الشيخ أحمد بن محمد مهدي النراقي
أحمد النراقي (1185 ــ 1245 هـ)، الملقب بالفاضل النراقي، ابن المولى محمد مهدي النراقي، من علماء الشيعة في القرن الثالث عشر الهجري، وكان أديباً وشاعراً، درس الفقه، والأصول، والكلام، والفلسفة عند والده ورحل إلى العراق سنة 1205 هـ لغرض الزيارة ومواصلة الدراسة الحوزوية في حوزة النجف الأشرف، وبعدها سافر إلى مدينة كربلاء المقدسة لمواصلة دراسته، ثم عاد إلى كاشان، وتصدّى للمرجعية بعد وفاة والده سنة 1209 هـ.
له مؤلفات كثيرة، من أهمها: كتاب مستند الشيعة في أحكام الشريعة، وعوائد الأيام، ومعراج السعادة، باللغة الفارسية.
ولادته ونسبه
ولد المولى أحمد بن المولى محمد مهدي بن أبي ذر النراقي الكاشاني في 14 جمادى الثاني سنة 1185 هـ، بقرية نراق في كاشان،[١] والده المولى محمد مهدي النراقي صاحب كتاب جامع السعادات.[٢]
نشاطه العلمي
دراسته
درس المقدمات من النحو والصرف وغيرهما في بلده،[٣] ثم درس المنطق والرياضيات والفلك، وقرأ الفقه، والأصول، والكلام والفلسفة عند والده المولى محمد مهدي النراقي.[٤]
رحل إلى العراق سنة 1205 هـ لغرض الزيارة ومواصلة الدراسة الحوزوية في النجف الأشرف،[٥] وبعدها سافر إلى مدينة كربلاء المقدسة لمواصلة دراسته، ثم عاد إلى كاشان، وتصدّى للمرجعية بعد وفاة والده سنة 1209 هـ.[٦]
أساتذته
من أساتذته نذكر منهم:
- أبوه، الشيخ محمد مهدي النراقي، المعروف بالمحقّق النراقي.
- الشيخ محمد باقر الأصفهاني، المعروف بالوحيد البهبهاني.
- السيد محمد مهدي الشهرستاني.
- السيد محمد مهدي بحر العلوم.
- الشيخ جعفر كاشف الغطاء.
- السيد علي الطباطبائي، صاحب كتاب رياض المسائل.[٧]
تلامذته
من تلامذته نذكر منهم مايلي:
- السيد محمد تقي البشت المشهدي.
- أخوه، الشيخ أبو القاسم النراقي.
- الشيخ محمد حسن الجاسبي.
- أبنه، المولى محمد النراقي.
- الشيخ مرتضى الأنصاري.
- السيد أبو القاسم الحسيني.[٨]
- السيد محمد شفيع الجابلقي.[٩]
مؤلفاته
له مؤلفات كثيرة، منها:
- سيف الأمة وبرهان الملة، باللغة الفارسية.
- عوائد الأيام.
- الرسائل والمسائل، باللغة الفارسية.
- معراج السعادة، باللغة الفارسية.
- مستند الشيعة.
- وسيلة النجاة، باللغة الفارسية.
- أسرار الحج، باللغة الفارسية.
- ديوان شعر، باللغة الفارسية.
- الخزائن، باللغة الفارسية.
- شرح تجريد الأُصول.
- كتاب في التفسير.
- مشكلات العلوم.
- مناهج الأُصول.
- تذكرة الأحباب.
- مفتاح الأحكام.
- أساس الأحكام.
- عين الأُصول.
