السيد محمد سعيد الحكيم
السيد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم (1354 - 1443 هـ) أحد مراجع التقليد الشيعة في العراق، بدأ دراسته الحوزوية منذ صغره، وتتلمذ على يد جده لأمه السيد محسن الحكيم، وحسين الحلي، والسيد الخوئي، وقد قام بتدرس الدروس التخصصية للحوزة كالفقه وأصوله ودروس أخرى كالأخلاق والتفسير منذ شبابه، وله مؤلفات عديدة في مواضيع كالفقه والأصول والكلام والقضايا الاجتماعية. ألقي في السجن لـ 8 سنوات في عهد صدام، وبدأت مرجعيته بعد وفاة السيد الخوئي، وله مكاتب فعالة في بعض المدن كالنجف، وقم، ودمشق، وبيروت.
الحياة والسيرة
هو السيد محمد سعيد ابن آية الله السيد محمد علي بن السيد أحمد بن السيد محسن بن السيد أحمد بن السيد محمود بن السيد إبراهيم (الطبيب) بن الأمير السيد علي الحكيم ابن الأمير السيد مراد الطباطبائي، نسبه يرجع إلى إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهو السبط الأكبر للسيد محسن الحكيم.[١] ولد في مدينة النجف، 8 ذي القعدة 1354 هـ/1936 م.[٢] والده السيد محمد علي الحكيم من أساتذة البحث الخارج في الفقه والأصول. ومن أئمة الجماعة في النجف تتلمذ على السيد محسن الحكيم، والسيد حسن البجنوردي، كما حضر درس محمد حسين الأصفهاني.[٣]
وفاته
توفي أثر سكتة قلبية مفاجئة عن عمر 87 عاماً في النجف 25 محرم عام 1443 هـ.[٤]
نشاطاته العلمية
تتلمذ الحكيم على يد علماء زمانه، وأبرز أساتذته على ما يلي:
- والده السيد محمد علي الطباطبائي الحكيم حيث باشر تدريسه من أول المقدمات في اللغة والنحو والمنطق والبلاغة والأصول والفقه حتى أنهى على يديه جلّ دراسة السطوح العالية.
- جده السيد محسن الطباطبائي الحكيم حيث حضر لديه جملة وافرة من أبواب الفقه.
- الشيخ حسين الحلي، حيث حضر لديه في علمي الفقه والأصول، كما كتب تقريرات درسه.
- السيد الخوئي، حيث حضر لديه في علم الأصول لمدة سنتين.[٥]
وعن ذكائه يقول السيد مفتي الشيعة وهو من تلاميذ الشيخ حسين الحلي: كان السيد الحكيم أصغرنا سنّـاً في الدرس، ولكنّه كان المبادر والأكثر مناقشة له، فكنّا نتعجّب من سرعة استيعابه لمطلب الأستاذ.[٦]
تدريسه
بعد أن أكمل عدة دورات من التدريس لدروس السطوح العليا، بدأ بتدريس البحث الخارج على الكفاية سنة 1388 هـ، وأنهى الجزء الأول 1392 هـ، وفي نفس السنة بدأ البحث من مباحث (القطع) بمنهجية مستقلة عن كتاب الكفاية حتى أتم دورته الأصولية الأولى عام 1399هـ، ثم بدأ دورة أصولية ثانية، ظروف الاعتقال القاسية التي مرّت به منذ عام 1403 هـ لحين عام 1411 هـ، لكنه واصل التدريس والتأليف، ومن ذلك ابتداؤه بدورة في علم الأصول ـ بتهذيب ـ خلال هذه الفترة.[٧]
وأما الفقه فقد بدأ تدريس البحث الخارج على كتاب مكاسب الشيخ الأنصاري في عام 1390 هـ، ثم في سنة 1392 هـ بدأ بتدريس الفقه الاستدلالي على كتاب منهاج الصالحين للمرحوم السيد الحكيم استمر بتدريسه رغم الظروف العصيبة التي مرّت به خلال سنوات عديدة.[٨]
مؤلفاته
قد ظهرت له مجموعة مؤلفات تبلغ أكثر من عشرين بين كتاب ورسالة فقهية، من أهم:
- المحكم في أصول الفقه، وهو دورة في علم الأصول كاملة وموسعة، تشتمل على ستة مجلدات، اثنان منها في مباحث الألفاظ والملازمات العقلية، ومجلدان في مباحث القطع والأمارات والبراءة والاحتياط، ومجلدان في الاستصحاب والتعارض والاجتهاد والتقليد.
