معاوية بن أبي سفيان
معاوية بن أبي سفيان أول حاكم أموي، أسلم في فتح مكة، وكان من الطلقاء.استولى على الخلافة، بعد ما عقد الصلح مع الإمام الحسن ، وبقي في الحكم حتى سنة 60هـ.
شهد فتح الشام في عهد أبي بكر، واستلم في عهد عمر ولاية الأردن ثم ولاية جميع الشامات. ولم يساند عثمان عندما ثار عليه جمهور المسلمين، وذلك رغم أن طلب عثمان منه المساعدة. وفي عهد خلافة الإمام علي خرج عليه وبحجة الأخذ بثأر عثمان شن معركة صفين، وبعد شهادة أمير المؤمنين ومن خلال عقد الصلح مع الإمام الحسن استولى على زمام الخلافة، واختار مدينة دمشق عاصمة لحكمه.
وتوسعت الفتوحات في عهده في الأقسام الغربية من الدولة الإسلامية وشمالي أفريقيا، كما أن هناك تأكيد على الثبات في الفتوحات الشرقية من بلاد الإسلام.
بدّل معاوية الخلافة إلى ملك عضوض، وبذل غاية مجهوده لبيعة ابنه يزيد. وأنشأ دواوين جديدة لإدارة دولته، وتصدى وقابل قيام الخوارج والشيعة، وقام بكبحه وقمعه.
حياته
هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي الأموي القرشي، ولد في السنة الخامسة قبل البعثة، وقيل السابعة قبل البعثة أو الثالث عشرة قبل البعثة.[١] أمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف. أشهر الأقوال تتحدث عن كونه من الطلقاء وقد أسلم في فتح مكة،[٢] وقيل أسلم عام القضية، فحينئذ كان يخفي إسلامه.[٣] وهناك أخبار تقول بأنّه من كُتّاب الوحي،[٤] وقد دعا عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقال: اللهم لا تشبع له بطناً. كما أن هناك روايات موضوعة في تكريمه وتعظيمه.[٥] أما من أوصافه، فكان أبيض الوجه وجميلاً ويخضب لحيته، وقيل كان يخضبها باللون الذهبي حتى أنّها تبدو من الذهب.[٦] كان هو الوحيد الذي يلقب بخال المؤمنين من دون أخوان زوجات النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم . (كانت أم حبيبة أخت معاوية إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم).[٧] روى عن أبي بكر وعمر وعثمان وأخته أم حبيبه، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين.[٨]
شارك في حرب اليمامة، والتحق بجيش أبي بكر بقيادة أخيه يزيد متوجهاً إلى الشام، وحضر فتح المدن الساحلية كصيدا وعرقة وجبيل وبيروت وعكا وصور وقبادية.[٩]
كسب معاوية ثقة عمر فولاه الأردن كما ولّى عمر أخاه يزيد جميع مناطق الشام، ثم بعد وفاة أخيه يزيد بطاعون عمواس، سلّم عمر جميع الشام إلى معاوية، وعندما جاء عثمان نصب معاوية كوالي على الشام بأسرها، بعد وفاة عثمان رفض معاوية بيعة الإمام علي فخرج على الإمام بذريعة الأخذ بثأر عثمان، فبايعه أهل الشام من أجل الأخذ بثأر عثمان ومحاربة الإمام أمير المؤمنين .[١٠]
فبقى الصراع بينه وبين الإمام علي حتى نهاية خلافة الإمام وشهادته ، وعقد الصلح مع الإمام الحسن بعد شهادة الإمام علي ، ثم تنحى الإمام الحسن عن الخلافة لصالح معاوية وفق بعض شروط العقد،[١١] وتقلد الخلافة وحكم المسلمين إلى آخر عمره.[١٢]
وفاته
عندما مرض معاوية بمرض موته لم يكن يزيد في دمشق، فسلّم معاوية وصيته لضحاك بن قيس ومسلم بن عتبة لايصاله إلى ابنه يزيد، ومات في شهر رجب سنة ستين للهجرة، ودفن في مقبرة باب الصغير بدمشق.[١٣]
وكان معاوية شديد القلق على ابنه يزيد من معارضيه: الإمام الحسين ، وعبد الله بن زبير، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر. [١٤]
شهادات معاصريه
- قال أمير المؤمنين : والله ما معاوية بأدهى مني، ولكنه يغدر ويفجر، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس، ولكن لكل غدرة فجرة، ولكل فجرة كفرة، ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة.[١٥]
