شبث بن ربعي

من ويكي علوي
(بالتحويل من شبث بن ربعي التميمي)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

شَبَث بن رِبعِي اليربوعي، من رؤساء الكوفة ومن الشخصيات المُتذَبذِبة في تاريخ الإسلام، وكان من تصرفاته وتقلّبات أحواله أن لحق بسجاح اليربوعية المُدَّعية للنبوة بعد وفاة النبيصلى الله عليه وآله وسلم، ثم عاد إلى الإسلام، وخالف عثمان، وعارض التحكيم في معركة صفين، والتحق بـالخوارج، ثم صار إلى جنب علي ابن أبي طالبعليه السلام .

التحق شبث بمعاوية بعد عليّ (ع)، وكان ممن شهد على حجر بن عدي، وانقلب على الحسين (ع) بعد ما راسله أيام يزيد وسأله القدوم إلى الكوفة، ففرّق الجموع عن مسلم بن عقيل مبعوث الحسين إليها، واستلم قيادة الرجّالة في جيش عمر بن سعد يوم عاشوراء.

وأخيراً ناهض شبث المختارَ الثقفي الثائر على قتَلة الحسين، وشارك في قتله، ثم مات سنة 70 هـ.

الحياة والنسب

شَبَث بن رِبعي بن حصين التميمي اليربوعي، وكان يكنى بأبي عبد القدّوس، يعود نسبه إلى بني يربوع من قبيلة بني حَنْظَله.[١] التحق عدد من بني حنظلة في حرب الجمل بجيش عائشة لقتال علي ابن أبي طالب عليه السلام بتحريض من طلحة والزبير، إلا أنّ بني يربوع جميعهم لزموا طاعة علي.[٢] وفي النهروان التحق كذلك بعضُ بني حنظلة منهم شبث بن ربعي بالخوارج.[٣]

كان شبث ممّن أدرك أيام النبي (ص)، ثم اتبع سَجاح اليربوعية المُدَّعية للنبوة بعد وفاة النبي، فكان المؤذِّن لها، ثم عاد إلى الإسلام بإسلامها. [٤]كما أنّه كان من مخالفي عثمان، وبعد مقتل الأخير كتب شبث إلى معاوية يتهمه بالمشاركة في قتل عثمان. مات حوالي سنة 70 للهجرة.[٥] أطلَقت عليه بعض المصادر نسبة الرياحي.[٦]

في خلافة علي عليه السلام

أُعطِي شبث بن ربعي لواء قبيلتي عمرو وحنظلة في الكوفة حين عَقد عليّ عليه السلام ألوية قبائل البصرة والكوفة (ما يزيد على 26 لواءاً) في حرب صفين وأعطاها لرؤسائها.[٧] وكان في الأربعة الذين أرسلهم علي عليه السلام إلى معاوية قبل الحرب ليُفاوضوه.[٨] وأرسله عليعليه السلام مع آخرَين ليهدم بيت حنظلة بن الربيع الخارجيّ حين هرب إلى معاوية[٩] التحق بالخوارج بعد التحكيم[١٠] إلا أنّه رجع عن التحكيم بعد احتجاج ابن عباس مع الخوارج فكان على ميسرة جيش علي في النهروان.[١١]

في خلافة معاوية

كان شبث إلى جنب ابن الأشعث وشمر بن ذي الجوشن ممّن شهِدوا على حجر بن عدي بالكفر وخلْع الطاعة ومفارقة الجماعة ولعْن الخليفة و ...، حين اجتمع فِي سجن زياد بن ابيه (أمير الكوفة والبصرة في عهد معاوية) من الشيعة أربعة عشر رجلًا وأمر ( زياد) وجوه أهل المصر أن يكتبوا شهادتهم عليهم.[١٢]

وقد ورد اسم شبث بن ربعي (هو أو معقل بن قيس) على رأس الخيل الذي أرسله المغيرة بن شعبة عامل معاوية على الكوفة ليقتل فروة بن نوفل الخارجي الذي كان قد امتنع من قتال علي عليه السلام في النهروان وهمّ بقتال معاوية بعد صلح الإمام الحسن عليه السلام.[١٣]