- مصباح المنهاج وهو فقه استدلالي موسع على كتاب (منهاج الصالحين)، وقد أكمل منه إلى الآن خمسة عشر مجلداً، في الاجتهاد والتقليد، وكتاب الطهارة، وكتاب الصوم، وكتاب الخمس ـ كتبه في فترة الاعتقال القاصية ـ وكتاب المكاسب المحرمة.
- الكافي في أصول الفقه: دورة في تهذيب علم الأصول، بدأ بها في فترة الاعتقال، اقتصر فيها على البحوث المهمة في علم الأصول، طبع في مجلدين.
- كتاب في الأصول العملية، كتبه اعتماداً على ذاكرته في فترة الاعتقال لم يكن بين يديه أي مصدر، ودرّس الكتاب نفسه آنذاك، ولكنه ـ وللأسف ـ أتلف في فترة الاعتقال للخشية في العثور عليه حيث تسربت أخبار بوجود حملة تفتيش وكان العثور عليه قد يؤدي إلى الإعدام.
- حاشية موسعة على رسائل الشيخ الأنصاري مهيئة للطبع في ستة مجلدات.
- حاشية موسعة على كفاية الأصول، كتبها أثناء تدريسه الخارج على الكفاية في خمسة أجزاء.
- حاشية موسعة على المكاسب، كتبها أثناء تدريسه خارج المكاسب، تقع في مجلدين، إلى مباحث العقد الفضولي.
- فقه الكومبيوتر والانترنت.
- فقه الاستنساخ البشري.[٩]
نشاطاته السياسية والاجتماعية
بعد أن استلم عبد السلام عارف الحكم في العراق عام 1963 م، كان السيد الحكيم من جملة الموقّعين على الرسالة الاستنكارية الرافضة لفرض الاشتراكية وقوانينها على العراق والموجهة إلى عبد السلام عارف.[١٠] وبعد استيلاء حزب البعث والبدء بعمليات الاعتقال والقتل والإعدام بحجج واهية وكاذبة كان السيد الحكيم يحّذر منهم ومن مخططاتهم. وقد أشاد ـ فيما بعد ـ العديد من فضلاء الحوزة العلمية والمثقفين بموقفه وتحذيراته في تلك الفترة ودقة تحليله.[١١] وبناء عليه، أن حكومة البعث فرضت منع السفر عليه منذ أوائل تسلطها عام 1968م. واستمر ذلك حتى 1974م فسمح له بالسفر للحج، وبعد فترة عاود قرار منع السفر والمراقبة الشديدة ليستمر إلى باقي سنوات حكمهم[١٢]
اعتقل السيد محمد سعيد الحكيم من قبل النظام البعثي (25 رجب 1403 هـ/9 مايو 1983 م) حتى (18 ذي القعدة 1411 هـ/7 يونيو 1991 م) في جملة من اعتقل من آل الحكيم بعد أن رفض السيد محمد رضا الحكيم ابن السيد محسن الحكيم المشاركة في مؤتمر لـ(علماء المسلمين) في بغداد على أساس أن يحضره علماء المسلمين من داخل العراق وخارجه سماه صدام (المؤتمر الإسلامي الشعبي) في عملية دعائية مفضوحة، لإظهار دعم علماء المسلمين له من جهة، وليكون ذريعة لتجنيد المزيد من العراقيين إلى جبهات القتال تحت مسميات الجيش الشعبي والمتطوعين، بذريعة فتوى العلماء بالجهاد ضد إيران.[١٣]
مرجعيته الدينية
