مصعب بن عمير

من ويكي علوي
مراجعة ١٥:٢٨، ٣ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''مُصعَب بن عُمَير'''، من صحابة النبي الأكرم{{صل}} شارك في معركة بدر ومعركة أحد، واستشهد فيها سنة 3 هـ. أسلم في بداية البعثة عندما كان النبي في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفاً من أمه وقومه. هاجر إلى الحبشة في الهجرة...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

مُصعَب بن عُمَير، من صحابة النبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم شارك في معركة بدر ومعركة أحد، واستشهد فيها سنة 3 هـ. أسلم في بداية البعثة عندما كان النبي في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفاً من أمه وقومه.

هاجر إلى الحبشة في الهجرة الأولى، ثم رجع إلى مكة، وأرسله رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم بعد بيعة العقبة الثانية إلى المدينة؛ ليعلم الناس الإسلام، ويبلغهم الأحكام.

هويته الشخصية

  • اسمه وكنيته

مُصعَب بن عُمَير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي العبدري،[١] وكنيته أبا عبد الله،[٢] ويُلقب بـ (مصعب الخير).[٣]

  • أسرته

كان مُصعَب بن عُمَير من أسر مكة الثرية فقد كان فتى مكة شبابا وجمالا، وكان أبواه يحبانه، وكانت أمه تكسوه أحسن الثياب وأرقها، وكان أعطر أهل مكة يلبس الحضرمي[٤] من النعال.[٥]

  • ولادته ووفاته

لم يذكر المؤرخون وأصحاب التراجم سنة ولادته، وقد استشهد في معركة أحد سنة 3 هـ الموافق لسنة 625 م.[٦]

  • ذريته

لم يعقب مُصعَب بن عُمَير إلا من ابنته زينب.[٧]

  • زهده

لقد عاش مُصعَب بن عُمَير حياة الزهد والتقشف بعد إسلامه بعد أن كان مترفا قبل الإسلام، وقد روي أنه لما استشهد يوم أحد لم يوجد عنده شيء يُكفن به إلا نمرة[٨] كانت إذا وضعت على رجليه خرج رأسه، فقال رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم: ضعوها مما يلي رأسه، واجعلوا على رجليه من الإذخر.[٩] [١٠]

إسلامه

أسلم مُصعَب بن عُمَير قديما والنبيصلى الله عليه وآله وسلم في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه،[١١] فكان يتردد إلى رسول اللَّهصلى الله عليه وآله وسلم سرا، فعلم به عثمان بن طلحة بصلاته مع النبي، فأخبر قومه وأمه، فأخذوه فحبسوه، فلم يزل محبوسا إلى أن خرج إلى أرض الحبشة مهاجرا.[١٢]

مدحه من النبي (ص)

قال النبيصلى الله عليه وآله وسلم عنه: ما رأيتُ بمكة أحدا أحسن لمَّة، ولا أرق حُلَّة، ولا أنعم نعمة من مُصعَب بن عُمَير،[١٣] وروي عن النبيصلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: انظروا إلى رجل قد نوَّر اللَّه قلبه ولقد رأيته وهو بين أبوين يغذِّيانه بأطيب الطعام وألْيَن اللِّباس فدعاهُ حُبُّ اللَّه ورسوله إلى ما ترون، بعد أن رأهصلى الله عليه وآله وسلم وقد ظهرت عليه آثار الفقر والزهد.[١٤]

هجرته

هاجر إِلى أرض الحبشة الهجرة الأولى في أول من هاجر إليها، ثم عاد إلى مكة،[١٥] وكان أول من ذهب من المهاجرين إلى المدينة قبل الهجرة لما أرسله النبيصلى الله عليه وآله وسلم ليبلغ الإسلام في المدينة ويعلم الناس الأحكام،[١٦] ولما هاجر النبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة وآخى بين المهاجرين والأنصار آخى بين مُصعَب بن عُمَير وأبي أيوب الأنصاري.[١٧]

تبليغه للإسلام

ذكر المؤرخون: إنَّ النبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم أرسل مُصعَب بن عُمَير بعد بيعة العقبة الثانية إلى المدينة ليدعو قبائل الأوس والخزرج إلى الإسلام ويُعلمهم القرآن ومعالم الدين، وقد أسلم على يديه أُسيد بن خضير من الأوس بعد أن دخل عليه وسأله كيف يصنع من يدخل في الإسلام، فقال له مصعب: نغتسل ونلبس ثوبين طاهرين ونشهد الشَّهادتين ونصلِّي الركعتين فرمى بنفسه مع ثيابه في البئر ثم خرج وعصر ثوبه.[١٨]

لم يزل مُصعَب بن عُمَير يدعو إلى الإسلام حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها عدّة مسلمون غير بني أمية بن زيد (وخطمة) ووائل وواقف، فإنّهم تأخر إسلامهم.[١٩]

إقامته لصلاة الجمعة

ذُكر في كتب التاريخ أنه بعد أن تكاثر عدد المسلمين من أهل المدينة أمر النبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم بإقامة صلاة الجمعة بإمامة مُصعَب بن عُمَير، وعدَّ بعض الباحثين أن هذه الإقامة لصلاة الجمعة الحجر الأساس الأول للتجمع وتشكيل دولة إسلامية في المدينة، وقد أقامها رسول اللّهصلى الله عليه وآله وسلم بنفسه في أول جمعة أدركها في المدينة في حي بني سالم بمائة من المسلمين،[٢٠] وكان يُسمى مُصعَب بن عُمَير في المدينة المُقرئ، وكان منزله على أسعد بن زرارة بن عدس أبي أمامة.[٢١]

