الحسين بن عبد الصمد الحارثي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الحسين بن عبد الصمد بن محمد بن علي الحارثي الهمداني (918- 984 هـ)، الملقب بـ (عز الدين)، والد (الشيخ البهائي). من علماء الإمامية في جبل عامل ومن تلامذة الشهيد الثاني.

هاجر إبّان الدولة الصفوية مع أفراد أسرته إلى إيران بسبب ما تعرض له من ضغط الحكومة العثمانية، فتسنّم منصب مشيخة الإسلام في كل من مدينة قزوين وخراسان وهرات، ثم هاجر في أوآخر حياته إلى البحرين مُلقياً رحله فيها حتى وافاه الأجل في 8 ربيع الأول سنة 984 هـ.

ولادته ونسبه

ولد في 1 محرم سنة 918 هـ في قرية جُبَع القريبة من صيدون في أسرة معروفة.[١] يرجع نسبه إلى الحارث بن عبد الله الهَمداني من أصحاب أمير المؤمنينقالب:عليه السلام.[٢] كان جدّه محمد بن علي الجباعي من كبار علماء جبل عامل وصاحب مجموعة الجباعي.[٣]وأما والده الشيخ عبد الصمد بن محمد فهو الآخر من العلماء الذين يشار اليهم بالبنان وقد أثنى الشهيد الثاني عليه ناعتاً له بالعالم والتقى.[٤]

دراسته

عني بطلب العلم، وجدّ في تحصيله منذ نعومة أظفاره حيث تتلمّذ في قريته على يد الحسن بن جعفر الأعرجي الحسيني الكركي. ولازم الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي ومشاركاً له في رحلاته وأسفاره إلى كل من مصر وإسلامبول والعراق وقرأ عليه في الفقه وأصوله والمنطق وغير ذلك من العلوم العقلية والنقلية، وحصل منه على إجازة الرواية سنة 941 هـ.[٥]

سفره

سافر الشيخ الحارثي مع أستاذه الشهيد الثاني إلى عاصمة الدولة العثمانية، وأخذ يُدرّس في أحد مدارسها، ثم سافر إلى مدينة حلب، ثم سافر إلى إيران، ليستقر في مدينة أصفهان مع كل أهل بيته وأتباعه وذلك في زمن دولة السلطان طهماسب الصفوي وأقام بأصفهان ثلاثة أعوام، بعد أن سمِع السلطان طهماسب به أرسل في طلبه للحضور إلى عاصمته قزوين فحضر الشيخ وعيَّنه الشاه في منصب شيخ الإسلام وهو أعلى منصب ديني، وبقي هناك سبع سنين، يُدرّس ويعظ وينشر علوم أهل البيتقالب:عليهم السلام، ثم سافر إلى مدينة مشهد المقدسة ليكون قاضياً فيها، ثم أصبح قاضياً لمدينة هراة في أفغانستان لمدّة ثمان سنوات، وبعدها سافر إلى بيت الله الحرام للحج والزيارة، وفي رجوعه استقر في البحرين إلى أن وافاه الأجل فيها.[٦]

خصائصه وخصاله

كان شأنه شأن سائر علماء جبل عامل الدور الكبير في نقل تراث الشيعة الحديثي والعلمي إلى إيران حيث توافد عليه علماء إيران وما وراء النهر لطلب العلم والتلمذ على يديه،[٧] وذكرت بعض المصادر استناداً إلى تراثه العلمي ميله نحو التصوف وثنائه على مشايخ الصوفية.[٨]

تلامذته

تتلمذ على يديه الكثير من العلماء وأخذوا عنه سماعاً وإجازة، منهم:

  1. ولده بهاء الدين محمد وقرأ عليه جملة من الكتب في المعقول والمنقول.
  2. ولده الآخر أبو تراب عبد الصمد بن الحسين.
  3. حسن بن زين الدين العاملي ابن الشهيد الثاني صاحب معالم الاصول.
  4. الفقيه والأديب السيد بدر الدين حسن بن علي ابن شدقم الحسيني المدني.
  5. شرف الدين بن إبراهيم الأصفهاني.
  6. ملك علي.
  7. أبو محمد الشهير ببايزيد البسطامي.
  8. معاني التبريزي.
  9. السيد محمد باقر بن محمد الأسترآبادي الشهير الميرداماد.
  10. منصور بن عبد الله الشيرازي المعروف بـ"راستگو".[٩]

نشاطه العلمي

من جملة نشاطه العلمي تصحيح ومقابلة كتب الشهيد الثاني والتي عليها خط الحارثي نفسه.