في واقعة عاشوراء

كان شبث ممن راسل الإمام الحسين عليه السلام وسأله القدوم إلى الكوفة.[١٤]إلا أنّه كان ممن قام بتفريق الناس من حول مسلم بن عقيل مبعوث الحسين إليها حين سأل بن زياد أشراف أهل الكوفة أن يُخوّفوا القوم من إجابته ومناصرته.[١٥]خاطبه الحسين يوم عاشوراء حين نادى بجيش عمر بن سعد وقال: يا شبث بن ربعي ويا حجار بن أبجر ويا قيس ابن الأشعث ويا زيد بن الحارث ألم تكتُبوا إِليَّ في القدوم عليكم؟ فأنكروا ذلك وقال لهم الحسين: بلَى فعلتم.[١٦]

لم يرغب شبث أن يحضر الحرب يوم عاشوراء وتمارض حين سأله ابن زياد أن يلتحق بجيش ابن سعد لكي لا يواجه الحسينعليه السلام، فقال له ابن زياد: أتتمارض؟ إن كنت في طاعتنا فاخرج إلى قتال عدونا. فخرج شبث لمّا سمع ذلك.[١٧]

وفي يوم عاشوراء جعل عمر بن سعد، شبثَ بن ربعي على الرجّالة (المُشاة)[١٨]وكان عندما بَلغ شمر فُسطاط الحُسين ونادى: عَلَيَّ بالنار حتى أُحَرِّقَ هذا البيت على أهله، جاءه شبث ونهاه عن ذلك.[١٩] وكان قد نهى أصحابه عن الفرح بمصرع مسلم بن عوسجة الأسدي أول أصحاب الحُسَين ووبّخهم على ذلك.[٢٠]

بعد عاشوراء

قالوا جدد مسجده‌ بالكوفة فرحاً بقتل‌الحسين عليه السلاموقد نهى‌أمير المؤمنين علي عليه السلام بالكوفة عن الصلاة في خمسة مساجد جددت أربعة منها، فيها مسجد شبث بن ربعي. [٢١]

وفي قيام المختار ناهض شبث من قِبَل عبدالله بن مطيع، المختارَ فقاتل نُعَيم بن هُبَيرة وهو أحد أميرَي جيش المختار فهزمه وقتله وجاء فأحاط بالمختار وحاصره حتى جاء ابن الأشتر فطرده عنه. [٢٢] وكان شبث قد أشار على ابن مُطيع أن يَجمع الأمراء لِما رأى من استفحال أمر المختار فاجتمع أشراف الناس ممَّن كان في جيش قتَلَة الحُسَين وغيرهم على رأسهم شمر بن ذي الجوشن و محمد بن أشعث بن قيس في دار شبث وأجمعوا أمرهم على الخروج على المختار وقتاله وبن الأشتر قد قصد جيش الشام.[٢٣]

وكان شبث قد غيّر موقفه حين بلغه رجوع ابن الأشتر فأرسل ابنه عبد المؤمن إلى المختار قائلاً: «إنما نحن عشيرتك، وكف يمينك، لا والله لا نقاتلك، فثق بذلك منا» قالوا : وكان رأيه قتاله، ولكنه كاده[٢٤]إلا أن المختار لم يعتن بقوله وأرسل إليه ابن الأشتر.

وصار المختار يلاحق قتلة الحسين عليه السلام بعد إحباط مؤامرة الكوفيين. ففرّ شبث بن ربعي وشمر بن ذي‌الجوشن وعدد ممن حضر واقعة كربلاء إلى البصرة. فأرسل المختار فقبضوا على شمر وقتلوه، ولكن شبث هرب إلى البصرة وحرّض فيه مصعب بن الزبير على قتال المختار.[٢٥] ثمّ شارك في قتل المختار[٢٦] ومات حوالي سنة 70 للهجرة.[٢٧]

رواياته

روى شبث عن علي عليه السلام وحذيفة، وروى عنه محمد بن كعب القرظي وسليمان التيمي[٢٨] وأنس بن مالك وآخرون. أورد عنه أبو داود في سُننه رواية واحدة.[٢٩]

