إبن ميثم البحراني
كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني (636 هـ ــ 679 أو 699 هـ) محدث وفقيه ومتكلم شيعي في القرن السابع. عاصر ابن ميثم الخواجة نصير الدين الطوسي، وكان الطوسي يدرس عنده الفقه، وهو يدرس عنده الكلام، واشتهر ابن ميثم في الكلام.
بعدما أكمل دراسته بدأ بالتدريس والتأليف، وله مؤلفات كثيرة منها: اختيار مصباح السالكين، وقواعد المرام في علم الكلام، وشرح المائة کلمة لنهج البلاغة.
ولادته
ولد الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني سنة 636 هـ في قرية الماحوز القريبة من العاصمة المنامة في البحرين،[١] وذكر البعض أنه كان يلقب بمفيد الدين.[٢]
دراسته
أخذ العلم عن أبي السعادات أسعد بن عبد القاهر بن أسعد الأصفهاني، وعلي بن سلیمان البحراني،[٣] ولم تشر المصادر إلی مکان دراسته، ولکن من المحتمل أنه درس في العراق وفي مراكز تجمع الشيعة كالحلة، ورجع بعدها إلى مسقط رأسه البحرين، واعتزل الناس، إلى أن طلب منه علماء العراق، ولا سيما أهل الحلة الذين يعتبرونه عالماً، تربية أولادهم والعمل بالتأليف والتصنيف.[٤]
عاصر ابن ميثم الخواجة نصير الدين الطوسي، وكان الطوسي يدرس عنده الفقه، وهو يدرس عنده الكلام،[٥] واشتهر ابن ميثم في الكلام، حتى أنّه اتخذ الأسلوب الكلامي والفلسفي في شرحه لنهج البلاغة.[٦]
بعض آرائه الكلامية
نهج ابن ميثم في طرح المسائل الكلامية والاستدلال العقلي، نهج الخواجة نصير الدين الطوسي في تجريد الاعتقاد، واعتمد في استدلالاته خلافاً للعلامة الحلي على العقل غالباً لا النقل.
يعتقد ابن ميثم بأن النظر في معرفة الله واجب عقلاً، ویری آنه لایمکن الوصول إلى هذه المعرفة بالتقليد والنقل.[٧] ويبدو أنه كان يفضل رأي المعتزلة على الأشاعرة في إثبات الصانع.[٨]
اتبع الأسلوب الفلسفي في باب النبوة وطبقه على موضوعات ”ما وهل ولم وکیف ومن“،[٩] وأما فيما يتعلق بالحشر والمعاد فقد قبل رأي أبي الحسين البصري أن أجزاء الإنسان الأصلية التي لا تغیر ولاتحول محشورة.[١٠]
أساتذته
من أبرز أساتذته:
- الخواجة نصير الدين الطوسي، في علم الكلام.
- الشيخ علي بن سليمان البحراني.
- الشيخ أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر بن أسعد الأصفهاني.[١١]
- المحقق الحلي صاحب كتاب شرائع الإسلام.
تلامذته
من أبرز تلاميذه:
- الخواجة نصير الدين الطوسي، في الفقه.
- العلامة الحلي.
- غياث الدين أحمد بن طاووس.
- كمال الدين أبو الحسن الواسطي.
- السيد صفي الدين البغدادي.[١٢]
مؤلفاته
بلغت المؤلفات التي نُسبت إليه ما يقارب 30 مؤلفاً:
المؤلفات المطبوعة
- اختيار مصباح السالكين، خلاصة الشرح الكبير لنهج البلاغة، وقد ألفه بإشارة من عطا ملك الجويني، وطبع بتحقيق: محمد هادي الأميني.[١٣]
- مصباح السالكين، أو الشرح الكبير لنهج البلاغة.[١٤]
- شرح المائة کلمة لنهج البلاغه،[١٥] الذي ذكر الكنتوري أن اسمه الأصلي (منهاج العارفين).[١٦] وکما أشار آقا بزرك الطهراني إلی مخطوطات منه في کتب مشکوة المهداة ومکتبة کاشف الغطاء،[١٧] وطبع هذا الكتاب، ونشر بتحقيق المحدث الأرموي بقم في سنة 1390 هـ.