- دخل المغيرة بن شعبة على معاوية فسمع منه حديثاً يقدح فيه بالنبي العظيم صلى الله عليه وآله وسلم، فخرج منه متذمراً، وقال لولده: إنّي جئت من عند أخبث الناس، ونقل له حديثه.[١٦]
أعمال معاوية بن أبي سفيان
لقد ذكر لنا التاريخ الكثير من الأعمال التي قام بها معاوية بن أبي سفيان خلال فترة حكمه، ومنها:
- صلاته صلاة الجمعة يوم الأربعاء، وقد صلى بدون بسملة فاعترض عليه المهاجرون والأنصار.[١٧]
- إرساله بسر بن أرطاة بجيش كثيف إلى اليمن وأمره أن يقتل كل من كان في طاعة الإمام علي فقتل خلقاً كثيراً، وقتل فيمن قتل ابني عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، وكانا غلامين صغيرين.[١٨]
- نصبه يزيد ابنه حاكماً على الناس من بعده وأخذه البيعة من المسلمين بالإجبار والقهر.[١٩]
- قال ابن أبي الحديد: دعا معاوية بسر بن أبي أرطاة وكان قاسي القلب فظاً سفاكاً للدماء لا رأفة عنده ولا رحمة، فأمره أن يأخذ طريق الحجاز والمدينة ومكة حتى ينتهي إلى اليمن، وقال له: لا تنزل على بلد أهله على طاعة علي إلا بسطت عليهم لسانك حتى يروا أنهم لا نجاء لهم وأنك محيط بهم، ثم اكفف عنهم وادعهم إلى البيعة لي فمن أبى فاقتله، واقتل شيعة علي حيث كانوا.[٢٠]
- نقلت التواريخ أن معاوية بن أبي سفيان قتل جماعة بغير سم وهم: حجر بن عدي بعد رفضه البراءة من أمير المؤمنين ،[٢١] وقتله الصحابي عمرو بن الحمق الخزاعي بالجزيرة، وصلب رأسه، وكان رأسه أول رأس صُلب في الإسلام، [٢٢] وقتله محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة،[٢٣] وقتله محمد بن أبي حذيفة بعد أسره،[٢٤] وقتله عبد الرحمن بن عديس البلوي وهو من الصحابة الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة.[٢٥]
- قال المؤرخون انه اغتال مجموعة من الأشخاص بدس السم إليهم، ومنهم: الإمام الحسن بن علي ، عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، ومالك الأشتر النخعي،[٢٦] وسعد بن أبي وقاص، [٢٧]
- استلحاقه لزياد بن سمية بنسب أبي سفيان.[٢٨]
- لقد كتب الإمام الحسين بن علي إلى معاوية كتاباً جاء فيه: أمّا بعد: فقد جاءني كتابك تذكر فيه أنّه انتهت إليك عنّي اُمور لم تكن تظنّني بها رغبة بي عنها، وإنّ الحسنات لا يهدي لها، ولا يسدّد إليها إلّا اللَّه تعالى.
- وأمّا ما ذكرت أنّه رُقي إليك عنّي، فإنّما رقّاه الملّاقون المشّاؤون بالنميمة، المفرّقون بين الجمع، وكذب الغاوون المارقون، ما أردت حرباً ولا خلافاً، وإنّي لأخشى اللَّه في ترك ذلك منك ومن حزبك القاسطين المُحِلّين، حزب الظالم، وأعوان الشيطان الرجيم.
- ألست قاتل حِجْر وأصحابه العابدين المخبتين الذين كانوا يستفظعون البدع، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر؟ فقتلتهم ظلماً وعدواناً من بعد ما أعطيتهم المواثيق الغليظة، والعهود المؤكّدة، جرأةً على اللَّه، واستخفافاً بعهده؟
- أوَلست بقاتل عمرو بن الحمق الذي أخلقتْ وأبلتْ وجهه العبادة؟ فقتلته من بعدما أعطيته من العهود ما لو فهمته العُصْم نزلت من شُعَف الجبال.
- أوَلستَ قاتل الحضرمي الذي كتب إليك فيه زياد أنّه على دين علي ، ودين عليّ هو دين ابن عمّه صلى الله عليه وآله وسلم الذي أجلسك مجلسك الذي أنت فيه، ولولا ذلك كان أفضل شرفك وشرف آبائك تجشّمُ الرحلتين: رحلة الشتاء والصيف، فوضعها اللَّه عنكم بنا منّة عليكم.
- وقلتَ فيما قلتَ: متى تكدْني أكدْك. فكدْني يا معاوية ما بدا لك، فلعمري لقديماً يُكاد الصالحون، وإنّي لأرجو أن لا تضرّ إلّا نفسك، ولا تمحق إلّا عملك، فكدني ما بدا لك.
