الفرق بين المراجعتين لصفحة: «سليم بن قيس الهلالي»

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
وسم: تحويلة جديدة
 
(أزال التحويلة إلى كتاب سليم بن قيس الهلالي)
وسمان: أزال التحويلة تحرير مرئي
 
سطر ١: سطر ١:
#تحويل [[كتاب سليم بن قيس الهلالي]]
'''سُليم بن قيس الهلالي'''، من خواص أصحاب الأئمة الأربعة الأوائل من [[أئمة الشيعة|أئمة الشيعة  (ع)]] ومورد ثقتهم ومقرّب لديهم ومحبوب عندهم وقد أدرك [[الإمام الباقر|الإمام الباقر (ع)]].  ينسب له كتاب في فضائل [[أهل البيت]]  شامل لبعض الحوادث التاريخية لفترة ما بعد [[رحيل النبي الأكرم]] عن الدنيا.
الكثير من علماء [[الشيعة]] يمدحونه، و قد أنكره البعض على اعتبار أنه شخصية لا وجود لها.
 
==ولادته ونسبه==
اسمه سُليم وأبوه قيس وكنيته أبا صادق.<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص 8.</ref> وهو من قبيلة هلال بن عامر ويقولون أنّهم من أبناء [[النبي إسماعيل (ع)]]، وكانوا يسكنون في نواحي [[الحجاز]] ثم انتقلوا إلى [[الشام]] و [[العراق]].
ولد سليم في [[الكوفة]] قبل سنتين من [[الهجرة النبوية]]، وهذا يعني أنّ عمره كان 12 عاماً عند وفاة [[النبي صلّى الله عليه وآله و سلم|النبي(ص)]].
لم يكن سليم في [[المدينة]] في حياة [[النبي صلّى الله عليه وآله و سلم|النبي (ص)]] ولا في زمان حكومة [[أبو بكر بن أبي قحافة|أبي بكر]]؛ ولهذا لم يكن حاضراً في أحداث [[حادثة السقيفة|السقيفة]] و [[شهادة الزهراء]]{{ها}}.<ref>كتاب سليم بن قيس الهلالي،ص 17.</ref>
 
==حياته==
===في أيام الشباب===
هاجر سليم الى [[المدينة المنورة|المدينة]] في أوائل حكومة [[عمر بن الخطاب]] وكان عمره آن ذاك ستة عشر سنة.
وذهب إلى [[الحج]] وهو في سن الخامسة والعشرين وسمع خطبة [[أبو ذر|أبي ذر]] هناك وكتبها. وبقي في [[المدينة المنورة|المدينة]] إلى [[سنة 34 هـ]].
 
===في زمان عثمان بن عفان===
وصل [[عثمان بن عفان]] إلى الحكم في سنة 24 هـ، في تلك الفترة كان سليم يعدّ من أصحاب [[أمير المؤمنين|أمير المؤمنين (ع)]] الخواص وكان يكتب الأحاديث ويدوّن الوقائع التاريخية في الوقت الذي كانت رواية الحديث ممنوعة.
وكان [[سليم بن قيس الهلالي|لسليم]] علاقة مع [[أبو ذر الغفاري|أبي ذر]] و[[المقداد بن الأسود|المقداد]] في أيام خلافة [[عثمان بن عفان|عثمان]] وذلك بعد أن فارق [[سلمان الفارسي|سلمان]] منذ سنة 16 هـ حيث أصبح [[سلمان الفارسي|سلمان]] واليا على [[المدائن]] من قبل الخليفة [[عمر بن الخطاب]].
وكان خلال هذه المرافقة [[أبو ذر الغفاري|لأبي ذر]] و[[المقداد بن الأسود|المقداد]] يدوّن ما يسمع منهم من أحاديث ويسجل الوقائع التاريخية.<ref>كتاب سليم بن قيس الهلالي،ص 19.</ref>
 
===في زمان أمير المؤمنين===
تسنّم [[الإمام علي|أميرالمؤمنين]] خلافة [[المسلمين]] في [[سنة 35 هـ]] وقد واصل سليم بن قيس جهاده بالكتابة إلى جانب جهاده بالسيف في ميادين الحروب التي خاضها [[أمير المؤمنين]]، وأصبح من أفراد [[شرطة الخميس]] وكل ما رآه في الحروب دونه.<ref>كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 20.</ref>
 
