الوافي (كتاب)

من ويكي علوي
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الوافي أحد كتب الحديث عند الشيعة، من تأليف الفيض الكاشاني (ت 1091 هـ)، كتبه في تهذيب الكتب الأربعة، فهذبها، وفصّلها، وشرحها مختصراً، ورتبه من مقدمة و (14) كتاب وخاتمة.

المؤلف

هو محمد محسن بن الشاه مرتضى بن الشاه محمود، المدعو بالمولى محسن الكاشاني، أحد أعلام القرن الحادي عشر للهجرة. ولد الفيض الكاشاني في سنة 1007 هــ ، ونشأ في بلدة قم المشرّفة، فانتقل من بعدها إلى كاشان، ثمّ ارتحل إلى شيراز بعد سماعه بورود العلامة ماجد البحراني هناك، فأخذ العلم منه ومن صدرالدين الشيرازي المعروف بـ الملا صدرا، وتزوج ابنته في شيراز، وغادرها إلى كاشان، وبقي فيها حتى توفي سنة 1091 هـ، وهو ابن أربع وثمانين سنة، ودُفن بها، وقبره مشهور هناك.[١]

سبب التأليف

`قد ذكر الفيض الكاشاني في مقدمة كتابه السبب الذي دعاه إلى تأليف هذا الكتاب، حيث قال: هذا يا أخواني كتاب وافٍ في علوم الدين، يحتوي على جملة ما ورد منها في القرآن المبين، وجميع ما تضمنته أصولنا الأربعة، التي عليها المدار في الأعصار، أعني: (الكافي، والفقيه، والتهذيب، والاستبصار) من أحاديث الأئمة الأطهار، حداني إلى تأليفه ما رأيت من قصور كل من الكتب الأربعة عن الكفاية وعدم وفائه بمهمات الأخبار الواردة للهداية، وتعسّر الرجوع إلى المجموع لاختلاف أبوابها في العنوانات، وتباينها في مواضع الروايات، وطولها المنبعث عن المكررات.[٢] حتى يكون قانوناً يرجع إليه أهل المعرفة والهدى، من الفرقة الناجية الإمامية، ودستوراً يعوّل عليه من يطلب النجاة في العقبى من شيعة العترة النبوية.[٣]

سبب تسمية الكتاب

قال الفيض الكاشاني حول سبب تسمية كتابه: سميته بالوافي؛ لوفائه بالمهمات وكشف المبهمات.[٤] فلا يحتاج معه إلى كتاب آخر. ولا يفترق بعده في استنباط المسائل والأحكام إلى كثير نظر، ويستراح من الإجتهادات الفاسدة والإجماعات الكاسدة، والأصول الفقهية المختلفة، والأنظار الوهمية المختلفة.[٥]

زمن تأليف الكتاب

يقول آقا بزرك الطهراني صاحب كتاب الذريعة عن كتاب الوافي: أنّ الفيض الكاشاني قد كتبه خلال أكثر من تسع سنوات، وفرغ منه في سنة 1068 هـ.[٦]

المحتوى

إنّ كتاب الوافي في جمع أحاديث الكتب الأربعة مرتب من: مقدمة و (14) كتاب وخاتمة.[٧]

والمقدمة: تحتوي على ثلاث مقدمات وثلاث تمهيدات.

والخاتمة: في بيان الأسانيد. ولكل جزء من هذه الأجزاء الخمسةَ عَشَرَ خطبة، وديباجة، وخاتمة.

وفهرس الأربعة عشر هو:

  1. العقل والجهل والتوحيد.
  2. الحجة.
  3. الإيمان والكفر.
  4. الطهارة والزينة.
  5. الصلاة والقرآن والدعاء.
  6. الزكاة والخمس والميراث.
  7. الصوم والإعتكاف والمعاهدات.
  8. الحج والعمرة وزيارات المشاهد.
  9. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقضاء والشهادات.
  10. المعايش والمعاملات.
  11. المطعم والمشرب والتجمل.
  12. النكاح والطلاق والولادة.
  13. الموت والإرث والوصية.
  14. الروضة.

انتقادات الفيض للكتب الأربعة

قدّم الكاشاني أسباب انتقاداته للكتب الأربعة، مفصِّلاً ذلك لكل كتاب، حيث قال في مقدمة كتابه: بذلت جهدي في أن لا يشذّ عنه حديث ولا إسناد، يشتمل على الكتب الأربعة ما استطعت إليه سبيلاً.[٨] فالمشايخ الثلاثة، شكر الله مساعيهم، وإن بذلوا جهدهم فيما أرادوا وسعوا في نقل الأحاديث وجمع شتاتها وأجادوا، إلا أنهم لم يأتوا فيها بنظام تامّ، ولا في كل واحد منهم بجميع الأصول والأحكام، ولم يشرحوا المبهمات منها شرحاً شافياً ولم يكشفوا كثيراً مما كان منها خافياً، ولم يتعاطوا حلّ غوامضه، ولا تفرغوا لتفسير مغامضه، ولكن الإنصاف أن الجمع بين ما فعلوا وبين ما تركوا أمر غير ميسر، بل خطب لا تبلغه مقدرة البشر، فهم قد فعلوا ما كان عليهم، وإنما بقي ما لم يكن موكولاً إليهم، فجزاهم الله عنا خير الجزاء بما بلغوا إلينا، وأسكنهم الجنان في العقبى لما تلوا علينا.[٩]

