عبد المطلب

من ويكي علوي
مراجعة ٠٨:٣٩، ١ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف'''، (127 ــ 45 قبل الهجرة، 500 ــ 579 م) جد رسول الله {{صل}} لأبيه، وكبير قريش، ومن كبار مكة، ولد في يثرب، ثم انتقل في السابعة من عمره إلى مكة، وبقي فيها، ومن الأحداث المهمة التي وقعت في عصر سيادته على مكة هجوم أبرهة الحبشي ع...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، (127 ــ 45 قبل الهجرة، 500 ــ 579 م) جد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبيه، وكبير قريش، ومن كبار مكة، ولد في يثرب، ثم انتقل في السابعة من عمره إلى مكة، وبقي فيها، ومن الأحداث المهمة التي وقعت في عصر سيادته على مكة هجوم أبرهة الحبشي عليها بالفيلة لهدم الكعبة.

كفل رسول الله (ص) في صغره، عندما توفي أبوه عبد الله بن عبد المطلب وأمه آمنة بنت وهب، توفي في مكة وكان حينها عمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثماني سنوات، ودفن في مقبرة الحجون بجوار قبر جده قصي بن كلاب.

اسمه وكنيته

اسم عبدالمطلب "شيبة"، وكنيته "أبو الحارث"،[١] وذكرت له عدة أسماء وألقاب: عامر، وسيد البطحاء، وساقي الحجيج، وساقي الغيث، وغيث الورى في العام الجدب، وأبو السادة العشرة (كان عنده عشرة أولاد)، وعبد المطلب، وحافر زمزم،[٢] وإبراهيم الثاني،[٣] والفياض.

نسبه

أبوه هاشم بن عبد مناف، وسلسلة أجداده تنتهي إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام، وأمه سلمى بنت عمرو من بني النجار تزوج بها هاشم حين سافر إلى يثرب،[٤] وقد توفي أبوه في فلسطين وهو لا يزال في بطن أمه،[٥] وقد بقي في يثرب إلى سن السابعة من عمره،[٦] في السنة السابعة من عمره ذهب عمه المطّلب إلى يثرب، وجلبه معه إلى مكة، ومن هنا سمي عبد المطّلب.

وقيل: إن سبب شهرته بــ "عبد المطلب" نقل إن بعد وفاة هاشم أبوه، كان في مكة مطلب من عموم الناس بإحضار ابنه من يثرب، وأتوا به من يثرب، فلما حضر إلى مكة أطلق عليه الناس اسم عبد المطلب.[٧]

شخصيته

يقول اليعقوبي: كان عبد المطلب يعتقد بوحدانية الله تعالى، وقد كان كريماً يطعم الناس في أيام المجاعة التي حصلت في مكة وأطرافها، وكان يقول: ونطعم حتى يأكل الطير فضلنا|إذا جعلت أيدي المفيضين ترعد

وكان يبتعد عن عبادة الأصنام، وكان يوحد الله، ويوفي بالنذر، وقد سنّ الكثير من السنن التي أقرّها الإسلام.[٨] ويذكر اليعقوبي رواية عن النبي (ص): إن الله يحشر جدي عبد المطلب بسيماء الأنبياء وهيبة الملوك.[٩]

وكان أبوه هاشم شيخ مكة وزعيمها، ولمّا توفي انتقلت الزعامة والرياسة إلى عمّه المطّلب ـــ الذي أتى به من المدينة ــــ وبعد أن مات عمه المطّلب في اليمن انتقلت زعامة قريش إلى عبد المطلب.[١٠]

أصحاب الفيل

تنقل الروايات التاريخية أنّ أبرهة الحبشي توجّه بجيش كبير نحو مكة، وجلبوا معهم الفيلة، من أجل هدم الكعبة الشريفة.[١١] وتنقل الروايات أن ّإبل عبد المطلب وقعت تحت سيطرة جيش أبرهة، فذهب إليه عبد المطلب وطلب منه تحرير إبله، فترك له أبرهة إبله، فأخذها خارج مكة فلامه بعض الناس وقالوا: كيف تشفع لإبلك دون الكعبة التي سيهدمها جيش أبرهة. فأجابهم: أنا ربُّ الإبل وللبيت رب يحميه.[١٢]

ثم رجع إلى مكة، وأمر الناس أن يهربوا إلى خارج مكة، وأن يجلبوا معهم أموالهم. وفي اليوم التالي حدثت المعجزة الكبرى حيث أرسل الله طيور الأبابيل تحمل حجارة من سجيل، ولم يبق منهم إلا القليل الذين فروا.[١٣]

حفر زمزم

تنقل المصادر أن قبيلة جرهم كانت تحكم مكة المكرمة، ولكن بسبب ظلمهم ثار الناس عليهم، وأصبح قصي بن كلاب ـــ جد عبد المطلب ـــ رجل مكة الأول، وكان عمر بن حارث آخر حاكم جرهمي قد ألقى المجوهرات والأموال والهدايا النفيسة التي كانت موجودة في الكعبة في بئر زمزم وأهال عليها التراب.[١٤]