===في حرب الجمل===
انتقل سليم مع [[أمير المؤمنين|أميرالمؤمنين]] من [[المدينة]] إلى [[البصرة]] لملاقات [[معركة الجمل|أهل الجمل]]، وكان من ضمن الفدائيين الذين تقدّموا الجيش وكان عددهم خمسة آلاف مقاتل. وقد دوّن سليم أحداث هذه المعركة في كتابه. كما ذكر بعض الأفراد المشاركين فيها، كما أثبت خطب [[أمير المؤمنين|أميرالمؤمنين]] بعد المعركة.<ref>كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 20.</ref>
 
===في حرب صفين===
بعد أن انتهت [[معركة الجمل]] قصد [[أمير المؤمنين]] [[الكوفة]] ومن هناك أعلن الحرب على [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]، وكان سليم مع طليعة الجيش التي تقدمت لحرب [[صفين]] واستمر إلى نهاية المعركة إلى جانب [[الإمام علي|الإمام  (ع)]]، كما وقد كان من المشاركين في معركة [[ليلة الهرير]] إحدى معارك حرب [[صفين]] والتي كانت آخرها.
وقد ثبّت سليم في كتابه كل المكاتبات التي كانت بين [[أمير المؤمنين|أميرالمؤمنين]] و[[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]. وأحداث هذه الحرب وما آلت إليه من نتائج و[[قصّة التحكيم]].كما أثبت في كتابه كيف رجع [[أمير المؤمنين|أميرالمؤمنين]] إلى [[الكوفة]] وجيشه، وأثبت قصّة الراهب الذي أسلم على يد أمير المؤمنين (ع).
في أواخر [[سنة 38 هـ]].
رأى [[الإمام السجاد]] وهو لا يزال رضيعا حين أتي به إلى أمير المؤمنين (ع)، وفي نفس هذه الأيام ذهب إلى [[المدائن]] والتقى [[حذيفة بن اليمان]] هناك.<ref>سليم بن قيس الهلالي، ص 20.</ref>
 
===من النهروان إلى شهادة الإمام علي  (ع)===
في [[سنة 40 هـ]] وقعت [[معركة النهروان]] بين [[الخوارج]] وجيش أمير المؤمنين (ع)، وبعدها انتقل مع أمير المؤمنين إلى [[الكوفة]]، من أجل التحضير لحرب جديدة مع [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]، ولكن [[الشهادة|استشهد]] أمير المؤمنين في تلك السنة وقد نقل سليم وصيته في كتابه.
 
===في زمان الإمام الحسن المجتبى  (ع)===
بعد شهادة [[الإمام علي|الإمام علي  (ع)]] رافق سليم [[الإمام الحسن المجتبى|الإمام الحسن (ع)]] وأصبح من أصحابه والمدافعين عنه. ولما دخل [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] [[الكوفة]] عندها خطب [[الإمام الحسن المجتبى عليه السلام|الإمام الحسن  (ع)]] بحضور [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] وقد سجّل سليم خطبة [[الإمام الحسن المجتبى|الإمام (ع)]]. وقد استمرّ نشاط سليم العلمي طيلة [[الخلافة|خلافة]] [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]]،وقد سجل جرائم [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] وثبّتها.<ref>كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 21-22.</ref>
 
===في زمان الإمام الحسين (ع)===
كان سليم من أصحاب وخواص [[الإمام الحسين|الإمام الحسين (ع)]] قبل شهادته، وكان عمره في ذلك الوقت 50 سنة.
وقد استطاع سليم أن ينجو من ظلم [[زياد بن أبيه|زياد]]-والي [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] على [[الكوفة]]- من خلال [[التقية]]. وفي [[سنة 50 هـ]] ذهب [[معاوية بن أبي سفيان|معاوية]] إلى [[الحج]] وقد سافر سليم إلى الحج وسجّل كل اعتداءات معاوية على [[الشيعة]] في [[مكة]] و[[المدينة]].
 
