الحرم المدني

من ويكي علوي
مراجعة ٠٨:٥٩، ٢ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''الحرم المدني'''، أو حرم المدينة هو ثاني الأحرام المقدسة عند المسلمين بعد الحرم المكي، إضافة إلى مسجد الكوفة والحائر الحسيني وغيرها من المساجد وحُرَم أهل البيت{{هم}}. وبحسب الروايات فقد جعل الرسول الأكرم{{ص}} المدي...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الحرم المدني، أو حرم المدينة هو ثاني الأحرام المقدسة عند المسلمين بعد الحرم المكي، إضافة إلى مسجد الكوفة والحائر الحسيني وغيرها من المساجد وحُرَم أهل البيتعليهم السلام. وبحسب الروايات فقد جعل الرسول الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم المدينة حرماً له، كما أن مكة حرماً لإبراهيم عليه السلام، وهناك روايات عديدة أثبتت حدوداً وأحكاماً للحرم المدني، ويعتبر المسجد النبوي أهم معالم حرم المدينة.

حدود الحرم المدني

ورد في بعض الأحاديث أنّ الحرم المدني، يمتد إلى بريد،[١] والبريد هو أربعة فراسخ، وجاء التحديد في حديث آخر نقله الشيعة والسنة أن حَرَّمَ رسولُ اللَّه (ص) من المدينة ما بين لابَتَيْهَا، أي ما أَحاطتْ به الحِرَار يعني الحجارة السوداء من شرق المدينة وغربها.[٢] وذهب بعض الفقهاء الشيعة إلى ذكر تحديد آخر وهو أنّ الحرم النبوي ما بين ظلّ عائر إلى ظلّ وعير، وهما جبلان في المدينة.[٣] وذهب بعض فقهاء السنة إلى تحديدة ما بين ظل جبل عير إلى جبل ثور والتي تبلغ مسافتها ما يقرب من اثني عشر ميلا.[٤] ومنهم من ذهب إلى القول بوقوع الخطأ من الرواة حيث أبدلوا لفظة جبل أحد بجبل ثور الذي يقع في مكة، أو كان يسمى قبل تسميته أحدا باسم جبل ثور؛ وعليه تكون نهاية الحرم المدني إلى جبل أحد.[٥] واحتمل بعض الفقهاء أنّ النبي (ص) أراد قدر ما بين ثور وعير اللذين في مكة، ويحتمل أنّه (ص) أراد جبلين بالمدينة، وسماهما ثوراً وعيراً، تجاوزاً.[٦]

معالم الحرم المدني

بسبب عدم اتفاق المصادر على حدود الحرم المدني، يُصعب تعيين جميع معالم هذه البقعة، ولكن من أشهر الأماكن والتي اتفقت المصادر في كونها ضمن حدود الحرم هي:

  • المسجد النبوي

المسجد النبوي، أو الحرم النبوي[٧] هو أحد أشهر وأقدم المساجد الإسلامية ويضم مصلى رسول الله، ومنبره والروضة الشريفة والأسطوانات التي لها مناسبات تاريخية إضافة إلى الحجرة التي دفن فيها النبيّ وغيرها من الحجرات، والصلاة في هذا المسجد أفضل من ألف صلاة، ولها أحكام خاصة وآداب خاصة.[٨]

  • مقبرة البقيع

البَقيع، هي مقبرة بجوار قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الجنوب الشرقي مقابل المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، وتضم أربعة من أئمة المسلمين من أهل بيت رسول الله (ص) وهم: الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام، الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام، الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام. إضافة لقبر العباس بن عبد المطلب عم النبي (ص) وقبر عدد من عمات النبي (ص) وزوجاته وبعض أصحابه وعدد من شهداء صدر الإسلام والعديد من الأولياء وكبار شخصيات المسلمين.[٩]

  • مسجد قباء

مسجد قباء؛ هو أول مسجد بني في الإسلام، وقد تم تشيّده على يد النبي الأكرم (ص) والذي فيه نزلت الآيات (107- 110) من سورة التوبة.[١٠]

  • جبل أحد

جبل احد وهو جبل أحمر يقع على بعد (4) كيلو متر تقريبا شمال المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.[١١]وجاءت شهرته بسبب وقوع معركة أحد عنده بين المسلمين بقيادة النبيصلى الله عليه وآله وسلم ومشركي مكة في السنة الثالثة للهجرة. ويوجد قرب الجبل مجموعة من قبور شهداء معركة أحد التي يتوجه الحُجاج والزوار لزيارتها.[١٢]

