آية الرجال قوامون على النساء

من ويكي علوي
مراجعة ٠٧:٤٢، ٢ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''آية الرجال قوامون على النساء''' هي الآية 34 من سورة النساء تُشير إلى مسألة القوامة والقيادة في الأسرة (قوامة الرجل على المرأة)، حيث تبحث هذه الآية عن واجبات الزوج والزوجة اتجاه بعضهما البعض، مثل توفير نفقات المعيشة من جانب الرجل، والحفاظ على ش...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

آية الرجال قوامون على النساء هي الآية 34 من سورة النساء تُشير إلى مسألة القوامة والقيادة في الأسرة (قوامة الرجل على المرأة)، حيث تبحث هذه الآية عن واجبات الزوج والزوجة اتجاه بعضهما البعض، مثل توفير نفقات المعيشة من جانب الرجل، والحفاظ على شرف وأموال الرجل من جانب المرأة.

وقد اقترحت الآية حلولاً في كيفية تعامل الرجل مع المرأة الناشز (المرأة التي لا تقوم بواجباتها اتجاه الزوج)، وهي: الموعظة، ومن ثم الهجر في الفراش، ومن ثم الضرب الخفيف دون الخروج عن حد العدالة.

نص الآية

قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا [١]

آية الرجال قوامون على النساء هي الآية 34 من سورة النساء، حيث تُشير إلى قوامة وإدارة الرجل لشؤون المرأة[٢] ومسائل القيادة في الأسرة[٣] بين الله تعالى في هذه الآية مكانة ومسؤولية وواجبات الرجل في الأسرة، وكذلك واجبات المرأة اتجاه الزوج، وكيفية حماية الأسرة من الانهيار.[٤]

شأن النزول

ذكرت تفاسير أهل السنة سببين في شأن نزول هذه الآية:

  • نزلت هذه الآية في سعد بن الربيع وهو من الأنصار وزوجته حبيبة بنت زيد؛ حيث نشزت عليه فضربها، فذهبت هي وأبوها إلى النبي(ص) لتشتكيه، فقال النبي: لها الحق أن تقتص من زوجها، وفي أثناء ذهابهما نزلت هذه الآية، فقال رسول الله(ص): ارجعوا أردنا أمراً وأراد الله أمراً، والذي أراد الله خير.[٥]
  • ذكر الفخر الرازي في سبب نزول هذه الآية أنَّ النساء تكلمن في تفضيل الرجل عليهن في الميراث؛ وفي الجواب عليهن إنَّ الرجال يدفعون إليهن المهر، وينفقون عليهن.[٦]

وقد أشكل العلامة الطباطبائي على رواية شأن النزول الأولى (ضرب حبيبة على يد زوجها سعد بن الربيع) على فرض صحة الرواية، أولاً: إنَّ رسول الله(ص) لم يحكم في المسألة وقد أعطى جواب على السؤال فقط، فلا صدور للحكم إلا بعد حضور الطرفين في المحكمة. وفي الثاني: ولازمه أن يكون نزول الآية تخطئة للنبي(ص) في حكمه وتشريعه وهو ينافي عصمته؛ لذلك لا يمكن قبول شأن النزول الأول.[٧]

محتوى الآية

تذكر هذه الآية عدة موضوعات تتعلق بالقيادة والرئاسة في الأسرة (قوامة الرجل على المرأة)، وتوفير نفقات المعيشة، والواجبات المتبادلة بين الزوجين، وسبل حماية الأسرة من التفكك في حال نشوز المرأة.[٨]

القوامة والقيادة في الأسرة

فسر المفسرون جملة «الرجال قوامون على النساء» في الآية 34 من سورة النساء بثلاث مقاربات عامة:

  • اعتبر العديد من المفكرين والمفسرين الشيعة إنَّ وظيفة الرجل هي إدارة الأسرة، وذكروا مفهوم قوامون تحت عناوين مختلفة، مثل: القوامة،[٩] والولاية،[١٠] والرئاسة،[١١]قالب:ملاحظة وولاية الرجل على المرأة.[١٢]
  • فهم بعض المفسرين من مفهوم القوامة هو القيام بالأمر، والمراقبة، وتكفل شؤون المرأة،[١٣] وبرأي هذه المجموعة فإنَّ هذه الأية تشير إلى القيام بشؤون المرأة لا التسلط عليها.[١٤]
  • البعض الآخر من المفسرين ومن خلال الجمع بين الرأيين السابقين (الرئاسة والكفالة)، ذهبوا إلى إنَّ القوامة لا تعني فقط الأمر والنهي، بل هو الاهتمام بشأن المرأة ورعاية شؤونها.[١٥]