- واتّقِ اللَّه يا معاوية! واعلم أنّ للَّه كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلّا أحصاها، واعلم أنّ اللَّه ليس بناسٍ لك قتلك بالظنّة، وأخذك بالتُّهَمة، وإمارتك صبيّاً يشرب الشراب، ويلعب بالكلاب، ما أراك إلّا قد أوبقت نفسك، وأهلكت دينك، وأضعت الرعيّة، والسلام.[٢٩]
في عهد الخلفاء الثلاثة
كان يزيد بن أبي سفيان قائد جيش المسلمين في فتح الشام وقد تولّى معاوية وأخوه يزيد حكم الشامات من قبل أبي بكر.[٣٠]
نُصب معاوية بعد وفاة أخيه في عهد عمر والياً على الشام، وهذا الأمر تسبب استغراب بعض المؤرخين من تسامح عمر لمعاوية.[٣١] يقول الحسن البصري: كان معاوية ومنذ خلافة عمر يمهد للخلافة،[٣٢] وقد فوّض عمر أمر جميع الشامات إلى معاوية، [٣٣] ويقول معاوية: أنّ مكانته عند عمر جعلته يتمكن من رقاب الناس،[٣٤] وعندما احتج جمهور المسلمين فيما يتعلق بمعاوية على عثمان، كان عثمان يقول: كيف أقوم بعزله وقد نصبه عمر. [٣٥]
كانت الشام في عهد عثمان تتمتع بالأمن والأمان، فقام عثمان بنفي أشخاص وقراء الكوفة وأبا ذر إلى الشام، وعندما شعر معاوية بالخطر بادر إلى إخراجهم من هناك من أجل الاحتفاظ بموقعه بالحكم والاجتناب من تأثيرهم على أهل الشام.[٣٦]
كان أهل الشام ربائب معاوية، الأمر الذي كان في غاية الوضوح خلال الحكم الأموي، وقيل: إن رموز بني أمية شهدوا عند السفاح العباسي بأنّهم لا يعرفون قرابة للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم سوى بني أمية.[٣٧]
نقل عن معاوية أنّه قال: نحن شجرة رسول الله. [٣٨] وقد صرف غاية مجهوده من خلال عناوين له كـ "كاتب وحي" و"خال المؤمنين" أن يعزز مكانته الدينية، وقد استخدم علماء السلطة كي يضعوا الأحاديث في فضيلته ومن ثم نشرها بين الناس. [٣٩]
القيام على عثمان
أراد معاوية أن يستغل قيام جمهور المسلمين على عثمان لصالحه، فتارة طلب من عثمان أن يأتي عنده في الشام حتى يتخلص من معارضيه ويكون في مأمن هناك، لكن رفض عثمان هذا الاقتراح.[٤٠] وعندما اشتد الأمر على عثمان كان يرى معاوية أن قتل عثمان هو الطريق الوحيد في ذلك، فلم يقدم أي مساعدة له، حتى أنّ عثمان بعث إليه برسالة عتاب، عندما وصلت المضايقات وقيام الناس عليه في ذروتها. [٤١]
ومن جهة أخرى وبعد مقتل عثمان اعتبر معاوية نفسه والأمويين هم الورثة وبذريعة الأخذ بثأره قام على الإمام علي ، كما أن معاوية قام بخطبة زوجة عثمان عندما فرت بعد مقتله إلى الشام، لكنها رفضت الزواج.[٤٢]
كان معاوية يؤكد في كتبها التي يبعثها إلى الإمام: بأنّ عثمان قتل مظلوماً، ويتوسل بقول الله تعالى: قالب:قرآن. فنحن وأبناء عثمان أولى بهذا الأمر،[٤٣] فكان معاوية ومن خلال الداعيات والإعلانات يدعي بأنّه هو وريث عثمان.
في عهد خلافة الإمام علي
عزل الإمام علي لمعاوية
الإمام علي (ع) في بداية خلافة قال لمبعوث معاوية: أنّه لم يكن راضياً من ولايته على الشام وكذلك النّاس لم يرضوا به أيضاً،[٤٤] كتب معاوية قبل معركة الجمل إلى الزبير أنه - معاوية - قد أخذ له - للزبير - البيعة من أهل الشام، وأنه لم يبق أمامه إلا الكوفة والبصرة فلابدَّ من الإسراع بالخروج إليهما قبل الإمام علي لأخذ بيعة الناس فيهما له، فيُصبح - الزبير - هو الحاكم للدولة الإسلامية بأجمعها.[٤٥]
حاول معاوية أن يستجذب من الشخصيات المرموقة القرشية لا سيما من حضر شورى عمر كي ينتفع منه سياسياً. كما أنّ الإمام أشار إلى هذه الملاحظة وهي أنّ القرشيين المتواجدين في الشام لم يحضروا الشورى ولم يصلح لهم الخلافة.[٤٦] وكذلك معاوية عرض قضية الشورى من خلال كتاب أرسله إلى أمير المؤمنين .[٤٧]
أراد الإمام علي أن ينصب عبدالله بن عباس والياً على الشام، فبعث إلى معاوية كتاباً، لكن معاوية ردّ عليه بكتاب أبيض فارغ. فجاء مبعوث معاوية إلى الإمام وقال: أنّه أتى من قبل قوم يزعمون أن الإمام علي هو قاتل عثمان ولم يرضوا إلا بقتله.[٤٨]