وقد بقيت بئر زمزم مدفونة لسنوات حتى جاء عبد المطلب وعزم على حفر بئر زمزم؛ ولهذا اجتهد وقتاً طويلاً كي يعثر على مكان هذا البئر ليحفره، وفي النهاية وصل إلى مقصوده ومبتغاه حين عثر على مكان البئر المنسي. ويقال إنه رأى في المنام قد وجد البئر وأمر بحفره وهذا هو الباعث الذي جعله يبحث عن البئر حتى وصل إليها« فقام بإرجاع الجواهر إلى الكعبة وعاد ماء البئر كما كان.[١٥]

نذره

تنقل بعض الأخبار أن قريش طالبت عبد المطلب أن يشركهم في بئر زمزم وما وجد فيها من الجواهر، بينما هو كان يرى أنه أحق بهذه البئر وما فيها والتي حفرها لوحده دون أي مساعدة من قريش، فلا يحق لأحد أن يشاركه بها لأنه وحده الذي حفرها وكان عبد المطلب وحيداً في مواجهة قريش، وكان يشعر بضعفه بسبب هذه الوحدة، ولهذا نذر لله نذراً مفاده: إذا رزقه الله عشرة أولاد يذبح أحدهم قرباناً له.[١٦]

وبالفعل رزقه الله عشرة أولاد، فأجرى القرعة بينهم فوقعت القرعة على عبد الله والد النبي محمدصلى الله عليه وآله وسلم، فتمسك بالوفاء بنذره، ولكنّ قريش منعته، واقترحوا عليه طريقة أخرى وهي: أن يجري قرعة بين ذبح ولده أو ذبح ماعنده من الإبل، فوافق على هذا الاقتراح، فأجرى القرعة بين ذبح ابنه أو ذبح ناقة، فخرجت القرعة على ابنه، فزاد في الإبل فخرجت على ابنه، واستمرت القرعة على هذه الحال إلى أن وصل عدد الإبل إلى مئة ناقة، فخرجت القرعة على المئة ناقة، فافتدي عبد الله بمئة ناقة.[١٧] ولكن هناك من يرى إن هذا الخبر من وضع الأمويين يريدوا أن يشوهوا صورة جد النبي عبد المطلب، من جهة أنه يفعل أفعال الجاهلية، وأن قريش أفضل منه حاولت منعه فهي لا ترضى بهذا الفعل.[١٨]

إيمانه

كان عبد المطلب يدين بالحنيفية الإبراهيمية ــــ نسبة إلى إبراهيم الخليلعليه السلام ـــ ولم يكن يعبد الأصنام، يقول المسعودي أحد المؤرخين المسلمين الذي عاش في القرن الثالث الهجري: لم يكن عبد المطلب ولا أجداد النبي (ص) الآخرين يعبدون الأصنام.[١٩]

وينقل الشيخ الصدوق عن الإمام الصادقعليه السلام أنّ النبي (ص) قال للإمام عليعليه السلام: لم يكن عبد المطلب يلعب القمار، ولم يعبد الأصنام، وكان يقول: أنا على دين أبي إبراهيم.[٢٠]

سنن عبد المطلب

نقل الشيخ الصدوق في كتاب الخصال عن الإمام الصادقعليه السلام إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للإمام عليعليه السلام: لقد أجرى عبد المطلب خمسة سنن في الجاهلية قد أقرها الله في الإسلام: [٢١]

  • فقد حرّم زواج الإبن من زوجة أبيه، وجاء القرآن بمثل هذا: وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ[٢٢]
  • لمّا حفر بئر زمزم ووجد فيه المجوهرات التي رماها آخر حكّام جرهم وهي الهدايا المقدمة للكعبة، أخذها له ودفع خمسها فقط، والله تعالى يقول: وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَي‏ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ[٢٣]
  • لما حفر زمزم سماه سقاية الحاج، وأنزل الله عز وجل: أَجَعَلْتُمْ سِقايةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَومِ الْآخِرِ[٢٤]
  • جعل عبد المطلب ديّة المقتول مئة ناقة، وكذلك جعلها الإسلام.[٢٥]
  • جعل أشواط الطواف سبعة ومن قبله لم تكن محددة بعدد.[٢٦]

وفاته

وفقاً للرأي المشهور فإن عبد المطلب حين توفي كان عمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثمان سنين، [٢٧] وقيل إن عمره عند وفاته كان 82 سنة، وقيل 110 سنة، وقيل 120 سنة. [٢٨] و ذکر شیخ الطوسی إن وفاته فی یوم 10 من ربیع الأول.[٢٩]

ويقال إن عبد المطلب طلب من بناته أن يرثينه قبل موته كي يرى رثائهن فيه قبل مماته، فرثينه وبكين لرثائه.[٣٠] وينقل عن أم أيمن: أنّ النبي (ص) مشى خلف جنازته وهو يبكي حتى وصلوا إلى محلة الحجون حيث دفن عبد المطلب إلى جانب قبر جده قصي بن كلاب.[٣١]

