الأوس والخزرج

من ويكي علوي
(بالتحويل من الخزرج)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الأوس والخزرج، من القبائل العربية التي هاجرت بسبب انهيار سدّ مأرب في اليمن، واستوطنت في منطقة يثرب التي سُمّيت فيما بعد بالمدينة المنورة، وقد جاوروا وحالفوا قبائل اليهود التي كانت تسكن يثرب آنذاك، ومن أكبرها قبيلة بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع، وقد نشبت فيما بينهم حروب بسبب المنافسة في ثروات المدينة، كما نشبت حروب أخرى بين قبيلتي الأوس والخزرج، حيثُ استمرت إلى ما قبل الهجرة النبوية.

نسبهم

ذُكر في الأخبار أنّ الأوس والخزرج أخوان، هما ولدا حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن أُمرئ القيس، ويمتد نسبه إلى الأزد بن الغوث بن مالك بن كهلان. [١]

وأمهم قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة بن عمرو بن عمرو، ولذلك عرفوا ببني قيلة نسبة إلى أمهم التي تنتسب إلى الغساسنة ملوك عرب الشام.[٢]

وقد أنجب الأوس بن حارثة مالك الذي أنجب عوف، وعمر، ومُرة، وجشم، وأُمرء القيس، وأمهم هند بنت الخزرج. أما الخزرج بن حارثة فقد أنجب خمسة أولاد، وهم: عمرو، وعوف، وجشم، وكعب، والحارث.[٣]

هجرتهم إلى يثرب

جاءت هجرة الأوس والخزرج اليمنيَين إلى يثرب بعد انهيار سد مأرب، وأقاموا إلى جانب اليهود، وعند وصولهم إلى يثرب أعجبوا بما فيها من أرض خصبة وينابيع كثيرة، وقد كان سكانها (وخاصة اليهود) في حاجة إلى الأيدي العاملة لاستثمار الأراضي، فسمحوا لهم بالنزول قريباً منهم، فسكن الأوس في جنوب شرق يثرب، بينما سكن الخزرج في جهة الشمال الغربي منها، وبمرور الزمن تحسنت أحوالهم، وازداد خلالها عدد الأوس والخزرج ونمت ثرواتهم.[٤]

حلفهم مع اليهود

في وقت نزول عرب الأوس والخزرج في يثرب، كان اليهود يشكلون أكثر من عشرين قبيلة، أكبرها بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع، فخشوا اليهود على أنفسهم وأملاكهم وأموالهم من جيرانهم العرب من أن يطمعوا في قراهم ومزارعهم وآبارهم العديدة، فتداعى عقلاء الطرفين إلى عقد حلف ومعاهدة يلتزمان فيها بالسلام والتعايش والدفاع عن يثرب إزاء الغزاة، فتحالفوا على ذلك والتزموا به مدة من الزمن.[٥]

حربهم مع اليهود

بعد مُضي فترة طويلة على الحلف المنعقد بين اليهود والعرب، وقد أثرى الأوس والخزرج في هذه المدة من الزمن، وصار لهم أموال وأعداد كثيرة، حينها خاف اليهود من بني قريظة والنضير، ففسخوا الحلف وقتلوا عدداً من العرب، وعملوا على إذلالهم، وبقي الأوس والخزرج على تلك الحال إلى أن ظهر فيهم مالك بن العجلان الذي استنجد بأبناء عمومته الغساسنة في الشام، فاستجابوا له وأرسلوا جيشاً كسر شوكة اليهود، ثم عادوا إلى الوفاق وعاشوا فترة أخرى حياة متوازنة.[٦]

الحرب بين الأوس والخزرج

بعد أن تغلب الأوس والخزرج على اليهود في يثرب استمرت القبيلتين على وفاقهم واتحادهم لفترة من الزمن، ثم ساءت العلاقات بينهم ووقع الخلاف، ونشبت الحرب التي امتدت إلى قُبيل الهجرة النبوية. وقد جاء في كُتب التأريخ أنّ أصل النزاع بين القبيلتين يرجع إلى عوامل سياسية واقتصادية، حيث تسببت هذه الحروب في خسائر كثيرة في الأرواح والأموال من قِبل الجانبين.[٧]

قصتهم مع نبي الإسلام

كان الأوس والخزرج يسمعون من يهود قينقاع وقريظة والنضير: « هذا أوان نبي يخرج من مكة يكون مهاجره إلى يثرب لنقتلنّكم به يا معشر العرب.» فخرج جماعة من الخزرج موسم العمرة في شهر رجب ومن بينهم ذكوان بن عبد القيس وأسعد بن زرارة الخزرجيان، فلقيا رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم عند طوافهما بالكعبة، فسمعا قول رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم وأسلما، وطلبا من الرسول أن يبعث معهم أحداً يعلمهم القرآن، فبعث رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم} معهم مصعب بن عمير؛ ليعلمهم القرآن وداعياً للإسلام، حتى كتب مصعب من يثرب إلى الرسولصلى الله عليه وآله وسلم أنّ الأوس والخزرج قد دخلوا جميعاً في الإسلام.[٨]


الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

  • البكري، حسين بن محمد، تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس، بيروت- لبنان، دار الكتب العلمية، ط 1، 2009 م.
  • حلمي اسماعيل، الشرق العربي القديم وحضارته، مصر-الاسكندرية، مؤسسة شباب الجامعة، ط 1، 1997 م.
  • الشريف، أحمد إبراهيم، مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول، مصر- الاسكندرية، دار الفكر العربي، ط 1، 1985 م.
  • الغروي، محمد هادي، موسوعة التاريخ الإسلامي، بيروت-لبنان، الناشر: أضواء الحوزة، ط 1، 1433 هـ.
  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، بيروت - لبنان، دار التعارف، 1406 هـ.
  1. حلمي إسماعيل، الشرق العربي القديم وحضارته، ص 241.
  2. أحمد إبراهيم، مكة والمدينة، ص 333.
  3. حلمي إسماعيل، الشرق العربي القديم وحضارته، ص 241.
  4. حلمي إسماعيل، الشرق العربي القديم وحضارته، ص 242.
  5. حلمي إسماعيل، الشرق العربي القديم وحضارته، ص 246.
  6. حلمي إسماعيل، الشرق العربي القديم وحضارته، ص 242.
  7. حلمي إسماعيل، الشرق العربي القديم وحضارته، ص 243.
  8. البكري، تاريخ الخميس، ج 1، ص 584؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 1، ص 236؛ الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، ج 1، ص 568 - 570.