الشيخ البهائي

من ويكي علوي
مراجعة ١١:١٨، ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''محمد بن حسين بن عبد الصمد الحارثي''' (953 ــ 1030 هـ) المعروف '''بالشيخ البهائي''' '''وبهاء الدين العاملي''' فقيه، {{و}}محدث، وحكيم، ورياضي شيعي في القرن الحادي عشر، وجده الحارث الهمداني أحد خواصّ أمير المؤمنين {{عليه السلام}}. وُلد في مدينة [[بعلبك]...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

محمد بن حسين بن عبد الصمد الحارثي (953 ــ 1030 هـ) المعروف بالشيخ البهائي وبهاء الدين العاملي فقيه، ومحدث، وحكيم، ورياضي شيعي في القرن الحادي عشر، وجده الحارث الهمداني أحد خواصّ أمير المؤمنين قالب:عليه السلام. وُلد في مدينة بعلبك اللبنانية، وانتقل مع والده إلى إيران، ودرس عند والده وغيره من العلماء. وقد عاش في عهد الدولة الصفوية التي شهدت حركةً علميّة واسعة آنذاك.

تولَّي الشيخ البهائي مشيخة الإسلام في زمن الشاه عباس الصفوي. توفي في أصفهان، ومنها نقل إلى مدينة مشهد بحسب وصيته، حيث دُفن قرب ضريح الإمام الرضا (ع).

سيرته

اسمه ونسبه وولادته

هو الشيخ محمد بن حسين بن عبد الصمد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح بن إسماعيل الحارثي الهمداني العاملي الجبعي، ولد في بعلبك 27 ذي الحجة سنة 953 هـ، وكان والده من تلاميذ الشهيد الثاني، ويرجع نسبه إلى الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني من أصحاب مير المؤمنين (عليه السلام) وهو المخاطب بالأبيات المشهورة التي أوّلُها: قالب:بداية قصيدة قالب:بيت[١] قالب:نهاية قصيدة

طفولته وشبابه

بعد سنة من ولادته توجهت به عائلته إلى جبل عامل، ثم قررت العائلة أن تهاجر إلى أصفهان؛ وذلك إثر شهادة الشهيد الثاني وتدهور الوضع الأمني هناك، وبعد أن جاءت دعوة طهماسب الأول والشيخ علي بن هلال الكركي المعروف بالشيخ علي المنشار شيخ الإسلام في أصفهان.[٢]

استناداً إلى مخطوطة بخط الشيخ البهائي المدوّنة سنة 969 هـ في مدينة قزوين؛ كان عمره ثلاثة عشر عاماً عند وصوله إلى إيران، إلا أن بعض المراجع اشتبهت وذكرت أنه كان في السابعة من العمر.[٣]

بعد إقامة العائلة لمدة ثلاث سنوات في أصفهان، أوصى الشيخُ المنشار الشاهَ طهماسب الأول بدعوة الشيخ عز الدين حسين إلى مدينة قزوين. وقد تولّى الشيخ عز الدين منصب مشيخة الإسلام في المدينة، وكان برفقته ابنه الشيخ البهائي الذي تابع تحصيله العلمي هناك. وقد وجد في كتابات الشيخ البهائي، أنه كان مع أبيه في مدينة مشهد سنة 971 هـ.[٤] وبعد مدّة تقلَّدَ الأب مركز مشيخة الإسلام في مدينة هرات، في حين أن الشيخ البهائي بقي في قزوين، وكان ينطم أشعاراً تعبّر عن شوقه لأبيه ولمدينة هرات ويرسلها له وذلك في عامَي 979 هـ و981 هـ.[٥] في عام 983 هـ توجه الشيخ عز الدين إلى مكة لأداء فريضة الحج، بينما بقي الشيخ البهائي في قزوين مدرّساً للعلوم الإسلامية. [٦]

زوجته وأولاده

زوجته بنت الشيخ علي المنشار العاملي، وهي إمرأة عالمة ورثت من أبيها مكتبة نادرة تضمّ أربعة آلاف كتاب، وقد أوقف الشيخ البهائي هذه المكتبة سنة 1030 هـ.[٧]

