آية الأخوة
آية الأخوة وهي الآية 10 من سورة الحجرات. أشارت هذه الآية إلى أهم المسؤوليات الاجتماعية التي تقع على عاتق المسلمين، وهي الحفاظ على الأخوة الإيمانية، حيث إنّ الإسلام يرى المسلمين جميعاً بحكم الأسرة الواحدة، ويخاطبهم جميعاً بالإخوان والأخوات، ليس ذلك في اللفظ والشعار، بل في العمل.
عندما نزلت هذه الآية، آخى رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم بين أصحابه، كما آخى أيضاً بين الإمام علي ونفسه صلی الله عليه وآله وسلم، ثمّ قال له: أنت أخي وأنا أخوك.
نص الآية
يُطلق على الآية 10 من سورة الحجرات في القرآن الكريم، آية الأخوة، وهي قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [١]
سبب النزول
ورد في سبب نزول هذه الآية والتي قبلها، أنّ خلافاً وقع بين قبيلتي «الأوس والخزرج» -وهما قبيلتان معروفتان في المدينة- والذي أدّى إلى الإقتتال بينهما وأن يتنازعا بالعصي والهراوات فنزلت هذه الآية وعلّمت المسلمين سبيل المواجهة مع أمثال هذه الحوادث.[٢]
قال بعض المفسرون: حدث بين نفرين من الأنصار خصومة واختلاف فقال أحدهما للآخر: سآخذ حقّي منك بالقوة لأنّ قبيلتي كثيرة، وقال الآخر: لنمضِ ونحتكم عند رسول الله (ص)، فلم يقبل الأوّل، فاشتدّ الخلاف وتنازع جماعة من قبيلتيهما بالعصي والأحذية والسيوف، فنزلت هذه الآية والتي قبلها وبيّنت وظيفة المسلمين في مثل هذه الأُمور.[٣]
تفسير الآية
أشارت هذه الآية إلى أهم المسؤوليات الأجتماعية التي تقع على عاتق المسلمين، وهي الحفاظ على الأخوة الإيمانية، قالب:قرآن فكما تسعون للإصلاح بين الأخوين في النسب، فينبغي أن لا تألوا جهداً في الدخول للإصلاح بين المؤمنين المتخاصمين، حيث إن الإسلام يرى المسلمين جميعاً بحكم الأسرة الواحدة ويخاطبهم جميعاً بالإخوان والأخوات، ليس ذلك في اللفظ والشعار، بل في العمل.[٤]
عن الإمام الصادق أنه قال: «المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدةٌ فيخلفه».[٥]
ذكر الألوسي في تفسيره روح المعاني: «إطلاق الاخوة على المؤمنين من باب التشبيه البليغ وشبهوا بالاخوة من حيث انتسابهم إلى أصل واحد وهو الإيمان الموجب للحياة الأبدية، وجوز أن يكون هناك استعارة وتشبه المشاركة في الإيمان بالمشاركة في أصل التوالد لأن كلا منهما أصل للبقاء إذ التوالد منشأ الحياة، والإيمان منشأ البقاء الأبدي في الجنان».[٦]
قالب:قرآن في ترك العدل والإصلاح، أو في منع الحقوق، قالب:قرآن أي: لكي ترحموا.[٧]
المؤاخاة بين الصحابة
عن عبد الله بن عباس، قال: «لما نزلت هذه الآية، آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين المسلمين، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف، وبين فلان وفلان، حتى آخى بين أصحابه أجمعهم على قدر منازلهم، ثم قال لعلي بن أبي طالب : أنت أخي وأنا أخوك».[٨]
المراجع والمصادر
- القرآن الكريم.
- الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم، تحقيق: علي عبد الباري عطية، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ.
- البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط 2، 1427 هـ/ 2006 م.
- الحاکم النیسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين، بيروت، دار المعرفة، د.ت.
- الشيرازي، ناصر مكارم، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي قالب:عليه السلام، ط 1، 1426 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، بيروت، دار المرتضى، ط 1، 1427 هـ/ 2006 م.
- القرطبي، محمد بن أحمد، تفسير القرطبي، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، القاهرة، دار الكتب المصرية، ط 2، 1384 هـ/ 1964 م.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق: علي أكبر الغفاري، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط 3، 1388 هـ.
- ↑ سورة الحجرات، الآية 10.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 9، ص 169.
- ↑ القرطبي، تفسير القرطبي، ج 16، ص 316.
- ↑ الشيرازي، الأمثل، ج 13، ص 109 ــ 114.
- ↑ الكليني، أصول الكافي، ج 2، ص 166، ح 3.
- ↑ الألوسي، روح المعاني، ج 13، ص 303.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 9، ص 169.
- ↑ البحراني، البرهان في تفسير القرآن، ج 7، ص 260؛ الحاکم النیسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 14.