مؤلفاته

له مؤلفات كثيرة في الحديث، والفقه، والأصول، والكلام وغيرها، نذكر منها:

الكتب الحديثية

  1. وصول الأخيار إلى أصول الأخبار الذي تأتي أهميته بعد كتاب الرعاية في علم الدراية للشهيد الثاني، من المتون الدراسية المهمة في مجال دراية الحديث في العصر الصفوي، ألّفه قبل سنة 960 هـ في مشهد المقدسة.[١٠]
  2. حاشية على خلاصة الاقول في علم الرجال للعلامة الحلي.
  3. تعليقات على الصحيفة السجادية.
  4. أربعون حديثاً في مكارم الأخلاق.[١١]


الكتب الفقهية والأصولية

  1. شرح قواعد الأحكام للعلامة الحلي.
  2. شرح تهذيب طريق الوصول إلى علم الأصول للعلامة الحلي.[١٢]
  3. رسالة صلاة الجمعة أو رسالة في وجوب صلاة الجمعة.[١٣]
  4. العقد الطهماسبي في الفقه، كتبها بأمر من الشاه طماسب الأوّل الذي ابتلي بالوسواس، وتشتمل على ذم الوسوسة في الطهارة وبيان مواطن الاختلاف الفقهي بين الشيخ الحارثي نفسه وبين السيد حسين الكركي في بعض المسائل.[١٤]
  5. رسالة تحفة أهل الإيمان في قبلة عراق العجم وخراسان ناقداً فيها نظرية المحقق الكركي المتوفي سنة 940 هـ حول طريقة تعيين القبلة في ذلك العصر. [١٥]
  6. تعليقة على إرشاد الأذهان للعلامة الحلي [١٦]
  7. رسالتان، الأولى حول طريقة صرف سهم الإمام في عصر الغيبة على الفقراء، والأخرى حول نجاسة الحصر وتطهيرها.[١٧]
  8. تعليقة على ألفيه الشهيد الأول.[١٨]
  9. الرسالة الرضاعية.
  10. مقالة في وجوب الاقتداء وبيان الحق على كل من علم به.
  11. الرسالة التِّساعية أو المسائل الصلاتية. حول الصلاة وبعض الآثار الفقهية الأخرى.[١٩]


الكتب الكلامية والعامّة

  1. نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الأخلاق، قسم منه منتخب من كتاب أدب الدنيا والدين لأبي الحسن علي بن محمد الماوردي الفقيه الشافعي المتوفي سنة 450 هـ. [٢٠]
  2. الاعتقادات الحقة؛
  3. الواجبات الملكية حول الأمور الاعتقادية والعمليّة؛
  4. مجموعة تشتمل على تعليقاته على بعض الكتب الحديثية والفقهية والرياضية؛
  5. مناظراته مع بعض علماء العامّة في حلب؛
  6. ديوان شعر. [٢١]

أقرباؤه وأرحامه

1. حاشية الأربعين للشيخ البهائي؛ 2. حاشية الفوائد النصيرية للخواجة نصير الدين الطوسي.[٢٧]

وفاته

توفي الشيخ الحارثي 8 ربيع الأول سنة 984 هـ في قرية المصلى البحرينية ودفن هناك، وقد رثاه الشيخ البهائي بمجموعة من القصائد الشعرية. [٢٨]

