سورة الحجرات

من ويكي علوي
مراجعة ٠٦:٤٦، ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''سورة الحجرات'''، هي السورة التاسعة والأربعون ضمن الجزء السادس والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المدنية، واسمها مأخوذ من الآية الرابعة فيها، وتتحدث عن مسائل من شرائع الدين، كأدب العبد مع الله سبحانه ومع رسوله، وبما يتعلّق بالإ...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

سورة الحجرات، هي السورة التاسعة والأربعون ضمن الجزء السادس والعشرين من القرآن الكريم، وهي من السور المدنية، واسمها مأخوذ من الآية الرابعة فيها، وتتحدث عن مسائل من شرائع الدين، كأدب العبد مع الله سبحانه ومع رسوله، وبما يتعلّق بالإنسان مع أمثاله، وما يتعلّق بتفاضل الأفراد، كما تُشير أيضاً إلى حقيقة الإيمان والإسلام وامتنانه تعالى بما يفيضه من نور الإيمان.

ومن آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (6): يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ، وقوله تعالى في الآية (10): إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ، وقوله تعالى في الآية (12): يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ ... وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ...، وقوله تعالى في الآية (13): يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ....

ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة منها ما رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام: من قرأها في كل يومٍ أو في كل ليلةٍ كان من زوار محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم.

تسميتها وآياتها

سُميت هذه السورة بــالحجرات؛ لورود هذه الكلمة في الآية الرابعة، حيث تقول: إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ، والحجرات جمع حجرة، والمراد منها الغرف التي كانت معدّة لنساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أي بيوت نسائه.[١] وآياتها (18)، تتألف من (353) كلمة في (1533) حرف. وتعتبر من حيث المقدار من السور المفصلات، أي: السور التي لها آيات متعددة وصغيرة،[٢] ومن سور الممتحنات.[٣]

ترتيب نزولها

قالب:مفصلة سورة الحجرات من السور المدنية،[٤] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي صلی الله عليه وآله وسلم بالتسلسل (107)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء السادس والعشرين بالتسلسل (49) من سور القرآن.[٥]

معاني مفرداتها

أهم المعاني لمفردات السورة:

(لَعَنِتُّمْ): العَنِت: المشقة الشديدة والهلاك.
(بَغَتْ): اعتدت، والبغي: الظلم وتجاوز الحد بالطغيان.
(يَغْتَب): الغيبة هي ذكر أخاك المؤمن بعيب فيه في عدم حضوره وغَيبته.
(الأَعْرَابُ): سكان البادية الذين لم يتفقهوا في الدين.[٦]

محتواها

تتضمن السورة مسائل من شرائع الدين التي بها تتم الحياة السعيدة للفرد ويستقر النظام الصالح الطيب في المجتمع، منها: ما هو أدب جميل للعبد مع الله سبحانه ومع رسوله، كما في الآيات الخمس في مفتتح السورة، ومنها: ما يتعلّق بالإنسان مع أمثاله من حيث وقوعهم في المجتمع الحيوي، ومنها: ما يتعلّق بتفاضل الأفراد وهو من أهم ما ينتظم به الاجتماع المدني ويهدي الإنسان إلى الحياة السعيدة والعيش الطيب الهنيء ويُميّز به دين الحق من غيره من السنن الاجتماعية القانونية وغيرها، وتختتم السورة بالإشارة إلى حقيقة الإيمان والإسلام وامتنانه تعالى بما يفيضه من نور الإيمان.[٧]

آياتها المشهورة

آية النبأ

قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ،[٨] جاء في كتب التفسير: أنّ الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط، بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لجمع الزكاة من قبيلة بني المصطلق، فخرجوا يتلقونه فرحاً به، وكانت بينهم عداوة في الجاهلية، وظن أنهم همّوا بقتله، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( دون أن يتحقق في الأمر) وقال: إنهم منعوا صدقاتهم (امتنعوا من دفع الزكاة)، وكان الأمر بخلافه، فغضب النبي صلی الله عليه وآله وسلم وهمّ أن يغزوهم، فنزلت الآية.[٩]

آية الأخوة

قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ،[١٠] جاء في كتب التفسير: آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين المسلمين، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن، وبين فلان وفلان، حتى آخى بين أصحابه أجمعهم على قدر منازلهم، ثم قال لعلي عليه السلام: أنت أخي وأنا أخوك.[١١]

آية الغيبة

قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ ... وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ...،[١٢] جاء في كتب التفسير: إنّ في الآية ثلاثة قضايا أخلاقية هي: اجتناب سوء الظن، والتجسس، والاغتياب، وأنّ هذه الأمور الثلاثة مرتبطة فيما بينها، فسوء الظن باعث على التجسس، والتجسس باعث على كشف الأسرار وما خُفي من أمور الناس، والإطلاع عليها يستوجب الغيبة، والإسلام ينهى عنها جميعاً.[١٣]

التقوى هي المعيار

قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ...،[١٤] جاء في كتب التفسير: إنّ الآية تخاطب جميع الناس وتُبيّن أهم أصل يضمن النُظم والثبات، فالقرآن الكريم ينبذ أكبر معيار للمفاخرة والمباهات في العصر الجاهلي، ويلغي التفاضل بالأنساب والقبائل، ويتجه نحو المعيار الواقعي ويعطي الأصالة لمسألة التقوى والخوف من الله.[١٥]

فضيلتها وخواصها

وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:

وردت خواص لهذه السورة في بعض الروايات، منها:

  • عن الإمام الصادق عليه السلام: «من كتبها وعلّقها على المتبوع، أمِنَ من شيطانه، ولم يعد إليه، وأمِنَ من كل ما يحذر من الخوف، والمرأة إذا شربت ماءها درّت اللبن بعد إمساكه، وحُفظ جنينها، وأمِنَت على نفسها من كل خوفٍ ومحذورٍ بإذن الله تعالى».[١٨]


قبلها
سورة الفتح
سورة الحجرات

بعدها
سورة ق

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
  • البحراني، هاشم بن سليمان، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
  • الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
  • الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
  • الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير جوامع الجامع، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين، ط 2، 1430 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
  • الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، تدريس العلوم القرآنية، ترجمة: أبو محمد فقيلي، دار نشر الدعاية الإسلامية ، 1371 ش.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
  • مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، بيروت- لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.

وصلات خارجية

  1. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 15، ص 69-71
  2. الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1252.
  3. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
  4. الطوسي، تفسير التبيان، ج 10، ص 572؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 28، ص 95.
  5. معرفة، علوم قرآن، ج 2، ص 166.
  6. الموسوي، الواضح في التفسير، ج 15، ص 81-98.
  7. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 18، ص 309.
  8. سورة الحجرات: 6.
  9. الطبرسي، مجمع البيان، ج 9، ص 323-324.
  10. سورة الحجرات: 10.
  11. البحراني، تفسیر البرهان، ج 9، ص 86.
  12. سورة الحجرات: 12.
  13. مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 16، ص 548 - 551.
  14. سورة الحجرات: 13.
  15. الألوسي، روح المعاني، ج 26، ص 435 - 436؛ مغنية، تفسير الكاشف، ج 7، ص 123-124.
  16. الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 4، ص 1537.
  17. الطبرسي، جوامع الجامع، ج 3، ص 397.
  18. البحراني، تفسیر البرهان، ج 9، ص 79.