الشيخ حسن الجواهري

من ويكي علوي
(بالتحويل من حسن الجواهري)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الشيخ حسن الجواهري، هو عالم دين وفقيه معاصر، يرجع أصله إلى جبل عامل في لبنان، مقيم حالياً في النجف الأشرف. درس على يد جملة من العلماء في حوزة النجف الأشرف، أبرزهم: السيد أبو القاسم الخوئي والسيد محمد باقر الصدر، كما درس في حوزة قم المقدسة على يد الشيخ الوحيد الخراساني والسيد كاظم الحائري، وآخرون.

اعتقل سنة 1976م من قبل النظام البعثي في العراق وهُجّر إلى إيران بدعوى أن أصوله غير عربية، وعاد إليه سنة 2009م، وباشر بتدريس السطوح العليا في الفقه والأصول.

له عدة مؤلفات، منها: «الفقه المعاصر»، و«الربا فقهياً واقتصادياً»، و«دعوة إلى الإصلاح الديني والثقافي»، كما له مشاركات في مؤتمرات فقهية ومحافل علمية عديدة.

نسبه

هو حسن بن محمد تقي بن عبد الرسول بن شريف بن عبد الحسين بن الشيخ محمد حسن النجفي. ولد عام 1368هـ الموافق 1949م في النجف، ويرجع أصل أسرة الجواهري إلى جبل عامل حيث هاجرت إلى أصفهان إيران، ثمّ هاجرت الأسرة إلى النجف الأشرف وأقامت فيها. وقد نُسبت هذه الأسرة إلى كبيرها وزعيمها محمد حسن النجفي وسميت بأسرة آل صاحب الجواهر أو الجواهري، نسبة إلى كتاب جواهر الكلام الذي هو أهم دورة فقهيّة استدلالية.

كان أبوه إمام جماعة مسجد شيخ الطائفة ويدرّس في مدرسة الخليلي الفقه والأصول. وكذلك جدّه الشيخ عبد الرسول الجواهري كان أمام للمصلين في الصحن الحيدري.

حياته العلمية

أكمل الجواهري دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية في مدارس النجف الأشرف، ثم التحق بكليّة الفقه، وبالإضافة إلى دراسته الأكاديمية كان يدرس العلوم الحوزوية في مسجد الجواهري وجامع الهندي، حيث قرأ العربية والمنطق والفقه والأصول والفلسفة والتفسير، كما كان يدرّس الدروس التي أتقنها في مسجد الجواهري لأقرانه وغيرهم.

قدّم الشيخ حسن دراسة العلوم الدينية على الدراسات العليا في بغداد، كما أبى عن تسنّم الوكالة المطلقة من السيد الخوئي من أجل أن يجعل معظم وقته في تلقي العلوم الدينية وتدريسها.

للشيخ حسن الجواهري مشاركات في مؤتمرات فقهية ومحافل علمية كالمؤتمرات التي عقدت في جدّة والمغرب ومصر وغيرها لمناقشة الآراء الفقهية، وكان الجواهري ممثلاً عن الفقه الجعفري فيها، كما للجواهري مؤلّفات متنوعة اشتملت على مواضيع مختلفة كالفقه المعاصر والأصول والعقائد وغيرها.

أساتذته

درس مرحلة المقدمات في كلية الفقه على يد أساتذة، منهم: الشيخ محمد تقي الإيرواني، والشيخ محمد كاظم شمشاد، والسيد مصطفى جمال الدين، والشيخ عبد الهادي الفضلي. وكان يتلقى دروساً عند أحمد أمين صاحب كتاب التكامل في الإسلام، وقد تأثر بشخصيته.

أما أساتذته في مرحلة السطوح العالية فمنهم: السيد محمد تقي الحكيم، والسيد علاء الدين بحر العلوم، كما أنه درس المكاسب عند والده الشهيد.

كذلك حضر البحث الخارج، وقد درس عند جملة من العلماء، أبرزهم السيد أبو القاسم الخوئي، ووالده، والسيد محمد باقر الصدر إلى أن سُفّر من العراق إلى إيران علىٰ يد نظام البعث في العراق.

