عذاب القبر
عذاب القبر، من أهم العقبات الصعبة التي يتعرّض لها الإنسان بعد الموت في عالم البرزخ، وعُبّر عن عذاب القبر بالضغطة أو الضمة التي يتعرّض لها الميت عند دفنه في قبره. جاء في الروايات أنّ الاستخفاف بالصلاة، وعدم نصرة الضعيف، وانقطاع الرجل عن زوجته، وتضييع النعم الإلهية في الدنيا، وسوء الخُلق مع الأهل، سبب في ضغطة القبر، كما قيل أيضاً في سبب هذه الضغطة أنه ما من أحد إلا وقد ألمّ بذنب فتدركه هذه الضغطة جزاء له، ثم تدركه الرحمة بعد ذلك.
من ناحية أخرى ورد أنّ زيارة قبر الإمام الحسين، وحب آل بيت النبيصلی الله عليه وآله وسلم، وموت المؤمن بين زوالي يومي الخميس والجمعة وما إلى ذلك، سبب في النجاة من ضغطة القبر.
هناك اختلاف في هل أنّ عذاب القبر يقع على البدن الدنيوي أو البدن الأخروي، فبحسب قول الفلاسفة ومشهور المتكلّمين، فإنّ روح الإنسان تتعلّق بالبدن المثالي بعد الموت، فقيل: من يعتقد أنّ الروح لا تبقى فهو معتقد بأنّ عذاب القبر مختص بالجسد، ولكن من يعتقد ببقاء الروح فهو يذهب إلى أنّ الروح ترجع للجسد وعذاب القبر مختص بها، أو يشملها مع الجسد معاً.
نُسب إلى النبيصلی الله عليه وآله وسلم في روايات أهل السنّة أنّ الميت يُعذّب ببكاء أهله عليه، في حين ورد خلاف ذلك في الكتب الشيعية أنّ من سيرة النبي صلی الله عليه وآله وسلم البكاء على من رآه مشرفاً على الموت وعلى من توفّى شهيداً، ومنها بكاءه على سبطه الشهيد الإمام الحسين.
التعريف بعذاب القبر
ضغطة القبر أو عذاب القبر، من أهم العقبات الصعبة التي يتعرّض لها الإنسان بعد الموت، وعُبّر عن عذاب القبر بالضغطة أو الضمة التي يتعرّض لها الميت عند دفنه في قبره، والقبر مقرّ الميت، أو هو محل سكنى الأموات، وهو أول منزل من منازل الآخرة،[١] وبحسب ما جاء في الروايات أنّ عذاب القبر لا يختص بمن دُفن تحت الأرض، بل يشمل كل الموتى، كما جاء عن الإمام الصادق عندما «سُئل عن المصلوب يُصيبه عذاب القبر؟ فقال: إِنّ ربّ الأَرض هو ربّ الهواء، فيُوحي الله عزّ وجلّ إِلى الهواء، فيَضغطه ضغطة أشدّ من ضغطة القبر».[٢]
وطبقاً لرواية أخرى عن الإمام الصادق ، فإنّ معظم الناس لا تنجو من ضغط القبر، وعندما دفن النبي (ص) صلی الله عليه وآله وسلم ابنته رقية، صلى عليها ودعا الله لها بالنجاة من ضغطة القبر، كما جاء عن أبي بصير قال: قلتُ لأبي عبد الله: «أيُفلِتُ من ضغطة القبر أحدٌ؟ قال: فقال: نعوذُ بالله منها ما أقلّ من يُفلِتُ من ضغطة القبر. إنّ رُقية لمّا قتلها عُثْمَانُ وقف النبيصلى الله عليه وآله وسلم على قبرها، فرفع رأسهُ إلى السماء، فدمعت عيناهُ، وقال للناس: إني ذكرتُ هذه، وما لَقِيَت، فرَققتُ لها، واستوهبتها من ضمَة القبر. قال: فقال: اللهم هب لي رُقيَة من ضمة القبر، فوهبها الله له».[٣]
غالباً ما تُجمع الأحاديث المتعلّقة بالقبر وعذابه بفصلٍ مستقل في الكتب الحديثية، وقد روى العلامة المجلسي قرابة (128) رواية في هذا الصدد، عن (القبر والعذاب وسؤال منكر ونكير، ونحوها).[٤]
أسباب عذاب القبر
ورد عن الأئمة عليهم السلام إنّ اسباب عذاب القبر كثيرة، منها: الاستخفاف بالصلاة، ومنها: عدم نصرة الضعيف، ومنها: الشك في نبوة النبي (ص)، ومنها: انقطاع الرجل عن زوجته.[٥] وقيل في سبب هذه الضغطة أنه ما من أحد إلا وقد ألمّ بذنب فتدركه هذه الضغطة جزاء له، ثم تدركه الرحمة بعد ذلك.[٦]
