سعد بن معاذ
سعد بن معاذ:
من أصحاب رسول الله(ص)، رجال الشيخ (13).
روى الكليني- (رضوان الله عليه)- عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله(ع)، أن النبي(ص)، صلى على سعد بن معاذ، و قال: لقد وافى من الملائكة سبعون ألف و فيهم جبرئيل(ع)، يصلون عليه فقلت له: يا جبرئيل بم يستحق صلاتكم عليه؟ فقال: بقراءة قل هو الله أحد قائما و قاعدا، و راكبا و ماشيا و ذاهبا و جائيا. الكافي: الجزء 2، كتاب فضل القرآن 3، باب فضل القرآن 13، الحديث 13.
و رواها الصدوق باختلاف ما في ثواب قراءة قل هو الله أحد، من كتاب ثواب الأعمال- عند بيان ثواب سور القرآن سورة سورة من أولها إلى آخرها-
عن محمد بن الحسن، قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه(ع)، و فيها: تسعون ألف. أقول: سند الرواية صحيح، على الأظهر، و دلالتها على جلالة سعد بن معاذ ظاهرة، و هذه هي العمدة في المقام، و هناك روايات أخر كلها ضعيفة. منها:
ما عن البحار، نقلا عن التفسير المنسوب إلى العسكري س من حديث يشتمل على مدح سعد بن معاذ مدحا بليغا، و فيه: إن النبي(ص)قال لسعد: أبشر فإن الله يختم لك بالشهادة، و يهلك بك أمة من الكفرة، و يهتز عرش الرحمن لموتك، و يدخل بشفاعتك الجنة مثل عدد شعور حيوانات بني كلب.
إلا أن هذا التفسير لم يثبت أنه من الإمام(ع)، بل فيه ما ينافي ذلك، و لعلنا نتعرض لذلك في المحل المناسب له، على أن ما في هذا الخبر من اهتزاز عرش الرحمن بموته قد كذبه الصادق(ع).
فقد روى الصدوق في معاني الأخبار، باب نوادر المعاني و هو آخر أبواب الكتاب، الحديث 25: عن محمد بن موسى بن المتوكل- رضي الله عنه- قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله(ع): إن الناس يقولون إن العرش اهتز لموت سعد بن معاذ، فقال(ع): إنما هو السرير الذي كان عليه.
و منها
ما رواه الصدوق في العلل، الباب 62، و هو الباب الآخر من الجزء الأول، عن أبي الحسن علي بن الحسين بن سفيان بن يعقوب بن الحرث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن يوسف الأزدي، قال: حدثنا علي بن نوح الحناط، قال: حدثنا عمرو بن اليسع،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد(ع)، من حديث يشتمل على بيان كيفية تشييع رسول الله(ص)جنازة سعد بن معاذ، و فيه: و رجع الناس و قالوا: يا رسول الله لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على أحد! إنك تبعت جنازته بلا رداء و لا حذاء،! فقال رسول الله(ص)إن الملائكة كانت بلا حذاء و لا رداء فتأسيت بها .. الحديث.
و رواها في الأمالي، المجلس 61، عن أبي الحسن علي بن الحسن بن شقير بأدنى اختلاف. لكن هذه الرواية لا يعتمد عليها لأن في سندها عدة مجاهيل. و منها:
ما رواه الصدوق في الفقيه: الجزء 1، باب التعزية و الجزع عند المصيبة، الحديث 512، و حيث قال: وضع رسول الله(ص)رداءه في جنازة سعد بن معاذ- رحمة الله عليه- فسئل عن ذلك، فقال: إني رأيت الملائكة قد وضعت أرديتها فوضعت ردائي.
أقول: أشار الصدوق بذلك إلى ما رواه في العيون، و الأمالي، و إلا فهي رواية مرسلة فلا يعتمد عليها أيضا. ثم إن الصدوق(قدس سره) ذكر في أواخر باب الثلاثة من الخصال في عنوان: لسعد بن معاذ ثلاثة مواقف في الإسلام لو كانت واحدة منهن بجميع الناس لاكتفوا بها فضلا، إلا أنه لم يذكر في ذيله رواية فلا بد و أن يكون سقط عن النسخة أو من قلم المصنف (قدس سره)