استغل معاوية معركة الجمل لنفسه وشجع التهم القائلة بتدخل الإمام علي في قتل عثمان خصوصاً عند مواجهة الإمام لطلحة والزبير وعائشة.[٤٩] ٍ بعد أن انتهت معركة الجمل استقر الإمام في الكوفة واختارها عاصمة للخلافة؛ لأنّه من المتوقع أن يصبح هناك احتكاك مع الشام، فالعراق لها المؤهلات اللازمة لمواجهة معاوية وكانت جميع البلاد ما عدا الشام خاضعة لخلافة الإمام، كما أن الإمام حاول أن يقنع معاوية وذلك من خلال كتاب بعثه إليه، لكن معاوية لم يتقبل الأمر بذريعة أنه منصوب من قبل عمر.[٥٠] في المقابل طلب معاوية من الإمام أن يترك الشام ومصر له، فيابعه شريطة أن يكون في حل من بيعة أحد يأتي بعد الإمام، فردّ الإمام عليه: "لم يكن الله ليراني اتخذ المضلين عضداً".[٥١]
معركة صفين
بعد أن فشلت محاولات عزل معاوية من قبل الإمام علي من خلال الكتب التي بعثت إليه،[٥٢] عزم الإمام على الجهاد ومقابلة معاوية، فدعى الإمام أصحابه من المهاجرين والأنصار ثم خطب بالناس خطبة الجهاد، حدثت معركة صفين في شهر صفر سنة 37، فبدأ النصر يرفرف على معسكر الإمام علي حتى التجأ الطرف الآخر وبإشارة من عمرو بن العاص إلى رفع المصاحف فانخدع بعض العسكر عن استمرار المعركة بهذه الحيلة، وأدّت هذه الخديعة إلى قضية التحكيم بينهما وانتهت المعركة من دون نتيجة.[٥٣]
ما بعد معركة صفين
حاول الإمام بعد معركة النهروان أن يستنفر أهل العراق لمواجهة معاوية،[٥٤]لكن ما لبّى أحد نادئه إلا عددٌ قليل، فذم الإمام علي في خطبة هذا الموقف من الناس وقال:"مُنِيتُ بِمَنْ لاَ يُطِيعُ إِذَا أَمَرْتُ وَلا يُجِيبُ إِذَا دَعَوْتُ".[٥٥] ومعاوية كان على علم من ضعف أهل العراق لمطاوعة أمير المؤمنين ففي مثل هذه الظروف عزم معاوية على التعدي على مختلف الولايات التي تحت سيادة الإمام في الجزيرة العربية وحتى العراق كي يضعف شوكة الإمام ويمهد الطريق لانضمام العراق تحت سيطرته.[٥٦] فكان معاوية يقول:".............."، فسميت هذه التحديات بالغارات، وقد ألف أبو إسحاق الثقفي فهرساً منها وسماه الغارات.
غارات جيش الشام
ذكر أبو إسحاق الثقفي في كتابه الغارات، غارات جيش معاوية على المناطق الأخرى.
الهجوم على مصر
كانت مصر هي أول محطة شُنّ عليها الهجوم من قبل جيش الشام. فكان قيس بن سعد والي مصر يصطحب الإمام علي في معركة صفين. وبعد المعركة عين محمد بن أبي بكر حاكماً لمصر، لكن لتدهور الأوضاع في مصر أرسل الإمام علي مالك الأشتر ليتولى أمر مصر، فمعاوية كان على علم بهذه القضية، فاحتال قتله، فاستشهد مالك الأشتر في منطقة قلزم، وكان معاوية قد وعد ولاية مصر لعمر بن العاص، عندها توجه عمرو بجيش جرار إلى مصر.
تقابل كنانة بن بشر ومعه 2000 من جماعته في خارج المدينة مع عمرو وقُتل كنانة في المعركة وانهزم عسكره، وتفرّق الناس عن محمد بن أبي بكر في مصر، معاوية بن خديج قائد جيش الشام وجد محمد في خربة، فحزّ رأسه ووضعه في جوف حمار ميت وأحرقه، فتولى عمرو بن العاص حكم مصر حتى وفاته سنة 43هـ.
الهجوم على البصرة
أرسل معاوية وبمشورة من عمرو بن العاص عبد الله بن عامر الحضرمي إلى البصرة كي يجمع له أنصاراً بذريعة الأخذ بثأر عثمان ويحتل البصرة، فجمع ابن عامر قبيلة بني تميم، فقام عليه الضحاك بن عبد الله الهلالي واحتج عليه مدافعاً عن الإمام علي ، لكن جلّ بني تميم قاموا بنصرة ابن عامر، وقد طلب معاوية من ابن عامر أن يعتمد على مضر، الأمر الذي تسبب بسخط بني أزد. كتب زياد بن عبيد نائب عبد الله بن عباس والي البصرة كتاباً عن أحوال البصرة وكان ابن عباس حينها في الكوفة، فصلّى زياد صلاة الجمعة بنصرة الأزد، وطلب منهم أن يقوموا بمواجهة بني تميم، فأرسل الإمام زياد بن ضبيعة إلى البصرة كي يمنع بني تميم عن نصرة ابن عامر، فتمكن أن من إرجاع جماعة من بني تميم بجهوده ومساعيه، لكنه قتل على يد الخوارج، بعدها أرسل الإمام جارية بن قدامة ومعه خمسين نفراً إلى بني تميم في البصرة، فقرأ جارية كتاب الإمام على الشيعة، ودارت معركة هناك، وانتهت بهزيمة بني تميم.