- هداية الشيعة.[١٠]
مواقفه
كان له الدور الفعال في عصره، تمثل في مواقف منها:
مواجهته للشبهات
كان متقن اللغة العربية، وكذلك بعض اللغات الأخرى، وله أطلاع في مختلف العلوم مما جعله يكتب فيها، له كتاب رد فيه على الشبهات التي أثارها الفادري النصراني (هنرى مارتين)، على الإسلام وقد سماه (سيف الأمة وبرهان الملة)، حيث نقل فيه من الكتب السماوية بنفس ألفاظها، ثم ترجمها إلى اللغة الفارسية.[١١]
مواقفه السياسية
كانت حقبة حكم القاجاريين، خاصة فترة حكم فتح علي شاه القاجاري واحدة من أكثر الفترات حساسية وأكثرها إثارة في التاريخ الإيراني، منها وقوع حربين كبيرتين بين إيران وروسيا في عامي (1222 و1241 هـ) أدت بالنهاية إلى توقيع اتفاقيتين، هما: ”اتفاقية گلستان“ و”تركمان چاي“.[١٢]
يقول مؤلف كتاب (التاريخ السياسي والدبلوماسي الإيراني): ”ارتفعت حدة الغليان الشعبي ضد الروس إلى أعلى درجة تذكر، فقد دعا أبناء الشعب والعلماء وأغلب المسؤولين إلى إعلان الحرب ضد الحكومة الروسية، وفي 5 ذي الحجة سنة 1241 هـ دخل السيد محمد المجاهد بمعية مائة من العلماء، السلطانية، وقامت مجموعة أخرى من الأهالي بزعامة المولى أحمد النراقي بالتوجه إلى فتح علي شاه وتظاهروا أمامه“، وقد أصدر هؤلاء المجتهدين فتوى جماعية، جاء فيها أن من يتقاعس عن جهاد الروس يعد كمن عصى الله وتبع الشيطان، وإثر المواعظ والخطابات الحماسية التي أطلقها العلماء الحاضرون في المخيمات وميدان الحرب، استعاد الإيرانيون جميع المناطق والمدن التي خسروها في حربهم الأولى مع الروس.[١٣]
أقوال العلماء فيه
نذكر منهم ما يلي:
- ذكره السيد محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة حيث قال: ”كان عالماً فاضلاً جامعاً لأكثر العلوم، لاسيما الأصول والفقه والرياضيات، شاعراً بليغاً بالفارسية“.[١٤]
- قال عنه الشيخ محمد رضا المظفر في مقدمة كتاب جامع السعادات: ”هو المولى أحمد النراقي صاحب (مستند الشيعة) المشهور في الفقه، وصاحب التأليفات الثمينة، أحد أقطاب العلماء في القرن الثالث عشر، وكفاه فخراً أنّه كان أحد أساتذة الشيخ العظيم المولى مرتضى الأنصاري“.[١٥]
- قال عنه الشيخ أقا بزرك الطهراني في كتابه طبقات أعلام الشيعة: ”هو الشيخ المولى أحمد بن المولى محمد مهدي بن أبي ذر النراقي الكاشاني، عالم كبير وفقيه بارع ومصنف جليل، ولامع متبحر ورئيس مطاع، وكان رحمه الله من العلماء الاتقياء والابرار الأخيار عطوفاً على الفقراء، شفيعاً على الضعفاء، ساعياً في قضاء الحوائج، باذلاً جهده في إنجاز مطالب المحتاجين“.[١٦]
- قال عنه الشيخ عباس القمي في كتاب الفوائد الرضوية: ”العالم العابد والفاضل الفقيه النبيه والشاعر الاديب، والسراج الوهاج، والبحر العجاج، فحل الفحول“.[١٧]
أولاده
كان له من البنين ثلاثة:
- المولى محمد النراقي(1215 ــ 1297 هـ) الملقب بـ”عبد الصاحب“ من الفقهاء، وهو أشهر أولاده، وصاحب مؤلفات كثيرة، منها: كتاب مشارق الأحكام، وكتاب أنوار التوحيد في الكلام.[١٨]
- نصير الدين، وله مصنفات، منها شرحه على كتاب الكافي.[١٩]
- ملاّ محمد جواد، وهو من العلماء، توفي سنة 1278 هـ.[٢٠]
وفاته
توفى في 23 ربيع الثاني سنة 1245 هـ بقرية نراق في كاشان، اثر الوباء الذي اجتاح تلك المناطق، ونقل إلى النجف الأشرف، ودفن في صحن الإمام علي مع والده في شباك جنب إيوان العلماء.[٢١]
من كراماته بعد وفاته
- نقل صاحب كتاب روضات الجنات، قصة حول كراماته بعد وفاته: ”وحكى لي بعض تلامذته من جملة كرامات جثتهقالب:قدس سره: أني لاقيتها في بعض المنازل وكانت موضوعة في أنزه مكان وحولها القراء مشغولون بتلاوة القرآن، وكنت خائفاً عليها من الفساد والرائحة لشدة حرارة الجو، فلما جلست عنده لم أجد منه إلا الرائحة الطيبة تشبه رائحة المسك، بل لم يوجد في بدنه أي تغير أصلاً إلى أن دفن في صحن الإمام علي“.[٢٢]
- نقل السید محمد كلانتر، حكایة وقعت فی عصره، قال نقلها لي بعض الثقات وهي: ”أنّ الحكومة العراقية أخذت فى عمارة أسس الرواق المُطهّر ــ لحضرة أمير المؤمنين ــ بعد أن تضعضعت وأشرفت على الخراب، فحفروها شيئاً فشيئاً وبنوها بالحديد والإسمنت والطابوق... إلى أن وصل البناء قرب مدفن المولى أحمد النراقي ووالده المولى محمد مهدي النراقي، فحفروه وإذا بجثتین رطبتین وجدتا تحت الصخرة التي فوقهما وعليهما اسمهما، كأنهما ماتا من يومهما وأُقبرا من ساعتهما، ولم يبد عليهما أيُ تغير وتفسخ“.[٢٣]
المصادر والمراجع
- الأمين، السيد محسن، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1403 هـ/ 1983 م.
- الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، طهران، المطبعة الحيدرية، 1390 هـ.
- الطهراني، محمد محسن، طبقات أعلام الشيعة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1430 هـ.
- الفتلاوي، كاظم عبود، مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف، النجف الأشرف، العتبة العلوية المشرفة، ط 2، 1431 هـ/ 2010 م.
- القمي، عباس، الفوائد الرضوية، تحقيق: ناصر باقري بيدهندي، قم، الناشر: انتشارات مؤسسة بوستان كتاب، ط 1، 1385 هـ.
- النراقي، أحمد، عوائد الأيام، تحقيق: مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية، قم، مكتب الإعلام الإسلامي، ط 1، 1417 هـ.
- النراقي، أحمد، مستند الشيعة، بيروت، مؤسسة آل البيت، لأحياء التراث، ط 1، 1429 هـ/ 2008 م.
- النراقي، محمد بن المولى أحمد، تفريغ الفؤاد لمعرفة المبدأ والمعاد، قم، مؤسسة الإمام الهادي، ط 1، 1428 هـ.
- النراقي، محمد مهدي، جامع السعادات، تحقيق: السيد محمد كلانتر، النجف الأشرف، مطبعة النعمان، د.ت.
- النراقي، محمد، مشارق الأحكام، تحقيق: حسين الوحدتي الشبيري، قم، الناشر: مؤتمر المولى مهدي النراقي، 1422 هـ.
- نجف، محمد أمين، علماء في رضوان الله، قم، انتشارات الإمام الحسين، 1430 هـ/ 2009 م.
- ↑ النراقي، مستند الشيعة، ج 1، ص 14.
- ↑ نجف، علماء في رضوان الله، ص 264.
- ↑ نجف، علماء في رضوان الله، ص 263.
- ↑ النراقي، مستند الشيعة، ج 1، ص 15.
- ↑ النراقي، عوائد الأيام، ص 36.
- ↑ النراقي، مستند الشيعة، ج 1، ص 15.
- ↑ نجف، علماء في رضوان الله، ص 264.
- ↑ نجف، علماء في رضوان الله، ص 264.
- ↑ النراقي، عوائد الأيام، ص 41.
- ↑ نجف، علماء في رضوان الله، ص 264.
- ↑ الخوانساري، روضات الجنات، ج 1 ، ص 96.
- ↑ النراقي، عوائد الأيام، ص 51.
- ↑ النراقي، عوائد الأيام، ص 52 ــ 53.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 3، ص 184.
- ↑ النراقي، جامع السعادات، ج 1، ص 5.
- ↑ الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 10، ص 116.
- ↑ القمي، الفوائد الرضوية، ص 85.
- ↑ النراقي، مشارق الأحكام، ص 5.
- ↑ النراقي، مستند الشيعة، ج 1، ص 16.
- ↑ النراقي، مستند الشيعة، ج 1، ص 16.
- ↑ الفتلاوي، مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف، ص 54.
- ↑ الخوانساري، روضات الجنات، ج 1 ، ص 98.
- ↑ النراقي، تفريغ الفؤاد، ص 13.