السيد رضا الموسوي الهندي

من ويكي علوي
مراجعة ٠٩:٣٩، ٢ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''السيد رضا الموسوي الهندي''' (1290 - 1362 هـفقيهٌ وأديبٌ وأحد علماء الشيعة الإمامية. له القصيدة الكوثرية المعروفة في مدح الإمام أمير المؤمنين {{ع}}، كما له تصانيف عدّة، غلب طابعه الأدبي على علمه الفقه|و...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

السيد رضا الموسوي الهندي (1290 - 1362 هـفقيهٌ وأديبٌ وأحد علماء الشيعة الإمامية. له القصيدة الكوثرية المعروفة في مدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، كما له تصانيف عدّة، غلب طابعه الأدبي على علمه وفقهه.

سيرته

ولد السيد رضا في الثامن من شهر ذي القعدة سنة 1290 ه‍ في النجف الأشرف.[١] وأخذ منها ثقافته، وانتمى إليها، حتى غلب أدبه على علمه. فلهذه المدينة شأنها في تربية أبنائها ومنتسبيها، كما قيل في حقها: «لمدرسة النجف الأشرف في الأدب ـ شأنَ كل تكوينها العلمي الحضاري العتيد ـ حضورٌ طاغٍ يمتدُّ إلى أجيال متلاحقة ساهمت في إشادة البُنية الفارهة للكلمة .. الكلمة التي اعتبرت ذاتَها امتداداً لإعجاز أمير اللغة والبيان وإمام الفصاحة الفذّة علي بن ابي طالبعليه السلام نشأ الأديبُ النجفيُّ في ظلّ وادي السلام المسكون بالعبقريّة حتى يتملّكَهُ هذا الجنوح الغريب إلى فتق المفردات ومعالجة الأفكار .. ربّما للمغناطيسيّة الهائلة التي أودعَها عليعليه السلام واهبة إبداعاً ورؤيا يجذبان إليهما كلَّ رفيفِ شعورٍ ونديِّ قول..».[٢]

قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت قالب:بيت قالب:نهاية قصيدة

نسبه

هو السيد رضا بن السيد هاشم بن مير شجاعة علي النقوي الرضوي الموسوي الهندي الكهنوئي.[٤] ينتهي نسب الأسرة إلى الإمام العاشر من أئمة أهل البيت علي الهاديعليه السلام.[٥]

مشايخه

درس عند أبيه وعلى السيد محمد الطباطبائي والشيخ محمد طه نجف والشيخ حسن ابن صاحب الجواهر والملا محمد الشرابياني، وربما حضر أحياناً درس الشيخ ملا كاظم الخراساني، ويروي إجازة عن أبيه وعن الشيخ أسد الله الزنجاني والسيد حسن الصدر والسيد أبي الحسن الأصفهاني.[٦]

وفاته

توفي يوم الأربعاء الواحد والعشرين من جمادى الأولى سنة 1362 هـ في الفيصلية من مرض صدري، وجيء به إلى النجف يوم الخميس. [٧] وكان لوفاته صدى مروع في أوساط العلماء والصالحين وفي كافة أرجاء المجتمع العراقي، وقد شيع جثمانه الطاهر من ناحية المشخاب حتى مركز قضاء أبي صخير محمولاً على أكتاف المشيعين، ومن هناك اتجه بالجثمان إلى النجف موكب من مئات السيارات حيث كانت جماهير المدينة المقدسة بانتظار الموكب المهيب على مسافة من الطريق، وحمل الجثمان على الأعناق ثانية إلى الصحن العلوي الشريف، وقد صلى عليه كبار العلماء المراجع ومن ورائهم مئات الوجوه من طلبة العلم وسائر الناس، وكان يوماً مشهوداً في النجف التي أغلقت أسواقها، ونشرت أعلامها السوداء في كل مكان. وقد دفن في مقبرة أبيه وأخيه في داره الكائنة في محلة الحويش من النجف الأشرف. [٨]

صلّى زعيم الحوزة العلمية في النجف السيد أبو الحسن الأصفهاني على جنازته، وأقام الفاتحة على روحه في مسجد الشيخ الأنصاري بالقرب من دار الفقيد.[٩]