الهجوم على العراق
أرسل معاوية الضحاكَ بن قيس إلى العراق وأوصاه أن ينهب أموال الناس ويقتل أنصار الإمام علي ويختفي بعدها. دخل الضحاك الكوفة وقام بنهب أموال الناس وهجم على قافلة الحجاج، فأرسل الإمام علي حجر بن عدي بأربعة نفراً لمواجهة الضحاك، التقى حجر وجماعته بالضحاك في تدمر، ودارت معركة بينهما وأسفرت عن 19 قتيلاً من أهالي الشام وقتيلين من أنصار حجر، وفرّ الضحاك في ظلام الليل.
ومن جملة ما قام به معاوية من غارات هجومه على عين التمر في أطراف الفرات حيث أرسل جماعة بقيادة النعمان بن بشير إلى هناك، فقوبل هذا الهجوم وانهزم النعمان، بعد هذه الغارات قام عدي بن حاتم وبألفين رجلاً متوجهاً إلى المناطق الشام الجنوبية دفعاً لما يقوم به معاوية.
وجّه معاوية جيشاً إلى دومة الجندل كي يستلم منهم الزكاة، ومن جانب آخر بعث الإمام جيشاً بقيادة مالك بن كعب إليها، فدارت معركة بينهما يوماً واحداً ورجع جيش الشام.
من جملة الغارات الأخرى هو هجوم سفيان بن عوف الغامدي بـ6000 رجل على هيت ومنها توجه إلى الأنبار. كان عدد أنصار الإمام قليلة، فاعتدى جيش الشام على الأنبار ونهبوا ما هناك، فأرسل الإمام خلفهم سعيدَ بن قيس الهمداني بـ8000 رجلاً، لكنهم تمكنوا من الوصول إلى الشام.
الهجوم على الحجاز
في موسم الحج عام 39 للهجرة أرسل معاوية جيشاً بقيادة يزيد بن شجرة الرهاوي إلى مكة حتى يدعو الناس إلى معاوية، في المقابل وجّه الإمام معقل بن قيس الرياحي إلى مكة لتصدى هذا الأمر، فرجع جيش الشام بعد موسم الحج من دون أن تقام معركة في البيت، فكان من الأمر أنه تبع جيش الشام حتى منطقة وادي القرى ولم يتمكن إلا من أسر عدد ممن تأخر عن جيش الشام، ولاحقاً تم تبادلهم بأسرى العراق.
من أعنف غارات معاوية هو الاعتداءات التي قام به بسر بن أرطاة على الحجاز واليمن، فطلب منه معاوية أن يقتل الشيعة أينما وجدهم، وقدكان لعثمان أتباع في اليمن فقاموا بوجه عبيد الله بن العباس والي اليمن وطلبوا من معاوية المساعدة عليه. أول ما قام به بُسر أنه دخل المدينة وفر أبو أيوب الأنصاري والي المدينة لعدم وجود أنصار هناك، فأُحرق بيت أبي أيوب وأُجبر الناس على البيعة لمعاوية ونصب أبا هريرة حاكماً على المدينة، ثم توّجه إلى مكة والطائف وقتل جماعة من الشيعة في تبالة، ففر أهالي مكة خوفاً من جرائم بسر. فأسر بسر زوجة وأولاد عبيد الله بن عباس، وحز رأسه أبنائه.
ثم دخل نجران وقتل عبدالله بن عبد المدان أبا زوجة عبيد الله بن العباس. بعدها توجه إلى اليمن فلم يتصدى له إلا عدد قليل من الشيعة فقتل بسر جمع غفير من أهل اليمن والمئات من شيعة إيران الذين كانوا يسكنون اليمن، ثم تحرك نحو حضرموت والتي سمع أن معظها من الشيعة، عندما سمع الإمام باعتداءات بسر أرسل جارية بن قدامة لمواجهته, وحينما وصل جارية مكة كان بسر قد تركها وخرج منها، فقيل أن جارية قبل أن يصل إلى الكوفة كان الإمام قد استشهد، فبايع الإمام الحسن عندما دخل الكوفة.