ومن أسباب ضغطة القبر أيضاً تضييع النعم الإلهية في الدنيا، كما ورد عن الإمام الصادق : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ضغطة القبر للمُؤمن كفَّارةٌ لِما كان منه من تضييع النِعَم.[٧] ومنها أيضاً التبول مع عدم مراعاة الطهارة، ومنها: سوء الخُلق مع الأهل، كما يُستفاد ذلك من رواية سعد بن معاذ أنّ سوء خُلق الرجل مع أهله وإسماعهم ما يكرهون، أي: الإغلاظ لهم في الكلام سبباً لضغطة القبر، حيث ورد عن الإمام الصادق عن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم: إنّ رسول اللَّه صلی الله عليه وآله وسلم خرج في جنازة سَعدٍ وقد شيّعهُ سبعون ألف مَلَكٍ فرفع رسول اللَّه صلی الله عليه وآله وسلم رأْسه إلى السّماء ثمّ قال مِثلُ سعدٍ يُضَمُّ قال قُلتُ جُعِلتُ فداكَ إنّما نُحدّث أنه كان يستَخِفُّ بالبَول فقال معاذ اللَّه إنّما كان من زعَارّةٍ في خُلُقه على أهلِه.[٨]
بحسب الروايات أيضاً، الغيبة والنميمة وعدم كون الشخص تحت ولاية الأئمة المعصومين عليهم السلام، وعدم نصرة المظلوم، والصلاة بدون وضوء، تسبب عذاب القبر.[٩] ورد في كتاب جامع السعادات بأنّ عدم رضا الأم يُشدّد في سكرات الموت وعذاب القبر.[١٠]
عوامل النجاة من عذاب القبر
- زيارة قبر الإمام الحسين: روي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي زِيَارَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ مِنَ الْفَضْلِ لَمَاتُوا شَوْقاً، وَتَقَطَّعَتْ أَنْفُسُهُمْ عَلَيْهِ حَسَرَاتٍ، قُلْتُ: وَمَا فِيهِ؟ قَالَ: مَنْ أَتَاهُ تَشَوُّقاً كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ حِجَّةٍ مُتَقَبَّلَةٍ، وَأَلْفَ عُمْرَةٍ مَبْرُورَةٍ ... وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ، وَيُؤْمِنُهُ اللَّهُ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ، وَمِنْ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ أَنْ يروعانه [يُرَوِّعَاهُ]... الخ.[١١]
- موت المؤمن يوم الجمعة: روي عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَدْعُو، فَيُؤَخِّرُ اللَّهُ حَاجَتَهُ الَّتِي سَأَلَ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِيَخُصَّهُ بِفَضْلِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَقَالَ مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ.[١٢]
- موت المؤمن بين زوالي يومي الخميس والجمعة: روي عن الإمام الصَّادِقُ انه قال: مَنْ مَاتَ مَا بَيْنَ زَوَالِ الشَّمْسِ مِنْ يَوْمِ الْخَمِيسِ إِلَى زَوَالِ الشَّمْسِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَمِنَ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ.[١٣]
- قراءة سورة النساء في كل يوم جمعة: روي عن زر بن حبيش عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: من قرأ سورة النساء في كل جمعة أومن من ضغطة القبر.[١٤]
- الحج أربع حجج: روى عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله أنه قال: وَمَنْ حَجَّ أَرْبَعَ حِجَجٍ لَمْ تُصِبْهُ ضَغْطَةُ الْقَبْرِ أَبَداً، وَإِذَا مَاتَ صَوَّرَ اللَّهُ الْحِجَجَ الَّتِي حَجَّ فِي صُورَةٍ حَسَنَةٍ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الصُّوَرِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ تُصَلِّي فِي جَوْفِ قَبْرِهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ قَبْرِهِ، وَيَكُونُ ثَوَابُ تِلْكَ الصَّلَاةِ لَهُ، وَاعْلَمْ أَنَّ الرَّكْعَةَ مِنْ تِلْكَ الصَّلَاةِ تَعْدِلُ أَلْفَ رَكْعَةٍ مِنْ صَلَاةِ الْآدَمِيِّينَ.[١٥]
- الإدمان على قراءة سورة الزخرف: روي عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: مَنْ أَدْمَنَ قِرَاءَةَ حم الزُّخْرُفِ آمَنَهُ اللَّهُ فِي قَبْرِهِ مِنْ هَوَامِّ الْأَرْضِ، وَضَغْطَةِ الْقَبْرِ، حَتَّى يَقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ، ثُمَّ جَاءَتْ حَتَّى تُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ بِأَمْرِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.[١٦]