  • المساجد السبعة

المساجد السبعة هي مجموعة من المساجد تقع في القرب من المكان الذي كانت فيه غزوة الخندق أو الأحزاب في متسع من جبل سلع، والمساجد الموجودة هي ستة مساجد، ويقال بأنّ مسجد الراية هو السابع وأهم المساجد الموجودة هو مسجد الفتح أو المسجد الأعلى ومن تلك المساجد: مسجد الإمام علي بن أبي طالب (ع) ومسجد السيدة فاطمة الزهراء (ع) ومسجد سلمان الفارسي. وتسمى هذه المساجد بمساجد الفتح أيضا.[١٣]

مكانة الحرم المدني

الحرم المدني هو المكان المقدس الثاني عند المسلمين والذي دلت الروايات والأحاديث الكثيرة على مكانته وحددت الكثير من الآداب والسنن المتعلقة به. حتى ورد في الحديث النبوي الشريف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضمن الشفاعة يوم القيامة لأهل المدينة.[١٤]

وذكر البعض بأنّ لا حرم للمدينة واستدل بحوادث فيها صيد وقطع للشجر وغيرها مما حصل في حياة رسول الله (ص)، كما ورد عليه جماعة أخرى واستدلوا بحوادث تاريخية أخرى.[١٥]

رغم عدم ثبوت أحكام خاصة للحرم المدني من الناحية الفقهية[١٦] ولكن تطرق بعض فقهاء الشيعة لثبوت الحرم المدني، وأوّلوا الحديث الشريف بأنّ مكة حرم إبراهيم (ع) والمدينة حرم محمد (ص).[١٧] بمعنى لزوم احترامها ورعاية حرمتها أو حرمة خصوص المرقد الشريف للنبي الأكرم (ص). وذهبوا إلى القول بتسرية بعض ممنوعات الحرم المكي إلى الحرم المدني احتياطا. [١٨] وقال بعض المالكية والشافعية إن المدينة أفضل من الحرم المكي، وذلك بناء على روايات بعض الصحابة، ولأنها مستقر الصحابة.[١٩] إلا أن أكثر الفقهاء يذهبون إلى القول بأفضلية الحرم المكي إلا قبر النبي (ص) فإنّه يعتبر أفضل البقاع.[٢٠]

آداب وأحكام الحرم المدني

من أهم الآداب والأحكام التي ذكرت للحرم المدني:

  • يحرم قطع شجرها ونباتها ويستثنى من ذلك ما تدعو الحاجة إليه من قطع شجر أو حشيش كعلف للحيوانات.
  • يحرم الصيد فيها.[٢١]
  • يستحب لمن أراد دخول المدينة أن يغتسل، وكذلك إذا أراد دخول مسجد النبي (ص) (ص).
  • يستحب المجاورة بالمدينة.
  • قد أفتى بعض متقدمي فقهاء أهل السنة بترتب الجزاء على اقتراف بعض المحرمات في الحرم النبوي.[٢٢]