أما بالنسبة للذرية فالمشهور أنه لم يعقب أولاداً، وقيل أعقب بنتاً، وصاحب الرياض يقول: وكان له حفدة معاصرين لنا،[٨] والبعض يقول: إنه كان عقيماً.[٩]

توليه منصب شيخ الإسلام

توفي والد الشيخ البهائي سنة 984 هـ[١٠]، فطلب الشاه طهماسب من الشيخ البهائي التوجّه إلى مدينة هرات وهناك شَغَلَ مسؤولية شيخ الإسلام، وهو المنصب الأول الذي تقلده الشيخ البهائي.[١١] وفي السنة ذاتها توفي والد زوجة الشيخ البهائي (الشيخ علي منشار)، فتَبَوَّأَ الشيخ منصب شيخ الإسلام في أصفهان، وقد تم تنصيبه من قِبل الشاه إسماعيل الثاني (الحكم: 984 هـ - 985 هـ) أو الشاه محمد خدابنده (الحكم: 985 هـ - 995 هـ). كما أن بعض المؤرخين رجّح أن يكون الشاه عباس الأول -الذي تسلم الحكم في سنة 996 هـ- هو من نصب الشيخ البهائي لمقام مشيخة الإسلام.[١٢]

سفره لأداء فريضة الحج

عزم الشيخ البهائي على أداء مناسك الحج صارفاً النظر عن منصبه في الدولة، وقد رجع من سفره إلى أصفهان سنة 1025 هـ. وقد مرّ الشيخ في سفره هذا بالعراق، وحلب، والشام، ومصر، وسيلان، والحجاز، وبيت المقدس، عاقداً للجلسات العلمية مع بعض العلماء والشخصيات الصوفية، ومحاججاً رؤساء المذاهب والأديان الأخرى، وكان في بعض الموارد يضطر إلى استخدام التقية.[١٣]

وأثناء العودة من الحج مرّ الشيخ بمدينة تبريز وأقام هناك مدة سنةٍ واحدةٍ تقريباً، وكما أنه مرّ بقرية كرك نوح والتقى هناك بالشيخ حسن صاحب المعالم (ت: 1011 هـ).[١٤] ويظهر من آثار الشيخ البهائي أنه سافر إلى مدن آخرى أيضاً أمثال الكاظميّة، وهرات، وأذربيجان، وقم وشيروان.[١٥]

سفره سيراً إلى مشهد

من أسفار الشيخ المهمّة: سفره إلى مدينة مشهد سيراً على الاقدام؛ المرة الأولى كانت في 25 ذي الحجة سنة 1008 هـ، عندما سار الشاه عباس من مدينة طوس إلى حرم الإمام الرضا (ع) تعبيراً عن شكره لله بعد السيطرة على خراسان، وكان الشيخ برفقة الشاه. وبعد ثلاث سنوات رافق الشيخ الشاه عندما أراد الأخير أن يفي بنذرٍ نذره، فمَضَيَا سيراً من أصفهان إلى مشهد، واستقرا هناك مدة ثلاثة أشهر.[١٦]

دراسته وأساتذته

تلقى الشيخ البهائي دروسه في قزوين، التي شهدت حوزتها حركة علمية ناشطة، ثم استكمل دراسته في مدينة أصفهان. وكان أبوه من أهم أساتذته ومشايخه، فقد درس عنده علوم التفسير والحديث واللغة العربية ومقداراً من العلوم العقلية، وأساتذته الآخرون، ومنهم:

تلاميذه

كان لشهرة الشيخ البهائي وموقعه الإجتماعي لها الأثر في إقبال الكثير من الطلاب على الإستفادة من دروسه، وقد ذكر العلامة الأميني [١٨] أكبر عددٍ لتلاميذ الشيخ البهائي (97 طالب) مع الإستناد إلى المصارد والمراجع عند تعداده لهم؛ ومن أشهرهم:

مكانته الإجتماعية

أصبح الشيخ البهائي شيخ الإسلام في الدولة الصفوية بطلب من الملوك الصفويين، وهو أعلى منصب رسمي في الدولة. وقد بقي الشيخ في منصبه هذا إلى آخر حياته، ولم يكن للشيخ رغبة في هذا المنصب، إذ كان له ميل للانعزال والتعبّد[٢٢]، وبعد تولي منصب شيخ الإسلام، أصبح له منزلة خاصة عند البلاط الصفوي، فكان من خلال تقواه وعلمه محل ثقة الشاه عباس الأول، الذي قرر أن يجعله وزيراً ومستشاراً له. ونقل إسكندر المنشي،[٢٣] أن الشاه عباس استفاد من جلسات الشيخ البهائي، وكان الشاه يقدر هذه الجلسات بشكل كبير. وكان الشاه يرجع إلى الشيخ حتى في أموره الخاصة بالأسرة،[٢٤] ومن ناحية أخرى كان الشيخ البهائي متولياً لإمامة صلاة الجمعة في أصفهان.[٢٥]

مؤلفاته

بلغت مؤلفات الشيخ البهائي حوالي الخمسين مؤلفاً في التفسير، والحديث، والدراية، الرجال، والأدعية، والفقه، والأصول، والحساب وعلم الهيئة والحكمة والتاريخ والأدب إضافة إلى أجوبة المسائل والكثير من الحواشي وأشعار متعددة بالعربية والفارسية، ومنها:

أقوال العلماء فيه

وردت الكثير من الكلمات في حق الشيخ البهائي، ومنها:

  • قال عنه الشيخ محمد تقي المجلسي، المعروف بالمجلسي الأوّل: «كان شيخ الطائفة في زمانه، جليل القدر، عظيم الشأن، كثير الحفظ، ما رأيت بكثرة علومه ووفور فضله وعلوّ مرتبته أحداً».[٢٧]
  • قال عنه الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل: «حاله في الفقه والعلم والفضل والتحقيق والتدقيق وجلالة القدر وعظم الشأن وحسن التصنيف ورشاقة العبارة وجمع المحاسن أظهر من أن يُذكر، وفضائله أكثر من أن تُحصر، وكان ماهراً متبحّراً جامعاً كاملاً».[٢٨]

وفاته ومرقده

توفي الشيخ البهائيقالب:قدس سره في 12 شوال سنة 1030 هـ بمدينة أصفهان في إيران، ثم نقل جثمانه إلى مشهد، ودفن بجوار مرقد الإمام الرضاعليه السلام.[٢٩]