- صلاة أربع ركعات يوم الجمعة: روي عن أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ صَلَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ، وَحم السَّجْدَةَ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى جَنَّتَهُ، وَشَفَّعَهُ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ، وَوَقَاهُ ضَغْطَةَ الْقَبْرِ، وَأَهْوَالَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَقُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ: فِي أَيِّ وَقْتٍ أُصَلِّي هَذِهِ الصَّلَوَاتِ؟ فَقَالَ: مَا بَيْنَ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِلَى زَوَالِهَا.[١٧]
- قراءة كل يوم عشر كلمات: روى عن النبيصلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: مَنْ قَالَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ فِي كُلِّ يَوْمٍ عَشْراً غَفَرَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ أَرْبَعَةَ آلَافِ كَبِيرَةٍ، وَوَقَاهُ مِنْ شَرِّ الْمَوْتِ، وَضَغْطَةِ الْقَبْرِ، وَالنُّشُورِ وَالْحِسَابِ، وَالْأَهْوَالِ كُلِّهَا، وَهُوَ مِائَةُ: هَوْلٍ أَهْوَنُهَا الْمَوْتُ، وَوُقِيَ مِنْ شَرِّ إِبْلِيسَ، وَجُنُودِهِ، وَقُضِيَ دَيْنُهُ، وَكُشِفَ هَمُّهُ، وَغَمُّهُ، وَفُرِّجَ كَرْبُهُ، وَهِيَ هَذِهِ أَعْدَدْتُ لِكُلِّ هَوْلٍ (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ)، وَلِكُلِّ هَمٍّ وَغَمٍّ (مَا شَاءَ اللَّهُ)، وَلِكُلِّ نِعْمَةٍ (الْحَمْدُ لِلَّهِ)، وَلِكُلِّ رَخَاءٍ (الشُّكْرُ لِلَّهِ)، وَلِكُلِّ أُعْجُوبَةِ (سُبْحَانَ اللَّهِ)، وَلِكُلِّ ذَنْبٍ (أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ)، وَلِكُلِّ مُصِيبَةٍ (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، وَلِكُلِّ ضِيقٍ (حَسْبِيَ اللَّهُ)، وَلِكُلِّ قَضَاءٍ وَقَدَرٍ (تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ)، وَلِكُلِّ عَدُوٍّ (اعْتَصَمْتُ بِاللَّهِ)، وَلِكُلِّ طَاعَةٍ وَمَعْصِيَةٍ (لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ).[١٨]
- قراءة سورة ن : روي عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الصَّائِغِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ ن وَالْقَلَمِ فِي فَرِيضَةٍ أَوْ نَافِلَةٍ آمَنَهُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُ فَقْرٌ أَبَداً، وَأَعَاذَهُ اللَّهُ إِذَا مَاتَ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.[١٩]
- صلاة أربع ركعات في الليلة السادسة من شعبان: روى عن النبيصلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ومن صلّى في اللّيلة السادسة من شعبان أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة وخمسين مرة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، قبض اللّه روحه على السعادة، ووسّع عليه في قبره، ويخرج من قبره، ووجهه كالقمر، وهو يقول: أشهد ان لا إله إلّا اللّه وانّ محمّداً عبده ورسوله.[٢٠]
- الصلاة في يوم الخامس عشر من شهر رجب: روى عن النبيصلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ان من صلّى في النصف من رجب يوم خمسة عشر عند ارتفاع النهار خمسين ركعة، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) مرة و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) مرة و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) مرة، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه، وحشر من قبره مع الشهداء ويدخل الجنّة مع النبيين، ولا يعذب في القبر، ويرفع عنه ضيق القبر، وظلمته، وقام من قبره، ووجهه يتلألأ.[٢١]
هل بكاء أهل الميت يوجب عذابه في القبر؟