تأسيس الدولة الأموية
بايع أهل الشام معاوية في بيت المقدس بعد استشهاد الإمام علي ولَقّبَ معاوية نفسه "أمير المؤمنين"، ثم توّجه إلى العراق، فخرج الإمام الحسن بألفي رجلاً لمواجهة معاوية وكان منهم عبد الله بن عباس متوجهاً إلى المدائن، حينما وصل إلى ساباط شعر بالتزعزع وعدم ثبات أنصاره تجاهه، خصوصاً بعد أن نجح معاوية برشوة عبيد الله بن عباس وإرضائه، عندئذ توقف الإمام عن الحرب، وبعد محادثات جرت بينه وبين معاوية أُجبر الإمام أن يترك الساحة لمعاوية، واشترط الإمام في الصلح أن يستلم الخلافة بعد معاوية. إثر هذا الصلح دخل معاوية الكوفة وتمت المبايعة معه وسميت تلك السنة بعام الجماعة.
وسبب هذه التسمية أن الأمة ما عدا الخوارج بايعوا خليفة واحداً. وقد أشار الجاحظ إلى أن معاوية في تلك السنة استولى على الملك واستبد برأيه وقهر بذلك بقية الشورى والمهاجرين والأنصار وقال: "فسمّوه عام الجماعة، وما كان عام جماعة، بل كان عام فرقة وقهر وجبرية وغلبة، والعام الذي تحوّلت فيه الإمامة ملكاً كسروياً، والخلافة منصباً قيصرياً، ولم يعد ذلك أجمع الضلال والفسق، ثمّ ما زالت معاصيه من جنس ما حكينا، وعلى منازل ما رتّبنا، حتّى ردّ قضية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ردّاً مكشوفاً، وجحد حكمه جحداً ظاهراً في ولد الفراش وما يجب للعاهر، مع إجماع الأمّة....".[٥٧]
كانت حكومة معاوية أول تجربة لحاكم تمكن أن يتسلم الحكم والقدرة من بين الخلافات الدينية وسياسية وحتى القبلية والإقليمية، وذلك من خلال القوة والانتفاع من الحيل السياسية. وقد صرّح معاوية أنه أخذ الخلافة بالسيف دون مشورة مع الناس وإرضاء. فهكذا تأسس الحكم الأموي، وصار معاوية خليفة الأمة الإسلامية ودام الحكم لهم 91 سنة حكم خلال هذه الدولة 14 خليفة أولهم معاوية وآخرهم مروان بن محمد الجعدي.
محاولاته قبل الخلافة
كان معاوية يقول أن مخالفته مع الإمام علي ليست من أجل الخلافة، لكنه قبل معركة الجمل كتب إلى الزبير أن يأخذ له البيعة من أهل الشام، فإن تمكن من العراق فلا يواجه مشكلة مع الشام، ففرح الزبير بهذا الكتاب. حاول معاوية أن يستجذب من الشخصيات المرموقة القرشية لا سيما من حضر الشورى بعد عمر كي ينتفع منه سياسياً. كما أن الإمام أشار إلى هذه الملاحظة وهي أن القرشيين المتواجدين في الشام لم يحضروا الشورى ولم يصلح لهم الخلافة.[٥٨] وكذلك معاوية عرض قضية الشورى من خلال كتاب أرسله إلى أمير المؤمنين .[٥٩]
منهجه السياسي
انعقد صلح معاوية مع الإمام الحسن ، وبذلك انتهى عصر الخلافة الأول وبدأ العصر الأموي. اختار معاوية دمشق عاصمة حكمه، ونظراً إلى أهدافه سعى لتثبيت دعائم دولته، فهّم ببعض الاجراءات لتحقيق أهدافه. وهي: تغيير بنية النظام السياسي، التركيز على دور القوة العسكرية لتحقيق الاستقرار في الداخل والتوسع في الخارج.
التوازن والسيطرة على قوة القبائل، تأمين ولاية العهد لحكمه، إخضاع المعارضين، الإحسان إلى كبار الشخصيات الإسلامية من الصحابة وأبنائهم، توطيد الأمن من خلال استعمال أقاربه كعتبة بن أبي سفيان ومروان بن الحكم و....