- قواعد المرام في علم الكلام، ألفه بإشارة من عز الدين أبي المظفر عبد العزيز بن جعفر النيسابوري، وطبع هذا الكتاب بتحقيق: السيد أحمد الحسيني بقم (1398 هـ)، واسمه الآخر القواعد الإلهية في الكلام والحكمة.[١٨]
- النجاة في القيامة، وهي رسالة حول الإمامة.
المؤلفات المخطوطة
- رسالة في آداب البحث.[١٩]
- الاستغاثة في بدع الثلاثة،[٢٠] ويرى آقا بزرك الطهراني أنه من تصانیف الشریف أبي القاسم علي بن احمد الکوفي.[٢١]
- استقصاء النظر في إمامة الأئمة الاثني عشیر،[٢٢] ويشك أفندي الأصفهاني في أنه لابن ميثم.[٢٣]
- أصول البلاغة، ألفه لنظام الدين منصور بن عطاملك الجویني،[٢٤] ویسمی هذا الکتاب أيضاً، تجريد البلاغة.[٢٥]
- القواعد فی اصول الدین،[٢٦]
- المراسلة، وهي عبارة عن الرسائل التي أرسلها للخواجة نصير الدين الطوسي،[٢٧] وغيرها من المخطوطات.
أقوال العلماء فيه
لقد أثنى كثير من العلماء عليه في كتبهم، منهم:
- قال ابن أبي جمهور الأحسائي في كتاب عوالي اللئالي: ”الشيخ العالم الكامل، محقق علوم المتقدمين والمتأخرين، الشيخ كمال الدين ميثم بن علي البحراني“.[٢٨]
- قال الشيخ الحر العاملي في كتاب أمل الآمل: ”كان من العلماء الفضلاء المدققين، متكلماً ماهراً“.[٢٩]
- قال عنه السيد علي أصغر البروجردي في كتاب طرائف المقال: ”الشيخ الأعظم والمولى المعظم، العلامة الفيلسوف“.[٣٠]
- قال عنه الشيخ عباس القمي في كتابه الكنى والألقاب: ”العالم الرباني، والفيلسوف المتبحر المحقق، والحكيم المتأله المدقق، جامع المعقول والمنقول، أستاذ الفضلاء الفحول“.[٣١]
وفاته
ذكرت أكثر المصادر أن وفاته كانت في سنة 679 هـ، ولكن أشار البعض الآخر، أنه توفي في سنة 699 هـ،[٣٢] وذلك لأنه انتهى من تأليف الشرح الصغير لنهج البلاغة في سنة 681 هـ،[٣٣] وقد اختلف في مدفنه بين موضعين: الدونج أو هلتا في ماحوز بالبحرين، ذهب الميرزا حسين النوري، إلى أنه قد دفن في هلتا،[٣٤] وبعضهم أشار إلى أن القبر الواقع في الدونج هو لجده ميثم بن المعلى، وليس لكمال الدين ابن ميثم.[٣٥]
المصادر والمراجع
- ابن ميثم، ميثم بن علي، اختيار مصباح السالكين، تحقيق: محمد هادي الأميني، مشهد ــ إيران، مجمع البحوث الإسلامية، ط1، 1408هـ.
- ابن ميثم، ميثم بن علي، شرح نهج البلاغة، د.م، المطبعة الحيدرية، ط1، 1379هـ.
- ابن ميثم، ميثم بن علي، قواعد المرام في علم الكلام، تحقيق: أحمد الحسيني، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، ط2، 1406هـ.
- افندي، عبد الله، رياض العلماء وحياض الفضلاء، قم، مطبعة الخيام، ط1، 1401هـ.
- الأحسائي، محمد بن علي بن ابراهيم، عوالي اللئالي العزيزية في الاحاديث الدينية، قم، انتشارات سيد الشهداء، ط1، 1403هـ.
- الأسترآبادي، محمد بن علي، منهج المقال، طهران ــ إيران، د.ن، 1306هـ.