المصادر والمراجع

  • آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة الى تصانيف الشيعة، طبعة علي نقي المنزوي واحمد المنزوي، بيروت 1403 هـ /1983 م.
  • محمد محسن آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة: الروضة النضرة في علماء الماة الحادية عشرة، بيروت 1411 هـ ق/ 1990 م.
  • اسكندر منشي.
  • عبد اللّه بن عيسى الأفندي الأصفهاني، رياض العلماء وحياض الفضلاء، طبعة احمد الحسيني، قم 1401 هـ ق.
  • حسن الأمين، مستدركات أعيان الشيعة، بيروت 1408 هـ - 1416 / 1987 ـ 1996 م.
  • محسن الأمين.
  • يوسف بن أحمد البحراني، لؤلؤة البحرين، طبعة محمد صادق بحرالعلوم، قم، بلا تا.
  • رسول جعفريان، صفويه در عرصه دين، فرهنگ وسياست [الصفوية في ميدان الثقافة والسياسة]، قم 1379 هـ ش.
  • حسين بن عبد الصمد الحارثي، الأربعون حديثآ، طبعة علي أوسط ناطقي، في ميراث حديث [الـ]شيعه، تحقيق مهدي مهريزي وعلي صدرايي خويي، دفتر2 ، قم: مركز تحقيقات دار الحديث، 1378 هـ ش.
  • حسين بن عبد الصمد الحارثي، الرحلة، في محمد بن الحسين الشيخ البهائي، العروة الوثقي في تفسير سورة الحمد، طبعة محمد رضا نعمتي واسعد طيب، قم 1380 هـ ش.
  • الحسين بن عبد الصمد الحارثي، رساله خطي مصرف خمس در زمان غيبت، (ترجمه وتحقيق) محمد جواد الحسيني الجلالي، في فقه اهل بيت عليهم السلام، ش 30 (تابستان ۱۳۸۱هـ ش).
  • حسين بن عبدالصمد الحارثي، العقد الطهماسبي، طبعة محمد حسين روحاني رودسري، در ميراث اسلامي ايران، تحقيق رسول جعفريان، دفتر 10 ، قم: كتابخانه آية اللّه المرعشي النجفي، ۱۳۷۸هـ ش.
  • حسين بن عبد الصمد الحارثي، نور الحقيقة ونور الحديقة في علم الاخلاق، طبعة محمد جواد الحسيني الجلالي، قم ۱۴۰۳م ۱۹۸۳هـ ق.
  • حسين بن عبد الصمد الحارثي، وصول الأخيار الى أصول الأخبار، طبعة عبد اللطيف كوهكمري، قم ۱۴۰۱هـ ق.
  • محمد علي حائري، فهرست نسخه‌هاي عكسي كتابخانه عمومي حضرت آية اللّه العظمى المرعشي النجفي، قم ۱۳۶۹ـ ۱۳۷۰هـ ش.
  • محمد بن حسن الحرّ العاملي، أمل الآمل، طبعة احمد الحسيني، بغداد (۱۹۶۵)،طبعة افست قم ۱۳۶۲هـ ش؛
  • أحمد حسيني اشكوري، التراث العربي في خزانة مخطوطات مكتبة آية اللّه العظمى المرعشي النجفي، قم، ۱۴۱۴.
  • زين الدين بن علي الشهيد الثاني، رسائل الشهيد الثاني، قم ۱۳۷۹ـ۱۳۸۰هـ ش.
  • علي صدرايي خويي، فهرستگان نسخه‌هاي خطّي حديث وعلوم حديث شيعه [فهرست النسخ الخطية للحديث وعلوم الحديث الشيعية]، قم ۱۳۸۲هـ ش.
  • علي بن محمد العاملي، الدر المنثور من المأثور وغيرالمأثور، قم ۱۳۹۸هـ ق.
  • محمد آصف فكرت، فهرست الفبائي كتب خطي كتابخانه مركزي آستان قدس رضوي [الفهرست الأبجدي للكتب المخطوطة في الروضة الروضية] ، مشهد ۱۳۶۹هـ ش.
  • علي بن محمد الماوردي، أدب الدنيا و الدين، طبعة مصطفى السقا، القاهرة ۱۳۷۵هـ ق/ ۱۹۵۵م، طبعة افست بيروت ۱۳۹۸هـ ق/ ۱۹۷۸م.
  • المجلسي.
  • حسين المدرسي الطباطبائي، مقدمه‌اي برفقه شيعه: كليات وكتابشناسي [مقدمة على فقه الشيعة، الأصول، والمصادر] ، ترجمه محمد آصف فكرت، مشهد ۱۳۶۸هـ ش.
  • جعفر المهاجر، الهجرة العاملية الى إيران في العصرالصفوي: أسبابها التاريخية ونتائجها الثقافية والسياسية، بيروت ۱۴۱۰هـ ق/ ۱۹۸۹م.