وفي [[سنة 58 هـ]] خطب [[الإمام الحسين|الإمام الحسين (ع)]] في [[منى]] بمجموعة من [[الصحابة]] و[[التابعين]] وكان عددهم 700 نفر وكان قد بيّن خلال هذه الخطبة مثالب معاوية وأعماله المنافية للشريعة الإسلامية، وكان سليم أحد الحاضرين وكان قد دوّن كل ما سمعه من [[الإمام الحسين (ع)|الإمام (ع)]].<ref>كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 22.</ref>
 
لم يشارك سليم في [[واقعة كربلاء]] ولم يرد أي ذكر في كتابه لما جرى على الإمام الحسين(ع) وأهل بيته. فمن المحتمل أن يكون سليم من سجناء [[عبيدالله بن زياد|ابن زياد]] الذين مُنعوا من نصرة الإمام الحسين (ع).
 
===في زمان الإمام السجاد والباقر (ع)===
بعد شهادة [[الإمام الحسين|الإمام الحسين (ع)]] أصبح سليم من أصحاب [[الإمام السجاد|الإمام السجاد (ع)]]، وقد التقى [[الإمام الباقر|الإمام الباقر (ع)]] وهو ما زال في سن السابعة.
في تلك الأيام كان [[ابن الزبير]] قد أعلن نفسه [[الخليفة|خليفة]] للمسلمين، وقد سيطر على [[مكة]]، و[[المدينة المنورة|المدينة]]، و[[البصرة]]، وأجزاء من [[بلاد فارس]]. وفي هذه الفترة كان ظهور [[المختار الثقفي]] في [[الكوفة]]، ولكن كل هذه الأحداث لم يرد لها ذكر في [[سليم بن قيس الهلالي|كتاب سليم]]، ولكن المعلوم أنّه بقي إلى أيام [[الحجاج الثقفي|الحجاج]] في [[الكوفة]].<ref>كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 22-23.</ref>
 
===في زمان الحجاج===
في [[سنة 75 هـ]] أصبح [[الحجاج الثقفي|الحجاج]] واليا على [[العراق]] من قبل [[عبدالملك بن مروان]]، ولمّا دخل [[الحجاج الثقفي|الحجاج]] [[الكوفة]] بدأ يطارد [[الشيعة]] وكان سليم من المطلوبين [[الحجاج الثقفي|للحجاج]] لا لشيء إلا لإنّه محب [[الإمام علي|للإمام علي (ع)]]. ولكن سليم فرّ من [[الحجاج الثقفي|الحجاج]] إلى [[إيران]] ونزل في منطقة قريبة من [[شيراز]] اسمها ([[نوبندجان]]) وكان عمره آنذاك 77 سنة.<ref>كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 26.</ref>
 
==حياته العلمية==
===كتاب سليم===
يُعد [[كتاب سليم بن قيس الهلالي]] أوّل مدون [[الشيعة|شيعي]] ذكر فيه فضائل [[أهل البيت(ع)]]، ومعرفة الإمام، فضلاً عن ذكر الأحداث التي جرت بعد [[وفاة النبي (ص)]]، أما اسم الكتاب فهو [[كتاب سليم بن قيس الهلالي]].
 
==أخلاقيات سليم==
*التكتم والابتعاد عن الظهور
لم يكن سليم حُرّا في تنقلاته إلا في زمن حكومة [[أمير المؤمنين|أمير المؤمنين (ع)]] أما قبل حكومة [[الإمام علي|الإمام (ع)]] وبعد حكومته فكان في غاية الضيق وعدم الحرية. لأن الكتابة أيّام [[الخلفاء الثلاثة]] كانت ممنوعة، أما ما بعد حكومة [[الإمام علي|الإمام (ع)]] فكان من يُعرف إنّه [[الشيعة|شيعي]] فهو معرّض للخطر فكيف بمن كان ينقل فضائل [[أهل البيت (ع)]]؟
*الدقة في كتابة المطالب
 