أعلن عن مرجعيته الدينية بعد وفاة السيد الخوئي؛ وذلك لكثرة الرجوع إلى سماحته والإلحاح للتصدي من قبل المؤمنين وفضلاء الحوزة العلمية داخل العراق وخارجه، وكان السيد الحكيم له اهتمامات تجاه الحوزة والمجتمع،[١٤] منها:
- يرى أن الحوزة العلمية مؤسسة دينية تنوء بالحمل الثقيل في مواجهة الفتن وخطط الأعداء المتنوعة، وعليه اهتم بتربية جيل من الطلبة يتزود بالتقوى، والمستوى العلمي العميق، والتحلي بمكارم الأخلاق تأسيا بالرسول وآله، والاستفادة من الأساليب الحديثة للدعوة الإسلامية، والاهتمام بالبحوث العقائدية في مواجهة الشبهات المختلفة التي تواجه الفكر الإسلامي الأصيل، والتصدي الظواهر العقائدية والسلوكية المنحرفة والفاسدة.
- الاهتمام بالجاليات الشيعية، خاصة المغتربين
- العمل الإسلامي المشترك لمواجهة خطط أعداء الإسلام، وفي هذا الصدد دعا سماحته إلى الانفتاح على المسلمين بمذاهبهم المختلفة لتفعيل النشاط الإسلامي.
- الاهتمام بالارتباط بالقرآن الكريم والرسول (ص) وأهل بيته (ع)
- الارتباط العميق بأهل بيت النبوة (ع) والتفاني بحبهم والاهتمام بالشعائر الحسينية والمناسبات الإسلامية ويظهر ذلك من خلال محاضراته السنوية في محرّم واهتمامه بقراءة مقتل الإمام الحسين(عليه السلام) شخصياً.
- اهتمامه بدعم العوائل الفقيرة والمحتاجين، ومن ذلك تخصيص رواتب للعوائل الفقيرة في العراق
- الاهتمام بتعمير مجموعة من الأماكن والعتبات المقدسة المتداعية أو التي أشرفت على الانهيار بسبب انعدام الرعاية اللازمة لها، مثل مشروع بناء وتجديد مسجد السهلة الضخم.
- دعم التبليغ الديني، وتأتي في هذا الإطار برامج إرسال المبلّغين ودعم النشاط التبليغي في باكستان والهند وأفغانستان، و الجمهوريات المستقلة حديثاً في آسيا الوسطى والمدن السورية وشمال العراق، والمخيمات العراقية في إيران.
- الارتباط بالمراكز والمؤسسات الإسلامية في أمريكا وأوروبا عن طريق الاتصال المباشر وتغذيتها بمختلف الكتب الإسلامية والإجابة على الأسئلة المتنوّعة التي ترد من قبلهم[١٥]
- ↑ موقع السيد محمد سعيد الحكيم
- ↑ موقع السيد محمد سعيد الحكيم
- ↑ موقع السيد محمد سعيد الحكيم
- ↑ آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم في ذمة الله
- ↑ موقع السيد محمد سعيد الحكيم
- ↑ موقع السيد محمد سعيد الحكيم
- ↑ موقع السيد محمد سعيد الحكيم
- ↑ موقع السيد محمد سعيد الحكيم
- ↑ من هو المرجع الديني العراقي الراحل السيد محمد سعيد الحكيم؟
- ↑ موقع السيد محمد سعيد الحكيم
- ↑ موقع السيد محمد سعيد الحكيم
- ↑ موقع السيد محمد سعيد الحكيم
- ↑ موقع السيد محمد سعيد الحكيم
- ↑ موقع السيد محمد سعيد الحكيم
- ↑ موقع السيد محمد سعيد الحكيم