استخدام مبادئ الدين لتقوية خلافته
استخدم معاوية مبادئ الدين لتحكيم خلافته، فكان يقول: هذه الخلافة أمر من أمر الله، وقضاء من قضاء الله.[٦٠] وعندما خالفته عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في جعل يزيد ولي عهده والخليفة من بعده، قال لها: وإن أمر يزيد قضاء من القضاء، وليس للعباد الخيرة من أمرهم.[٦١] وقال زياد بن أبيه والي معاوية وعامله على البصرة والكوفة في خطبته: أيها الناس، إنّا أصبحنا لكم سادة، وعنكم ذادة، نسوسكم بسلطان الله الذي أعطانا،[٦٢] وقد أشار لنفس المطلب ابنه يزيد، وذلك في أول خطبة خطبها: أما بعد فإن مُعَاوِيَة بْن أبي سُفْيَان كان عبدًا من عبيد اللَّه أكرمه الله، واستخلفه، وخوّله، ومكّن له، فعاش بقدرٍ، ومات بأجل،[٦٣] وقد رد معاوية على ابن عثمان حينما احتج على حكمه وتوليه يزيد خلفاً له على المسلمين، وأنّ معاوية ما نال من الخلافة إلا بواسطة أبيه عثمان، فقال له: فإنما هو الملك يؤتيه الله من يشاء.[٦٤]
كان يقول معاوية: أنا أول الملوك،[٦٥] غير مكترث استخدام هذا اللقب لنفسه، كما أنه يرى خلافته وحكمه نظاماً سياسياً لا يعنيه ما يمارسونه الناس من طقوس دينية وما يؤدونه من عبادات ، فيقول في إحدى خطبه: والله إني ما قاتلتكم لتصلوا، ولا لتصوموا، ولا لتحجوا ولا لتزكوا، إنكم لتفعلون ذلك، وإنما قاتلتكم لأتأمر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون.[٦٦]
منهجه في إدارة الحكم
استخدم معاوية طاقاته وقدراته لتأسيس الدوواوين والمراكز الإدارية المفيدة تبعاً للمناهج الإدارية النافعة آنذاك، وذلك لإدارة دولته، فشهدت الدوواوين في عصره تطوراً ملحوظاً، وكان لارتباطه بدولتي إيران والروم الدور المؤثر في إنشائها. كان بنو أمية يتبعون سياسة عمر بن الخطاب في نظامهم الإداري، دون أن يقوم بتكميله أو تطوره، لكن عندما جاء دور معاوية استفاد في إدارته من الخبراء الرومان، كسرجون بن منصور وابنه منصور بن سرجون، وذلك في إنشاء ديوان المحاسبات.
الهوامش
المصادر والمراجع
- نهج البلاغة، الناشر: مؤسسة نهج البلاغة، ط 1، قم- ايران، 1414 ه .
- ابن أبي أصيبعة، أحمد بن القاسم، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، بيروت - لبنان، دار مكتبة الحياة، د.ت.
- ابن أبي الحديد المعتزلي، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، د.م، دار إحياء الكتب العربية، 1378 هـ - 1959 م.
- ابن أبي عاصم، أحمد بن عمرو، الأحاد والمثاني، الرياض – السعودية، دار الراية، ط 1، 1411 هـ - 1991 م.
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، بيروت - لبنان، دار الجيل، ط 1، 1412 هـ.
- ابن خياط، خليفة بن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، دمشق, بيروت، الناشر: دار القلم - مؤسسة الرسالة, ط2، 1397 هـ.
- ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب، بيروت – لبنان، دار الفكر، 1434 هـ - 2012 م.
- ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: علي شيري، بيروت - لبنان، دار الفكر للطباعة والنشر، 1415 هـ.
- الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان، بيروت – لبنان، دار الفكر – دار إحياء التراث العربي، 1399 هـ.
- الصنعاني، عبد الرزاق بن همام، المصنف، بيروت – لبنان، المكتب الإسلامي، 1403 هـ.
- المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار، بيروت – لبنان، دار إحياء التراث العربي، 1989 م.
- المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجواهر، بيروت – لبنان، مؤسسة الأعلمي، ط 1، 1411 هـ - 1991 م.
- الموسوي، أحمد، موسوعة الأنوار في سيرة الأئمة الأطهار، الرويس – لبنان، دار العلوم، ط 1، 1431 هـ - 2010 م.
- الإسكافي، محمد بن عبد الله، المعیار والموازنة، تصحيح: محمد باقر المحمودي، د.ن، 1402 هـ.
- الذهبي، محمد بن أحمد، سیر أعلام النبلاء، تحقیق: شعیب ارناووط، بیروت - لبنان، مؤسسة الرسالة، 1414 هـ.
- مبیض، محمد سعید، موسوعة حیاة الصّحابة من کتب التراث، أدلب - سوريا، مکتبة الغزالي، د.ت.
- ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، المحقق: علي محمد معوض - عادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ط 1، 1415 هـ - 1994 م.
- الجزائري، عبد الباقي قرنة، معاوية، قم - إيران، انتشارات دار التفسير، ط 2، 1427 هـ.
- الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، تحقيق: عبد المنعم عامر، مراجعة: الدكتور جمال الدين الشيال، القاهرة - مصر، الناشر: دار إحياء الكتب العربي - عيسى البابي الحلبي وشركاه، ط 1، 1960 م.
- ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، د.م، الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، ط 1، 1424هـ - 2003 م.
- البلاذري، أحمد بن يحيى، جمل من أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض زركلي، بيروت، دار الفكر، ط 1 ، 1417 هـ - 1996 م.
- الجاحظ، عمرو بن بحر، البيان والتبيين، بيروت - لبنان، الناشر: دار ومكتبة الهلال، 1423 هـ.
- الجاحظ، عمرو بن بحر، رسائل الجاحظ، تحقيق وشرح: عبد السلام محمد هارون، القاهرة - مصر، الناشر: مكتبة الخانجي، 1384 هـ - 1964 م.
- ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت - لبنان، ط 1، 1410 هـ - 1990 م.