  • نجف، محمد أمين، علماء في رضوان الله، قم، انتشارات الإمام الحسين عليه السلام، 1430 هـ/ 2009 م.
  1. الأفندي، رياض العلماء، ج 2، ص 110 ــ 119؛ البحراني، لؤلؤة البحرين، ص 28.
  2. البحراني، لؤلؤة البحرين، ص 16.
  3. المجلسي، بحار الأنوار، ج 104، ص 211 ــ 214؛ الأفندي، رياض العلماء، ج 5، ص 48؛ المهاجر، الهجرة العاملية إلى إيران، ص 145.
  4. الحر العاملي، أمل الآمال، قسم 1، ص 75، 109؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 104، ص 208؛ الأفندي، رياض العلماء، ج 3، ص 128.
  5. الأفندي، رياض العلماء، ج2، ص 117 ــ 118؛ البحراني، لؤلؤة البحرين، ص 28.
  6. نجف، علماء في رضوان الله، ص 153 ــ 154.
  7. الحارثي، الأربعون حديثاً، ص 141؛ الأفندي، رياض العلماء، ج 2، ص118 ــ 120.
  8. الأفندي، رياض العلماء، ج 2، ص 114 ــ 115؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 6، ص 60.
  9. المجلسي، بحار الأنوار، ج 105، ص 189 ــ 190، ج 106، ص 87؛ الأفندي، رياض العلماء، ج 2، ص 109؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 5، ص 177 ــ 178، ج 6، ص 36 ــ 63؛ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 1، ص 184 ــ 185، ج 13، ص 170؛ الأمين، مستدركات أعيان الشيعة، ج 5، ص 91.
  10. الحارثي، وصول الأخيار الى أصول الاخبار، ص 60؛ الأفندي، رياض العلماء، ج 2، ص 115؛ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 25، ص 101.
  11. الحارثي، الأربعون حديثاً، ص 143، الهامش 1.
  12. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 4، ص 513، ج 5، ص 43 ــ 44، ج 14، ص 19.
  13. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 15، ص 70.
  14. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 15، ص 288 ــ 290.
  15. الحر العاملي، أول الآمال، قسم 1، ص 75؛ الأفندي، رياض العلماء، ج 2، ص 111؛ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 3، ص 423، ج 17، ص 40، 46.
  16. الأفندي، رياض العلماء، ج 2، ص 111؛ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 6، ص 15.
  17. الأفندي، رياض العلماء، ج 2، ص 116؛ المدرسي الطباطبائي، ص 200.
  18. الأفندي، رياض العلماء، ج 2، ص 115 ــ 117.
  19. آقا بزرك الطهراني، 1403، ج 11، ص 146، 153، 191، ج 20، ص 354 ــ 355، ج 21، ص 17، 407.
  20. الحارثي، 1403، ص 36 ــ 41، 45ـ46؛ قس الماوردي، ص 22 ــ 23، 28 ــ 29، 31 ــ 32.
  21. الأفندي، رياض العلماء، ج 2، ص 111 ــ 112، 115 ــ 117.
  22. الأمين، أعيان الشيعة، ج 7، ص 154، ج 9، ص 431؛ آقا بزرك الطهراني، طبقات علماء الشيعة، ص149.
  23. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 1، ص 481، ج 8، ص 100 ــ 101.
  24. الأفندي، رياض العلماء، ج 2، ص 110، ج 3، ص 123.
  25. الأفندي، رياض العلماء، ج 3، ص 123.
  26. الأمين، أعيان الشيعة، ج 8، ص 16؛ آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ص 325؛ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 6، ص 13؛ قس عبرت نائيني، ج 3، ص 116.
  27. آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 6، ص 13، 163.
  28. الأفندي، رياض العلماء ج 2، ص 112 ــ 114؛ البحراني، لؤلؤة البحرين، ص 27 ــ 28.