نُسب إلى النبي في روايات كتب أهل السنة من تعذيب الميت بسبب نياح وبكاء وصراخ من حوله على قبره، منها ما رواه الخليفة الثاني وابنه عبد الله من نهي النبي صلی الله عليه وآله وسلم عن البكاء على الميّت، كما جاء في صحيح مسلم عن النبي صلی الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إنّ الميت يعذّب ببكاء أهله عليه". وفي رواية أخرى: "الميت يعذّب في قبره بما نيح عليه".[٢٢]
ذكرت الروايات في الكتب الشيعية أنّه كان من سيرة النبي صلی الله عليه وآله وسلم البكاء على من رآه مشرفاً على الموت وعلى من توفّى شهيداً أو غير شهيد وعلى قبر المتوفى. وبكاء النبي صلی الله عليه وآله وسلم عدّة مرّات على سبطه الشهيد الإمام الحسين قالب:عليه السلام.[٢٣]
عذاب الجسم الدنيوي أم الاخروي؟
هناك اختلاف في هل أنّ عذاب القبر يقع على البدن الدنيوي أو البدن الأخروي. فبحسب قول الفلاسفة ومشهور المتكلّمين، فإنّ روح الإنسان تتعلّق بالبدن المثالي بعد الموت- وهو بدن يشبه البدن الدنيوي، لكنه خالي من خواصه مثل الجرم والوزن- ، مع ذلك يُنسب إلى السيد المرتضى وسديد الدين الحمصي الرازي من متكلّمي الشيعة بأنهما يعتقدان بأنّ الروح ترجع إلى الجسد كما تشعر بضغطة القبر من خلال الجسد الدنيوي.[٢٤]
يقول عبد الرزاق اللاهيجي بأنّ من يعتقد أنّ الروح لا تبقى فهو معتقد بأنّ عذاب القبر مختص بالجسد، ولكن من يعتقد ببقاء الروح فهو يذهب إلى أنّ الروح ترجع للجسد وعذاب القبر مختص بها، أو يشملها مع الجسد معاً.[٢٥]
حسب قول أبي الحسن الأشعري، مؤسس مذهب الأشعرية: هناك خلافات بين المسلمين حول عذاب القبر، حيث يقول أنّ أكثر المسلمين تعتقد بعذاب القبر، وينسب نفيه إلى المعتزلة.[٢٦]
الأدلة القرآنية
عذاب القبر مما تسالم عليه المسلمون، والأدلة عليه من القرآن الكريم والسنّة النبوية كثيرة، ومن بين الأدلة القرآنية:
قوله تعالى: قالب:قرآن،[٢٧] فالآية صريحة في إثبات عذاب القبر قبل قيام الساعة، حيث يقول المفسّرون عن هذه الآية: أنّ هناك عرضاً على النار ثم إدخالاً فيها والإدخال أشدّ من العرض، وأنّ العرض على النار قبل قيام الساعة التي فيها الإدخال وهو عذاب البرزخ - عالم متوسط بين الموت والبعث - و"غدواً وعشياً" إشارة إلى التوالي من غير انقطاع، ولعل لأهل البرزخ لعدم انقطاعهم عن الدنيا بالكلية نسبة ما إلى الغداة والعشي.[٢٨] وقوله تعالى: قالب:قرآن،[٢٩] والآية صريحة أيضاً في الحديث عن عذابين: العذاب العظيم وهو عذاب الآخرة، والعذاب الأدنى وهو عذاب البرزخ أو كما يُسمّى بعذاب القبر.[٣٠] وهناك آيات أخرى تدلّ أيضاً على عذاب القبر صريحاً أو تلميحاً، كقوله تعالى: قالب:قرآن.[٣١] وغيرها من الآيات الكثيرة.
الكتب التي تحدثت عنها
ذُكرت ضغطة القبر وعذاب القبر في كتب عديدة، منها كتاب منازل الآخرة للشيخ عباس القمي، وكتاب عروج الروح لمحمد شجاعي، والتحقيق القرآني والروائي في موضوع عذاب القبر، لمهدي فربودي، [٣٢] وأيضاً كتاب عذاب القبر في ضوء القرآن والروايات حول عالم القبر لجابر رضواني،[٣٣] وغيرها.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- ابن طاووس، علي بن موسى، الإقبال بالأعمال الحسنة، قم - إيران، الناشر: دفتر تبليغات اسلامي، 1376 ش.
- ابن طاووس، علي بن موسى، جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع، قم - إيران، الناشر: دار الرضى، 1330 هـ.
- ابن قولويه القمي، جعفر بن محمد، كامل الزيارات، النجف الأشرف- العراق، الناشر: دار المرتضوية، ط 1، 1398 ه.
- الأحسائي، أحمد بن زين الدين، أحوال البرزخ والآخرة، تحقيق: صالح أحمد الدباب، بيروت - لبنان، دار المحجة البيضاء- مؤسسة شمس هجر، ط 4، 1430 هـ - 2009 م.
- البرقي، أحمد بن محمد بن خالد، المحاسن، قم - إيران، الناشر: دار الكتب الإسلامية، ط 2، 1371 هـ.
- الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، قم - إيران، مؤسسة آل البيتقالب:عليهم السلام، قم، ط 1، 1409 ه.
