أروى بنت الحارث بن عبد المطلب

من ويكي علوي
مراجعة ٠٠:٥٩، ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'= اسمها = '''أروى بنت الحارث بن عبد المطلب القرشية توفيت حدود 50 ه‍.''' == نبذة عنها == من ربات البلاغة والبيان ، وكانت أغلظ الوافدات على معاوية بن أبي سفيان خطابا. عاشت إلى زمنه وكان مقامها بالمدينة. وفدت عليه إلى دمشق ، وهي عجوز كبيرة ، فلما رآها معاوية ، قال...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

اسمها

أروى بنت الحارث بن عبد المطلب القرشية توفيت حدود 50 ه‍.

نبذة عنها

من ربات البلاغة والبيان ، وكانت أغلظ الوافدات على معاوية بن أبي سفيان خطابا. عاشت إلى زمنه وكان مقامها بالمدينة. وفدت عليه إلى دمشق ، وهي عجوز كبيرة ، فلما رآها معاوية ، قال : مرحبا بك يا عمة ، قالت : كيف أنت يا ابن أخي لقد كفرت بعدي بالنعمة ، وأسأت لابن عمك الصحبة ، وتسميت بغير اسمك ، وأخذت غير حقّك ، بغير بلاء كان منك ، ولا من آبائك في الإسلام ، ولقد كفرتم بما جاء محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأتعس الله منكم الجدود ، وأصعر منكم الخدود ، حتّى ردّ الله الحق إلى أهله ، وكانت كلمة الله هي العليا ، ونبينا محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو المنصور على من ناواه ، ولو كره المشركون.

فكنا أهل البيت أعظم الناس في الدين حظا ونصيبا وقدرا ، حتّى قبض الله نبيه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مغفورا ذنبه مرفوعا درجته ، شريفا عند الله ، مرضيا ، فصرنا أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون ، يذبحون أبناءهم ، ويستحيون نساءهم ، وصار ابن عمّ سيد المرسلين فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى ، حيث يقول : يا ابن أم القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني. ولم يجمع بعد رسول الله صلّى الله عليه وو سلّم لنا شمل ، ولم يسهل لنا وعر ، وغايتنا الجنة ، وغايتكم النار.

قال عمرو بن العاص : أيتها العجوز الضالة ، أقصري من قولك وغضّي من طرفك ، قالت : ومن أنت لا أم لك؟ قال : عمرو بن العاص. قالت : يا ابن اللخناء النابغة أتكلّمني ، أربع على ظلعك ، وأعن بشأن نفسك ، فو الله ما أنت من قريش في اللباب من حسبها ، ولا كريم منصبها ، ولقد ادعاك ستة من قريش كله يزعم أنّه أبوك ، ولقد رأيت أمك أيام منى بمكة ، مع كل عبد عاهر فأثم بهم فإنّك بهم أشبه. فقال مروان بن الحكم : أيتها العجوز الضالة ، ساخ بصرك مع ذهاب عقلك فلا تجوز شهادتك ، قالت : يا بني أتتكلم فو الله لأنت إلى سفيان بن الحارث بن كلدة أشبه منك بالحكم ، وإنّك لشبهة في زرقة عينيك وحمرة شعرك ، مع قصر قامته ، وظاهر دمامته ، ولقد رأيت الحكم ماد القامة ظاهر الأمة سبط الشعر ، وما بينكما من قرابة إلا كقرابة الفرس الضامر من الأتان المقرب ، فاسأل أمك عما ذكرت لك ، فإنّها تخبرك بشأن أبيك إن صدقت.

ثم التفتت إلى معاوية فقالت : والله ما عرضني لهؤلاء غيرك ، وإنّ أمك هند القائلة في يوم أحد ، في قتل حمزة رحمة الله عليه :

شعرها

نحن جزيناكم بيوم بدر

 

والحرب يوم الحرب ذات سعر

 

ما كان عن عتبة لي من صبر

 

أبي وعمي وأخي وصهري

 


فأجبتها :

يا بنت رقاع عظيم الكفر

 

خزيت في بدر وغير بدر

 

صبّحك الله قبيل الفجر

 

بالهاشميين الطوال الزهر

 

بكل قطاع ، حسام يفري

 

حمزة ليثي ، وعليّ صقري

 

إذ رام شبيب وأبوك غدري

 

أعطيت وحشي ضمير الصدر

 

هتك وحشي حجاب الستر

 

ما للبغايا بعدها من فخر

 

فقال معاوية ، لمروان ، وعمرو : ويلكما أنتما عرضتماني لها ، وأسمعتماني ما أكره. ثم قال لها : يا عمة اقصدي قصد حاجتك ، ودعي عنك أساطير النساء ، قالت : تأمر لي بألفي دينار ، وألفي دينار ، وألفي دينار. قال : ما تصنعين يا عمة بألفي دينار؟ قالت : أشتري بها عينا خرخارة في أرض خوارة ، تكون لولد الحارث بن عبد المطلب ، قال : نعم الموضع وضعتها. فما تصنعين بألفي دينار؟ قالت : أزوج بها فتيان عبد المطلب من أكفائهم. قال : نعم الموضع وضعتها. فما تصنعين بألفي دينار؟ قالت : أستعين بها على عسر المدينة وزيارة بيت الله الحرام. قال : نعم الموضع وضعتها هي لك نعم وكرامة. ثم قال : أما والله لو كان عليّ ما أمر لك بها. قالت : صدقت إنّ عليا أدى الأمانة ، وعمل بأمر الله ، وأخذ به ، وأنت ضيعت أمانتك ، وخنت الله في ماله ، فأعطيت مال الله من لا يستحقه ، وقد فرض الله في كتابه الحقوق لأهلها ، وبيّنها فلم تأخذ بها ، ودعانا عليّ إلى أخذ حقنا الذي فرض الله لنا ، فشغل بحربك عن وضع الأمور مواضعها ، وما سألتك مالك شيئا فتمنّ به ، إنّما سألتك حقنا ولا نرى أخذ شيء غير حقنا ، أتذكر عليا فضّ الله فاك ، وأجهد بلاءك ، ثم علا بكاؤها وقالت :

ألا يا عين ويحك أسعدينا

 

ألا وأبكي أمير المؤمنينا

 

رزينا خير من ركب المطايا

 

وفارسها ومن ركب السفينا

 


فأمر معاوية لها بستة آلاف دينار. وقال لها : يا عمة أنفقي هذه فيما تحبين ، فإذا احتجت فاكتبي إلى ابن أخيك ، يحسن صفدك ومعونتك إن شاء الله.

وفي رواية ، قال لها معاوية : عفا الله عما سلف يا خالة ، هات حاجتك. قالت : مالي إليك حاجة وخرجت عنه. فقال معاوية لأصحابه : والله لو كلمها من في مجلسي جميعا لأجابت كل واحد بغير ما تجيب به الآخر ، وإنّ نساء بني هاشم لأفصح من رجال غيرهم. وعادت إلى المدينة.

المصدر

الاستيعاب 4 / 224. أسد الغابة 4 / 390. الإصابة 4 / 227. الأعلام 1 / 279. أعلام النساء 1 / 28. أعيان الشيعة 10 / 302 ط 2. بلاغات النساء / 27. جمهرة أنساب العرب / 164. الدر المنثور / 25. شاعرات العرب / 3. الطبقات الكبرى 5 / 453. العقد الفريد 1 / 302 و 5 / 5. الغدير 2 / 121 و 10 / 167. الكامل في التأريخ 2 / 74.