فاطمة بنت أسد

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فاطمة بنت أسد، بن هاشم بن عبد مناف، أمّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه السلام، وزوجة أبي طالب، ولدت قبل الهجرة بخمس وخمسين سنة تقريباً، وتوفيت في السنة الرابعة للهجرة في المدينة المنورة.

كانت على ملّة إبراهيم الخليلعليه السلام، فأسلمت وكانت الحادية عشرة من بين المسلمين الأوائل، وهي أول امرأةٍ بايعت رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم بـمكة بعد خديجة زوجة الرسولصلى الله عليه وآله وسلم.

أم النبي الأكرم

كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعاملها كما يعامل ابنٌ بار بأمه حتى يوم وفاتها؛ لِما لاقاه من حنان وعطف وعناية من تلك المرأة الجليلة إبان رعايتها وزوجها أبي طالب له صلى الله عليه وآله وسلم، حتى أنَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال : لعلي عليه السلام يوم وفاتها: أما إِنها إِن كانت لك أُمّاً فقد كانت لي أُمّا.[١] قالب:شجرة أبي طالب

وضع الحمل في الكعبة

نقلت المصادر التاريخية أن فاطمة بنت أسد أقبلت – لمّا كانت حاملاً بـعلي عليه السلام- نحو الكعبة، وقد أخذها الطلق، فقالت: «ربّ إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل ... فبحق الذي بنى هذا البيت، وبحق المولود الذي في بطني، إلا ما يسّرت عليّ ولادتي».[٢] فانشقّ لها جدار البيت، فدخلته، ثم التأمت الفتحة، فخرجت في اليوم الرابع الموافق للثالث عشر من رجب في عام ثلاثين من بعد عام الفيل، وهي تحمل وليدها.[٣]

فاطمة من السابقات إلى الإسلام

أسلمت فاطمة بنت أسد بعد عشرة من المسلمين، وكانت الحادية عشرة.[٤] وهي أول امرأةٍ بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة بعد خديجة زوج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.[٥] روي عن ابن عباس أنه قال: إن قوله تعالى: قالب:قرآن. [٦] نزل في شأن فاطمة بنت أسد لما بايعت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.[٧]

وعن ابن أبي الحديد أن: فاطمة أول امرأة بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من النساء.[٨]

هجرتها إلى المدينة المنورة

كانت السيدة فاطمة بنت أسد أول النساء المهاجرات مع ولدها علي بن أبي طالب (ع) من مكة إلى المدينة، وقد أشار الإمام الصادق عليه السلام إلى هذه الحقيقة بقوله: «إِنّ‏ فاطمة بنت أَسد أُمَّ أَمير المؤمنين عليه السلام كانت أَول امرأةٍ هاجرتْ إِلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إِلى المدينة على قدميها».[٩]

أبناؤها

أنجبت فاطمة بنت أسد : طالب، وعقيل، وجعفر، وعلي عليه السلام، وهند أو أم هاني، وجمانة، وريطة أو أم طالب وأسماء.[١٠]

وفاتها

لما توفيت فاطمة بنت أسد في السنة الرابعة من الهجرة،[١١] كفّنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقميصه.[١٢] ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّ جبريل عليه السلام أخبرني عن ربّي عزّ وجل أنّها من أهل الجنة، وأخبرني جبريل عليه السلام أنّ الله تعالى أمر سبعين ألفاً من الملائكة يصلون عليها».[١٣]

ثم صلى عليها صلاة الميت، وسار في جنازتها حتى أوصلها إلى قبرها في البقيع،[١٤] وتمعّك في اللحد- أي اضطجع فيه كأنه يوسعه- ثم أهال التراب عليها، وخرج من قبرها.[١٥]

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن أبي الحديد، عز الدين عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، د م، 1378 هـ/ 1959 م.
  • ابن الجوزي، أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد القرشي التيمي البكري، تذكرة الخواص، القاهرة، مكتبة الثقافة الدينية، د ت.
  • ابن شبه النميري، أبو زيد عمر بن شبة النميري، تاريخ المدينة، تحقيق: فهيم محمد شلتوت، قم، دار الفكر، د ت.
  • ابن صباغ المالكي، علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله، الفصول المهمّة، قم، دار الحديث، د ت.
  • الاسكداري، عزيز محمود، ترغيب أهل المودة والوفاء، تحقيق: عادل أبو المنعم أبو العباس، المدينة المنورة، مكتبة الثقافة، د ت.
  • الأميني، عبد الحسين بن أحمد، الغدير، دار الكتاب العربي، بيروت، د ت.
  • حاكم النيسابوري، أبو عبد الله محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين، تصحيح: عبد السلام بن محمد علّوش، بيروت، دار المعرفة، د ت.
  • الكليني، محمد بن يعقوب بن إسحاق، الكافي، تصحيح: علي أكبر غفاري، طهران، دار الكتب الإسلامية، د ت.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، الوفاء، د ت.
  • المتقي الهندي، علاء الدين علي بن حسام الدين ابن قاضي خان القادري، كنز العمال، بيروت، الرسالة، د ت.
  • اليعقوبي، أبو العباس أحمد بن إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، د ت.
  1. المجلسي، بحار الأنوار، ج 35، ص 70.
  2. الكليني، الكافي، ج 3، ص 301.
  3. الأميني، الغدير، ج 6، ص 21-23.
  4. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 14.
  5. ابن صباغ المالكي، الفصول المهمّة، ص 31.
  6. الممتحنة: 12.
  7. ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 10.
  8. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 14.
  9. الكليني، الكافي، ج 1، ص 422.
  10. المجلسي، بحار الأنوار، ج 19، ص 57.
  11. ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 6.
  12. المتقي الهندي، كنز العمال، ج 6، ص 228.
  13. النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 108.
  14. الأسكداري، ترغيب أهل المودة و الوفاء، ص 94.
  15. ابن شبه، تاريخ المدينة، ج1، ص124.