الحروب التي شارك فيها

لقد شارك مُصعَب بن عُمَير في أول حربين وقعتا بين المسلمين والمشركين وقد استُشهد في ثانيهما، وهما:

معركة بدر

قالب:مفصلة قام رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر بإعطاء لواء المهاجرين لمُصعَب بن عُمَير، ولواء الخزرج للحباب بن المنذر، ولواء الأوس لسعد بن معاذ.[٢٢]

معركة أحد

قالب:مفصلة

قاتل مُصعَب بن عُمَير دون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى قُتل، وقد قتله ابن قمئة الليثي، وهو يظنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فرجع إلى قريش، فقال: قتلتُ محمدا، فلما قُتِلَ مصعب، أَعطى رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم اللواء للإمام علي بن أبي طالب.[٢٣]

لما استشهد مُصعَب بن عُمَير مرَّ عليه النبيصلى الله عليه وآله وسلم عند انصرافه من أحد فوقف عليه ودعا له ثم قرأ: قالب:قرآن،[٢٤] ثم قال: أشهد أنَّ هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة فأتوهم وزوروهم، والذي نفسي بيده لا يُسلِّم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلَّا ردُّوا عليه السلام.[٢٥]

قال المؤرخون: كان عمره يوم استشهد أربعين سنة أو أكثر بقليل.[٢٦]

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن الأثير، المبارك بن محمد‌، النهاية في غريب الحديث والأثر‌، قم - إيران‌، الناشر: مؤسسة مطبوعاتى اسماعيليان‌، ط 1، د.ت.
  • ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أسد الغابة في معرفة الصحابة، المحقق: علي محمد معوض - عادل أحمد عبد الموجود، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ/ 1994 م.
  • ابن حجر، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ.
  • ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، المحقق: علي محمد البجاوي، بيروت - لبنان، الناشر: دار الجيل، ط 1، 1412 هـ - 1992 م.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، د.م، الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، ط 1، 1424 هـ/ 2003 م.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، جمل من أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، بيروت - لبنان، الناشر: دار الفكر، ط 1، 1417 هـ - 1996 م.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف، د.م، الناشر: دار الغرب الإسلامي، ط 1، 2003 م.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، د.م، الناشر : مؤسسة الرسالة، ط 3، 1405 هـ/ 1985 م.
  • الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام، د.م، الناشر: دار العلم للملايين، ط 15، 2002 م.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، بيروت - لبنان، الناشر: دار التراث، ط 2، 1387 هـ.
  • الطريحي، فخر الدين‌ بن محمد، مجمع البحرين‌، المحقق والمصحح: السيد أحمد الحسيني، طهران - إيران‌، الناشر: كتابفروشى مرتضوى‌، ط 3، 1416 هـ.
  • المازندراني، محمد هادي بن محمد، شرح فروع الكافي‌، تحقيق وتصحيح: محمد جواد محمودي- محمد حسين درايتي، قم - إيران‌، الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر‌، ط 1، 1429 هـ.
  • المقريزي، أحمد بن علي، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، المحقق: محمد عبد الحميد النميسي، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1420 هـ/ 1999 م.
  • المنتظري، حسين علي، دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية‌، قم - إيران‌، الناشر: نشر تفكر‌، ط 2، 1409 هـ.
  • النوري، حسين بن محمد تقي، مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، تحقيق وتصحيح: محققو مؤسسة آل البيتعليهم السلام، بيروت - لبنان‌، الناشر: مؤسسة آل البيتعليهم السلام، ط 1، 1408 هـ.
  • الواقدي، محمد بن عمر، المغازي، تحقيق: مارسدن جونس، بيروت - لبنان، الناشر: دار الأعلمي، 1400 هـ/ 1989 م.
  1. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 5، ص 175.
  2. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1473.
  3. الزركلي، الأعلام، ج 7، ص 248.
  4. هو النعل المنسوبة إلى حضرموت المتّخذة بها. ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر‌، ج 1، ص 400.
  5. البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، ج 9، ص 405.
  6. الزركلي، الأعلام، ج 7، ص 248.
  7. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 5، ص 175.
  8. هي نوع من الأكسية. المازندراني، شرح فروع الكافي، ج 1، ص 284.
  9. الإذخر: نبات معروف عريض الأوراق طيب الرائحة يسقف به البيوت يحرقه الحداد بدل الحطب والفحم. الطريحي، مجمع البحرين، ج 3، ص 306.
  10. المازندراني، شرح فروع الكافي، ج 1، ص 284.
  11. ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، ج 6، ص 98.
  12. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1474.
  13. البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، ج 6، ص 405.
  14. النوري، مستدرك الوسائل، ج‌ 3، ص 257.
  15. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1473.
  16. المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 1، ص 52.
  17. ابن كثير، البداية والنهاية، ج 4، ص 560.
  18. النوري، مستدرك الوسائل، ج‌ 2، ص 515.
  19. المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 1، ص 53.
  20. المنتظري، دراسات في ولاية الفقيه، ج‌ 1، ص 93.
  21. الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 357.
  22. الواقدي، المغازي، ج 1، ص 58.
  23. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 1، ص 148.
  24. الأحزاب: 23.
  25. الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 1، ص 133.
  26. ابن الأثير، أسد الغابة، ج 5، ص 175.