور بعض خواصّه، فأشاروا عليه بعزله.[٢٥] ومتزامنا مع هذه الأحداث وصلت إلى الإمام علي(ع) رسائل من جانب قيس أنه لا يرى بأن يصعّب على من اعتزل عن أمر البيعة مع أمير المؤمنين(ع) أو معاوية. فكتب له الإمام يأمره بأخذ البيعة من هؤلاء، وكان ذلك بإلحاح من عبد الله بن جعفر،[٢٦] لكن قيساً بما أنّه كان يعتبر هؤلاء متسالمين لا يريدون حربا ولا فتنة، فكتب رسالة أخرى للإمام، وأصرّ على رأيه، ونصح الإمام بالكفّ عنهم، فعزله الإمام من ولاية مصر، وذلك بإصرار عبد الله بن جعفر.[٢٧]

هذا وقد تبين بعد فترة أنّ إشارة قيس للإمام حول الذين توقفوا عن البيعة كان خيراً للإمام من إشارة سائر أصحابه، فبعد أن ظهر الأمر للناس، اتخذه الإمام علي(ع) من خواصه، وكان يسمع لآرائه.

مشاركته في المعارك

صاحب قيس الإمام علي(ع) في المعارك التي وقعت في خلافته، فعندما ظهرت بوادر معركة الجمل كان قيس ممن شجّع الإمام بمقابلة أصحاب الجمل، كما حفّز الأنصار لنصرة الإمام.[٢٨]

وعندما ظهرت بوادر معركة صفين كان قيس قد ولّاه الإمام علي(ع) إمارة آذربيجان، وذلك بعد أن عزله من إمارة مصر، فكتب له الإمام في رسالة أن يستخلف عبد الله بن شبيل الأحمسي في أذربيجان، ويلتحق هو بالإمام في الكوفة،[٢٩] وكان قيس من قادة جيش الإمام علي في معركة صفين.[٣٠] وفي هذه المعركة دفع الإمام علي(ع) راية رسول الله إلى قيس، فاجتمع تحته أهل بدر، والأنصار، والمهاجرون.[٣١] وأنشد قيس عند ذلك: قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت[٣٢] قالب:نهاية قصيدة

وفي معركة النهروان أرسله الإمام علي مع أبي أيوب الأنصاري إلى الخوارج ليصرفانهم من الحرب.[٣٣]

نصرته للإمام الحسن(ع)

ورد أنّ قيس بن سعد كان أول من بايع الإمام الحسنعليه السلام بالخلافة بعد استشهاد أمير المؤمنينعليه السلام سنة 40 هـ.[٣٤] وكان من قادة جيشه، إلا أنّه لم يوافق الإمام في صلحه مع معاوية، فعندما وصلته رسالة الإمام الحسن في ترك القتال مع معاوية، قام بين الناس وقال: أيها الناس، اختاروا أحد الأمرين: القتال بلا إمام، أو الدخول في طاعة معاوية. فاختار الناس طاعة معاوية.[٣٥]

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

  • ابن ابي الشيبة، عبد الله بن محمد، المصنّف، تحقيق: كمال يوسف الحوت، الرياض، مكتبة الرشد، 1409 هـ.
  • ابن حبان،‌ محمد بن أحمد، مشاهير علماء الأمصار، تحقيق: مجدي بن منصور بن السيد شوري،‌ بيروت، دارالكتب العلمية، د. ت.
  • ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمد معوض، بيروت، دار الكتب العلمية، 1995م-1415هـ.
  • ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله بن محمد، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، 1412هـ-1992م.
  • الأميني، عبد الحسين، الغدير، قم، مركز الغدير،‌ 1416هـ.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، كتاب جمل من أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار و رياض الزركلي، بيروت،‌ دار الفكر، 1417هـ-1996م.
  • الثقفي الكوفي، إبراهيم بن محمد، الغارات، تحقيق: جلال الدين الحسيني الإرموي، طهران، انجمن آثار ملي، 1353هـ ش.
  • خليفة بن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، بيروت، دار الكتب العلمية، 1415هـ.
  • الديلمي، حسن بن محمد، إرشاد القلوب إلى الصواب، قم، الشريف الرضي، 1412هـ.
  • الدينوري، ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، تحقيق: علي الشيري، بيروت، دار الأضواء 1410هـ/1990م.
  • الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، تحقيق: عبد المنعم عامر، قم، منشورات الرضي، 1368هـ ش.
  • الزركلي، خير الدين، الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال و النساء من العرب و المستعربين و المستشرقين، بيروت، دارالعلم للملايين، 1989م.
  • الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج على أهل اللجاج، تصحيح: محمد باقر الخرسان، نشر مرتضى، مشهد، 1403هـ.
  • الواقدي، محمد بن عمر، المغازي، تحقيق: مارسدن جونس، بيروت، مؤسسة الأعلمي، ط 3، 1409هـ-1989م.
  • اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، د. ت.
  • المقريزي، تقي الدين، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع‏‏، بيروت، دار الكتب العلمية، 1420 هـ.
  • سبط بن الجوزي، يوسف بن قزاوغلي، تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة، قم، المجمع العالمي لاهل البيت، 1426هـ
  1. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 595.
  2. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 614؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 594 - 595.
  3. المقريزي، إمتاع الأسماع، ج‏ 10، ص 4.
  4. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 621.
  5. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 595.
  6. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 1290.
  7. ابن الأثير، أسد الغابة، ج ‌2، ص 204.
  8. الواقدي، المغازي، ج ‌2، ص 775-776.
  9. ابن الأثير، أسد الغابة، ج ‌4، ص 125.
  10. ابن الأثير، أسد الغابة، ج ‌4، ص 126.
  11. الأميني، الغدير، ج 2، ص 51.
  12. الأميني، الغدير، ج 1، ص 107.
  13. خليفة بن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، ص 140؛ ابن حجر، الإصابة،‌ ج 5،‌ ص 361؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 1290؛ الزركلي، الأعلام، ج 5، ص 206.
  14. ابن حبان،‌ مشاهير علماء الأمصار، ص 79.
  15. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 1290.
  16. الزركلي، الأعلام، ج 5، ص 206.
  17. ابن حبان،‌ مشاهير علماء الأمصار، ص 79.
  18. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 1289؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 125.
  19. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 125.
  20. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 1289؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 125.
  21. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 1289؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 126.
  22. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 141؛ ابن خلدون، تاريخ این خلدون، ج ‌2، ص 623.
  23. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج ‌3، ص 1290.
  24. الثقفي، الغارات، ج 1، ص 214 - 216.
  25. الثقفي، الغارات، ج 1، ص 217.
  26. الثقفي، الغارات، ج 1، ص 218 - 219.
  27. الثقفي، الغارات، ج 1، ص 219.
  28. الدينوري، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 26.
  29. اليعقوبي،‌ تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 202-203.
  30. الثقفي، الغارات، ج 1، ص 223.
  31. سبط بن الجوزي، تذكرة الخواص، ج 1، ص 423.
  32. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 1293.
  33. الدينوري، الأخبار الطوال،‌ ص 207.
  34. الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 158.
  35. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 218؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 160.