عبد الله بن وال التيمي

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عبد الله بن وال (وائل) التَيمي من أصحاب الإمام علي والإمام الحسن عليهما السلام ومن قادة ثورة التوابين التي وقعت إثر واقعة كربلاء، وكان من رؤساء الشيعة في الكوفة، واستشهد في معركة عين الوردة سنة 65 هـ.

هويته ومكانته

عبد الله بن وال التيمي، من تيم بكر بن وائل[١] ومن وجوه الشيعة بالكوفة.[٢] ذكره صاحب أعيان الشيعة ضمن شعراء الشيعة،[٣] وعدّه ابن أثير من الفقهاء والعباد،[٤] ورد اسمه في بعض المصادر عبدالله بن وائل.[٥]

دوره في إعانة أئمة الشيعة

كان عبد الله بن وال من أعوان الإمام علي والإمام الحسن عليهما السلام، فذكره المفيد من المبايعين لإمام علي (ع) في المدينة.[٦] وجاء في كتاب الغارات أنّ الإمام علي (ع) بعثه مع آخرين لمواجهة الخريت بن راشد الذي خرج في البصرة على الإمام؛ وذلك بعد قضية الحكمية التي وقعت في حرب صفين. وروي أن الإمام قال لعبد الله:

إنّي لأرجو أن تكون من أعواني على الحقّ وأنصاري على القوم الظّالمين.[٧]

وفي فترة خلافة الإمام الحسن (ع) كان عبد الله بن وال من أعوانه الذين تجهّزوا لمحاربة معاوية.[٨]

وكان عبد الله من الذين كتبوا للإمام الحسين (ع) يدعونه إلى الكوفة ليأخذ بزمام الحكم؛ وذلك بعد موت معاوية وحكم ولده يزيد، وحمل عبد الله بن وال عددا من رسائل الكوفيين للإمام الحسين، فدفعها له في 10 رمضان سنة 60 هـ في مكة.[٩]

دوره في ثورة التوابين

تخلّف الكثير ممن كتبوا الرسائل للإمام الحسين (ع) عن مناصرته في واقعة الطف والتي أدت إلى استشهاده، إلا أنهم ندموا بعد ذلك كثيرا وعزموا على تدارك تخلّفهم، ولذا اشتهروا في التاريخ باسم "التوابيين".[١٠] فاجتمع كبار الشيعة في الكوفة ومنهم عبد الله بن وال، وقرروا أن يقوموا على حكم يزيد، وينتقموا من قاتلي الحسين (ع)،[١١] وعُيّن عبد الله كخازن الثورة؛ ليجمع المساعدات المالية لها.[١٢]

وبعد أن تحشد جيش التوابين عيّنه سليمان بن صرد الخزاعي قائداً ثالثا للجيش، وذلك إذا ما قتل سليمان والقائد الأول والثاني.[١٣]

انطلق التوابون نحو معركة القتال، فبادروا أولاّ إلى كربلاء لزيارة قبر الإمام الحسين‌(ع) ونقل أن عبد الله بن وال قال عند قبره: «أما -والله- إنّى لأظن حسيناً وأباه وأخاه أفضل أمة محمد (ص) وسيلة عند الله يوم القيامة، أفما عجبتم لما ابتُليت به هذه الامة منهم. إنهم قتلوا إثنين،قالب:ملاحظةواشفوا بالثالث قالب:ملاحظةعلى القتل.»‏[١٤] وعندما اندلعت معركة عين الوردة بين التوابين وجيش الشام بقيادة عبيد الله بن زياد وبعد أن قُتل سليمان بن صرد ومسيب بن نجبة و عبد الله بن سعد بن نفيل رفع عبد الله بن وال الراية، وتولّى قيادة الجيش وحفّز الناس قائلا:من أراد الحياه التي ليس بعدها موت، والراحة التي ليس بعدها نصب، والسرور الذى ليس بعده حزن، فليتقرب الى ربه بجهاد هؤلاء المحلين، والرواح إلى الجنة رحمكم الله![١٥]

شهادته

استشهد عبد الله بن وال في نهاية يوم عين الوردة، فنقل أن أدهم بن محرز من قادة جيش الشام سمع عبد الله يقرأ هذه الآية من القرآن: قالب:قرآن، فهجم عليه، وقتله.[١٦]

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

  • آل ياسين، راضي، صلح الحسن عليه‌السلام، بيروت، الأعلمي، 1412 هـ.
  • ابن الأثير، الكامل في التاريخ، بيروت،‌ دار الصادر، 1385 هـ ش.
  • الأمين، السيد محسن، أعيان الشيعة، بيروت،‌ دار التعارف، 1403 هـ.
  • الثقفي، إبراهيم بن محمد، الغارات، قم،‌ دار الكتاب، 1410 هـ.
  • الجعفري، حسين محمد، تشيع در مسير تاريخ، طهران، دفتر نشر فرهنگ اسلامي، ط 11، 1382 هـ ش.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، بيروت،‌ دار الكتاب العربي، ط 2، 1409 هـ.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء، بيروت، مؤسسه الرسالة، 1413 هـ.
  • الطبري، تاريخ الأمم والملوك، بيروت،‌ دار التراث، ط 2، 1387 هـ.
  • المفيد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، قم، كنگره شيخ مفيد، 1413 هـ.
  • المفيد، الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة، قم، كنگره شيخ مفيد، 1413 هـ.
  1. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج ‏5، ص 555 .
  2. الجعفري، تشيع در مسير تاريخ، ص 262.
  3. الأمين، أعيان الشيعة، ج 1، ص 168.
  4. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 184.
  5. السيد بن طاوس، اللهوف، ص 33؛ النويري، نهاية الأرب، ج ‏20، ص 386.
  6. المفيد، الجمل، ص 109.
  7. الثقفي، الغارات، ج 1، ص 342 - 345.
  8. آل ياسين، صلح الحسن (ع)، ص 94.
  9. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 36 - 37.
  10. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 3، ص 395.
  11. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج ‏5، ص 552 - 553.
  12. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 555.
  13. الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 5، ص 48.
  14. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 590.
  15. الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 5، ص 601 - 602.
  16. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 4، ص 184.