الواجبات المتبادلة بين الزوجين

في الجزء الآخر من هذه الآية، ذكر الله تعالى الواجبات المتبادلة بين الزوجين اتجاه بعضهما البعض، وقالوا حول هذه العبارة «وَبِمََا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوََالِهِمْ» هو التزام الزوج بتغطية نفقات الحياة الكريمة، كالنفقة على الزوجة والأولاد، ومهر المرأة، وكذلك حماية كيان الأسرة.[١٦]

فكما أنَّ للزوج التزامات تقع على عاتقه اتجاه أفراد أسرته الآخرين، فكذلك طلب الله تعالى من الزوجة أن تكون خاضعة وملتزمة بنظام الأسرة وطاعة زوجها، والحفاظ على شرف الزوج وأمواله ليس فقط في حال حضوره، بل أيضاً في حال غيبته، وكذلك احترام وحفظ كرامة الزوج، وأداء واجبها كزوجة، وأن لا ترتكب الفاحشة.[١٧]

طرق الحفاظ على الأسرة

في الجزء الأخير من الآية، تمت الإشارة إلى كيفية التعامل مع المرأة الناشز (المرأة التي لا تقوم بواجباتها اتجاه الزوج)، وفي رأي المفسرين، ينبغي على الرجال أن يتبعوا الإجراءات الموصى بها في الآية على الترتيب والتدريج (الموعظة، ومن ثم الهجر في الفراش، ومن ثم الضرب الخفيف) دون الخروج عن حد العدالة.[١٨] وحسب تقسيم الشيخ مكارم الشيرازي في تفسير الأمثل لمراحل التعامل مع المرأة الناشز، ذكر ما يأتي:

  • الموعظة والنصيحة: إنّ المرحلة الأولى التي على الرجال أن يسلكوها تجاه النساء اللاتي تبدو عليهنّ علائم النشوز، هي الموعظة والنصيحة كما جاء في عبارة من الآية (فَعِظُوهُنَ‌) وأن يتم تبيين النتائج السيئة للعصيان والنشوز.[١٩]
  • الهجر في المضاجع‌: وتأتي هذه المرحلة إذا لم ينفع الوعظ ولم تنجع النصيحة (وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ‌)، وبهذا الموقف والهجر وعدم المبالاة بالزوجة أظهروا عدم الرضا من الزوجة، لعل هذا الموقف الخفيف يؤثر في أنفسهنّ.[٢٠] وذكر العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان حول عبارة (وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ)، إنَّ الهجر في المضاجع المقصود منه أن تكون الهجرة مع حفظ المضاجعة كالاستدبار وترك الملاعبة ونحوها، لا ترك الفراش؛ وذلك يكون علامة على اعتراض الزوج وعدم رضاه عن الزوجة، حتى تعود المرأة إلى رشدها.[٢١] واعتبر الخواجة نصير الدين الطوسي في كتاب أخلاق ناصري إنَّ استخدام هذه الأساليب (النشوز، والضرب، والهجر في المضاجع) أن لا تؤدي إلى الفساد.[٢٢]
  • الضرب: إذا تجاوزن النساء في عصيانهنّ، والتمرد على واجباتهنّ ومسئولياتهنّ الحدّ، ومضين في طريق العناد واللجاج دون التأثير بالأساليب السابقة، بحيث يسبب عناد المرأة إلى تهديد كيان الأسرة، فحينئذ يأتي دور الضرب (اضْرِبُوهُنَ‌) لدفعهنّ إلى القيام بواجباتهنّ الزوجية لانحصار الوسيلة في هذه الحالة في استخدام شي‌ء من العنف،[٢٣] طبعاً أن يكون عقاب المرأة خفيفاً، لا يؤدي إلى الكسر والجرح، بل ولا الضرب البالغ حد السواد، كما ورد في الروايات،[٢٤] والكتب الفقهية.[٢٥]

الدراسات

يوجد كتاب للسيد محمد حسين الحسيني الطهراني تحت عنوان الرسالة البديعة، وهو مختص في تفسير آية الرجال قوامون على النساء، والكتاب يحتوي على محورين عامين هما فلسفة حقوق الرجل والمرأة، ومكانة المرأة في مجال الجهاد والقضاء والحكومة.[٢٦]


المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • البلاغي، عبد الحجة، حجة التفاسیر، قم، حکمت، 1386ش.
  • الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة، قم، مؤسسة آل البيتقالب:عليهم السلام لإحياء التراث، ط1، 1409هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي بن الحسين، من لا يحضره الفقيه،قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط2، 1413ه‍.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط2، 1390هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقيق وتعليق: هاشم رسولي وفضل الله اليزدي، طهران، ناصر خسرو، ط3، 1372ش.
  • الطهراني، محمد حسين، الرسالة البديعة، د.م، د.ن، د.ت.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، المبسوط، تحقيق: محمد تقي الكشفي، طهران، مرتضوي، 1387ش.
  • الفاضل المقداد، مقداد بن عبد الله، كنز العرفان في فقه القرآن، طهران، المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية، 1373ش.
  • الفخر الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 3، 1420 هـ.
  • الفيض الكاشاني، محمد محسن، التفسير الأصفى، قم، مكتبة الإعلام الإسلامي، ط1، 1418هـ.
  • القرشي، علي أكبر، تفسير احسن الحديث، طهران، بنياد بعثت، 1375ش.
  • المدرسي، محمد تقي، من هدی القرآن، طهران، دار محبي الحسين، 1419هـ.
  • الواحدي، علي بن أحمد، أسباب نزول القرآن، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1411هـ/ 1991م.
  • رضائي أصفهاني، محمد علي، تفسير قرآن مهر، قم، پژوهش‌های تفسیر وعلوم قرآن، 1387ش.
  • صادقي الطهراني، محمد، الفرقان في تفسير القرآن، قم، فرهنگ اسلامی، 1402هـ.
  • فضل الله، محمد حسين، تفسير من وحي القرآن، بيروت، دار الملاك للطباعة والنشر، ط2، 1419هـ.
  • مصطفوی فرد، حامد وحميد إيمان دار «رویکرد اندیشوران شیعه به مفهوم قوامیت مرد در آیه 34 سوره نساء»، در مجله آموزه‌های قرآنی دانشگاه علوم اسلامی رضوی، العدد 26، 1396ش.
  • مصطفوي، حسن، تفسير روشن، طهران، مرکز نشر کتاب، 1380ش.
  • مغنية، محمد جواد، التفسير الكاشف، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1424هـ.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، تفسير الأمثل، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط10، 1371ش.
  • نصير الدين الطوسي، محمد بن محمد، أخلاق ناصري، طهران، علمية إسلامية، د.ت.
  1. سورة النساء، الآية 34.
  2. رضائي أصفهاني، تفسير قرآن مهر، ج 4، ص 117.
  3. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 3، ص 369.
  4. مصطفوی فرد، «رویکرد اندیشوران شیعه به مفهوم قوامیت مرد در آیه 34 سوره نسا»، ص 82.
  5. الواحدي، أسباب نزول القرآن، ص 155؛ البيضاوي، أنوار التنزيل، ج 2، ص 72.
  6. الفخر الرازي، التفسير الكبير، ج 10، ص 70.
  7. الطباطبائي، الميزان، ج 4، ص 349.
  8. مصطفوی فرد، «رویکرد اندیشوران شیعه به مفهوم قوامیت مرد در آیه 34 سوره نسا»، ص 82.
  9. الطباطبائي، الميزان، ج 4، ص 343؛ القرشي، احسن الحدیث، ج 2، ص 354؛ المدرسي، من هدی القرآن، ج 2، ص 73.
  10. مغنیة، الکاشف، ج 2، ص 315؛ الفاضل المقداد، کنز العرفان، ج 2، ص 211.
  11. الطبرسي، مجمع البيان، ج 3، ص 68.
  12. الفيض الكاشاني، الأصفى في تفسير القرآن، ج 1، ص 218.
  13. صادقي الطهراني، الفرقان، ج 7، ص 38.
  14. مصطفوي، تفسير روشن، ج 5، ص 360.
  15. مكارم الشيرازي،‌ الأمثل، ج 3، ص 370؛ البلاغي، حجة التفاسیر، ج 2، ص 39؛ فضل الله، من وحي القرآن، ج 7، ص 229 ــ 230.
  16. الطبرسي، مجمع البيان، ج 3، ص 69؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 3، ص 370؛ صادقي الطهران، الفرقان، ج 7، ص 38.
  17. الطبرسي، مجمع البيان، ج 3، ص 69؛ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 3، ص 370؛ مغنية، الكاشف، ج 2، ص 316 ــ 317.
  18. الطباطبائي، الميزان، ج 4، ص 345.
  19. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 3، ص 372.
  20. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 3، ص 372.
  21. الطباطبائي، الميزان، ج 4، ص 345.
  22. الطوسي، أخلاق ناصري، ص 181.
  23. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 3، ص 372 ـ 373.
  24. الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 21، ص 517.
  25. الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 3،‌ ص 521؛ الطوسي، المبسوط، ج 4، ص 338.
  26. الطهراني، الرسالة البديعة.