==أقوال الرجاليين فيه==
*عدّه [[النجاشي]] من أصحاب [[الإمام علي|الإمام علي (ع)]] ومن أصحاب الكتب المشهورة.<ref>النجاشي، رجال النجاشي، ص 8.</ref>
*أما [[الشيخ الطوسي]] فعدّه من أصحاب [[الأئمة الأطهار عليهم السلام|الأئمة]] من [[الإمام علي|الإمام علي (ع)]] إلى [[الإمام الباقر|الإمام الباقر (ع)]].<ref>الطوسي، رجال الطوسي، ص 66 ،94 ،101 ،114 ،136.</ref>
*يقول [[الشيخ المامقاني]]:هو من أصحاب [[الإمام علي|الإمام علي (ع)]] ومن العلماء المشهورين عند العامة والخاصة.<ref>المامقاني، تنقيح المقال، ج 2، ص 53.</ref>
*[[علي بن أحمد العقيقي]] يقول: كان من أصحاب [[الإمام علي|الإمام علي (ع)]].
*[[العلامة الحلي]]: كان مجتهدا في فنه.<ref>العلامة الحلي، خلاصة الإقوال، ص 162.</ref>
*[[الميرزا محمد باقر الخونساري]]: هو من أصحاب [[اهل البيت(ع)]] ومن العاشقين لهم، ومن خواص [[أمير المؤمنين|أمير المؤمنين(ع)]].<ref>الخوانساري، روضات الجنات، ج 4، ص 66.</ref>
*[[عبدالحسين الأميني|العلامة الأميني]]: كان من التابعين الكبار، ويستند على كتابه [[الشيعة]] وغير الشيعة.<ref>الأميني، الغدير، ج 1، ص 66.</ref>
 
==وفاته==
توفي سليم في [[سنة 76 هـ]] في [[نوبندجان]] قرب [[شيراز]] وكان عمره آنذاك 78 سنة. وقيل أن وفاته كانت [[سنة 90 هـ]].<ref>الأميني، الغدير، ج 1، ص 66.</ref>
 
==الهوامش==
{{مراجع}}
 
==المصادر والمراجع==
*الهلالي، سليم بن قيس، '''كتاب سليم بن قيس الهلالي'''، قم، دار الهادي، 1416 هـ.
*النجاشي، أحمد بن علي، '''رجال النجاشي'''، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1416 هـ.
*الأميني، عبد الحسين، '''كتاب الغدير'''، بيروت، دار الكتاب العربي، 1397 هـ.
*الطوسي، محمد بن الحسن، '''رجال الطوسي'''، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1415هـ.
*العلامة الحلي، الحسن بن يوسف، '''خلاصة الأقوال في معرفة الرجال'''، قم، مؤسسة نشر الفقاهة، 1417 هـ.

المراجعة الحالية بتاريخ ٠٧:١٨، ٣ نوفمبر ٢٠٢٣

سُليم بن قيس الهلالي، من خواص أصحاب الأئمة الأربعة الأوائل من أئمة الشيعة (ع) ومورد ثقتهم ومقرّب لديهم ومحبوب عندهم وقد أدرك الإمام الباقر (ع). ينسب له كتاب في فضائل أهل البيت شامل لبعض الحوادث التاريخية لفترة ما بعد رحيل النبي الأكرم عن الدنيا. الكثير من علماء الشيعة يمدحونه، و قد أنكره البعض على اعتبار أنه شخصية لا وجود لها.

ولادته ونسبه

اسمه سُليم وأبوه قيس وكنيته أبا صادق.[١] وهو من قبيلة هلال بن عامر ويقولون أنّهم من أبناء النبي إسماعيل (ع)، وكانوا يسكنون في نواحي الحجاز ثم انتقلوا إلى الشام و العراق. ولد سليم في الكوفة قبل سنتين من الهجرة النبوية، وهذا يعني أنّ عمره كان 12 عاماً عند وفاة النبي(ص). لم يكن سليم في المدينة في حياة النبي (ص) ولا في زمان حكومة أبي بكر؛ ولهذا لم يكن حاضراً في أحداث السقيفة و شهادة الزهراءقالب:ها.[٢]

حياته

في أيام الشباب

هاجر سليم الى المدينة في أوائل حكومة عمر بن الخطاب وكان عمره آن ذاك ستة عشر سنة. وذهب إلى الحج وهو في سن الخامسة والعشرين وسمع خطبة أبي ذر هناك وكتبها. وبقي في المدينة إلى سنة 34 هـ.