الهوامش

قالب:مراجع

المصادر والمراجع

  • المنقري، نصر بن مزاحم، وقعة صفين، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، المؤسسة العربية الحديثة، القاهرة، 1382 هـ.
  • ابن‌ اثير، علي بن أبي كرم، الكامل في التاريخ، دار صادر، بيروت، 1385 هـ/ 1965 م.
  • البلاذري، أحمد بن يحيي، جمل من أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، دار الفكر، بيروت، 1417 هـ/ 1996 م.
  • الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، تحقيق: عبد المنعم عامر ومراجعة جمال الدين شيال، منشورات الرضي، قم، 1368 ش.
  • ابن حجر العسقلاني، شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي،الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، دار الكتب العلمية، بيروت، 1415 هـ/ 1995 م.
  • الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام، تحقيق: عمر عبد السلام التدمري، دار الكتاب العربي، بيروت، 1413 هـ/1993 م.
  • ابن الكلبي، أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب، جمهرة النسب، تحقيق ناجي حسن، د ن، بيروت، 1407 هـ/ 1986 م.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، تحقيق: محمد أبوالفضل ابراهيم، دار التراث، بيروت، 1387 هـ/ 1967 م.
  • الدمشقي(ابن كثير)، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، دار الفكر، بيروت، 1407 هـ/ 1986 م.
  • الخوئي، سيد أبوالقاسم، معجم رجال الحديث، مركز نشر آثار شيعه، قم، 1410 هـ/ 1369 ش.
  • الكليني، محمد بن يعقوب بن إسحاق، الكافي،‌ دار الكتب الإسلامية، طهران، 1365 ش.
  1. البلاذري، أنساب‌ الأشراف، ج 12، ص 163.
  2. المنقري، وقعة‌ صفين، ص 205.
  3. ابن‌ اثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 326. ابن‌ الكلبي، جمهرة‌ النسب، ص 217-225-226.
  4. البلاذري، أنساب‌ الأشراف، ج 12، ص 163؛ ابن‌كثير، البداية والنهاية، ج 5، ص 51.
  5. ابن‌حجر، الإصابة، ج 3، ص 303.
  6. ابن‌اثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 284؛ البلاذري، أنساب‌ الأشراف، ج 6، ص 373.
  7. المنقري، وقعة‌ صفين، ص198-195. ابن‌اثير، الكامل في التاريخ، ج3، ص287.
  8. المنقري، وقعة‌ صفين، ص187. ابن‌اثير، الكامل في التاريخ، ج3، ص285-289. البلاذري، أنساب‌ الأشراف، ج2، ص302. الطبري، تاريخ الطبري، ج5، ص5.
  9. المنقري، وقعة‌ صفين، ص97.
  10. ابن‌اثير، الكامل في التاريخ، ج3، ص326.
  11. الدينوري، الأخبار الطوال، ص210. البلاذري، أنساب‌ الأشراف، ج2، ص362. خليفة، تاريخ خليفة، ص115. الطبري، تاريخ الطبري، ج5، ص85.
  12. البلاذري، أنساب‌ الأشراف، ج4، ص254. الطبري، التاريخ، ج5، ص269.
  13. البلاذري، أنساب‌ الأشراف، ج5، ص163 -166.
  14. ابن اثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص20-31. البلاذري، أنساب‌ الأشراف، ج3، ص158. الطبري، تاريخ الطبري، ج5، ص353.
  15. الدينوري، الأخبار الطوال، ص239.
  16. ابن اثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص62. أبوالفرج الأصفهاني، مقاتل‌الطالبيين، ص99. الطبري، تاريخ الطبري، ج5، ص425.
  17. الدينوري، الأخبار الطوال، ص254. البلاذري، أنساب‌ الأشراف، ج3، ص178.
  18. البلاذري، أنساب‌ الأشراف، ج3، ص187. الطبري، تاريخ الطبري، ج5، ص422. ابن‌اثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص60.
  19. ابن‌اثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص69. البلاذري، أنساب‌ الأشراف، ج3، ص194. الطبري، تاريخ الطبري، ج5، ص439.
  20. البلاذري، أنساب‌ الأشراف، ج3، ص193. ابن اثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص67.
  21. الخوئي، معجم‌ رجال الحديث، ج9، ص12. الكليني، الكافي، ج3، ص490.
  22. ابن كثير، البداية والنهاية، ج8، ص267.
  23. الطبري، التاريخ، ج6، ص44. ابن‌كثير، البداية والنهاية، ج8، ص267-270.
  24. الطبري، تاريخ الطبري، ج6، ص47.
  25. ابن‌اثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص267. الدينوري، الأخبار الطوال، ص301. البلاذري، أنساب‌الأشراف، ج6، ص427.
  26. ابن‌اثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص271.
  27. ابن‌حجر، الإصابة، ج3، ص303.
  28. ابن‌حجر، الإصابة، ج 3، ص 303.
  29. الذهبي، تاريخ‌ الإسلام، ج 5، ص 417، وج 6، ص 79.