- الأمين، محسن بن عبد الكريم، أعيان الشيعة، بيروت - لبنان، دار التعارف، د.ت.
- ابن عبد ربه، أحمد بن محمد، العقد الفريد، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1404 هـ.
- الشوكاني، محمد بن علي، الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، المحقق: عبد الرحمن بن يحي المعلمي اليماني، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، د.ت.
- ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتاب العربي، ط 1، 1417 هـ -1997 م.
- ابن طيفور، أحمد بن أبي طاهر، بلاغات النساء، صححه وشرحه: أحمد الألفي، القاهرة - مصر، الناشر: مطبعة مدرسة والدة عباس الأول، 1326 هـ - 1908 م.
- ↑ مبيض، موسوعة حياة الصحابة من كتب التراث، ج 5-6، ص 3478.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 401.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 5، ص 201.
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 3، ص 122.
- ↑ الشوكاني، الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، صص 403 - 407.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 1، ص 349.
- ↑ الإسكافي، المعيار والموازنة، ص 21.؛ ابن كثير، تفسير ابن كثير، ج 3، ص 477.؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج 59، ص 103.
- ↑ العسقلاني، فتح الباري، ج 8، ص 105.
- ↑ البلاذري، فتوح البلدان، ص 173.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 86.؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4، ص 444.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف: ج3، صص 41 - 42.
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 11، ص 143.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج 2، ص 419.
- ↑ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 226.
- ↑ نهج البلاغة، ص 237.
- ↑ المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 50.
- ↑ الصنعاني، المصنف، ج 2، ص 92.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 340.
- ↑ الموسوي، موسوعة الأنوار، ج 2، ص 203.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 2، ص 6.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 197.
- ↑ ابن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، ص 153.
- ↑ ابن أبي عاصم، الأحاد والمثاني،ج 1، ص 471.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 7، ص 74.
- ↑ الحموي، معجم البلدان، ج 2، ص 157.
- ↑ ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، ج 1، صص 171 - 172.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 16، ص 49.
- ↑ الموسوي، موسوعة الأنوار ، ج 2، ص 188.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 44، ص 212.
- ↑ الجزائري، معاوية، ص 106.
- ↑ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، ج 25، ص 24.
- ↑ عبد الجبار، تثبيت دلائل النبوة، ص 593.
- ↑ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، ج 25، صص 17 - 20.
- ↑ ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج 1، ص 15.
- ↑ الجزائري، معاوية ،صص 106 - 110.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 4، ص 237.
- ↑ المسعودي، مروج الذهب، ج 3، ص 33.؛ المقريزي، النزاع والتخاصم، ص 28.
- ↑ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، ج 11، ص 87.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج 25، صص 5-16.؛ من جملة هذه الأحاديث أن رسول الله قال: الإمناء عند الله ثلاثة: جبرئيل وأنا ومعاوية، وقد ذكر ابن عساكر مفصلاً أحاديث مماثلة.
- ↑ ابن كثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 528.
- ↑ الذهبي، تاريخ الإسلام، صص 450- 451.
- ↑ الرازي، نثر الدر، ج 4، ص 62.؛ ابن طيفور، بلاغات النساء، صص 138 - 139.
- ↑ أبو هلال الثقفي، الغارات، ص70.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، صص 211 - 212.
- ↑ الجزائري، معاوية، صص 214 - 215.
- ↑ المنقري، وقعة صفين، ص 58.
- ↑ ابن قتيبة، الإمامة والسياسية، ج 1، ص 121.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، صص 211 - 212.
- ↑ جعفريان، تاريخ خلفاء، ج 2، ص 278.
- ↑ ابن أعثم، الفتوح، ج 2، ص 380.
- ↑ المنقري، وقعة صفين، ص52.؛ ابن أعثم، الفتوح، ج 2، ص 392.
- ↑ المنقري، وقعة صفين، صص 110 - 111.؛ ابن أعثم، الفتوح، ج 2، صص 477 - 480.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 188.
- ↑ نهج البلاغة، خطب 39، 131، 180.
- ↑ نهج البلاغة، خطبة 39.
- ↑ جعفريان، تاريخ خلفاء، ج 2، ص 323.
- ↑ الجاحظ، رسائل الجاحظ، ج 2، ص 11.
- ↑ المنقري، وقعة صفين، ص 58.
- ↑ ابن قتيبة، الإمامة والسياسية، ج 1، ص 121.
- ↑ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، ج 9، ص 85.
- ↑ ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 205.
- ↑ ابن أعثم، الفتوح، ج 4، ص 180.؛ الجاحظ، البيان والتبيين، ج 2، ص 42.؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 5، ص 220.
- ↑ ابن قتيبة، الامامة والسياسة، ج 1، ص 225.؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 5، ص 229.
- ↑ ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 214.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 232.؛ ابن أبي شيبة، المصنف، ج 11، ص 147.
- ↑ ابن ابي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 16، ص 46.؛ ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، ج 25، صص 43 - 45.