آية الصلح

من ويكي علوي
مراجعة ٠٦:١٤، ٢ نوفمبر ٢٠٢٣ بواسطة Qanbar (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب''''آية الصلح''' هي الآية 61 من سورة الأنفال يأمر الله تعالى فيها النبي (ص) باعتباره زعيماً للأمة الإسلامية، إذا كان هناك جماعة خالفوا معاهدة الصلح وخاضوا حربا مع المسلمين، ثم أظهروا رغبة في الصلح، فاعمل على الصلح معهم. وأن يتوكل في ذلك على الله...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

آية الصلح هي الآية 61 من سورة الأنفال يأمر الله تعالى فيها النبي (ص) باعتباره زعيماً للأمة الإسلامية، إذا كان هناك جماعة خالفوا معاهدة الصلح وخاضوا حربا مع المسلمين، ثم أظهروا رغبة في الصلح، فاعمل على الصلح معهم. وأن يتوكل في ذلك على الله تعالى، ولا يخاف من أسباب خفية قد يكون غافلا عنها، ولم يتهيأ لها؛ فإن الله هو السميع العليم. وتدل هذه الآية أيضاً على أنَّ الإسلام يدعو للسلام.

نص الآية

قال تعالى: وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [١]

تُعرف الآية 61 من سورة الأنفال بآية الصُلح أو آية السَلم.[٢] هذه الآية والتي تأتي بعد آيات الجهاد، وترتبط ببعض الآيات الأخرى مثل الآية 190 إلى 193 من سورة البقرة والآية 90 من سورة النساء، تُشير إلى إنَّ الإسلام لم يجعل الحرب مبدأً له، ويسعى إلى إرساء السلام قدر الإمكان.[٣]

محتوى الآية

في هذه الآية أمر الله تعالى الرسول الكريم(ص) إذا كانت جماعات من الكفار أو غيرهم مثل بني قريظة وبني النضير الذين خالفوا معاهدة الصلح وخاضوا حربا مع المسلمين، وأظهروا رغبة في السلام والصلح، فأنت أيضاً إذا كان ذلك فيه مصلحة فاعمل على الصلح معهم.[٤] مع أنّ الآية السابقة عليها قد أو ضحت هدف الجهاد في الإسلام بقدر كاف، فإنّ هذه الآية تتحدّث عن قبول الصلح مع الآخرين.[٥]

إنّ الله تعالى يأمر النبي(ص) في هذه الآية أن لا يتردد في قبول الصلح؛ إذا كانت الشروط عادلة،[٦] وأن يتوكل في ذلك على الله تعالى ولا يخف من أسباب خفية قد يكون غافل عنها ولم يتهيأ لها، فإن الله هو السميع العليم.[٧]

وكلمة السلم في هذه الآية عامة تشمل ترك الحرب بالهدنة والصلح، وبدفع الجزية والدخول بالإسلام.[٨] وذهب محمد جواد مغنية في تفسير الكاشف إنَّ السلم في هذه الآية أمر حتمي في مسالمة كل من يسالم؛ إلا إذا دلت الدلائل إنَّ هذا السلم فيه مكر وتمهيد للهجوم على حين غرة، والمراد من السلم في هذه الآية هو السلم مع الجميع من قاتل ومن لم يقاتل.[٩]

جاء في فقرة من رسالة الإمام علي(ع) إلى مالك الأشتر عندما تم إرساله ليكون حاكماً على مصر، جاء فيها أمر الصلح مع العدو: «وَلَا تَدْفَعَنَّ صُلْحاً دَعَاكَ إِلَيْهِ عَدُوُّكَ لِلهِ فِيهِ رِضًا»، وقد استدل السيد علي نقي فيض الإسلام مترجم وشارح نهج البلاغة بعد نقل هذه الفقرة بهذه الآية.[١٠]

جواز الصلح

استدل الفقهاء في أبواب المهادنة بهذه الآية وسيرة الرسول(ص) في صلح الحديبية، على جواز مشروعية الصلح ووقف القتال مع الذين في حالة حرب مع المسلمين، إذا كان هناك مصلحة للمسلمين.[١١] ويذهب الفقهاء إنَّه بعد اتفاق الصلح ينبغي العيش معهم بسلام والحفاظ على حقوقهم وحرمتهم، ويمكن إقامة علاقات سياسية واقتصادية معهم.[١٢]

نسخ الآية

يرى العلامة الطباطبائي، نقلاً عن رواية لابن عباس، إنَّ آية الصلح قد تم نسخها في الآية 5 و29 من سورة التوبة التي فيها إعلان الحرب على المشكرين والجماعات المتآمرة من أهل الكتاب، والآية 35 من سورة محمد التي تدعو إلى عدم التراخي في جهاد الكفار.[١٣]

كذلك ذهب العلامة الطباطبائي إلى إنَّ هذه الآية لا تخلو من الإشارة إلى كون الحكم مؤقت، وأنَّها قد تم تشريعها لفترة زمنية معينة وليست دائمة.[١٤] ومن ناحية أخرى يرى الطبرسي في تفسير مجمع البيان إنَّ آية الصلح نزلت في أهل الكتاب وآيات سورة التوبة عن المشركين، لذلك لم تُنسخ آية الصلح بتلك الآيات، وكذلك صالح رسول الله(ص) وفد نصارى نجران في السنة التاسعة للهجرة؛ وذلك بعد نزول آيات سورة التوبة.[١٥]

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • أبو الفتوح الرازي، حسين بن علي، روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن، مشهد، آستان قدس رضوی، ط1، 1371ش.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط2، 1390هـ.
  • القرشي، علي أكبر، تفسير احسن الحديث، طهران، بنياد بعثت، 1375ش.
  • صادقي طهراني، محمد، الفرقان في تفسير القرآن، قم، فرهنگ اسلامی، 1496هـ.
  • فيض الإسلام، علي نقي، ترجمة وشرح نهج البلاغة، طهران، سازمان چاپ و انتشارات فقيه، 1368ش.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1411هـ.
  • مغنية، محمد جواد، التفسير الكاشف، بيروت، دار الأنوار للطباعة والنشر والتوزيع، ط4، د.ت
  • مكارم الشيرازي، ناصر، تفسير الأمثل، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط10، 1371ش.
  1. سورة الأنفال، الآية 61.
  2. معرفة، التمهيد، ج 2، ص 355.
  3. القرشي، احسن الحديث، ج 4، ص 160.
  4. أبو الفتوح الرازي، روض الجنان، ج 9، ص 143؛ صادقي طهراني، الفرقان، ج 12، ص 278.
  5. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 7، ص 229.
  6. مكارم الشيرازي، الأمثل، ج 7، ص 230.
  7. الطباطبائي، الميزان، ج 9، ص 117
  8. مغنية، تفسير الكاشف، ج 3، ص 502.
  9. مغنية، تفسير الكاشف، ج 3، ص 502.
  10. فيض الإسلام، نهج البلاغة، ج 5، ص 1028.
  11. الطوسي، المبسوط، ج 2، ص 50؛ النجفي، جواهر الكلام، ج 21، ص 293.
  12. منتظري، مباني فقهي حكومت اسلامي، ج 5، ص 234.
  13. الطباطبائي، الميزان، ج 9، ص 131.
  14. الطباطبائي، الميزان، ج 9، ص 131.
  15. الطبرسي، مجمع البيان، ج 4، ص 853.