وليد الكعبة

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

وليد الكعبة، هو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وتعدّ ولادته داخل الكعبة من الفضائل المختصة به، وقد نقلت هذا الحدث معظم المصادر الإسلامية الشيعية والسنّية، وعدّ البعض هذا الخبر متواتراً، إلا أن في تفاصيله اختلاف، وهناك تأليفات مفصّلة في هذا المجال، وقد جاء في بعض مصادر أهل السنة أن حكيم بن حزام ولد في الكعبة أيضاً، لكن يعتقد المحقّقون من الشيعة أنها من الروايات الموضوعة لأجل إنكار فضائل الإمام علي عليه السلام.

في المصادر الإسلامية

وليد الكعبة، هو علي بن أبي طالب (ع) الإمام الأول من أئمة الشيعة،[١] وقد ذكر الكثير من مصادر الشيعة وأهل السنة ولادته داخل الكعبة، فنقلها العلامة الأميني عن 16 مصدرا سنيا و50 مصدرا شيعيا،[٢] كما سمّى 41 شاعرا -‌بدءً من القرن الثاني حتى القرن الرابع عشر- تطرقوا لها في أشعارهم.[٣]

ومن علماء أهل السنة الذين ذكروا ولادة الإمام علي داخل الكعبة يمكن الإشارة إلى سبط بن الجوزي،[٤] وابن صباغ المالكي،[٥] وعلي بن برهان الدين الحلبي.[٦] وقال في المستدرك على الصحيحين[٧] وكفاية الطالب[٨] أن هذه الرواية متواترة.

قصة الولادة

ذكرت قصة ولادة الإمام علي (ع) في الكعبة بتفاصيل متفاوته في المصادر:

  • روى الحسن بن علي الطبري (حيّ في 701 هـ) في كتابه تحفة الأبرار أن فاطمة بنت أسد كانت تطوف بالبيت، فضربها الطلق، فلم تُطِق العودة إلى بيتها، فلجأت إلى الكعبة، فانفتح لها باب الكعبة، فدخلت فيها وانغلق الباب وأقامت في الكعبة ثلاثا.[١١]

قصة حكيم بن حِزام

عدّ الشيخ المفيد ولادة الإمام علي (ع) داخل الكعبة من الفضائل التي اختصه الله بها، حيث لم يولد قبله ولا بعده مولود في‏ الكعبة.[١٢] ورغم هذا ذكر بعض مصادر أهل السنة أن حكيم بن حزام من أصحاب النبي (ص) ولد هو أيضاً في الكعبة،[١٣] ويعتقد بعض علماء الشيعة كجعفر مرتضى العاملي أن هذه الرواية وضعت بداعي إنكار فضائل الإمام علي (ع) وقد وضعها آل الزبير بن العوام بسبب ولائهم لابن عمهم، حيث أن نسب حكيم بن حزام والزبيريين ينتهي إلى أسد بن عبد العزي،[١٤] وإضافة إلى ذلك، يرد على هذه الرواية بعض الإشكالات منها:

  1. إن مُصعَب بن عثمان في سند الرواية مجهول ولم يرد اسمه في المصادر الرجالية.
  2. هذه الرواية مرسلة، حيث أن راويها مصعب بن عثمان وُلد بعد هذه الواقعة بأعوام ولايمكن أن يرويها بلا واسطة.[١٥]

تأليفات حولها

يوجد تأليفات عدّة حول ولادة الإمام علي في الكعبة منها:

  • «المولود في بيت الله الحرام، علي بن أبي طالب أم حكيم بن حزام؟» للسيد نبيل الحسني.
  • «علي وليد الكعبه»، بقلم الغروي الأردوبادي. وقد ورد هذا الكتاب ضمن موسوعة العلامة الاوردبادي أيضا.


الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

قالب:المصادر

  • ابن صباغ المالكي، علي بن محمد، الفصول المهمة في معرفة الأئمة، قم، دار الحديث، 1422 هـ.
  • ابن المغازلي، علي بن محمد، مناقب الإمام علي بن أبي‌طالب، بيروت، دار الأضواء، 1424 هـ.
  • الأميني، عبد الحسين، الغدير في الكتاب والسنة والأدب، قم، مركز الغدير، 1416 هـ.
  • الحاكم النيشابوري، محمد بن عبدالله، المستدرك علي الصحيحين، بيروت، دار الفكر، 1422 هـ.
  • الحسني، السيد نبيل، المولود في بيت الله الحرام، علي بن أبي‌طالب أم حكيم بن حزام، كربلاء، العتبة الحسينية المقدسة، قسم الشئون الفكرية والثقافية، 1433 هـ.
  • الحلبي، علي بن برهان‌ الدين، السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون، بيروت، دار المعرفة، 1400 هـ.
  • سبط بن الجوزي، يوسف، تذكرة الخواص، بيروت، مؤسسة أهل البيت، 1401 هـ.
  • الشامي، يوسف بن حاتم، الدر النظيم في مناقب ائمه اللهاميم، قم، جامعه مدرسين، 1420 هـ.
  • التستري، محمد تقي، قاموس الرجال، قم، موسسة النشر الاسلامي، 1410 هـ.
  • الصدوق، محمد بن على، معاني الأخبار، التصحيح: على اكبر الغفارى، قم، دفتر انتشارات إسلامى، 1403 هـ.
  • الصدوق، محمد بن على،‏ الأمالي، طهران، كتابچى، 1376 هـ ش‏.
  • الطبري، محمد بن علي بن رستم، بشارة المرتضي لشيعة المرتضي، التحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، مؤسسة النشر الاسلامي، 1420 هـ.
  • الطبري، عماد الدين حسن بن علي، تحفة الأبرار، طهران، ميراث مكتوب، 1376 هـ.
  • القرشي الأسدي المكي، الزبير بن بكار، جمهرة نسب قريش وأخبارها، التحقيق: محمود محمد الشاكر، مطبعة المدني، 1381 هـ.
  • الگنجي الشافعي، محمد بن يوسف، كفاية‌ الطالب في مناقب علي بن أبي طالب، طهران، دار أحياء تراث اهل البيت (ع)، 1404 هـ.
  • مرتضي العاملي، السيد جعفر، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)، قم، دار الحديث، 1426 هـ.
  • المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، التحقيق: أسعد داغر، قم، دار الهجرة، 1409 هـ.
  • المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله علي العباد، قم، مؤسسة آل البيت عليهم السلام، 1414 هـ.
  1. المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 349؛ المفيد، الارشاد، ج 1، ص 5.
  2. الأميني، الغدير، ج 6، ص 37-43.
  3. الأميني، الغدير، ج 6، ص 44-51.
  4. سبط بن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 20.
  5. ابن صباغ المالكي، الفصول المهمة، ج 1، ص 171.
  6. الحلبي، السيرة الحلبية، ج 1، ص 226.
  7. الحاكم النيشابوري، المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 483.
  8. الگنجي الشافعي، كفاية‌ الطالب، ص 707.
  9. الصدوق، الأمالي، ص 132- 133؛ الصدوق، معاني الأخبار، ص 62.
  10. ابن المغازلي، مناقب الامام علي بن أبي‌ طالب، ص 58-59؛ ابن حاتم الشامي، الدر النظيم، ص 225.
  11. الطبري، تحفة الأبرار، ص 169.
  12. المفيد، الارشاد، ج 1، ص 5.
  13. القرشي الأسدي، جمهرة نسب قريش و أخبارها، ص 353.
  14. التستري، قاموس الرجال، ج 3، ص 387؛ مرتضى العاملي، الصحيح من سيرة النبي، ج 2، ص 161.
  15. التستري، قاموس الرجال، ج 3، ص 387؛ مرتضى العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، ج 2، ص 160.