سقاية الحاج
سقاية الحاج، هو توفير وإعطاء الماء للحجاج قرب الكعبة، وكان هذا المنصب موجوداً قبل الإسلام وبقيَ بعده، وفيه يتم سقي الحجّاج من ماء زمزم عادةً، وذلك قبل فتح مكة، وبالإضافة إلى الماء كان يُسقى الحجّاج من نبيذ الزبيب أيضاً.
في وقت ظهور الإسلام كان المتولي لسقاية الحاج هو العباس بن عبد المطلب، وقد أبقاه النبي (ص) على السقاية بعد فتح مكة، كما إنّ القرآن الكريم ذكر أنَّ الإيمان والجهاد أفضل من سقاية الحاج، وذكر بعض المفسّرين أنَّ آية سقاية الحاج نزلت في بيان فضل الإمام علي.
تعريفها
سقاية الحاج يعني توفير وإعطاء الماء لحجاج بيت الله الحرام،[١] فبسبب قلة المياه وجفاف أرض مكة تصدّى البعض لتوفير المياه للحجاج قرب الكعبة، وسمي هذا العمل بسقاية الحاج.[٢]
سقاية الحجيج لم تقتصر على بئر زمزم، فقد ذكرت بعض المصادر أن بئر زمزم دُفن لمدة من الزمن، وقد بحث عنه عبد المطلب وحفره وعاد الماء فيه بعد أن رأى رؤيا في ذلك.[٣]
سقاية الحاج قبل فتح مكة سنة 8 هـ، كانت بالإضافة إلى توزيع الماء يوزعون فيها نبيذ الزبيب على الحجاج.[٤]
المتولون للسقاية
كانت سقاية الحاج موجودة عند ظهور الإسلام، ولما نزلت آية سقاية الحاج،[٥] كانت سقاية الحاج بيد العباس بن عبد المطلب، بعد أن كان المتولي عليها أبو طالب،[٦] ولكن بسبب فقره المالي انتقلت السقاية للعباس،[٧] ولكن ابن هشام في كتابه السيرة النبوية ذكر أن المتولي لسقاية الحاج بعد عبد المطلب هو العباس ولم يذكر اسم أبو طالب،[٨] وذكر البلاذري في كتابه أنساب الأشراف سقاية الحاج وقال: أنها كانت في يد أولاد عبد مناف، حتى وصلت إلى يد هاشم بن عبد مناف، وبعده كانت لـ (المطلب بن مناف، ثم عبد المطلب، ثم الزبير بن عبد المطلب، وبعدها وصلت لأبي طالب.[٩]
بعد فتح مكة سنة 8 هـ أبقى النبي (ص) سدانة الكعبة وسقاية الحاج،[١٠] وأبقى عليهما المسؤولين عنهما قبل فتح مكة.[١١]
سقاية الحاج في القرآن
ورد في القرآن أنَّ الإيمان والجهاد أفضل من سقاية الحاج،[١٢] ويعتقد الفخر الرازي أنَّ الآية لم تقلل من فضيلة السقاية أو تنفيها، بل جعلتها قريبة من منزلة الإيمان والجهاد؛ ولذلك عدّ السقاية مع الإيمان والجهاد،[١٣] وذكر بعض مفسري الشيعة كالشيخ الطبرسي والشيخ مكارم الشيرازي أنَّ هذه الآية نزلت لوصف إيمان الإمام علي (ع)،[١٤] وذكر الحاكم الحسكاني وهو من محدثي أهل السنة في القرن الخامس الهجري في كتابه (شواهد التنزيل) عشر روايات في نزول هذه الآية وأنها نزلت بعد جواب الإمام علي (ع) على افتخار شيبة بن عثمان والعباس بن عبد المطلب بعمارة المسجد وسقاية الحاج بأن قال لهم: ما أدري ما تقولان، لقد صلّيت إلى القبلة ستة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد، فأنزل اللّه الآية.[١٥]
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- ابن الأثیر، علي بن محمد، الکامل في التاریخ، بیروت، دار صادر، 1385 هـ.
- ابن هشام، عبد الملك بن هشام، السیرة النبویة، تحقیق: مصطفی السقا، إبراهیم الأبیاري، عبد الحفیظ شلبي، بیروت، دار المعرفة، ط 1، د.ت.
- البلاذري، أحمد بن یحیی، أنساب الأشراف، تحقیق: سهیل زکار، ریاض الزرکلي، بیروت، دار الفکر، ط 1، 1417 هـ.
- الحاکم الحسکاني، عبید الله بن عبد الله، شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، تحقیق: محمد باقر محمودي، طهران، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامی، 1411 هـ - 1990 م.
- الحائري الطهراني، میر السید علي، مقتنیات الدرر وملتقطات الثمر، طهران، دار الکتب الاسلامیة، 1377 هـ.
- الطبرسي، فضل بن الحسن، مجمع البیان في تفسیر القرآن، مقدمة: محمد جواد البلاغي، طهران، ناصر خسرو، ط 3، 1372 ش.
- الفخر الرازي، محمد بن عمر، مفاتیح الغیب، بیروت، دار إحیاء التراث العربي، ط 3، 1420 هـ.
- مکارم الشیرازي، ناصر، الأمثل، طهران، دار الکتب الإسلامیة، ط 2، 1374 ش.
- ↑ ابن اثیر، الکامل، ج 2، ص 21.
- ↑ مکارم الشیرازي، الأمثل، ج 7، ص 323.
- ↑ ابن هشام، السیرة النبویة، ج 1، ص 142.
- ↑ الفخر الرازي، مفاتیح الغیب، ج 16، ص 13؛ الحائری الطهراني، مقتنیات الدرر، ج 5، ص 120.
- ↑ التوبة: 19.
- ↑ الحاکم الحسکاني، شواهد التنزیل، ج 1، صص 324 - 330.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 57.
- ↑ ابن هشام، السیرة النبویة، ج 1، ص 178.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص57.
- ↑ ابن هشام، السیرة النبویة، ج 2، ص 412.
- ↑ ابن کثیر، البدایة و النهایة، ج 4، ص 301.
- ↑ التوبة: 19.
- ↑ الفخر الرازي، مفاتیح الغیب، ج 16، ص 12.
- ↑ الطبرسي، مجمع البیان، ج 5، ص 23؛ مکارم الشیرازي، الأمثل، ج 7، ص 323.
- ↑ الحاکم الحسکاني، شواهد التنزیل، ج 1، صص 320 - 330.