  • حول كتاب الكافي:

بخصوص كتاب الكافي قال: أمّا الكافي، فهو وإن كان أشرفها وأوثقها وأتمها وأجمعها، لاشتماله على الأصول من بينها، وخلوّه من الفضول وشينها، إلا أنّه أهمل كثيراً من الأحكام ولم يأت بأبوابها على التمام، وربّما اقتصر على أحد طرفي الخلاف من الأخبار الموهمة للتنافي. ولم يأت بالمنافي، ثمّ إنّه لم يشرح المبهمات والمشكلات، وأخل بحسن الترتيب في بعض الكتب والأبواب والروايات. وربّما أورد حديثاً في غير بابه، وربّما أهمل العنوان لأبوابه، وربما أخلّ بالعنوان لما يستدعيه، وربّما عنون ما لا يقتضيه.[١٠]

  • حول كتاب من لا يحضره الفقيه:

وبخصوص كتاب من لا يحضره الفقيه قال: وأمّا الفقيه، فهو كالكافي، في أكثر ذلك، مع خلوّه من الأصول، وقصوره عن كثير من الأبواب والفصول. وربّما يشبه الحديث فيه بكلامه، ويشبه كلامه في ذيل الحديث بتمامه، وربما يرسل الحديث إرسالاً، ويُهمل الأسناد إهمالاً.[١١]

  • حول كتاب تهذيب الأحكام:

وبخصوص كتاب تهذيب الأحكام قال: وأمّا التهذيب، فهو وإن كان جامعاً للأحكام، مورداً لها قريباً من التمام، إلا أنّه كالفقيه في الخلو من الأصول، مع اشتماله على تأويلات بعيدة وتوثيقات غير سديدة، وتفريق لما ينبغي أن يجمع، وجمع لما ينبغي أن يفرق، ووضع لكثير من الأخبار في غير موضعها، وأهمال لكثير منها في موضعها، وتكرارات مُملّة، وتطويلات للأبواب مع عنوانات قاصرة مخلّة.[١٢]

  • حول كتاب الاستبصار:

وبخصوص كتاب الاستبصار قال: وأمّا الاستبصار، فهو بضعة من التهذيب، أفردها منه مقتصراً على الأخبار المختلفة والجمع بينها بالقريب والغريب.[١٣]

كتب حوله

يوجد الكثير من التراجم والمعاجم والفهارس والحواشي على كتاب الوافي، ومن أهمها:

  • فهرست الوافي - لولد المصنف، المولى محمد بن محسن الفيض، الملقب بـ ( علم الهدى الكاشاني )، موجود عند السيد خليل بن محمد الكاشاني، قال: إنّه فهرس لاخباره ورجاله موجود عندنا بكاشان.[١٤]
  • المعجم المفهرس لألفاظ أحاديث كتاب الوافي، لـ(علي رضا برازش).
  • الشافي المنتخب من الوافي - أستخرج منه ما هو بمنزلة الأصول والأركان بحذف المعارضات والمكررات وأسانيد الرواة. للمحدث محمد بن مرتضى المدعو بمحسن، والشهير بالفيض الكاشاني. فرغ منه في سنة 1082 هــ.[١٥]
  • مستدرك الوافي - لابن أخيه في النسب وتاليه في الفضل والأدب، المولى محمد المدعو بــ هادي بن الشاه مرتضى بن محمد مؤمن. جمع فيه ما فاته من الأخبار مقصوراً على خصوص ما في (البحار)، رتبه على ترتيب أبواب الوافي.[١٦]
  • الحاشية على الوافي، محمد باقر بن محمد، المعروف بـــالوحيد البهبهاني1206 هـ).[١٧]

المصادر والمراجع

  • الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت – لبنان، دار الاضواء، ط 2 ، د.ت.
  • الفيض الكاشاني، محمد محسن، المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، تصحيح: علي أكبر غفاري، قم، مؤسسة المحبين، ط 1، 1426 هـ.
  • الفيض الكاشاني، محمد محسن، الوافي، أصفهان- إيران، مؤسسة عطر العترةقالب:عليهم السلام، ط 1، 1430 هـ.
  1. الكاشاني، المحجة البيضاء، ج 1، ص 30.
  2. الكاشاني، الوافي، مقدمة المؤلف، ج 1، ص 4.
  3. الكاشاني، الوافي، ج 1، ص 7.
  4. الكاشاني، الوافي، ج 1، ص 7.
  5. الكاشاني، الوافي، ج 1، ص 7.
  6. الطهراني، الذريعة، ج 14، ص 165.
  7. الكاشاني، الوافي، ج1، ص 59.
  8. الكاشاني، الوافي، ج 1، ص 7.
  9. الكاشاني، الوافي، ج 1، ص 6.
  10. الكاشاني، الوافي، ج 1، ص 5.
  11. الكاشاني، الوافي، ج 1، ص 5.
  12. الكاشاني، الوافي، ج 1، ص 5.
  13. الكاشاني، الوافي، ج1، ص 6.
  14. الطهراني، الذريعة، ج 16، ص 399.
  15. الطهراني، الذريعة، ج 13، ص 9.
  16. الطهراني، الذريعة، ج 21، ص 6.
  17. الطهراني، الذريعة، ج 10، ص 184.