- الزمخشري، محمود بن عمر، أساس البلاغة، بيروت – لبنان، الناشر: دار صادر، 1979 م.
- الأشعري ، أبو الحسن ، مقالات في الإسلاميين واختلاف المصلين، ألمانيا-ويسبادن، فرانس شتاينر، 1400 هـ.
- الصدوق، محمد بن علي، ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، قم - إيران، الناشر: دار الشريف الرضي للنشر، ط 2، 1406 هـ.
- الصدوق، محمد بن علي، من لا يحضره الفقيه، قم - إيران، انتشارات دفتر تبليغات إسلامي حوزه علميه قم، ط 2، 1413 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، دفتر الانتشارات الإسلامية التابعة لجامعة المدرسين للحوزة العلمية، قم، ط5، قم ـ ايران، 1417ق.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، انتشارات ناص، ط3، طهران ـ ايران، 1372 ش.
- العياشي، محمد بن مسعود، تفسير العيّاشي، طهران – إيران، الناشر: المطبعة العلمية، ط 1، 1380 هـ.
- الفيض الكاشاني، محمد محسن، الوافي، الناشر: مكتبة أمير المؤمنين، أصفهان-إيران، ط1، 1406هـ.
- القمي، عباس، منازل الآخرة حول الموت وعالم ما بعد الموت، دار التعارف، بيروت - لبنان، د. ط، 1413 هـ.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، طهران – إيران، دار الكتب الإسلامية، ط 4، 1407 ه.
- الاهیجي، عبدالرزاق، گوهر مراد (الجوهرة المطلوبة)، طهران - إيران، 1383 ش.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت ـ لبنان، دار إحياء التراث العربي، 1403 هـ
- الملایري، موسی، «نظريات حول الجسم البرزخي، نقد وتحليل».
- النراقي، محمد مهدي، جامع السعادات، قم - إيران، مؤسسه مطبوعات إیران، 1383 ش.
- النوري، حسين بن محمد تقي، مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، قم - إيران، مؤسسة ال البيتقالب:عليهم السلام، ط 1، 1408 ه.
- ↑ الأحسائي، أحوال البرزخ والآخرة، ص 47.
- ↑ الفيض الكاشاني، الوافي، ج 3، ص 725.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 3، ص 236.
- ↑ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 6، صص 220-282.
- ↑ القمي، عباس، منازل الآخرة حول الموت وعالم ما بعد الموت، ص 52.
- ↑ عاشور، عبد اللطيف، عذاب القبر ونعيمه، ص 95.
- ↑ الصدوق، ثواب الأعمال، ص 197.
- ↑ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 6، ص 202.
- ↑ القمي، عباس، منازل الآخرة حول الموت وعالم ما بعد الموت، صص 53-63.
- ↑ النراقي، محمد مهدي، جامع السعادات، ج 2، ص 263.
- ↑ ابن قولويه، كامل الزيارات، ص 142 - 143.
- ↑ البرقي، المحاسن، ج 1، ص 58.
- ↑ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 138.
- ↑ العياشي، تفسير العياشي، ج 1، ص 215.
- ↑ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 2، ص 217.
- ↑ الصدوق، ثواب الأعمال، ص 113.
- ↑ ابن طاووس، جمال الأسبوع، ص 42.
- ↑ النوري، مستدرك الوسائل، ج 5، ص 379.
- ↑ الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 6، ص 142.
- ↑ ابن طاووس، الإقبال بالأعمال الحسنة، ج 3، ص 306.
- ↑ ابن طاووس، الإقبال بالأعمال الحسنة، ج 3، ص 239.
- ↑ صحيح مسلم، ج2، ص 639 ؛ كتاب الجنائز، باب الميت يعذّب ببكاء أهله عليه ـ
- ↑ العسكري، مرتضى، من سنن النبي (ص) البكاء على الميت ج 1، ص 25.
- ↑ الملایري، موسى، نظريات حول الجسم البرزخي، نقد وتحليل، صص 109 - 115.
- ↑ اللاهیجي، عبد الرزاق، گوهر مراد (الجوهرة المطلوبة)، صص 649-560.
- ↑ الأشعري، أبو الحسن، مقالات الإسلامیین واختلاف المصلين، ص 430.
- ↑ سورة غافر: 46.
- ↑ الطباطبائي، محمد حسين، تفسير الميزان، ج 17، ص 335.
- ↑ سورة التوبة:101.
- ↑ الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير مجمع البيان، ج 5، ص 114.
- ↑ سورة الطور: 47.
- ↑ «عالم القبر»، موقع بيع الكتب.
- ↑ «عالم القبر، السر الكبير»، موقع المكتبة الدولية.