قضية التهنئة

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

قضية التهنئة تشير إلى تهنئة صحابة النبي (ص) ومنهم الخليفة الأول والثاني للإمام علي (ع)، وذلك بعد أن أعلن رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم ولاية علي بن أبي طالب في واقعة الغدير، وقد اعتمد علماء الشيعة عليها بأعتبارها أحد الأدلة على أحقية علي (ع) للخلافة، وأنّ النبي (ص) قصد تعيينه للخلافة في يوم الغدير.

التهنئة لعلي (ع)

في واقعة الغدير وفي مسير العودة من حجة الوداع أعلن رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم أمام المسلمين ولاية علي بن أبي طالب قائلا: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه»، فقام صحابة الرسول بتهنئة علي بن أبي طالب (ع)،[١] فروي في مصادر الشيعة والسنة عن عمر بن خطاب أنه قال لعلي (ع): «بَخٍّ بَخٍّ لَك يا عَلِي أَصْبَحْتَ مَولَاي وَ مَولَى كلِّ مُؤمِنٍ وَ مُؤمِنَةٍ».[٢] وقد جاء في بعض الروايات «يا ابن أبي طالب»[٣] أو «يا أمير المؤمنين»[٤] بدلاً عن «يا علي». كما ورد في بعض المصادر «كل مسلم»[٥] بدلاً عن «كل مؤمن ومؤمنة».

وقد روى أحمد بن حنبل تهنئة عمر بعبارة:‌ «هَنِيئًا يا ابنَ أَبِي طَالِبٍ، أَصبَحتَ وَأَمسَيتَ مَولَى كلِّ مُؤمِنٍ وَمُؤمِنَة».[٦]

من المهنّؤون لعلي (ع)؟

ورد في بعض المصادر الشيعية أنّ بعض الصحابة كأبي بكر وعمر بن الخطاب وطلحة والزبير هنأوا عليا (ع) يوم الغدير،[٧] وقال البعض أنّ النبي (ص) أمر أبا بكر وعمر أن يهنّئوا علياً[٨] كما ورد أنه (ص) صرّح بأنّ مخالفة هذا الأمر يسبّب الكفر.[٩] وتحدثت مصادر أخرى أنّ عمر أظهر سروره في هذه القضية،[١٠] وأنه كان أول من هنّأ[١١] أو من أوائل المهنّئين[١٢]، وأنّه ممن بالغ في تهنئة علي (ع).[١٣]

وقد ذكر البعض من المصادر عبارة التهنئة (بخ بخ...) من لسان عمر بن الخطاب،[١٤] إلا أن بعض المصادر تقول بأن أبا بكر وعمر هنّئا علياً بتعبير واحد.[١٥]

وجاء في بعض المصادر أن الذي هنّأ لعلي (ع) هو سيد آل عدي،[١٦] أو سيد بني عدي،[١٧] وكان نسب عمر بن الخطاب ينتهي إلى عدي بن كعب.[١٨]) وقد ورد في الدر النظيم أنّ عمر بعد إعلان ولاية الإمام علي (ع) قال لرسول الله أنه رأى شابّا نظيف الثياب طيّب الرائحة وضيء الوجه، وأنه قال لعمر: يا عمر لقد عقد اليوم محمّد لابن عمّه عقدا لا يحلّه إلاّ منافق. فقال النبيّ (ع): يا عمر أتعرف ذلك الرجل؟ فقال: لا. فقال: ذلك جبرائيل عليه‌ السلام.[١٩]

دلالتها على إمامة علي (ع)

اعتبر بعض علماء الشيعة أن تهنئة عمر بن الخطاب للإمام علي (ع)، خير دليل على أنَّ مراد النبي (ص) في واقعة الغدير هو إمامة ورئاسة علي بن أبي طالب من بعده،[٢٠] وأنَّه (ع) أفضل صحابة رسول الله[٢١] وأعلمهم.[٢٢]

كما ورد في بعض الروايات أنّ الإمام علي (ص) احتج بها على الخليفة الأول كدليل على أحقيته للخلافة.[٢٣] وقال الفيض الكاشاني إن عمر بن الخطاب بعد أنّ هنّأ علياً (ع) سلّم عليه بإمرة المؤمنين.[٢٤]

زمان الواقعه

ورد في أكثر المصادر أنّ قضية التهنئة لعلي بن أبي طالب (ع) كانت في يوم الغدير، حيث نصبه رسول الله (ص) كخليفته من بعده.[٢٥] فبناء على بعض الروايات إن رسول الله (ص) بعد أن أعلن ولاية علي (ع) أمر بأن تنصب له خيمة وأن يجلس فيه علي ليدخل عليه الأصحاب ويهنؤوه.[٢٦]

إلا أنه ورد في مصادر أخرى أن قضية التهنئة وقعت في يوم المباهلة أو يوم المؤاخاة، فقام عمر بتهنئة علي (ع) بعد إعلان ولايته على لسان النبي (ص).[٢٧]