في زمان عثمان بن عفان

وصل عثمان بن عفان إلى الحكم في سنة 24 هـ، في تلك الفترة كان سليم يعدّ من أصحاب أمير المؤمنين (ع) الخواص وكان يكتب الأحاديث ويدوّن الوقائع التاريخية في الوقت الذي كانت رواية الحديث ممنوعة. وكان لسليم علاقة مع أبي ذر والمقداد في أيام خلافة عثمان وذلك بعد أن فارق سلمان منذ سنة 16 هـ حيث أصبح سلمان واليا على المدائن من قبل الخليفة عمر بن الخطاب. وكان خلال هذه المرافقة لأبي ذر والمقداد يدوّن ما يسمع منهم من أحاديث ويسجل الوقائع التاريخية.[٣]

في زمان أمير المؤمنين

تسنّم أميرالمؤمنين خلافة المسلمين في سنة 35 هـ وقد واصل سليم بن قيس جهاده بالكتابة إلى جانب جهاده بالسيف في ميادين الحروب التي خاضها أمير المؤمنين، وأصبح من أفراد شرطة الخميس وكل ما رآه في الحروب دونه.[٤]

في حرب الجمل

انتقل سليم مع أميرالمؤمنين من المدينة إلى البصرة لملاقات أهل الجمل، وكان من ضمن الفدائيين الذين تقدّموا الجيش وكان عددهم خمسة آلاف مقاتل. وقد دوّن سليم أحداث هذه المعركة في كتابه. كما ذكر بعض الأفراد المشاركين فيها، كما أثبت خطب أميرالمؤمنين بعد المعركة.[٥]

في حرب صفين

بعد أن انتهت معركة الجمل قصد أمير المؤمنين الكوفة ومن هناك أعلن الحرب على معاوية، وكان سليم مع طليعة الجيش التي تقدمت لحرب صفين واستمر إلى نهاية المعركة إلى جانب الإمام (ع)، كما وقد كان من المشاركين في معركة ليلة الهرير إحدى معارك حرب صفين والتي كانت آخرها. وقد ثبّت سليم في كتابه كل المكاتبات التي كانت بين أميرالمؤمنين ومعاوية. وأحداث هذه الحرب وما آلت إليه من نتائج وقصّة التحكيم.كما أثبت في كتابه كيف رجع أميرالمؤمنين إلى الكوفة وجيشه، وأثبت قصّة الراهب الذي أسلم على يد أمير المؤمنين (ع). في أواخر سنة 38 هـ. رأى الإمام السجاد وهو لا يزال رضيعا حين أتي به إلى أمير المؤمنين (ع)، وفي نفس هذه الأيام ذهب إلى المدائن والتقى حذيفة بن اليمان هناك.[٦]

من النهروان إلى شهادة الإمام علي (ع)

في سنة 40 هـ وقعت معركة النهروان بين الخوارج وجيش أمير المؤمنين (ع)، وبعدها انتقل مع أمير المؤمنين إلى الكوفة، من أجل التحضير لحرب جديدة مع معاوية، ولكن استشهد أمير المؤمنين في تلك السنة وقد نقل سليم وصيته في كتابه.

في زمان الإمام الحسن المجتبى (ع)

بعد شهادة الإمام علي (ع) رافق سليم الإمام الحسن (ع) وأصبح من أصحابه والمدافعين عنه. ولما دخل معاوية الكوفة عندها خطب الإمام الحسن (ع) بحضور معاوية وقد سجّل سليم خطبة الإمام (ع). وقد استمرّ نشاط سليم العلمي طيلة خلافة معاوية،وقد سجل جرائم معاوية وثبّتها.[٧]

في زمان الإمام الحسين (ع)

كان سليم من أصحاب وخواص الإمام الحسين (ع) قبل شهادته، وكان عمره في ذلك الوقت 50 سنة. وقد استطاع سليم أن ينجو من ظلم زياد-والي معاوية على الكوفة- من خلال التقية. وفي سنة 50 هـ ذهب معاوية إلى الحج وقد سافر سليم إلى الحج وسجّل كل اعتداءات معاوية على الشيعة في مكة والمدينة.

وفي سنة 58 هـ خطب الإمام الحسين (ع) في منى بمجموعة من الصحابة والتابعين وكان عددهم 700 نفر وكان قد بيّن خلال هذه الخطبة مثالب معاوية وأعماله المنافية للشريعة الإسلامية، وكان سليم أحد الحاضرين وكان قد دوّن كل ما سمعه من الإمام (ع).[٨]

لم يشارك سليم في واقعة كربلاء ولم يرد أي ذكر في كتابه لما جرى على الإمام الحسين(ع) وأهل بيته. فمن المحتمل أن يكون سليم من سجناء ابن زياد الذين مُنعوا من نصرة الإمام الحسين (ع).