المصادر والمراجع

  • ابن‌ إدريس الحلي، السرائر الحاوي لتحرير الفتاوى، قم، د.ن، 1410 هـ.
  • ابن ‌حنبل، مسند أحمد بن حنبل، اسطنبول، د.ن، 1402 هـ/ 1982 م.
  • ابن ‌عابدين، ردّ المحتار على الدرّ المختار، بيروت، طبعة حجرية بمصر، طبعة أوفسيت بيروت، 1407 هـ/ 1987 م.
  • ابن ‌قدامة، المغني، بيروت: دار الكتاب العربي، د.ت.
  • البحراني، يوسف ‌بن أحمد، الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة، قم، د.ن، 1363 - 1367 ش.
  • البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح‌ البخاري، اسطنبول، (طبعة محمد الذهني ‌الأفندي)، د.ن، 1401 هـ/ 1981 م.
  • البهوتي الحنبلي، منصور بن يونس، كشّاف القناع عن متن الإقناع، بيروت، طبعة محمد حسن الشافعي، 1418 هـ/ 1997 م.
  • الحكيم، محسن، دليل الناسك، طبعة محمد القاضي الطباطبائي، د.م: مؤسسة المنار، د.ت.
  • الحكيم، محسن، مستمسك العروة الوثقي، قم، طبعة أفسيت، 1404 هـ.
  • الحموي، یاقوت، معجم البلدان، بیروت - لبنان، دارصادر، 1995 م.
  • الخطيب الشربيني، محمد بن أحمد، مغني المحتاج الي معرفة معاني الفاظ ‌المنهاج، مع تعليقات الجوبلي ‌بن إبراهيم الشافعي، بيروت، دار الفكر، د.ت.
  • الخلخالي، رضا، معتمد العروة الوثقى، محاضرات آية ‌اللّه العظمى الخوئي، قم، 1405 هـ.
  • الزحيلي، وهبه مصطفى، الفقه‌ الإسلامي وأدلّته، دمشق 1404 هـ/ 1984 م.
  • الطبري، أحمد بن عبد اللّه، القري لقاصد ام ‌القرى، طبعة مصطفى سقا، بيروت، د.ت.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، بيروت، طبعة احمد حبيب قصير العاملي، د.ت.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، الخلاف، قم، 1407 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام، طبعة علي أكبر الغفاري، طهران، 1376 هـ ش.
  • العلامة الحلّي، الحسن ‌بن يوسف، تحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية، طبعة إبراهيم بهادري، قم، 1420 هـ.
  • العلامة الحلّي، الحسن ‌بن يوسف، تذكرة الفقهاء، قم، 1414 هـ.
  • النيشابوري، مسلم ‌بن الحجاج، صحيح مسلم، طبعة محمد فؤاد عبد الباقي، اسطنبول 1401 هـ/ 1981 م.
  • رفعت باشا، إبراهيم، مرآة الحرمين، ج1، القاهرة، دار الكتب المصرية، 1925 م.
  • صباغ، خالد علي، الإصابة في معرفة مساجد طابة، مطابع الرشيد، المدنية المنورة، 1421 هـ.
  • عبد الغني، الياس، المساجد الأثرية في المدينة المنورة، مطابع الرشيد، المدينة المنورة، 1999 م.
  1. الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 6، ص 13؛ النووي، شرح المُهذب، ج 7، ص 489؛ الهيثمي، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج 2، ص 54.
  2. الكليني، الكافي، ج 4، ص 564؛ النووي، شرح المُهذب، ج 7، ص 487؛ الطبري، القری لقاصد أم ‌القرى، ص 670 ــ 671.
  3. الحلّي، السرائر، ج 1، ص 651؛ البحراني، الحدائق الناضرة، ج 11، ص 302؛ الخلخالي، معتمد العروة الوثقى، ج 5، ص 512.
  4. ابن ‌قدامة، المغني، ج 3، ص 376؛ الخطيب الشربيني، مغني المحتاج، ج 1، ص 529؛ البهوتي الحنبلي، کشّاف القناع، ج 2، ص 551.
  5. النووي، شرح المُهذب، ج 7، ص 486.
  6. ابن ‌قدامة، المغني، ج 3، ص 370.
  7. رفعت باشا، مرآة الحرمين، ص 448.
  8. عبد الغني، الياس، المساجد الأثرية في المدينة المنورة، ص17
  9. رفعت باشا، مرآة الحرمين، ص425 و426.
  10. عبد الغني، المساجد الأثرية، ص 25.
  11. معجم البلدان:ج1ص144-145.
  12. رفعت باشا، مرآة الحرمين، ص 385ـ389
  13. صباغ: الإصابة في معرفة مساجد طابة، ص 157
  14. ابن حنبل، ج 6، ص370؛ مسلم ‌بن الحجاج، ج 4، ص 113.
  15. رفعت باشا، إبراهيم، مرآة الحرمين، ج1، ص 447.
  16. ابن ‌عابدين، ج 2، ص 256؛ رفعت‌ باشا، ج 1، ص 447.
  17. البخاري، ج 5، ص40؛ مسلم ‌بن الحجاج، ج 4، ص 113.
  18. الحكيم، دليل الناسك، ص 493؛ الخلخالي، ج 5، ص 513.
  19. ابن‌ عابدين، ج 2، ص 688.
  20. الطوسي، الخلاف، ج 2، ص 451ـ 452؛ ابن ‌عابدين، ج 2، ص 256؛ الزحيلي، ج 3، ص 323.
  21. ابن ‌إدريس حلّي، ج 1، ص 651ـ652؛ الزركشي، 1410، ص 243ـ245، 261؛ االكلبايكاني، ص187، 210؛ الزحيلي، ج 3، ص 335ـ 336.
  22. احمد بن عبد اللّه الطبري، ص 675ـ676.