مكانته العلمية ومؤلفاته

كان السيد رضا زاهداً بالزعامة الدينية على الرغم من مؤهلاته للمرجعية، شديد التواضع مع سمو مكانته العلمية، رفيع الخلق، جمّ المناقب، غزير العلم، واسع المعرفة. وقد اكتنفت حياته مصاعب ومتاعب حالت بينه وبين التفرغ للتأليف، وإذا كان قد أغنى مجالس العلم والأدب والشعر بما جعل اسمه قبل الأسماء، فإنّه قد ترك من المؤلفات المخطوطة والمطبوعة ما كنا نتمنى المزيد منه، فمن مؤلفاته:[١٠]

  1. الميزان العادل بين الحق والباطل: وهي رسالة في الرد على الكتابيين، ألفها استجابة لرغبة الشيخ حسن علي بن بدر القطيفي المهاجر حينئذٍ إلى الهند ليحمل الهنود على مقاطعة الإنجليز، وقد طبعها المذكور على نفقته في بغداد سنة 1331 هجرية، وتقرر فيما بعد تدريسها في مدارس الدولة، ولكن سلطات الاحتلال البريطاني منعت نشرها.
  2. بلغة الراحل: كتاب في المعتقدات والأخلاق، لم يطبع.
  3. الوافي في شرح الكافي في العروض والقوافي، لم يطبع.
  4. شرح على باب الظهار: من كتاب والده في الفقه المسمى (اللآلئ الناظمة للأحكام اللازمة)، لم يطبع.
  5. سبيكة العسجد في التاريخ بأبجد: كتاب حافل بفلسفة التاريخ بأبجد، ويعد نحوا من التأليف لم يسبق إليه. مازال مخطوطاً.
  6. الرحلة الحجازية: رسالة وصف فيها رحلته إلى الحج سنة 1347 للهجرة. مخطوطة.
  7. درر البحور في العروض، مخطوط.
  8. تقريرات أستاذه السيد بحر العلوم، مخطوط.
  9. شرح رسالة غاية الإيجاز لوالده، مخطوط.[١١]
  10. وكذلك ديوان شعره الذي جمعه بعد وفاته ابن أخيه السيد موسى.

مكانته الأدبية

  • يقول الخليلي في ما يتعلق بأدب الشاعر: زاول الأدب زمناً طويلاً، فأبدع فيه إبداعاً كان المجلى فيه بين جمع كبير من الأدباء والعباقرة في زمانه، ولقد ولع بالبديع ولعاً سما به إلى منزلة قل من ارتفع إليها من قبل. وإن لدي الكثير من الشواهد من نظمه ونثره، ومنها مقامات إذا شئتها شعراً كانت شعراً ببحور مختلفة وقواف مختلفة، وإن شئتها نثراً كانت نثراً مسجعاً أو مرسلاً، ولم يكن هذا غريباً بمقدار غرابة خلو هذه المقامات من التكلف، فقد كان إمام البديع، وشيخ الأدباء فضلاً عن كونه عالماً، ومن علماء الفقه المعروفين. [١٢]
  • أولع بآداب العرب والتتبع لأخبارهم، وقرض الشعر، فأجاد فيه حتى تغلبت شهرته الأدبية على مكانته العلمية. [١٣]
  • كان عالماً فاضلا أديباً شاعراً من الطبقة الممتازة بين شعراء عصره. له شعر فائق كثير في الطبقة العالية بين أشعار أهل العصر.[١٤]

شعره

من تتبع أشعار السيد رضا يرى الكثير من النكت والدقائق، فمنها:

الالتزام

السيد رضا كان شاعراً ملتزماً، وهذا ما لوحظَ في شعره وأدبه، فهو ملتزم بمبادئه وعقائده، وحتى في غزله يرى ذلك، فهذا الالتزام لم يخرجه من دائرة العفة والأخلاق، ومطلع قصيدته الكوثرية خير شاهد عليه حيث يقتبس الآية القرآنية فيها:[١٥] قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت قالب:نهاية قصيدة

المحسنات البديعية

كان الشاعر كما تقدم وذكروا أصحاب الفن هو إمام في البديع، وذلك مشهود تماماً في جميع موضوعات شعره مديحه ورثائه، فمن ذلك:[١٦] قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت قالب:نهاية قصيدة

التناسب و التنسيق

اختيار الشاعر لوزن القصائد تطابق مضمونها، والألفاظ تناسب المعاني، والصور الشعرية ترسم لك صورا حية من الحوادث، كما نشاهد ذلك في شعره وعلى سبيل المثال قصيدته الكوثرية فإنّها مع براعتها تكون على وزن المتدارك الذي يناسب مقامها، كما أنّه اختار لقصائد الرثاء أوزاناً تناسبها، فيبدأ ـ مثلاً ـ القصيدة بالدمع والبكاء:[١٧] قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت قالب:نهاية قصيدة