أولاده

لعبد المطلب عشرة أولاد هم:[٣٢] الحارث وعبدالله بن عبد المطلب والزبير وأبو طالب وحمزة والمقوم والعباس وضرار وقثم وأبو لهب (عبد العزى)[٣٣]

وله ستة بنات هنّ: عاتكة وصفية وأميمة وبرة وأروى وأم حكيم.[٣٤]

المصادر والمراجع

قالب:المصادر

  • ابن الأثير، علي بن محمد، أٌسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت - لبنان، دار الفكر، 1409 هـ.
  • ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، طهران - إيران، مؤسسة مطبوعاتي، د.ت.
  • ابن الجوزي، عبد الرحمن بن أبي الحسن، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، تحقيق: محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1412 هـ.
  • ابن ابي الحدید، شرح نهج البلاغة، قم - إيران، مکتبة آیة الله العظمی المرعشي النجفي، ط 1، 1404 هـ.
  • ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1387 هـ - 1992 م.
  • ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: محمد علي البجاوي، بيروت - لبنان، دار الجيل، ط 1، 1412 هـ - 1992 م.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت - لبنان، دار الفكر، 1407 هـ.
  • ابن هشام، عبد الملك بن هشام، السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى السقا، بيروت - لبنان، دار المعرفة، د.ت.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، تحقيق: محمد باقر المحمودي، بيروت - لبنان، مؤسسة الأعلمي، ط 1، 1394 هـ - 1974 م.
  • الدِّينَوري، ابن قتيبة، المعارف، مصر- قاهره، الهيئة المصرية العامة للکتاب، 1412 هـ.
  • الدواني، علي، تاريخ الإسلام من الإبتداء حتى الهجرة، قم - إيران، مكتب الإنتشارات الإسلامي، ط 8، د.ت.
  • الصدوق، محمد بن علي، الخصال، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، د.ت.
  • العاملي، الحرّ، وسائل الشيعة ، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 5، 1403 هـ.
  • الطوسي، محمد بن حسن، مصباح المتهجد ، تحقیق: علی اصغر مروارید، طهران - إيران،المکتبة الاسلامیة، 1406 هـ.
  • المجلسي، محمدباقر بن محمدتقی، بحارالأنوار ، بيروت - لبنان، مؤسّسةالوفاء، ط 1، 1403 هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، طهران - إيران، دار أساطير، ط 5، د.ت.
  • المسعودي، الحسين بن علي ، مروج الذهب ومعادن الجوهر، إيران، دار الهجرة، ط 2، 1408 هـ.
  • اليعقوبي، أحمد بن إسحاق، تاريخ اليعقوبي، بيروت - لبنان، د.ن، 1379 هـ.
  • الشامي، یوسف بن حاتم،الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم، قم- إيران، نشرالاسلامي، 1431هـ.
  • مکارم الشیرازی، ناصر بن علی محمد، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم-ایران، ط 1، 1420هـ.
  • صبري باشا، ایوب، موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب، القاهرة- مصر، دارالآفاق العربية، ط 1، 1424هـ.
  • بنت الشاطي، عایشة، مع المصطفي(ص)، بيروت - لبنان، دار الكتاب العربي، ط 1، 1392هـ.
  1. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 1، ص 27.
  2. المجلسي، بحار الأنوار، ج 15، ص 128.
  3. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 11.
  4. ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 6، ص 151.
  5. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 65.
  6. ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 137.
  7. الطبري، تاريخ الطبري، ج 3، ص 802.
  8. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 363.
  9. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 1، ص 363.
  10. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 77.
  11. الدينوري، الأخبار الطوال، ص 92.
  12. مکارم الشیرازی،الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل،1379ش، ج20، ص467.
  13. ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 47.
  14. صيري باشا، موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب، ج 1، ص 264.
  15. ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 244.
  16. بنت الشاطي، مع المصطفي(ص)، ج1، ص 28؛ ابن سعد، طبقات الکبری، ج 1، ص 84.
  17. الشامی،الدرالنظيم في مناقب الأئمةاللهاميم، ج 1، ص 24؛ ابن سعد، طبقات الکبری، ج 1، ص 84
  18. الدواني، تاريخ الإسلام من بدايته إلى الهجرة، ص 54.
  19. المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 109.
  20. الصدوق، الخصال، ج 1، ص 455.
  21. الصدوق، الخصال، ج 2، ص 455.
  22. النساء: 22.
  23. الأنفال: 41.
  24. التوبة: 19.
  25. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة،ج 15، ص 209
  26. العاملي، وسائل الشيعة، ج 9، ص 414.
  27. ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، ج 2، ص 282.
  28. ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 1، ص 119
  29. طوسی، مصباح المتهجد، ج 2، ص 791.
  30. ابن جوزی، المنتظم فی تاريخ الأمم و الملوك، دار الکتب العلمیة، ج۲، ص 281.
  31. ابن الأثير، أُسد الغابة، ج 1، ص 23.
  32. المجلسي، بحارالأنوار، ج 15، ص 127.
  33. المجلسي، بحارالأنوار، ج 15، ص 127.
  34. الدِّينَوري، المعارف، ج 1، ص 118.