المصادر والمراجع

  • الكلباسي، محمد بن محمد بن إبراهيم، الرسائل الرجالية، تحقيق: محمد حسين الدرياتي، قم، مؤسسة دار الحديث، ط 1، 1422 هـ.
  • المهاجر، جعفر، الهجرة العاملية إلى إيران في العصر الصفوي، بيروت، دار الروضة، ط 1، 1410 هـ/ 1989 م.
  • أفندي، عبد الله، رياض العلماء وحياض الفضلاء، قم، مكتبة أية الله المرعشي النجفي، 1403 هـ.
  • اعتماد السلطنة، محمد حسن خان، تاريخ منتظم ناصري، طهران، محمد إسماعيل رضواني، 1367 ش.
  • البحراني، يوسف بن أحمد، لؤلؤة البحرين، تحقيق: محمد صادق بحر العلوم، المنامة ــ البحرين، مكتبة فخراوي، ط 1، 1429 هـ/ 2008 م.
  • البهائي، محمد بن الحسين، الأربعون حديثاً، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 3، 1431 هـ.
  • ابن معصوم المدني، علي صدر الدين، سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر، القاهرة، د.ن، 1324 هـ.
  • البهائي، محمد بن الحسين، الكشكول، بيروت، د.ن، 1403 هـ.
  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1403 هـ/ 1983 م.
  • الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، قم، إسماعیلیان، ط 1، 1390 ش.
  • حبيب آبادي، محمد علي، مكارم الآثار در أحوال رجال، أصفهان، د.ن، 1351 ش.
  • المحبي، محمد أمين، خلاصه الأثر في اعيان القرن الحادي عشر، القاهرة، المطبعة الوهيبة، 1284 هـ.
  • المدرس التبريزي، محمد علي، ريحانة الأدب، طهران، د.ن، 1369 ش.
  • الحر العاملي، محمد بن الحسن، أمل الآمل، بغداد، مكتبة الأندلس، د.ت.
  • آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
  • الأميني، عبد الحسين، الغدير في الكتاب والسنة والأدب، بيروت، دار الكتاب العربي، د.ت.
  • المحبي، محمد أمين، نفحه الريحانه ورشحه طلاء الحانه، القاهرة، طبعة عبد الفتاح محمد حلو، 1387 هـ.
  • إسكندر المنشي، تاريخ عالم آراي عباسي، طهران، د.ن، 1350 ش.
  • فلسفي، نصر الله، شاه عباس أول، طهران، د.ن، 1364 ش.
  • منجم يزدي، جلال الدين، تاريخ عباسي، طهران، طبعة سيف الله وحيدنيا، 1366 ش.
  • نجف، محمد أمين، علماء في رضوان الله، قم، انتشارات الإمام الحسينعليه السلام، 1430 هـ/ 2009 م.
  1. الكلباسي، الرسائل الرجالية، ج 2، ص 469.
  2. المهاجر، الهجرة العاملية إلى إيران، ص 95 ــ 146؛ أفندي، رياض العلماء، ج 2، ص 119؛ العاملي، وصول الأخيار، ص 30.
  3. اعتماد السلطنة، ص 447؛ البحراني، لؤلؤة البحرين، ص 26.
  4. البهائي، الأربعون حديثاً، ص 63.
  5. ابن معصوم المدني، سلافة العصر، ص 295 ــ 296؛ البهائي، الكشكول، ج 1، ص 28 ــ 29.
  6. أفندي الأصفهاني، رياض العلماء، ج 2،ص 120؛ البحراني، لؤلؤة البحرين، ص 26 ــ 27.
  7. النوري، خاتمة مستدرك الوسائل، ج 2، ص 231ـ 232؛ القمي، الفوائد الرضوية، ج 2، ص 510.
  8. أفندي، رياض العلماء، ج 5، ص 94.
  9. الأمين، أعيان الشيعة، ج 9، ص 242.
  10. البحراني، لؤلؤة البحرين، ص 26-27.
  11. المهاجر، جعفر، ص 156؛ الخوانساري، روضات الجنات، ج 7، ص 58.
  12. أفندي، رياض العلماء، ج 5، ص 94؛ حبيب آبادي، مكارم الآثار، ج 3، ص 822.
  13. المحبي، خلاصة الأثر، ج 3، ص 440؛ المدرس التبريزي، ريحانة الأدب، ج 3، ص 303.
  14. الحرّ العاملي،أمل الآمل، ج 1، ص 58.
  15. البهائي، الكشكول، ج 1، ص 29، 70، 236 وج 2، ص 33.
  16. المدرّس التبريزي، ريحانة الأدب، ج 3، ص 304؛ الخراساني، منتخب التواريخ، ص 570.
  17. أفندي الاصفهاني، رياض العلماء، ج 5، ص 95؛ البحراني، لؤلؤة البحرين، ص 434 435؛ المحبي، خلاصة الأثر، ج 3، ص 440؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 9، ص 243؛ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 15، ص 378، ج 1، ص 519.
  18. الأميني، الغدير، ج 11، ص 252 ــ 260
  19. الأميني، الغدير، ج 11، ص 262.
  20. المجلسي، بحار الأنوار، ج 107، ص 23 - 24.
  21. المجلسي، بحار الأنوار، ج 106، ص 126 ــ 151؛ آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 1، ص 237 ــ 239.
  22. المدرس التبريزي، ريحانة الأدب، ج 3، ص 303؛ ابن معصوم المدني، سلافة العصر، ص 290 ـ 291؛ المحبي، نفحة الرّيحانة، ج 2، ص 292؛ الأمين، أعيان الشيعة، ج 9، ص 237.
  23. إسكندر المنشي، تاريخ عالم، ج 1، ص 157.
  24. فلسفي، زندگانی شاه عباس اول، ج 2، ص563 ــ 574؛ منجم يزدي، تاریخ عباسي، ص 109، 268، 301 ،347.
  25. إسكندر المنشي، تاريخ عالم، ج 1، ص 156.
  26. البهائي، الكشكول، ج 1، ص 29 ــ 37.
  27. نجف، علماء في رضوان الله، ص 166.
  28. الجر العاملي، أمل الآمل، ج 1، ص 155.
  29. البهائي، الكشكول، ج 1، ص 41.