التاريخ الشعري

  • وهذا النوع من الشعر يتطلب مهارتين مهارة إعداد الجمل التي يكون حاصل جمعها موافقاً للتاريخ المطلوب، وهي مهارة حسابية لا شأن لفن الشعر فيها، ومهارة انتقاء تلك الجمل بحيث تحمل خاصية الثبات في الذاكرة كأن تكون اقتباساً مناسباً من القرآن الكريم، أو اسم الشخص أو الشيء المؤرخ له، أو تكون في اختصارها وإصابتها المعنى كالتوقيعات المعروفة للملوك والأمراء المسلمين. وهي مهارة تعتمد على ذكاء الشاعر وسرعة بديهته وسعة اطلاعه. [١٨]
  • وقد تفنن الشاعر بذلك خاصة في تأريخ واقعة كربلاء، فيقول الخليلي: ومن أبرع بدائعه في وضع التواريخ الأبجدية التي سمعتها منه هو تاريخه لشهادة الإمام أبي عبد الله الحسين (ع)الذي وقع سنة 61 هجرية، وهو عدد صغير جداً يستحيل على الشاعر أن يستخدمه لوضع تاريخ شعري متين وبدون تكلف، ولكن براعة السيد رضا قد تغلبت على هذه الصعوبة، فوضع التاريخ التالي، وهو شاهد على منتهى ما يبلغ المتفنن مما يتصور المتصورون لملكات الصياغة اللفظية والفنون الأدبية في ذلك العصر، فجاء التاريخ على هذا النحو:[١٩]

قالب:بداية قصيدة قالب:بيت قالب:بيت قالب:نهاية قصيدة

المصادر والمراجع

  • الأمين، محسن العاملي الحسيني، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، بيروت، دار التعارف، 1406 هـ.
  • الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان، تحقيق: فريد عبدالعزيز الجندي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1990 م.
  • السماوي، محمد، الطليعة من شعراء الشيعة، تحقيق: كامل سلمان الجبوري، بيروت، دار المؤرخ العربي، 1422 هـ.
  • المحلاتي، حيدر، عبدالمنعم الفرطوسي حياته وأدبه، المكتبة المختصة الأدبية، د م، ط 1، 1420 هـ.
  • الموسوي، عبدالصاحب، حركة الشعر في النجف الأشرف وأطواره خلال القرن الرابع عشر الهجري، بيروت، دار الزهراء، ط 1، 1988 م.
  • الهندي، السيد رضا بن محمد، ديوان السيد رضا الهندي، جمع وتحقيق: السيد موسى الموسوي / مراجعة وتعليق: السيد عبد الصاحب الموسوي، بيروت، دار الأضواء، 1409 م.
  • سبحاني، الشيخ جعفر بن محمد حسين، موسوعة طبقات الفقهاء، قم، مؤسسة الإمام الصادق (ع)، ط 1، 1424 هـ.
  • شبّر، جواد محمد، أدب الطف أو شعراء الحسين (ع)، بيروت، دار المرتضى، ط 1، 1978 م.
  1. جواد شبر، أدب الطف، ج 9، ص 242.
  2. حيدر المحلاتي، عبدالمنعم الفرطوسي حياته وأدبه، كلمة المكتبة الأدبية.
  3. رضا الهندي، ديوانه، ص 25.
  4. محسن الأمين، الأعيان، ج 7، ص 23.
  5. جواد شبر، أدب الطف، ج 9، ص 242.
  6. محسن الأمين، الأعيان، ج 7، ص 23.
  7. السماوي، الطليعة من شعراء الشيعة، ج 1، ص 353.
  8. رضا الهندي، مقدمة الديوان.
  9. محسن الأمين، الأعيان، ج 7، ص 23.
  10. رضا الهندي، ديوانه، ص 10.
  11. رضا الهندي، ديوانه، ص 10-11.
  12. رضا الهندي، ديوانه، ص 11.
  13. جعفر سبحاني، موسوعة طبقات الفقهاء، ج 14، ص 257.
  14. محسن الأمين، أعيان الشيعة، ج 7، ص 23.
  15. رضا الهندي، ديوانه، ص 20.
  16. رضا الهندي، ديوانه، ص 24.
  17. رضا الهندي، ديوانه، ص 47.
  18. عبدالصاحب الموسوي، حركة الشعر في النجف، ص 266.
  19. رضا الهندي، ديوانه، ص 12.