- البروجردي، علي أصغر بن محمد، طرائف المقال في معرفة طبقات الرجال، تحقيق: مهدي الرجائي، قم، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، ط1، 1410هـ.
- الحر العاملي، محمد بن الحسن، أمل الآمل، تحقيق: أحمد الحسيني، بغداد، مكتبة الأندلس، د.ت.
- الخوانساري، محمد باقر، روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، بيروت، الدار الإسلامية، د.ت.
- السبحاني، جعفر، معجم طبقات المتكلمين، قم، مؤسسة الإمام الصادق، ط1، 1424هـ.
- الشريف اللاهيجي، محمد، محبوب القلوب، بيروت، نوادر المخطوطات العربية في مكتبات تركيا، 1400هـ.
- الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين، تحقيق: السيد أحمد الحسيني، طهران ــ إيران، مكتبة المرتضوي، ط2، 1365هـ.
- الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط3، 1403هـ/ 1983م.
- الطهراني، محمد محسن، طبقات أعلام الشيعة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط1، 1430هـ.
- القمي، عباس، الكنى والألقاب، تقديم: محمد هادي الأميني، طهران ــ إيران، مكتبة الصدر، د.ت.
- الكنتوري، إعجاز حسين، كشف الحجب والأستار عن أسماء الكتب والأسفار، قم، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، ط2، 1409.
- النوري، الميرزا حسين، مستدرك الوسائل، طهران ــ إيران، د.ن، 1321هـ.
- نجف، محمد أمين، علماء في رضوان الله، قم، انتشارات الإمام الحسين، 1430هـ/ 2009م.
- ↑ السبحاني، معجم طبقات المتكلمين، ج 2، ص 418.
- ↑ التستري، مجالس المؤمنين، ج 2، ص 210.
- ↑ نجف، علماء في رضوان الله، ص 112.
- ↑ الخوانساري، روضات الجنات، ج 7، ص 206 ــ 207.
- ↑ الخوانساري، روضات الجنات، ج 6، ص 302.
- ↑ القمي، الكنى والالقاب ج 1، ص 433.
- ↑ ابن ميثم، قواعد المرام، ص 28.
- ↑ ابن میثم، قواعد المرام، ص 63، ص 82، ص 84.
- ↑ ابن میثم، قواعد المرام، ص 121.
- ↑ ابن میثم، قواعد المرام، ص 139 ــ 144.
- ↑ نجف، علماء في رضوان الله، ص 112.
- ↑ نجف، علماء في رضوان الله، ص 112.
- ↑ ابن ميثم، اختيار مصباح السالكين، ص 8.
- ↑ ابن ميثم، شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 4.
- ↑ الأسترآبادي، منهج المقال، ج 1، ص 511.
- ↑ الكنتوري، كشف الحجب، ص 566.
- ↑ الطهراني، الذريعة، ج 23، ص 168.
- ↑ الطهراني، الذريعة، ج 17، ص 179.
- ↑ الطريحي، مجمع البحرين، ج 6، ص 172.
- ↑ الشریف اللاهیجي، ج 2، ص 545.
- ↑ الطهراني، الذريعة، ج 2، ص 28.
- ↑ الشریف اللاهیجي، ج 2، ص 545.
- ↑ افندي، رياض العلماء، ج 5، ص 227.
- ↑ الكنتوري، کشف الحجب، ج 1، ص 49.
- ↑ الطهراني، الذریعة، ج 3، ص 352.
- ↑ الطريحي، مجمع البحرين، ج 6، ص 172.
- ↑ الطهراني، الذریعة، ج 20، ص297.
- ↑ الأحسائي، عوالي اللئالي، ج 1، ص 11 ــ 12.
- ↑ الحر العاملي، امل الأمل، ج 2، ص 332.
- ↑ البروجردي، طرائف المقال، ج 2، ص 449.
- ↑ القمي، الكنى والألقاب، ج 1، ص 433.
- ↑ الكنتوري، کشف الحجب، ج 1، ص 291.
- ↑ الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 4، ص 187.
- ↑ النوري، مستدرك الوسائل، ج 3، ص 461.
- ↑ نامه دانشوران، ج 3، ص 287.