وبعد أن استقر في إيران وتحديداً في مدينة قم حضر درس السيد كاظم شريعتمداري، والميرزا جواد التبريزي، والشيخ الوحيد الخراساني، والسيد كاظم الحائري، وآخرون.

مؤلفاته

للشيخ حسن الجواهري مؤلفات في الأصول والفقه والوعظ والأمور الاجتماعية، ومنها:

  • الربا فقهياً واقتصادياً.
  • دعوة إلى الإصلاح الديني والثقافي.
  • الفقه المعاصر في سبعة مجلّدات. هي جملة من الأبحاث الجديدة في المعاملات.[١]
  • القواعد الأصولية في ثلاثة مجلّدات دورة مختصرة.
  • الحلال والحرام في الإسلام، وهو تعليقة علىٰ كتاب الدكتور يوسف القرضاوي وترجم إلى الانكليزية وهو في الفقه المقارن.
  • تقرير الفقه المعاصر جزءان.
  • تقرير للشيخ الوحيد في الأصول وتقرير للميرزا التبريزي في الفقه.
  • القواعد الأصولية دورة متوسطة في ستة أجزاء.[٢]

اعتقاله وهجرته

لمّا استولى البعثيون علىٰ السلطة في العراق عام 1968م، ضيّقوا علىٰ العلماء وطلبة الحوزة العلمية في النجف وغيرها، فتتبّع النظام البعثي الشيخ الجواهري سنة 1974م حتى اعتقل في النجف الأشرف.[٣]

وفي عام 1976م اعتقل مرّة أخرى بغية إبعاده خارج العراق بحجة أن أصوله إيرانية، فسحبت منه الجنسية العراقية وسُفِّر إلى إيران، واختار قم المقدسة ليستقر فيها إلى سنة 2009م، ثمّ رجع إلى العراق.[٤]

عودته إلى العراق

عاد الجواهري سنة 2009م إلى النجف الأشرف، وباشر بتدريس الفقه والأصول والأخلاق، كما أنه يؤمّ المصلين في مسجد جدّه صاحب الجواهر.

آراؤه

الفرق بين حوزة قم والنجف

يرى الشيخ الجواهري أن حوزة قم حوزة شاملة وموسعّة من ناحية احتوائها على العلوم الكثيرة كالفلسفة واللغات الأجنبية، وكذلك علم الأديان والعقائد، ولم تقتصر على الفقه والأصول. أما حوزة النجف فهي حوزة تخصصية في علم الفقه والأصول والتفسير.


فميزة حوزة النجف هي وجود علماء مطلقين لهم آراءهم الفقهية التي قد تُخالف المذاهب الأخرى وتخالف حتى آراء المذهب الإمامي المتقدّمين على هؤلاء. فلكل منهم مدرسته الخاصة، الميرزا النائيني له مدرسة خاصة، كما أن للسيد الخوئي مدرسة خاصة مع أنه من تلاميذ النائيني. وكذلك السيد محمد باقر الصدر له مدرسته الخاصة، لا سيما في الأصول. هذا من اختصاص النجف لوجود الدراسة المعمّقة وعدم التقليد حتى في المسائل الأصولية. المصدر: في حوار مع الاجتهاد


كيف يكون رجل الدين

يعتقد الجواهري أن رجل الدين يُنظر إليه كقدوة وكرمز يُقتدى به. فأي شيء يخالف الأخلاق ويخالف الفضائل يكون مورد إنتقاد شديد فإن رجل الدين المعمم نصب نفسه رمزاً للآخرين يريد هداية الآخرين فلابد أن يكون سيره سيراً علوياً نبوياً.


حوزة النجف والسياسة

حوزة النجف ليست غير سياسية. تفهم السياسه ولكن ليست حزبية، ولا تريد السيطرة على الحكم لكن لها رأي سياسي، والمرجع يمنع الطلبة من التحزّب، والحزب بمعنى أن جماعة تتبع قيادة غير معروفة. فالعلماء والمراجع في النجف هم آباء الحوزة وأب لهذه الأمة جميعا. فلا يتحزب ولا يكون حزب في مقابل حزب آخر هذا من الضيق و هذا من الأمور الباطلة.