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

  • ابن بطريق، يحيى بن الحسن، عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار، قم، جامعه مدرسين، 1407 هـ.
  • ابن حنبل، أحمد بن محمد، مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي وآخرون، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1416 هـ.
  • ابن شاذان القمي، شاذان بن جبرئيل، الروضة في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع)، تحقيق: علي شكرچي، قم، مكتبة الأمين، 1423 هـ.
  • ابن طاووس، علي بن موسى، طرف من الأنباء والمناقب، تحقيق: قيس عطار، مشهد، تاسوعا، 1420 هـ.
  • ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دارالجيل، 1412 هـ.
  • ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الفكر، 1415 هـ.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، دار الفكر، 1407 هـ.
  • الإربلي، علي بن عيسى، كشف الغمة في معرفة الأئمة، تحقيق: هاشم رسولي المحلاتي، تبريز، بني هاشمي، 1381 هـ.
  • الأميني، عبد الحسين، الغدير في الكتاب والسنة والأدب، قم، مركز الغدير للدراسات الاسلامية، 1416 هـ.
  • البحراني، السيد هاشم بن سليمان، مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، قم، مؤسسة المعارف الإسلامية، 1413 هـ.
  • التفسير المنسوب إلى الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري (ع)، تحقيق: مدرسة الإمام المهدي(عج)، قم، ‌1409 هـ.
  • الحسكاني، عبيد الله بن عبد الله، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، طهران، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، 1411 هـ.
  • الحلي، علي بن يوسف بن المطهر، العدد القوية لدفع المخاوف اليومية، قم، مكتبة آية الله مرعشي النجفي، 1408 هـ.
  • الخصيبي، الحسين بن حمدان، الهداية الكبرى، بيروت، البلاغ، 1419 هـ.
  • الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دارالكتب العلمية، 1417 هـ.
  • الديلمي، الحسن بن محمد، إرشاد القلوب إلى الصواب، قم، الشريف الرضي، 1412 هـ.
  • الديلمي، الحسن بن محمد، غرر الأخبار ودُرَر الآثار في مناقب أبي الأئمة الأطهار، تحقيق: إسماعيل ضيغم، قم، دليل ما، 1427 هـ.
  • العاملي الشامي، يوسف بن حاتم، الدر النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم، قم، جامعه مدرسين، 1420 هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي، الأمالي، طهران، كتابچي، ط 6، 1376 هـ ش.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، إعلام الورى بأعلام الهدى، طهران، إسلامية، ط 3، 1390 هـ.
  • الفيض الكاشاني، محمد محسن، نوادر الأخبار فيما يتعلق بأصول الدين، طهران، مؤسسة مطالعات وتحقيقات فرهنگي، 1371هـ ش.
  • الكراجكي، محمد بن علي، كنز الفوائد، تحقيق: عبد الله نعمة، قم، دار الذخائر، 1410 هـ.
  • الكوفي، فرات بن إبراهيم، تفسير فرات الكوفي، تحقيق: محمد كاظم، طهران، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، مؤسسة الطبع والنشر، 1410 هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، بيروت،‌ دار إحياء التراث العربي، ط 2، 1403 هـ.
  • المفيد، محمد بن محمد بن نعمان، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، قم،مؤتمر الشيخ المفيد، 1413 هـ.
  • المفيد، محمد بن محمد بن نعمان، مسار الشيعة في مختصر تواريخ الشريعة، المطبوعة ضمن «مجموعة نفيسة في تاريخ الأئمة(ع)»، بيروت، دار القاري، 1422 هـ.
  • الهلالي، سليم بن قيس، كتاب سليم بن قيس الهلالي، تحقيق: محمد الأنصاري الزنجاني، قم، الهادي، 1405 هـ.
  1. الأميني، الغدير، ج 1، ص 508.
  2. الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ج 2، ص 829؛ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، ص 516؛ المفيد، الارشاد، ج 1، ص 177.
  3. التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري، ص 112؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 8، ص 284؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 42، ص 233.
  4. الخصيبي، الهداية الكبرى، ص 104.
  5. الصدوق، الأمالي، ص 2؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج 8، ص 284؛ ابن كثير، البداية والنهاية، ج 7، ص 349.
  6. ابن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، ج 30، ص 430.
  7. الحلي، العدد القوية، ص 183.
  8. التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري، ص 112.
  9. الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ج 2، ص 829.
  10. الإربلي، كشف الغمة، ج 1، ص 237.
  11. المفيد، مسار الشيعة، ص 44؛ البحراني، مدينة المعاجز، ج 2، ص 269.
  12. ابن طاووس، طرف من الأنباء والمناقب، ص 362.
  13. المفيد، الارشاد، ج 1، ص 177؛ الطبرسي، إعلام الورى، ص 133.
  14. الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ج 2، ص 829؛ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري، ص 112؛ الخصيبي، الهداية الكبرى، ص 104؛ الصدوق، الأمالي، ص 2؛ المفيد، الارشاد، ج 1، ص 177.
  15. الأميني، الغدير، ج 1، ص 512.
  16. العاملي الشامي، الدر النظيم، ص 444.
  17. ديلمي، غرر الاخبار، 1427ق، ص 356.
  18. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 3، ص 1144.
  19. العاملي الشامي، الدر النظيم، ص 253.
  20. الكراجكي، كنز الفوائد، ج 2، ص 96.
  21. العاملي الشامي، الدر النظيم، ص 268 - 269.
  22. الديلمي، غرر الأخبار، ص 349.
  23. الديلمي، إرشاد القلوب، ج 2، ص 264؛ الخصيبي، الهداية الكبرى، ص 103 – 104.
  24. الفيض الكاشاني، نوادر الأخبار، ص 166.
  25. الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ج 2، ص 828-829؛ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري، ص 112؛ فرات الكوفي، تفسير فرات الكوفي، ص 516؛ الصدوق، الأمالي، ص 2؛ المفيد، الارشاد، ج 1، ص 175؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 42، ص 234.
  26. الهلالي، كتاب سليم بن قيس، ج 2، ص 829؛ المفيد، الارشاد، ج 1، ص 176؛ الطبرسي، إعلام الورى، ص 132.
  27. ابن بطريق، عمدة عيون، ص 169؛ ابن شاذان، الروضة، ص 76–77؛ الإربلي، كشف الغمة، ج 1، ص 328.