الشيخ باقر شريف القرشي
باقر شريف القرشي، (1344 ــ 1433 هـ)، هو عالم شيعي، وباحث ومؤرخ وكاتب عراقي، ولد في النجف الأشرف، وبدأ دراسته عند علمائها. من أبرز أساتذته هو السيد أبو القاسم الخوئي، حيث حضر عنده البحث الخارج لعشرين سنة تقريباً.
اهتم الشيخ القرشي بالكتابة والبحث، وقدّم بحوثاً في مختلف المجالات، وله مؤلفات عديدة، من أهمها موسوعة سيرة أهل البيت (ع)، وهي دراسة حول حياة الأئمة (ع)، بالإضافة إلى كتب حاشية على الكفاية والمكاسب، ونظراً إلى ما كان يعيشه من أجواء تحت الحكم العراقي أخذت رسائله وكتاباته طابعاً سياسياً واجتماعياً.
السيرة الذاتية
الولادة والنسب
الشيخ باقر ابن الشيخ مهدي بن الحاج ناصر ابن الشيخ قاسم ابن الشيخ محمد ابن الشيخ مسعود بن عمارة، ولد سنة 1344هـ، وكان والده مرشداً دينياً في ناحية القاسم إحدى أقضية الحلة،[١] وتوفيت والدته عندما كان طفلاً، فقام والده بتربيته وتوجيهه لطلب العلم وكان عمره أقل من عشرة سنين.
الدراسة
بدأ دراسته، فانضم إلى مدرسة أهل البيت الدينية، ولم يدرس في المدارس الرسمية آنذاك حيث لم تكن منتشرة في عصره. فنشأ نشأة علمية اتصل بن المهاجرين الأحسائيين والقطيفيين وقطع شوطاً من حياته في تدريس العلوم العربية. [٢] كما ودرس هو وأخوه الشيخ هادي علم النحو دراسة وافية في الجامع الهندي حدود ثمان سنين حتى أصبحا من النحات، وقد حضر في تلك الفترة عند الشيخ حسين الأحسائي والشيخ بشير العاملي والسيد علي شبر واخيراً آية الله الشيخ محمد طه الشيخ آل راضي.
وعن دراسته في البحث الخارج يقول الشيخ باقر:
- حضرت البحث الخارج فترة موجزة عند السيد محسن الحكيم (قدس)، ولازمت السيد الخوئي (قدس) عشرين عاماً، وكتبت معظم بحوثه في الفقه والأصول ولا تزال محفوظة في مكتبة الأمام الحسن (ع).
ومن تلامذته: الدكتور عباس كاشف الغطاء والشيخ علي الفضلي والشيخ شهاب الدين.
الوفاة
توفي يوم الأحد 26 رجب سنة 1433 هـ في النجف الأشرف، وصلى عليه المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم، ودفن في النجف الأشرف في مكتبته الخاصة مكتبة الامام الحسن (ع) عصر يوم الأثنين الموافق 18/6/2012.
النشاطات العلمية والسياسية
بناء على ما قاله باقر شريف القرشي أنّ الأفكار الشيوعي بدأت تنتشر في زمن عبد الكريم قاسم، وقد أقيمت مؤتمرات وندوات لنشر الشيوعية من قبل أنصاره، فقام الشيخ باقر مع بعض العلماء وطلاب العلوم الدينية بإلقاء الخطابات ونشر البيانات والتحذير من هذه الأفكار وتأليف الكتب في هذا الخصوص منها: "النظام السياسي للإسلام"، "النظام الاجتماعي في الإسلام"، و"العمل وحقوق العامل في الإسلام"، و"في أنظمة الحكم والإدارة"، حيث واجهت ترحيب من قبل الناس، وقد ترجمت بعضها إلى الإنجليزية وهي الآن تدرس في المراكز العلمية.[٣]
وفي هذه الفترة التي كان الرقابة الشديدة على طباعة الكتب قرر باقر شريف مغادرة العراق والتوجه إلى خارج البلاد لمواصلة النشاطات السياسية والعلمية والثقافية.[٤]
تأسيس مكتبة
أسس باقر شريف القرشي سنة 1414 هـ برفقة أخيه الشيخ هادي شريف القرشي مكتبة باسم مكتبة الإمام الحسن عليه السلام العامة في النجف الأشرف.
التأليفات
له العديد من التأليفات في شتى مواضيع، فقسم منها حول حياة أئمة أهل البيت عليهم السلام. وفي عام 1430 هـ تمّ طبع آثار القرشي حول سيرة النبیصلی الله عليه وآله وسلم وأهل البيتعليهم السلام ضمن مجموعة واحدة بعنوان موسوعة سيرة أهل البيت (ع) في 40 مجلد.
رأيه في الإمام الخميني
ورد عن الشيخ باقر أنه قال حول الإمام الخميني (ره):
- إنّ من أهمَ ما يميز به هذا العصر هو ظهور الإمام الخميني (ره)، معجزة القرن العشرين، فقد كان النموذج الأعلي للفكر الإسلامي الأصيل، لقد قاد الامام الخميني (ره) نهضة إسلامية كبرى قل نظيرها. ولقد رأيت مظاهر هذه النهضة المباركة.
- وإنّ الإمام الخميني في أفكاره المشرقة الأصيلة نادى بالوحدة الإسلامية والتقارب الإسلامي والفرار من عبودية الاستعمار وعملائه، وعلى المسلمين أن يرجعوا إلى كتاب الله وسنة نبيه، فإنّهما كفيلان بتحرير الإنسان وتنظيم سلوكه.
الهوامش
المصادر والمراجع
- آل محبوبة، جعفر، ماضي النجف وحاضرها، بيروت، دار الأضواء، الطبعة الثانية، 1986م.