في زمان الإمام السجاد والباقر (ع)

بعد شهادة الإمام الحسين (ع) أصبح سليم من أصحاب الإمام السجاد (ع)، وقد التقى الإمام الباقر (ع) وهو ما زال في سن السابعة. في تلك الأيام كان ابن الزبير قد أعلن نفسه خليفة للمسلمين، وقد سيطر على مكة، والمدينة، والبصرة، وأجزاء من بلاد فارس. وفي هذه الفترة كان ظهور المختار الثقفي في الكوفة، ولكن كل هذه الأحداث لم يرد لها ذكر في كتاب سليم، ولكن المعلوم أنّه بقي إلى أيام الحجاج في الكوفة.[٩]

في زمان الحجاج

في سنة 75 هـ أصبح الحجاج واليا على العراق من قبل عبدالملك بن مروان، ولمّا دخل الحجاج الكوفة بدأ يطارد الشيعة وكان سليم من المطلوبين للحجاج لا لشيء إلا لإنّه محب للإمام علي (ع). ولكن سليم فرّ من الحجاج إلى إيران ونزل في منطقة قريبة من شيراز اسمها (نوبندجان) وكان عمره آنذاك 77 سنة.[١٠]

حياته العلمية

كتاب سليم

يُعد كتاب سليم بن قيس الهلالي أوّل مدون شيعي ذكر فيه فضائل أهل البيت(ع)، ومعرفة الإمام، فضلاً عن ذكر الأحداث التي جرت بعد وفاة النبي (ص)، أما اسم الكتاب فهو كتاب سليم بن قيس الهلالي.

أخلاقيات سليم

  • التكتم والابتعاد عن الظهور

لم يكن سليم حُرّا في تنقلاته إلا في زمن حكومة أمير المؤمنين (ع) أما قبل حكومة الإمام (ع) وبعد حكومته فكان في غاية الضيق وعدم الحرية. لأن الكتابة أيّام الخلفاء الثلاثة كانت ممنوعة، أما ما بعد حكومة الإمام (ع) فكان من يُعرف إنّه شيعي فهو معرّض للخطر فكيف بمن كان ينقل فضائل أهل البيت (ع)؟

  • الدقة في كتابة المطالب

أقوال الرجاليين فيه

وفاته

توفي سليم في سنة 76 هـ في نوبندجان قرب شيراز وكان عمره آنذاك 78 سنة. وقيل أن وفاته كانت سنة 90 هـ.[١٧]

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

  • الهلالي، سليم بن قيس، كتاب سليم بن قيس الهلالي، قم، دار الهادي، 1416 هـ.
  • النجاشي، أحمد بن علي، رجال النجاشي، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1416 هـ.
  • الأميني، عبد الحسين، كتاب الغدير، بيروت، دار الكتاب العربي، 1397 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1415هـ.
  • العلامة الحلي، الحسن بن يوسف، خلاصة الأقوال في معرفة الرجال، قم، مؤسسة نشر الفقاهة، 1417 هـ.
  1. النجاشي، رجال النجاشي، ص 8.
  2. كتاب سليم بن قيس الهلالي،ص 17.
  3. كتاب سليم بن قيس الهلالي،ص 19.
  4. كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 20.
  5. كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 20.
  6. سليم بن قيس الهلالي، ص 20.
  7. كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 21-22.
  8. كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 22.
  9. كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 22-23.
  10. كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص 26.
  11. النجاشي، رجال النجاشي، ص 8.
  12. الطوسي، رجال الطوسي، ص 66 ،94 ،101 ،114 ،136.
  13. المامقاني، تنقيح المقال، ج 2، ص 53.
  14. العلامة الحلي، خلاصة الإقوال، ص 162.
  15. الخوانساري، روضات الجنات، ج 4، ص 66.
  16. الأميني، الغدير، ج 1، ص 66.
  17. الأميني، الغدير، ج 1، ص 66.