فكان خروج السيد الشهيد الصدر من حزب الدعوة بعد أن كان من مؤسسيه هو من نفس المعنى، فكان في بداية أمره ليس مرجعاً فأسس هذا الحزب ودخل فيه، ولكن لما أصبح على مشارف المرجعية، رأى أن وظيفته تختلف عن المرتبطة السابقة. فأمر طلاب العلم أن يخرجوا من الحزب ورأى أنه هو أيضاً يخرج من الحزب لأنه أصبح في مقام المرجعية التي هي أبوّة للمجتمع العراقي.


الفرق بين السيد الخميني وسائر العلماء

يقول الشيخ الجواهري أنه لا یوجد فارق عندنا في علماء المسلمين لأنهم كلهم قيّمون علی هذه الأمة يريدون نفعها. ولكن السيد الخميني تهيّأت له الظروف وتهيّأت له الشروط لأن ينهض بالأمر، فنهض. أما سائر العلماء لم تتوفر لهم الشروط التي توفرت للسيد الخميني (ره)، ولو توفّرت الشروط لهم، لقاموا بالأمر، لنفع الإنسان وإرتقاءه من الأمور الرّذيلة إلى الأمور الفاضلة.


مهمة المرجع في الدول غير الإسلامية

فالفقيه والمرجع إذا رآى أن الظروف غير ممهّدة له لإقامة شرع الله، يبقى مراقباً، يبقى منبهاً، يبقى واعظاً، يبقى هادياً، يبقى ولياً لهم. وفي الظروف المناسبة يقول كلمة الله، ويقول كلمة الشريعة ويقول كلمة الإسلام لهم لينبههم.


النظام العالمي الجديد والتصدي له

يطرح الشيخ الجواهري في مقابل الإسلام الذي يعكسه الفكر الوهابي، الإسلام الذي يمثله الأئمةعلیهم السلام ويمثله علماء الدين الشيعة، فلما ضرب البُرجان في أمريكا من قبل القاعدة، أطلقوا عنوان؛ النظام العالمي الجديد وهو القضاء على الإسلام!، الذي ظهرت منه هذه الحركة؛ حركة الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 م. فقالوا لابد من القضاء على هذا الفكر الإسلامي وهم يتصورون أن الإسلام هو هذا الفكر الوهابي، هذا الفكر الوهابي هو نظرية من نظريات الإسلام وهناك فهم إسلامي آخر؛ يمثله الأئمةعلیهم السلام ويمثله علماء الدين الشيعة والنظرية الأخيرة لا تتعارض مع النظرية العقلية، التي تقول لابد للإنسان أن يكون إنساناً مهذباً فاهماً عادلاً يريد نفع الناس. فإن الدين عقل ووحي. الحوزة والمراجع وقفوا في وجه المخططات الأمريكية

يرى الشيخ حسن الجواهري أن أمريكا أرادت أن تكون قيّمة على العراق ما بعد سقوط صدام حسين عام 2003م، فوقفت الحوزة والمراجع لا سيما السيد السيستاني بوجه هذا المخطط ورفضوا هذه القيمومة، حيث قالوا إن العراقيين هم الذين يجب أن يكتبوا دستورهم، وقالوا أيضا أن الحكم يجب أن يكون إنتخابياً ولا يكون إنتسابياً من قبل السلطة التي جاءت وأسقطت نظام صدام فأجبروا أمريكا على قبول هذين القانونين، وأصبح العراق عزيزاً كريماً بواسطة فتوى المرجعية وتحقق ما أراده السيد السيستاني ولازالت المرجعية مشرفة على الأمور تتدخل في وقت الضرورة لصالح العراق ولصالح المسلمين ولصالح الإسلام.


الهوامش

قالب:مراجع